الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله ومجتباه نبينا محمد وآله وسلم وبعد..
أختاه الحج مطلب عظيم للرجال والنساء ، الحج يكسب نفوسنا التقوى وهي الغاية العظمى المرجوة منه ، الحج يربي النفوس على التعبد الحقيقي لله ، الحج يهذب النفوس القاسية عن ذكر الله إن صدقت النية ، الحج الحقيقي يا أختاه عندما تلتزمين بحجابك وسمتك وحياؤك فيه ، أختاه ليس الحج نزهة لتضييع الأوقات ، وليس كأي رحلة تمرعليك في حياتك ، إنه انقلاب الفكر والسلوك معا ، هو سفر ولكنه ليس كأي سفر قد مرعليك ، أختاه الحج سفر إلى الله ، الحج رحلة إلى الخلاق العظيم ، رحلة إلى غفار الذنوب ، ستار العيوب ، وإن الله ليعطيك ما صدقتيه ، الحج يا أختاه له هيبته ومكانته التي ضعفت أو كادت تذهب من بعضكن ، الحج بالنسبة لك موسم لجمع أكبر قدر من الحسنات و ليس قبرا لتجميع السيئات يكون وباله عليك حسرات ، أختاه إنها أيام مشهودة معظمة ، جمعت بين جلال المكان وقدر الزمان ، ولكن ..! هل ستعاهدين ربك أن تلتزمي بكامل الحياء والحشمة الذي هو تاج على رأسك ، كم هن من النساء اللآتي لا يراعين الوقار في مشيهن وكلامهن كم هن من النساء اللآتي لا يبالين في البعدعن الرجال ما استطعن ، هل وصل حد اللامبالاة عند بعضكن أن تسرع في مشيتها حتى تضرب بعض الحجاج في كتفه حتى تكاد أن تسقطه ، أو تدفعه في جسدها في مشية المفزوع لولا أن ستر الله فابتعد عنها الرجل ، وتلك التي ترفع صوتها في الطواف تدعومن يعلم السر وأخفى ، وتلك التي تقف بين الزحام قرب باب الكعبة ترفع يديها عاليا فيبدو من زينتها ما يبدو لتلتقط صورة للكعبة كأنها في بيتها أوفي منتزه خالي من الناس!! ، وكم من إحداكن قد كشفت وجهها الجميل فتنة للطائفين، وأخرى للساعين ،هل يليق بكن وأنتن في أقدس مكان أن يكون هذا تصرفكن ، فما أبقيتن للأسواق ؟! وإن الله لا يرضى من عملك هذا بشيء بل يبغضه ويمقته ، هناك يا أختاه أدب وجمال وخلق للمرأة يجب أن تتزين به وتعتاده قبل أن تفكر في الذهاب إلى الحج ، ألا يليق بكن دون حرج شرعي أن تخترن أوقات مناسبة للطواف والسعي والرمي ، بدل أن تزاحمن الرجال ، كم هن من النساء اللآتي لبسن العباءة الضيقة ورأين منها تلك المشية المتمايلة أورفعت صوتها أو رققته في حضرة الرجال دون مبالاة ، كم هن من النساء اللآتي خالف سمتهن ذلك الحج المبرور الذي يردنه ، الحج يا أختاه مقصد للتقوى ومن التقوى الستر والعفاف ، الحج لك يا أختاه فضيلة وإباء، لا ترضى الحرة أبدا بالتبذل والمهانة وأن تفعل فعل الرجال فإن ذلك محرم وإثم ، لا يليق بمن كانت همتها جنة الرحمن ومغفرة الذنوب والاثام أن تفعل هذا..، ، هل ترضين أن تكسبي آثام المئات عندما تسفرين عن وجهك أثناء الطواف والسعي ، (إن فتوى العلماء بكشف المرأة وجهها في الحج مخصوص إذا لم تكن بقرب الرجال ،حتى لو كان ذلك في الطواف والسعي والرمي ، ولوأدى ذلك أن تغطي وجهها في جميع أوقات الحج ، إلا إذا خلت مع النساء) ، أختاه لا يخفى عليك في هذا الزمن تغير النفوس ، وضعف القلوب ، لا يخفى عليك في هذا الوقت كثرة الذئاب ، وأدعياء الحج ممن ضعفت نفوسهم ، وقد اعترف لي بعضهم وحدثني آخرين عن مهازل الحجاج مع النساء مما يندى له الجبين بسبب تقصيرالمرأة ومحرمها ، أختاه صوني نفسك عن كل مايغضب الله ويخالف هدي رسولك وهدي -أمهاتك- أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات المتسترات ، إقرأي كيف كان حجهن وسمتهن وسترهن ، لا تتهاوني في الأمر فإنه – والله – جد خطير وليس اكتساب السيئة في الحرم ككاتسابها في أي بلد يقو ل الله تعالى " ومن يرد فيه بإلحاد نذقه من عذاب أليم "(الحج 25) وفي تفسيرها : كل ظالم فيه فهو ملحد، والتبرج ظلم ، وإبداء الزينة ومحلها الوجه ظلم ، وإظهار مفاتن الجسد ظلم ، والتمايل في المشية ظلم ، ووضع الزينة ظلم ، واندفاعها نحو الزحام دون مبرر مما يعرضها ل... ظلم ، أختاه أفترضين أن ترجع أختك التي التزمت بطاعة الله وحرصت كل الحرص على رضى ربها وعفتها وسترها بالأجر ، وترجعين أنت بالوزرالمضاعف ، والوعيد المترتب عليه .. احذري يا أختاه ليس الحج كذلك ، ليس الحج أن تصلين في الحرم وعجيزتك في وجه رجل يصلي وراءك ، - نعم هذا يحصل كثيرا من أخواتنا – أو من تخترق الزحام ويشجعها محرمها ولا يبالي نحو تقبيل الحجر الأسود ، كلايا أختاه ليس الحج كذلك ، الحج فقه وتقوى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " الحج يا أختاه أمانة لا ينبغي التفريط فيه ولا الإفراط فيه ، الحج لك فهم وفقه قبل أن تقدمي عليه حتى تؤديه وتقومي به دون حرج أو تحرج ، فلزام عليك أختاه : الفهم والحشمة والمحرم المتعلم الغيور عليك ، إحرصي على نقاء وشفاء قلبك كما تحرصين على شفاء بدنك ، فمرض القلب أشد من مرض الجسد ، وموت القلب والإيمان والحياء أشد من موت وفقدان عضومن جسدك أوعزيزعلى نفسك ، أختاه لو تأملت كتاب الله لوجدت أن الله يحوط المرأة المسلمة بهالة من الصيانة والكرامة ، لتكون في مقعد الهيبة والوقار ، فالمؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها ، ويبدو إيمانها وتقواها كما يبدو في أقوالها وأعمالها ، فتعرف بدلها وسمتها ، فلا يجترأ عليها أحد فيؤذيها والله محيط من ورائها وأمامها وعن يمينها وشمالها إن صدقت مع ربها .. أختاه ليس الحج كما يقول من حاد رأيه عن الحق بما أوجب الله بمقتضاه فيجيزون مطلقا بكشف الوجه ، أولبس البياض - كالعروس التي تزف!!- أو يلزمون صراحة أو تعريضا بضرورة الصلاة في الحرم دون مراعاة للزحام الشديد فيه - مع أن الأجر المضاعف في المسجد الحرام ينطبق على كل من كان بيته داخل حدود الحرم وهذا من فضل الله عزوجل – فمن لم يكن يا أختاه له فهم وقدم راسخة مع العلماء باعد عن الصواب ، وعن الخير الذي يرضاه له مولاه .. فليس الحج كذلك يا أختاه .. فانتبهي رعاك الله لما يريده الله منك ويمليه عليك حياؤك وأنت كذلك إن شاء الله .
وفق الله الجميع لما يحب ربنا ويرضى .
وصلى الله على نبينا محمدوآله وسلم
كتبه محمد الحجي