تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أسباب النصر الحقيقية . . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    52

    افتراضي أسباب النصر الحقيقية . . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله

    لفضيلة الشيخ د. حمد بن محمد الهاجري - حفظه الله ورعاه -

    وأترككم مع المقال سائلا ربي أن ينفعكم به :

    أسباب النصر الحقيقية

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    ] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران: 102].

    ]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً [[ النساء: 1].

    ]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً[[الأحزاب:70-71].

    أمّا بعد : فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هديُ محمد وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثةٍ بدعةٌ،وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار.

    لا يخفى عليكم ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من مِحَنٍ وما تعترضهم من عقبات وما يصيبهم من نكباتٍ.

    إن لهم أعداء لا يرحمونهم ولا يغفلون عنهم وتلك سنةُ الله في خلقه، أن يمتحنَ الطيِّب بالخبيث ليستخلص من صفِّ المسلمين صفوته ، وليجتبي منه خيرته، ذلك لأنه بالامتحان يعرف من يستحق الإكرام ممن يستحق الامتهان، قال الله تعالى: أمْ حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب [البقرة:214].

    هذا وإن مما يجب على المسلم معرفته أن النصر حليف أهل الإيمان ، لأن الله يقول: وكان حقا علينا نصر المؤمنين [الروم:47].
    والله يعد ولا يُخلف :ومن أوفى بعهده من الله [التوبة:111].

    ولا شك أن مدة الامتحان قد طالت ، والمسلمون هم المسلمون ، وضعفهم هو ضعفهم ، وذلهم هو ذلهم ، إلا ما شاء الله.
    وكان من آخر ما آذى المسلمين وأزعجهم ما قام به الصهاينة الغادرون من حصار شديد وعدوان ظالم لأهل غزة، تمثل في قتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين.

    وهذا ليس بغريب على هذه الأمة اليهودية المغضوب عليها إخوان القردة والخنازير عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.

    وقد أخبرنا الله عنهم ووضعهم في مقدمة صفوف أعداء المؤمنين فقال عز من قائل:لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا [المائدة: 82].

    ولا أريد أن أقف بكم طويلاً لتعداد مآسي المسلمين والبكاء على الأطلال كما يفعل بعض الناس – لأن ذلك لا يجدي ولا يفيد ، بل يبعث اليأس في نفوس المسلمين ولا يحل مشاكلهم ولا يعالجها.

    إن الذي يجب على كل مسلم أن يدركه هو معرفته لما يجب عليه أن يقوم به حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر.

    وإن أسباب النصر كثيرة ، إلا أنها تعود في مجملها إلى سببين أساسيين:

    السبب الأول : هو الإعداد الإيماني والرجوع إلى الله جل وعلى ،وذلك بتحقيق التوحيد وملازمة التقوى، والاستقامة على شرع الله علماً وعقيدةً وعملاً ودعوة إليه وتضحيةً وصبراً، وتخل عن ولاءات الجاهلية وأفعالها،وبعد عما،يغضب الله من الذنوب والمعاصي.
    يقول ربنا : يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7].

    ولا شك أن أعظم ما يُعدُّه المؤمنون ليتقوَّوا به على عدوهم هو توحيد الله بالعبادة وعدم الشرك به جلَّ وعلا.

    يقول الله : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً [النور:55]. فهل ينصر الله من يُعَلِّق أمله بحجر أو من يستغيث أو يذبح لميت أو يسجد عند قبر أو يطوف بمشهد رجل صالح أومن يعلق النصر بالشخص الفلاني أو الجماعة الفلانية أو من يحلف بغير الله ؟!!

    لا شك أن هؤلاء – كلهم – لا ينصرون. وللأسف أن هذه الشركيات يفعلها كثير من المسلمين – اليوم – فكيف ننصر يا عباد الله؟!!

    لقد خرجت عصبةُ المؤمنين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ، وكان منهم رجال حديثو عهد بالإسلام فرأوا المشركين يعلقون أسلحتهم بشجرة يُقال لها ذات أنواط ، يطلبون منها البركة، فقال هؤلاء – وكانوا حديثي عهد بالجاهلية والشرك- يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصلاة والسلام :"الله أكبر إنها السنن ، لقد قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة [ الأعراف:138]. " رواه أحمد.

    فلم يمنع النبي عليه الصلاة والسلام جدّةُ إسلامهم أو كونه خارجاً بهذه العصبة لقتال الكفار الخلص من أن ينكر عليهم ويبين لهم هذا الخطأ العقدي لأنه لو سكت عنه لتعثر الجهاد.

    ولابد للمسلم أن يقوّي ثقته بالله جل وعلا وأن يتوكل عليه وحده لا شريك له، فهو الناصر وهو المعين وهو الذي بيده ملكوت كل شيء ، يقول الله :وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين [المائدة:23].

    كما يجب على المسلم أن يتحلى بالصبر على البلاء والمحنة ، إذ العاقبة للمتقين ، يقول الله : قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين [الأعراف:128].

    وقال سبحانه:وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط [آل عمران:120].

    ويقول سبحانه:بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين (125) وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الحكيم (126) [آل عمران:126:125].

    هذا وإن من أهم ما يعِدُّه المؤمنون للنِّصر على الأعداء تجريد المتابعة لرسول الله  وذلك يتحقق بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.

    ومما يدلك على أن معصية الله ورسوله لها أثر كبير في هزيمة المسلمين ما حصل في غزوة أحد، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة أن لا يغادروا أماكنهم ، وقال لهم:"لا تبرحوا وإن رأيتمونا ظهرنا عليهم – أي انتصرنا عليهم- فلا تبرحوا ، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعينونا"

    فلما رأى المسلمون أنهم انتصروا ، والغنائم العظيمة بين أيديهم ، وأعينهم ترمقها، وأنفسهم ترنو إليها ، ترك جمع منهم أماكنهم ، يريدون الوصول إليها ، وأخذوا يقولون : الغنيمة الغنيمة. فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير:أنَسيتُم ما قال لكم رسول الله ؟!فقالوا :والله لنأتين الناس ،فلنصيبنَّ من الغنيمة ،فأتوهم ،فصرفت وجوهم – أي أنهم ضيعوا أمرهم – وأقبلوا منهزمين، فأصيب سبعون قتيلاً"رواه البخاري وأبو داود.
    فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خالفوا أمر نبيهم عليه الصلاة والسلام ، ترك الله ولاءهم في تلك اللحظة ، فضاعوا -رضي الله عنه وأرضاهم- لولا أن كتب الله لهم النصر بعد ذلك.
    يقول الله : أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير [آل عمران:165].

    السبب الثاني من أسباب النصر على الأعداء: هو الإعداد المادِّي وهو يشمل الإعداد العسكري والإعداد البشري، أما الإعداد العسكري، فقد أمر الله به حيث قال:وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم [الأنفال: 60].

    وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم القوة المذكورة في الآية فقال عليه الصلاة والسلام :"ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي"رواه مسلم.
    فخص الله الخيل بالذكر لأنها أحسن ما يقاتل عليه في ذلك الوقت ، وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّمي بالذكر لأنه أقوى ما يُقاتل به في ذلك الوقت، وفي هذا تنبيه للمسلمين على أنه ينبغي عليهم أن يكون إعدادهم العسكري أرقى مما عند العدو من سلاح وقوة، وهذا واجب عيني على رؤساء الدول الإسلامية وولاة أمور المسلمين،والله المستعان.

    فهل قمنا بهذا الواجب؟! إننا لا نزال نستورد من أعدائنا كلَّ شيء حتى الإبرة !! فكيف ينصرنا الله ؟! إلى الله المشتكى.
    وأما العدة البشرية – يا عباد الله – فضابطها أن يكون عددُ المقاتلين الكفار على الضِّعف من عدد المقاتلين المسلمين ، فإن زادوا على ذلك لم يجب على المسلمين دخول المعركة يقول الله :الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين [الأنفال:66].

    وقد يقول قائل : إن المسلمين اليوم كثير، فما لهم لا يدخلون المعارك مع عدوهم؟!وما لهم لا ينصرون؟!
    والجواب على ذلك:أننا كثير ولكنَّ كثيراً منا لم يتوفر فيه السبب الأول : وهو الإعداد الإيماني.

    وقد بين لنا ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام ، فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل:ومن قِلَّة نحن يومئذ ؟ قال عليه الصلاة والسلام : " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن " فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: " حب الدنيا وكراهية الموت"رواه أحمد وأبو داود.

    فلا مخرج لنا أيها الأخوة من هذا الذل ، والهوان إلا برجوعنا إلى ديننا حق الرجوع ، كما بينت ذلك في السبب الأول.
    فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر،وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه أحمد وأبو داود.

    ولنثق تماما أننا متى رجعنا إلى ديننا وتمسكنا بشريعة ربنا فإن النصر والعزّ سيكون حليفنا، وهذا نبيكم عليه الصلاة والسلام يبشركم بذلك فيقول:" بشر هذه الأمة بالسَّناء والدِّين والرِّفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب" رواه أحمد وصححه الألباني.

    فالتبشير حاصل والوعد محقَّق والنصر واقع لا ريب فيه، فعن أبي هريرة عن رسول الله قال:" لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر :يا مسلم! يا عبدالله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" متفق عليه.

    فلنتق الله ولنعمل على الأخذ بأسباب النصر ، وإصلاح أنفسنا وأهلينا وشبابنا ونساءنا و بيوتنا ، والبعد عن مشابهة أعدائنا،والاعتز از بديننا, نُنصر بإذن الله على عدونا ، ولنحذر مكرهم وغدرهم،فإنهم لا يألون جهداً في إضعاف المسلمين وإفساد دينهم وعقيدتهم. :والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون [يوسف:21].
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلم.


    المصدر : منتديات الفلاح الإسلامية السلفية - حرسها الله -

    http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=37&t=758

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: أسباب النصر الحقيقية . . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله

    بارك الله في الشيخ حمد الهاجري على هذا الموضوع الهادف المتجرد عن الهوى ومن العاطفة الجياشة الامنضبطة التي اخذا أصحابها يبحثون عن وسائل للنصرة غير شرعية بل بعضها من صنيع الكفار ولا حولا ولا قوة إلا بالله
    لكن القوم عندهم نظرية أو عمية إبن كافللي الغاية تبرر الوسيلة
    فيفعلون كل وسيلة لكي يصلوا إلى ما يريدون غض النظر عن هذه الوسيلة وكيف تكون هل هي محرمة أو مباحه أو كفيرية أو أو أو إلى أخر,,,
    بصرهم الله بالمنهج الصحيح وردهم إلى الحق رداً جميلا.
    واشكر الشيخ حمد مرة أخرى فهوا من طلاب العلم في الكويت الجيدين نفع الله به
    ولا يفوتني ان اشكر اخي الفاضل ابا نصار على هذه النقول الموفقه والمسدده
    ممدوح السنعوسي الرياض العاصمة حرسها الله

  3. #3

    افتراضي رد: أسباب النصر الحقيقية . . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله

    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع الله بكم
    وجزى الله الشيخ الدكتور حمد الهاجري خير الجزاء
    عرفته في الجامعة الإسلامية وزرته أيضا في الكويت
    من خيرة الإخوة هدوء وعقلا وفطنة وذكاء
    نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد
    رفع الله قدره في الدارين

    أخوكم

    عبدالله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: أسباب النصر الحقيقية . . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله

    أسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه . . و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه

    أخوكم أبو نصار . . من دولة الكويت

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: أسباب النصر الحقيقية . . للشيخ / حمد الهاجري حفظه الله

    جزاكم الله خيرا وهذا مقال آخر للشيخ عن غزة ونصرتها

    http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=37&t=728

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •