الموضوع: المتأخرون من الفقهاء أجهزوا على الفقه..!!

يقول الحجوي - في معرض كلام له -: سيأتي في ترجمة القباب قول الشاطبي وابن خلدون أن ابن شاس.. وابن الحاجب أفسدوا الفقه..!!
فإذن خليل أجهز عليه..!!
لكن في الحقيقة أن الذي أجهز عليه هم الذين جعلوه ديوان دراسة للمبتدئين والمتوسطين وهو لا يصلح إلا للمحصلين على أن صاحبه قال في أوله مبيناً لما به الفتوى، ولم يقل جعلته لتعليم المبتدئين، فلا لوم عليه.
الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (4/245)

فهل معنى هذا أن فكرة المتون خرجت عن مسارها الصحيح؟
إلى متى نبقى مأسورين بهذه الطريقة التي أثبتت فشلها وعدم إنتاجها للتحرير والتدقيق..!

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوحاتم الأنصاري

إلى متى نبقى مأسورين بهذه الطريقة التي أثبتت فشلها وعدم إنتاجها للتحرير والتدقيق..!

بل أثبتت نجاحها المنقطع النظير عبر تاريخها الطويل الذي بدأ من القرن الثاني الهجري إلى الآن!
وإذا كان بعض الناس يراها لا تصلح له، فهو وما اختار لنفسه، ولكن لا يجوز له مطلقا أن يعمم الحكم على غيره بسبب عجزه.
وأما عدم إنتاجها للتحرير والتدقيق، فتلك شكاة ظاهر عنك عارها!!
فمنذ متى كان الحفظ هو السبب في عدم التحرير والتدقيق؟!!

المشكلة ليست في هذا، وإنما المشكلة الحقيقية في الذين يريدون أن يصيروا بين ليلة وضحاها من أهل التحرير والتدقيق، هكذا طفرة! بغير آلة وبغير أهلية وبغير مادة!!

وينظر هنا:
http://www.alukah.net/articles/1/1042.aspx

(عموما الذي أوجب الهرم، وأفسد الفقه، هو المتن الصناعي والاختصار المخلّ؛ إذ صار الطلاب قراء كتب
لا محصلي علوم، ثم في الأخير قصروا عن الشرح، واقتصروا على التحشية والقشور،
ومن اشتغل بـ"المتون" والحواشي ما حوى شي).

وهذا ليس مقصورا على المتون؛ فمن اقتصر على القراءة في أي كتاب حتى المطولات أيضا بغير فهم فات عمره بغير تحصيل.
فالعبرة بالحفظ والفهم والتدبر لا فرق بين متون أو غيرها في هذه النقطة.
وإذا وجدت عيوب في بعض طلبة العلم فهذا ينسب إليهم ولا ينسب للمتون!
وحملتني ذنب امرئ وتركته ............ كذي العر يكوى غيره وهو راتع

ومع هذا فالعلماء يقولون: من حفظ المتون حاز الفنون؛ لأن حفظ المتن مع فهمه يوفر على طالب العلم عشرات السنين من التحصيل، وتأمل مثلا فيمن حفظ ألفية ابن مالك وفهمها، فإنه يحصل في سنة أو سنتين ما لم يكن يستطيع تحصيله المتقدمون في سنوات متطاولة.

وبعد فالعلم إذا لم ينضبط ............... بالحفظ لم ينفع ومن مارى غلط

الذي يقدح في حفظ المتون أحد رجلين:
- إما رجل لم يجرب طلب العلم أصلا، وإنما نتف شيئا من هاهنا وشيئا من هاهنا.
- وإما رجل جرب طلب العلم في فن واحد قصر عمره عليه حتى صار لا يعرف غيره.

الأمر كما قال الأستاذ أبو مالك - أحسن الله إليه.
كيف يقال إن هذه الطريقة أثبتت فشلها، ونحن لا نعرف أحدا من متقدمي العلماء، وأساطين المحققين، منذ قرون طويلة، طلب العلم بغير هذه الطريقة؟؟
حتى عند المعاصرين .. أكابر علمائهم - إلا في النادر الذي لا حكم له - درسوا العلم بالمتون والحواشي.
والطريقة التي يتبعها بعض الطلبة العصريين، إنما تخرج مثقفين، وأنصاف متعلمين، ومدعين للاجتهاد. أما أن يتخرج بها علماء محققون، فلا ثم لا.
نعم، هنالك أخطاء ومزالق يقع فيها كثير من طلبة العلم عند دراسة هذه المتون، لكن ليس العيب في الطريق، وإنما هي في بعض السالكين عليها.
والله أعلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرى يا أخي أن فكرة العلم واحدة، فالفلسفة هي هي الكيمياء، واللغة هي هي الأحياء، فلا فارق بينهما إذا ما نظرنا إلى العلم كنظرة كلية، فما صار الخليل رائد علم العروض إلا بعدما فهم فكرة العلم، وأرى كذلك أن المرء المبتدئ في العلم لا بد له من متن صغير يحوي مقدمات الفن، ويجمع أبوابه، ثم يجعل جميع العلم في الفن كحواشٍ على المتن، وليس العكس، ودليلي على هذا أن الفقهاء يعرفون جميع المسائل الفقهية بطريق سهلة ميسورة فأنى لهم هذا؟ إنما ذلك بوضع الحواشي على المتون الصغيرة ، وإن لم تتأكد من كلامي فسل كبرائهم، وعلمائهم، كيف تفعلون هذا؟
سيكون ردهم أن منار السبيل هو المتن، وجميع كتب الفقه كحواشي على الكتاب فنربط العلم ببعضه والمسائل ببعضها فلا ننسى.
أما كون المرء يقرأ قراءة الجرد والتبيين، فهي مفيدة ولكنها مقطعة فاقرء ما شئت فإن قراءة الدرس أولى.
وجزاكم الله خيرا

المتون و الشروح عليها و الحواشي للمبتدئين من طلبة العلم فالأمثل فالأمثل .
أما من أدرك بل سبَّق في العلم فلا يقتصر عليها بل يزيد ما شاء .
و لكن لا يُحكمُ له بالتفنُّن حتى يكون قد عرَّج على تلك المتون وما فيها من الفنون بشروحها وحواشيها .

بارك الله فيكم

... وغفر الله للشريف الرضى حيث قال دفاعا عن نفسه، والدفاع عن علم أمّتنا أولى بما قال (محمود شاكر = مقدمة أسرار البلاغة، ص29):

وإنّ مَقامَ مِثْلِيَ في الأعَادِي .. مَقَامُ البَـدْرِ تَنْبَحُهُ الكِلابُ
رَمَوْني بِالعُيُوبِ مُلَفَّقـاتٍ .. وقد علموا بأنِّي لا أُعـابُ
ولمَّـا لَمْ يُلاقُوا فيَّ عَيْبًـا .. كَسَوْني من عُيُوبهمُ وعـابُوا