تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    58

    افتراضي حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

    العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك لـ (( البيان ) ):
    مقاطعة العدو وأعوانه اقتصادياً من أقوى وسائل الضغط
    أجرى الحوار: مجلة البيان
    مدخل:
    العلَّامة فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك من أعلام العلماء وكبار الفقهاء، عُرِفَ برسوخه العلمي، وقوته في الحق، إمامٌ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نذر نفسه للعلم وأهله، وللتدريس والفتيا، وأصبح مرجع العلماء وطلبة العلم والدعاة والمصلحين؛ يستفيدون من علمه، ويقتدون بسمته، ويستشيرونه في النوازل. ويسرنا في مجلة «( البيان ) » أن نجري مع فضيلته الحوار التالي:
    ( البيان ) : ما واجب المسلمين العقدي تجاه اليهود ودولتهم؟
    ▪ الحمد لله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:
    فإن أمة اليهود من شرِّ أمم أهل الأرض في القديم والحديث، والله - تعالى - قد فضح اليهود وبيَّن مخازيهم، وفصَّل ذلك - سبحانه وتعالى - تفصيلاً لا يتسع المقام لذكره، لكنه واضـح لمــن تدبَّر سورة البقــرة وآل عمران والنساء والمائدة. وكما ذكر أحوال أسـلافهم ذكــر أحوالهم في عهد النبوة، وبيَّن - سبحــانه وتعالى - شدة عداوتهم للمؤمنين كالمشركين وسعيهــم في الأرض بالفساد وإيقادهم للحروب، قال - تعالى -: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْـحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْـمُفْسِدِينَ } [المائدة: 46].
    ومنذ بعث الله المسيح - عليــه السلام - رسولاً للنــاس كـان الذين كذبوه من بنــي إســرائيل هـم اليهــود وكفــروا بــذلك، وقد أخبر الله - تعالى - عن مواقفهم مع عبده ورسوله عيسى ابن مريم وأمه، ثم كفــروا ثـانياً بتكذيبهم نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - {فَبَاءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِين َ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [البقرة: 09]. وكثيراً ما يُذكَر الغضب في القرآن في الخبـــر عنهــم، وأول ذلك قوله - تعالى -: {غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] في أمِّ القرآن، ولهذا تسمَّى أمةُ اليهود عند أهل العلم (الأمةَ الغضبــية) و (قتــلة الأنبيــاء) و (إخوان القردة والخنازير) ونحو ذلك مما وصفهم الله به في القرآن، فيجب لذلك بغضهم ومعاداتهم والبراءة منهم واعتقاد أنهم كفار وإن زعموا الانتساب لشريعة التوراة، ومن اعتقد من المسلمين أنهم لذلك على دين صحيح فهو كافر مرتد وإن زعم أنه مسلم. وأما دولتهم القائمة فهي دولة الظلم والاحتلال لبلاد المسلمين، والواجب على المسلمين - كلما قدروا - أن يجاهدوهــم ويخرجوهــم من فلسطين؛ لكفرهم وظلمهم، قال - تعالى -: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْـحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْـجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 92]. وقــال - تعالى -: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ْ وَلا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [البقرة: 091 - 191].
    ( البيان ) : ما الحكم الشرعي في نصرة المسلمين في غزة، وصورها؟
    ▪ إذا كان جهاد دولة اليهود واجباً فإنه يجب على جميع المسلمين نصرة من جاهدهم؛ كل بحســب حاله؛ لأن الله - تعالى - يقول: {وَالْـمُؤْمِنُ نَ وَالْـمُؤْمِنَا تُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 17]، ويقول - أيضاً -: {إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} [الحجرات: 01]، وقال - تعالى -: {وَإنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ} [الأنفال: 27]. وكما يكون الجهاد بالنفس والمال واللسان يكون النصر بذلك، فيجب نصر المجاهدين بكل ما أمكن من وسائل النصرة، ومن ذلك: العمل على فكِّ الحصار عنهم بفتح المعابر التي يصلون منها إلى ما يأمنون به على أنفسهم ويجلبون ضرورياتهم، وضد ذلك هو إعانة للعدو عليهم، ومن وسائل النصرة أيضاً: مقاطعة العدو وأعوانه اقتصادياً؛ فإن ذلك من أقوى وسائل الضغط في هذا العصر؛ تصديراً واستيراداً؛ كما فعل ثمامة بن آثال مع قريش حيث آلى ألا يصل إليهم شيء من بُرِّ اليمامة حتى يأذن الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
    ( البيان ) : هل تسوِّغ أخطاءُ المجاهدين في غزة أو غيرها تركَ نصرتهم؟
    ▪ إذا تقرَّر وجوب نصرة المجاهدين في سبيل الله - عز وجل - فمن المعلوم أن الأخوة الإسلامية لا يبطلها ما يكون من ذنوب وأخطاء، بل من الواجب فيما بين المسلمين التناصح والإرشاد والتنبيه على الخطأ وإنكار المنكر بالطرق المحققة لمقاصد الشريعة؛ فما يأخذه بعض الناس على المجاهدين في غزة وغيرها من أخطاء حقيقية أو محتملة لا يجوز أن يكون ذلك مانعاً من نصرتهم وموجباً لخذلانهم؛ فإن ذلك مكسب للعدو، ومع نصرتهم يجب ردُّ محلِّ التنازع إلى ما أمر الله به - سبحانه -: {فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 95].
    ( البيان ) : ما حكم السلام والتطبيع مع اليهود؟ وما شرعية الاتفاقيات المؤدية إلى ذلك؟
    ▪ العهد مع الكفار في الشريعة يكون على وجهين:
    الأول: عهد ذمة، وهو العهد الذي يكون مشروطاً ببذل الجزية، فهذا العهد يعتبر فيه الدوام ما التزموا بشرطه ولم يأتوا بما ينقضه.
    الثاني: العهد الذي مقصوده الكف عن القتل والقتال، وهذا أيضاً على وجهين:
    الوجه الأول: العهد مع الكفار وهم في أرضهم وليسوا في دار الإسلام، وهذا هو الصلح، ويكون مطلقاً، أي: ليس مقيداً بمدة، وليس معنى هذا دوام هذا العهد، لكن لا يجوز للمسلمين نقضه إلا بعد إبلاغ الطرف الآخر، ويكون مقيداً بمدة؛ كما صالح الرسول - صلى الله عليه وسلم - قريشاً على وقف القتال عشر سنين وعلى شروط معروفة، وهذا العهد لا يجوز للمسلمين نقضه بل يجب الوفاء به، إلا أن يكون النقض من الكفار، ولهذا غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - قريشاً لما نقضوا العهد بمعاونة بكر على خزاعة.
    والوجه الثاني: العهد مع الكفار الذين يدخلون ديار المسلمين بإذنهم ويسمون المستأمَنين، وهؤلاء يجب الوفاء لهم بعهدهم حتــى يتم الغرض من دخولهــم، ومن ذلك: قوله - تعالى -: {وَإنْ أَحَدٌ مِّنَ الْـمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} [التوبة: 6]، فلا يجوز لأحد من المسلمين التعرُّض له حتى يبلغ مأمنه.
    وأما المعاهدات الدولية المعاصرة فلم تُبْنَ شروطها على موجب الأحكام الإسلامية، بل إن كثيراً من شروطها مخالف للشريعة الإسلامية، ومن أبرز ذلك: ما تتضمنه المعاهدة الدائمة، وهو ما يعبَّر عنه بالاعتراف والتطبيع.
    وأما إذا احتلَّ الكفار شيئاً من بلدان المسلمين فلا يُتَصوَّر معهم شيء إلا الجهاد أو الهدنة حسب ما تقتضيه مصلحة المسلمين.
    نسأل الله - عز وجل - أن ينصر دينه ويُعلي كلمته، وأن يجعل للمسلمين في غزة مِنْ كلِّ همٍّ فرجاً ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً ومن كلِّ بلاءٍ عافية، والحمد لله رب العالمين.

    http://albayan-magazine.com/bayan-258/bayan-04.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

    الأخ الفاضل ضياء السالك لديّ استفهام وفقك الله,
    كلام الشيخ حول تاريخ اليهود ووصف ديدنهم في القرآن كلام ماتع ومعروف ولكن إسقاطه على حاضرهم وواقعنا معهم فيه شيء من الغموض ليتك تجلّيه:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء السالك مشاهدة المشاركة
    إذا كان جهاد دولة اليهود واجباً فإنه يجب على جميع المسلمين نصرة من جاهدهم...
    أوليس واجبٌ هو؟! هل يوجد إحتمال ولو واحد في المئة أن يكون جهادهم ليس بواجب؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء السالك مشاهدة المشاركة
    وأما إذا احتلَّ الكفار شيئاً من بلدان المسلمين فلا يُتَصوَّر معهم شيء إلا الجهاد أو الهدنة حسب ما تقتضيه مصلحة المسلمين.
    قلُ لي بربك كيف تكون مهادنة العدو الكافر المحتل لأرض المسلمين مصلحة للمسلمين؟ وأي مصلحة تتحقق لنا إن هادنَّا العدو الكافر المحتل لأرضنا المذلّ لأهلنا؟

    أبسط قواعد الجهاد التي تعلمناها تُفهمنا أنه إذا وقع عدوان على بقعة من أرض المسلمين وعجز أهلها عن صد عدوان الكافر تعيّن على من يليهم إعلان الحرب عليه دفاعا عنهم حتى يتحقق النَّصر وطرد الغزاة.

    فكيف يشطب عى هذا الكلام بوضع خيار آخر وهو المهادنة حسب المصلحة؟ وإذا لكل دولة مسلمة أن تهادن الكافر المحتل بحجة "مصلحتي ومصالحي في السلام والمهادنة"
    هل من تفسير؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

    اخي الفاضل جولدن توربان الرسول صلى الله عليه وسلم في حربه مع قريش صالحهم في صلح الحديبية, لماذا؟
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

    الأخ ماجد وفقك الله تعالى,
    لم يتبيّن لك وجه الإشكال عندي في كلام الشيخ, ولعلّي أوضح لك أكثر:

    لو قال الشيخ - حفظه الله - "وأما إذا احتلَّ الكفار شيئاً من بلدان المسلمين فلا يُتَصوَّر معهم شيء إلا الجهاد." وسكت ثم استأنف كلامه من أول السطر وقال: "فإن عجز المسلمون جميعاً عن ردع الكافر وصدّ عدوانه لضعف فيهم, تشرع الهدنة المؤقتة, لسد العجز, ورفع القوة واستكمال العدة والعتاد" لكان هذا أولى من وجهة نظري. فالهدنة مع المحتلّ لاتكون إلا لعجز طارئ ووهن قائم بين المسلمين, أما إن زال كل ذلك وامتلك المسلمون أسباب النصر تعين عليهم قتال العدو, الأقرب فالأقرب حتى يزول العدوان.

    أما أن تكون مهادنة الكافر المحتل خيار أوليّ متاح -دون قيد او شرط- أمام المسلمين (كما هو ظاهر كلام الشيخ "فلا يُتَصوَّر معهم شيء إلا الجهاد أو الهدنة") فيهادنوا العدو المعتدي مع امتلاكهم أسباب القوة والنصر فلاشك أن هذا يصادم مبدأ دفع العدو الصائل.

    وصلح الحديبية الذي ذكرته حضرتك خارج عن محل نقاشنا, فالشيخ يؤصّل العهد مع الكفار فيفصّله على قسمين:
    أ. عهد ذّمة
    ب. عهد كفٍّ عن القتل والاقتتال على وجهين:
    1-العهد مع الكفار وهم في أرضهم وليسوا في دار الإسلام.
    2-العهد مع الكفار الذين يدخلون ديار المسلمين بإذنهم ويسمون المستأمَنين.

    ثم أخرج الشيخ عما سبق كله قسم ثالث وهو الكفّار الغزاة لدار الإسلام وقال ليس لهم إلا الجهاد أو الهدنة فسمى الصلح معهم بالهدنة.
    فصلح الحديبية على هذه الخريطة لايعتبر هدنة بل تابع للقسم (ب 1) وهو كفّ القتل والاقتتال مع الكفار وهم في أرضهم وليسوا في دار الإسلام، ولاريب أن الكفار لم يكونوا غزاة في صلح الحديبية بل كانوا في دارهم مكة وقد كانت لم تزل دار حرب, بل لم يكن النبيُّ في هذا العام غازيا على الإطلاق, بل خرج بدون سلاح قاصداً البيت الحرام يريد الحجّ وليس بينه وبين كفار قريش أي اتفاقيات تنظم هذا المنسك ففتح الله عليه فتحاً عظيما حقن به دماء المسلمين ومكنهم من دخول مكة رسمياً من العام القادم.

    فلابد لك أخ عتيبي أن تنزّل صلح الحديبية مكانه حسب تأصيل الشيخ للقضية, وفقني الله وإياكم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

    اخي جولدن تيربن سؤالك هذا يذكرني بتعقيب على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
    وهذا هو رد ابن باز رحمه الله ولاحظوا يا اخوان ادب ابن باز في الردة واسلوبه الجميل

    http://www.binbaz.org.sa/mat/8592
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

    بارك الله فيك أخي ماجد العتيبي,
    نظرتُ في الرابط وقرأتُ كلام الشيخ ابن باز - رحمه الله- فحمدتُ الله أن أنطقني بِعيْن ما نطق به الشيخ ابن باز في الردّ وقلتُ سبحان الله القائل: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤْتِكُم كِفْلَين من رحمته, ويجعلْ لكم نوراً تمشون به, ويغفر لكم, والله غفورٌ رحيمٌ"

    الخلاف بين ابن باز والقرضاوي -مع حفظ الألقاب- كان على الآتي:
    لو أنّ المظلوم رضي ببعض حقه واصطلح مع الظالم في ذلك فهل يجوز شرعا؟ ابن باز يقول بالجواز والقرضاوي يقول لايصح.
    الشيخ القرضاوي يقول لو أن إنساناً غصب دار إنسان وأخرجه إلى العراء ثم صالحه على بعضها, فإن هذا الصُّلح لايصح.
    والشيخ ابن باز يعاكسه في الرأي ويقول: "هذا غريب جداً, بل هو خطأ محض, ولا شك أن المظلوم إذا رضي ببعض حقه، واصطلح مع الظالم في ذلك فلا حرج؛ لعجزه عن أخذ حقه كله، وما لا يدرك كله لا يترك كله،" ا.هـ

    ولكن السؤال هل يُطلق الشيخ ابن باز هذا الكلام ولايقيده بقيد أو شرط؟
    الإجابة: كلا. بل يقيّده بعجز المظلوم عن أخذ الحق كله.
    ولكن ماذا لو وُجدتْ القدرة, وانتفى العجز؟ هل تصحّ المصالحة على نصف الحق, أو ربعه, أو خمسه عند ابن باز؟
    يجيب الشيخ ابن باز بنفسه على هذا السؤال في نفس المقال المشار إليه. اسمع كلامه:
    "إذا كان المظلوم أقوى من الظالم وأقدر على أخذ حقه، فإنه لا يجوز له الضعف، والدعوة إلى السلم، وهو أعلى من الظالم وأقدر على أخذ حقه، أما إذا كان ليس هو الأعلى في القوة الحسية فلا بأس أن يدعو إلى السلم" ا.هـ

    وهذا هو ما تمنيتُ على الشيخ البراك أن يقيده في كلامه فلا يجعل الهدنة خيار أول يلجا إليه المنهزمون طلباً للعافية والسلامة, بل يلجا إليها اضطراراً إن حدث العجز والضعف, ويكون انعقادها بغرض استكمال الاستعداد وبعث القوة تمهيدا لاسترداد الحق كاملا غير منقوص.
    فقلتُ: "وأما إذا احتلَّ الكفار شيئاً من بلدان المسلمين فلا يُتَصوَّر معهم شيء إلا الجهاد, فإن عجز المسلمون جميعاً عن ردع الكافر وصدّ عدوانه لضعف فيهم, تشرع الهدنة المؤقتة, لسد العجز, ورفع القوة واستكمال العدة والعتاد "

    ولإن سالتني رأيي في الخلاف بين الشيخين أقول لك لايوجد خلاف ولايحزنون فالقرضاوي يقول لايصح الصُّلح إن توفرت أسباب القوة ويستشهد بالآية: "فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" وابن باز يوافقه تماما أن الصلح على نصف الحقوق مع توافر أسباب القوة لايجوز أيضا.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حوارمجلة البيان مع الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله عن اليهود

    لاستكمال النقاش حول هذا الموضوع فقد عنّ لي سؤال أتوجه به لإخواني:
    هل التصالح على هضم الحقوق جائز بين المسلمين؟ فإن لم يكن جائزاً فكيف نجوزه لكافر ظالم معتدٍ على حق مسلم مظلوم معتدَى عليه؟ إلا أن يكون هذا التصالح في حقيقته إملاء أو إذلال من المعتدي وخضوع للأمر الواقع من المعتدى عليه.
    أرجوا من أصحاب الفقه والنظر الإدلاء بإفادتهم.

    وأتوجه للأخ ماجد العتيبي بهذا المثل:
    لو أن له جارين مسلمين: عبد القوي وضعيف, وقام عبد القوي -لأنه جبَّار ومن أهل الحظوة والنفوذ- بالاعتداء على محل سكن ضعيف وطرده منه وحلّ محلّه. وأصبح ضعيف بلا ملجأ ولاسند ولا معين فعاد إلى عبد القوي ذليلا مستكيناً يريد التفاوض والتفاهم فألزمه الأخير بالتصالح على الإقرار بالأمر الواقع ويعطيه صفة خادم له حجرة الفِراشة الملحقة بالمنزل من الخارج ويكون هو السيِّد ويكون له كامل المنزل, فرضي ضعيف بذلك وكبّّر وهلَّل. ثم أتى كلاهما لك أخ ماجد لتشهد على هذا التصالح, فهل ستشهد؟

    أرجوا منك أن تستفتي قلبك أولاً ثم تجيبني -بارك الله في- بربّك هل ستشهد على هذا الصلح.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •