تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


    ***

    ـ د.حبيب بن معلا اللويحق المطيري .

    ـ من مواليد الرياض في 6/11/1388

    ـ أستاذ النقد الأدبي المساعد في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .

    ـ عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .

    ـ عضو جمعية حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية .

    ـ مدير البرامج الأدبية والثقافية في قناة المجد الفضائية.

    ـ فاز بجوائز متعددة في الشعر والقصة ومن أهمها: جائزة البابطين للإبداع الأدبي عام 1412هـ فرع أحسن قصة.

    ـ شارك في أمسيات شعرية ومهرجانات أدبيه وثقافيه داخل المملكة وخارجها في الأندية الأدبية والجامعات ومهرجانات التنشيط السياحي والمخيمات الدعوية والمراكز الصيفية وغيرها .

    ـ صدر له :

    1) ديوان نوافذ الشمس .
    2) ديوان نثيث السقاء .
    3) ديوان أغاريد شذا للأطفال .
    4) مجموعة أيامي الجميلة للطفل .
    5) قصص الأطفال دراسة نقدية إسلامية .
    6) له تحت الطبع بحوث في أدب الطفل ودواوين ومجموعات قصصيه للكبار والأطفال .

    ***

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    معالي الدكتور غازي القصيبي.. هل كان مخطئا؟

    د.حبيب بن معلا اللويحق

    ***


    معالي الوزير السفير الدكتور غازي القصيبي شخصية مثيرة للجدل يملك قدرة هائلة على التحرك في مواقع مختلفة وفي اتجاهات تبدو متناقضة ..ومع أنني أختلف معه كثيرا في (غالب) ما يطرح إلا أنني لا أستطيع كتمان إعجابي بمهاراته الإبداعية وبحنكته العملية وبقدرته اللافتة على إثارة الضجيج حوله ولفت الأنظار إليه مع كل رواية تصدر باسمه أو مقالة يكتبها أو قرار يصدره ..
    ولست هاهنا بصدد الحديث عن (شخص) الدكتور غازي فهو شخصية (تبدو) محبوبة في الجانب الإداري الدؤوب الذي تميز به عن غيره .. بل الذي يعنيني هو :
    قراره الأخير بتوظيف النساء في محلات بيع المستلزمات النسائية .. ثم تراجعه عنه ..
    هل كان هذ القرار صائبا ؟ أم مخطئا ؟ أم خاطئا؟ ولماذا ؟ ثم هل كان توقيته مناسبا ؟ وهل كان غرضه سليما؟
    كل هذه أسئلة تحتاج من يجيب عليها دون (حاجة ) للوقوع في النوايا أو اتهام المقاصد ؛ لأن
    الوقائع الظاهرة تغني كل ذي لب عن البحث في نيات الناس ومايضمرون ..
    وقبل أن أدلي بدلوي في هذه المسألة ينبغي أن نتفق (جميعا) على استنكار هذا الجو (المحتقن) الذي
    يصاحب مثل هذه الجدالات والسجالات الثقافية؛ لأن هدفنا جميعا (فيماأحسب) مصلحة هذا الوطن الكبير ومصلحة عامريه وآهليه ؛ ولهذا لاداعي لهذا الهجوم الكبير الذي تناول شخص معالي الوزير من جهة كما أنه لا داعي لهذا التسفيه المرير الذي تفوه معالي الوزير و(بعض) مؤيديه ضد من خالفهم الرأي في هذه القضية .. إن هي إلا آراء ويبقى الحكم الشرعي هو الفصل في هذا الأمر..
    كما أنه ينبغي لنا أن نلتمس العذر (لتوجس) المجتمع بكافة طبقاته من معظم مايطرحه معالي الدكتور غازي القصيبي في شأن المرأة وكون غالبية الناس (مشحونين) مبدئيا ضد أي فكرة تتعلق بالمرأة تصدر من معاليه .. ينبغي لنا أن نجد بعض العذر لهذا التوجس نظرا لأن معالي الوزير (كثيرا) مايطرح في أدبياته صورة المرأة المتحررة التي تعاشر من تشاء وتقارف ماتشاء من موبقات وتعيش نمط الحياة الغربية اللاهية ..
    وهذه النماذج التي يوردها معالي الوزير في رواياته وقصائده لايوردها في سياق الذم والتقبيح .. بل في سياقات حيادية على أقل تقدير ..وهذا كله وإن كان كثير منه خيالا لا حقيقة فإنه يوحي بعدم تطبيق لمعايير الإبداع في الإسلام .. والناس يعلمون أن إيراد النماذج المنحرفة قد يهدف إلى تسويغ الانحراف والترغيب فيه ويفهمون فهما جيدا أن المضامين المنحرفة في الروايات خطيرة جدا .. ويستوي من كتب رواية مليئة بالزنا زاعما أن هذا يعري الواقع وليس بحقيقة ، مع من يكتب رواية فنية خيالية يبرر فيها لعمل (إرهابي) يسفك الدم ويؤذي المجتمعات مع أن المضمونين كليهما خيال وليسا بحقيقة.. خصوصا أن معالي الوزير يتبنى هذا الرأي حتى في رعايته لكتابات الكاتبات اللواتي يؤمن بهذ المبدأ المنحرف..
    نعم .. ينبغي لنا أن نجد عذرا لهذا التوجس .. لكن لا نجد عذرا لمن يهاجم النوايا ويتهم معالي الدكتور غازي بماليس فيه فهذا ليس من شأن المصلحين .. بل إن معالي الوزير شأنه شأن بقية المسلمين يخطئ ويصيب وينبغي لنا أن نحسن الظن قدر مانستطيع ..
    وبناء على هذا كله ..
    أقدم رأيي في هذا المشروع الذي تبناه معالي الوزير ثم تراجع عنه بعد رفض المجتمع له وعلى رأسهم
    العلماء والمصلحون ..
    أرى أن هذا المشروع طموحٌ وفريدٌ من نوعه .. نعم .. نحن نتمنى جميعا أن تبيع النساء للنساء ولا يرضينا أبدا أن يبتاع النساء حاجاتهن الخاصة من الرجال ..
    ولكن..
    هل الحل الذي تبنته وزارة العمل مقبول ؟؟
    بكل تأكيد : لا ..
    إنه لا معنى أبدا أبدا لخلط الرجال بالنساء في أماكن عمل مزدحمة يتصادق فيها الباعة مع بعضهم ويخلون ساعات طوالا لابد فيها من باعة وحمالين ومندوبي مبيعات وأرباب عمل .. لايوجد تبرير لهذا الأمر بأي حال ..و لايمكن لهذا أن يكون حلا لبطالة المرأة أو لقضية (العفة) التي يسير في ركابها بعض الزملاء الكتاب هذه الأيام حينما يأسون على تأجيل القرار ويتأسفون على العفة مع أنهم في سلوكهم وسلوك من يرعون وفي كتاباتهم ينحرون هذه العفة نحرا..
    إن إخراج المحلات التي تبيع حاجات المرأة الخاصة من الأسواق ووضعها في أسواق مغلقة خاصة
    لايدخلها إلا النساء يعد أحد الحلول المطروحة ..
    كما أن ترتيب الأولويات مهم جدا .. وأرى أن توظيف الشباب العاطلين حري بالاهتمام والمتابعة ..
    هذا هو رأيي ..
    ومايهمني : ليس أن يوافقني القارئ أو يخالفني .. المهم أن نبتعد عن هذا التأجيج الذي تمارسه الصحافة المتشنجة ضد المجتمع حينما تجعل من يخالف بعض الآراء التي يؤمن بها بعض دهاقنتها مجرما ..
    إن السجال الثقافي الذي نشهده هذه الأيام هو من حيث السياق العام ظاهرة صحية ؛ لأن الحوار الساخن المنضبط بآداب التحاور من سمات المجتمعات المتقدمة .. ولاضير أبدا في الاختلاف فيما يسوغ فيه الاختلاف إنما الضير كل الضير في تجاوز أدب الخلاف إلى لغة التحريض والاستعداء والاستفزاز والاتهام والمصادرة والسخرية ..
    والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ..


    ***
    نقلا عن منتدى المعالي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    اختطاف المصطلحات .. (أمة في ذيل الركب)


    د.حبيب بن معلا اللويحق


    ***


    من أظهر صور الاستعلاء والعزة لأي أمة أن تكون لها مصطلحاتها الخاصة من جهة .. وأن يكون لها لهاتفسيرها الخاص لأي مصطلح أممي من جهة أخرى .. ولايمكن لأي أمة أن تكون مستقلة استقلالا حقيقيا إلا بحفاظها على مصطلحاتها المرتبطة ارتباطا وثيقا بقيمها وموروثاتها ، أما إن كانت تستورد المصطلحات ومفهوماتها فهي مغيبة تماما عن المشهد الحضاري وآخذة في دركات المهانة مهما كان إرثها القيمي ..

    وإن الناظر للمشهد الثقافي العربي في عالمنا اليوم يجد أن الأمة ليست مستقلة في هذا الجانب أبدا ؛ بل تستورد أسماء المحسوسات والقضايا والقيم والقوانين ولاتكتفي بهذا بل تستورد كل هذه المنظومة بمفهوماتها ودلالاتها ولاتفرض رؤيتهاالخاصة؛ فهي ليست أهلا لهذا الشهود القيمي الخليق بالأمم القوية ؛ ولك أن تنظر في مصطلحات (السلم والأمن والعدالة والقانون )-مثلا- ستجد أنها فرغت من محتواها الحقيقي وفرض مفهوم غربي لها بعيد كل البعد عن مفهومها الحقيقي .. فضلا عن تغييب المصطلحات الشرعية وفرض مصطلحات جديدة للعلاقات الدولية تدجينا للعقول لتقبل الصهاينة أمرا واقعا ..


    وقد نشأ عن هذه الحال المخزية ماأسميته (اختطاف المصطلحات) ؛ حيث تؤخذ مصطلحات عامة يتفق العقلاء على مضمونها الإنساني العام وتحمل وجهة النظر التي يؤمن بها اليمين الصهيوني المتطرف المسيطر على العالم وتفرض عن طريق الإعلام العميل لتجعل الناس لايفهمون مدلولات هذه المصطلحات إلا كمايريد الأعداء لهم أن يفهموها بعيدا عن مفهومها القيمي الجميل .


    ولعل من أكثر المصطلحات ورودا على الأذهان في هذه الأيام مصطلحين هما أجلى صورة لهذا الاختطاف وهما :

    (حقوق الإنسان والإصلاح)

    أما (حقوق الإنسان) فإن الناظر للعهود الدولية لهذا الشأن سيجد بريقا تنظيريا عاليا في الحفاظ على حقوق الناس الضرورية ولعل آخرها العهد العالمي الجديد الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل شهر من الآن وينص على جملة أمور منها:


    (1- تقرير إنشاء مجلس لحقوق الإنسان مقره جنيف يحل محل لجنة حقوق الإنسان، بوصفه هيئة فرعية تابعة للجمعية العامة، وستستعرض الجمعية وضعه في غضون خمس سنوات.

    2 - تقرير أن تناط بالمجلس مسؤولية تعزيز الاحترام العالمي لحماية جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، دون تمييز من أي نوع وبطريقة عادلة ومنصفة.

    3 - تقرير أيضاً أن يقوم المجلس بمعالجة حالات انتهاك حقوق الإنسان، بما فيها الانتهاكات الجسيمة والمنهجية، وتقديم توصيات بشأنها؛ وأن يقوم أيضاً بتعزيز التنسيق الفعّال بشأن حقوق الإنسان وتعميم مراعاتها داخل منظومة الأمم المتحدة.

    4 - تقرير أن يسترشد المجلس في عمله بمبادئ العالمية والحياد والموضوعية وعدم الانتقائية، وبالحوار والتعاون الدوليين البنَّائين، بهدف النهوض بتعزيز وحماية كافة حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك الحق في التنمية...) وغير ذلك.

    كل هذه التنظيرات البراقة لا تجد لها رصيدا في الواقع العالمي اليوم.. نعم حقوق إنسان !! ولكن أي إنسان ؟؟ إنه الإنسان الذي يدور في الفلك الغربي فكرا وولاء .. فبينما ترزح شعوب كاملة تحت نير الاحتلال الغاشم وتمارس بحقها أبشع الانتهاكات التي عرفها الإنسان في التاريخ تجد أن هذا الانتهاك لحقوق الإنسان إنما يتم باسم (حقوق الإنسان ) التي اختطف مفهوم مصطلحها ليحصر في فئة معينة هي أكثر الفئات بربرية ودموية ووحشية عبر تاريخ القمع الطويل ..

    وفي واقع المجتمعات تجد انعكاسا لهذا الاختطاف على المستويات المحلية؛ فترتفع عقيرة المنادين بهذه القيمة وفق مفهومها المختطف خدمة لأقلية تريد فرض أنموذج المهانة الغربي الوافد عبر الثقافة والمنتج الإعلامي وتضرب الذكر صفحا عن المفهوم الحقيقي لفكرة (حقوق الإنسان) النبيلة التي لاتستخدم لتكون أداة فكرية تنشر وثقافة الانحلال والعهر الأخلاقي بل هي دفاع عن حق الإنسان الطبيعي .

    إننا نحتاج حاجة ماسة لاستعادة المفهوم الحقيقي المختطف لـ(حقوق الإنسان) حتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع الناس ..

    وأما مفهوم(الإصلاح) فهو لا يقل أهمية ولاتعرضا للاختطاف عن سابقه ..فإذاطرح مصطلح (الإصلاح ) على لسان مسؤول أو مؤتمر أو قرار أممي فإن المفهوم المختطف يبرز بقوة ويفرض مفهوما عجيبا للإصلاح يقوم على : ترسيخ الهيمنة الغربية على العالم والترويج لقيم الغرب الملحد والقبول بها في المجتمعات ولاشيء وراء ذلك .. إن الإصلاح عند هؤلاء هو : سفور المرأة وتحييد الحكم بالشرع وإطلاق الحريات الدينية والمشاركة السياسية التي يتحكم بها دهاقنة الإعلام ..

    وغاب عن أذهان الناس المفهوم الحقيقي للإصلاح القائم على الشفافية المطلقة والمشاركة السياسية الحقيقية في القرار وحرية الرأي المنضبطة بالشرع ودعم الحياة العلمية والعملية وتحسين المستويات المعيشية .. إلخ بل غاب المفهوم الشامل للإصلاح وهو:
    الإقبال بهذه البشرية الغارقة في الماديات على الله جل شأنه ..

    نعم .. إننا أمة مازالت في ذيل الركب ومالم تتنبه الأمة لهذا وتجد في طلب استقلالها المصطلحي فلن تقوم لها قائمة ..

    والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ..



    ***
    نقلا عن منتدى المعالي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    حقوق المرأة .... استراتيجية الهجوم المضاد..
    د.حبيب بن معلا اللويحق
    ***

    ثم حمّى كونية رهيبة تجتاح العالم اسمها : حقوق المرأة ، وهي متنوعة تنوعا كبيرا في كل مجتمع بحسبه وحسب السياق الفكري والسياسي والاستقلالي لكل مجتمع ، وفي مجتمعنا السعودي ترتفع وتيرة هذه الحمى ويرتفع صوت الصارخين المنادين بهذه الحقوق ممن صحا على فرقعة سياط ( الكاوبوي الأمريكي) الذي يثير زوبعة التغيير في هذا المجتمع ويراهن عليها .

    وفي هذا السياق أقدم هذه الحقائق لفهم طبيعة المعركة قبل أن أقدم فكرة الهجوم المضاد :

    أولا : هناك فرق كبير في فهم مصطلح حقوق المرأة بيننا وبين الطرف الآخر الذي يبشر بالخلاص الأمريكي للعالم ، وله نفوذ كبير في صحافتنا المحلية والمهاجرة ؛ فنحن نرى هذه الحقوق وفق النظر الشرعي الذي يكفل للمرأة حق الكرامة الإنسانية ويدعو إلى تكريمها في أحوالها كافة ويجعلها شقيقة الرجل ويرعاها أما وجدةوزوجة وبنتا وأختا وصغيرة وكبيرة وقبيحة وجميلة ومثقفة وجاهلة ، بينما نجد الطرف الآخر متأثرا بالنظرة الغربية التي تتعامل مع المرأة باعتبارها كائنا جميلا إذا فقد جماله فقد حقه في الحياة الكريمة ، وبناء على هذا هم لايعرفون شيئا من حقوق المرأة سوى قيادتها للسيارة وخروجها وحدها وسفرها دون محرم وانعتاقها من وصاية الرجل وقوامته ومخالطتها للرجال في العمل ، ويغفلون أويتغافلون عن حقوق المرأة الحقيقية في عضلها وسرقة حقوقها وجهلها بهذه الحقوق، ويغضون الطرف عن آلاف الأسر المشتتة بسبب المخدرات والعلاقات المحرمة، ولا يلتفتون للفقر الرهيب الذي تعاني منه كثير من النساء أوما يحدث في المستشفيات من كشف لعوراتهن وعلاج الرجال لهن دون مبرر ، ولا ينظرون للانتهاك الهائل لحقوق المرأة حين تجبر على الوظيفة في مستشفى مختلط أو تجبر على كشف وجهها..إلى آخر هذه القائمة الحزينة..

    يغفلون عن ذلك كله وينحصر فهمهم لحقوق المرأة في قيادة للسيارة وظهورها حاسرة عن شعرها كاشفة وجهها،وهم بذلك يخونون وطنهم خيانة عظمى تجعلهم هم الفئة الضالة الحقيقية حينما يمالؤون الصحافة الغربية والمنظمات المشبوهة على وطنهم الطاهر ويعالنون برفضهم لطهارة هذا المجتمع ومخالفتهم لولاة أمره وعلمائه وينضمون لتلك الجوقة المخزية التي تنادي بالتغيير في هذا المجتمع المتماسك بالعنف أوباللين .

    ثانيا : قيادة المرأة للسيارة ليست مقصودة لذاتها أبدا ، ولهذا يخطئ من يناقشها بهذا المفهوم من الطيبين ، إني أقولها بملء فمي:

    لم يحدث أن دار الحديث في صحافتنا العجيبة عن قيادة للسيارة وفق المفهوم الذي يفهمه بعض السذج من كونها مجرد قيادة لمركبة كما كانت المرأة تقود بعيرا على الإطلاق .. بل إن الهدف من إثارة هذه الموضوعات تغرير المرأة واستدراجها للخروج من منزلها الطاهر وإلا فما معنى أن تقرن هذه الدعوة بنماذج لنساء من هذا المجتمع خرجن على قيمه وظهرن متبرجات في القنوات والصحف والمؤتمرات العالمية؟ إن صحفنا للأسف الشديد تصادم المجتمع في أعز مايملك حين تمجد هذه النماذج المنحرفة وتتغافل عن آلاف الطاهرات المطهرات اللواتي يقدن العمل الخيري والدعوي والفكري في مجتمعنا وهن متجلببات بجلباب العفة والحياء.

    ثالثا: إن هذه المزايدة المقيتة على الوطنية من قبل الطرف الآخر تبعث على السخرية والرثاء لهذه الدونية التي وصل إليها هؤلاء ؛ فهم لا يعدون أي امرئ وطنيا إلا إذا نادى بمثل ماينادون به ، والحق أنهم أبعد مايكونون عن إرادة الخير لوطنهم ولولاته وعلمائه بل إنهم أول من ينحاز لعدوه لو تمكنوا من ذلك .

    رابعا: مشكلتنا الحقيقية تكمن في أننا دائما في موقف الضعيف الذي ينتظر الفعل ليقدم ردة الفعل ، ولهذا نحن نقول للغرب إذا بدأ الحديث عن حقوق المرأة : نحن عندنا حقوق للمرأة وديننا يقول كذا وكذا ...إلخ، وهذا مظهر ضعف واستخذاء .

    وبعد هذا كله أقدم دعوتي الخالصة أن نتبنى جميعا على جميع المستويات حكومة وشعبا ومنظمات ومؤسسات الدعوة إلى استراتيجية جديدة في التعامل مع الغرب في قضية حقوق المرأة تقوم أساسا على محاسبة الغرب في سجل حقوق الإنسان والمرأة على وجه الخصوص لديه..

    إن المرأة في الغرب تتعرض لأعظم انتهاك في التاريخ وتهان إهانة بالغة حينما يضغط عليها واقعها المهين بهذه الحال المخزية من التبرج والانحلال والبعد عن الفطرة والروح الأسرية الحميمية ويطالبها دائما بمستوى معين من الجمال والجاذبية وإلا فهي ليست إنسانا يستحق العيش .

    إن دور الأزياء التي تشترط على المرأة مقاييس دقيقة في جسدها تحرمها من مباهج الحياة من أجل لقمة العيش فإذا زاد وزنها عدة غرامات أونقص جماله رميت كما ترمى الفاكهة التي تعفنت وصارت تتسول ، وقل مثل ذلك في دور البغاء وأفلام السينما والمطاعم والمقاهي والبارات والمراقص التي يعمل فيها النساء في مقابل امتهان أعراضهن في عبودية ورق مهين لم يمر في تاريخ المرأة على الإطلاق .

    ولهذا كله يجب أن لا يشغلنا الغرب الغادر بعملائه الغادرين بيننا عن مطالبته بقوة بتحسين سجل حقوق المرأة عنده والاهتمام بمشكلاته المتكالبة بعيدا عنا وعن أوطاننا .

    إننا أهلَ الإسلام أمناء هذا العالم ولا مناص من أن نقوم بدورنا تجاه هداية الناس وحفظ حقوقهم ورعاية مصالحهم وفق الهدي الرباني العظيم ، والله جل جلاله سائلنا عن ذلك كله.


    ***

    نقلا عن منتدى المعالي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    هل يلحد الروائي ؟ (خاطرة في إثر جنازة ابن الحارة)


    د.حبيب بن معلا اللويحق


    ***



    هل يلحد الروائي والشاعر؟
    سؤالٌ محير !! أليس كذلك ؟؟

    بيننا وبين (الأدباء اللادينيين) مثل مابينهم وبين المنطق .. نختلف معهم في مسلمات عقدية وفكرية وأخلاقية اختلافا كبيرا جدا ؛ سببه الرئيس : اختلاف المرجعية بيننا وبينهم ؛ فهم لايقبلون بالاحتكام للكتاب والسنة عداوة لهما أو جهلا أوطلبا لفائدة دنيوية ..والمسلمون جميعا لايقبلون احتكاما لغير الكتاب والسنة وليسوا محتاجين لنسق ثقافي من بيئة مختلفة أن يأتي ويعلمهم كيف يتعاطون مع الإبداع بكافة أشكاله .


    ومع الضجيج الإعلامي الذي صاحب موت الكاتب نجيب محفوظ ، ومع أننا لسنا –بأي حال – بصدد الحكم على الأشخاص ولا يهمنا الحديث عن المصائر إلا أننا أمام ثقافة انتهازية قذرة توظف هلاك هذا التسعيني المسكين لتلميع منهجه وفكره الذي أعلنه مرارا بلا مواربة بلسان الحال والمقال والإبداع وهو : الإلحاد الصارخ الذي لايؤمن بماوراء المادة..


    ولهذا كان وراء (الجنازة الحارة) والردح العربي خلفها ماوراءههما .. فالهدف : تلميع اللادينية في الأدب وإسباغ الصفات الأسطورية على أساطينها ..


    ومع كل ضجة (تواطئية) كبيرة تصاحب مثل هذا الحدث أوتصاحب صدور رواية (ما) لكاتب (ما) فيها تجاوز قيمي أوعقدي أو اجتماعي أو سياسي أو فكري تبرز أسئلة متكررة:

    -هل الكاتب الروائي الذي يقدم تجربة مفتعلة يصف واقعا حقيقيا؟
    -ثم هل يلام إذا ضمّن روايته أحداثا أو شخصيات أو أفكارا فيها مخالفة لنسق اجتماعي أو طعن في عقيدة أو قيمة ؟
    -ثم هل يمكن تصنيف الكاتب الروائي من خلال كتاباته ؟ ألسنا نقول إن ناقل الكفر ليس بكافر ؟ فلماذا نطالب الكتاب الذين يصورون الجانب المظلم من المجتمع وينقلون لنا إلحاد الملحدين ومجونهم ألا يفعلوا ؟
    - وأخيرا: هل للأدب الروائي هدف أخلاقي توجيهي أم أنه لايحتمل سوى القيم الجمالية ؟ بل هل يمكن أن يكون للأدب الروائي هدف أصلا؟

    كل هذه الأسئلة وغيرها تثار مع صدور كل رواية جديدة تصادم المجتمع ، وربما تضطرم الحوارات المنفعلة ولا يجيب أحد عن هذه السؤالات فتضيع الحقيقة بين مجموعة تتمالأ على إصدار مثل هذه الروايات لتعبر فيها عما لا تستطيع التعبير عنه صراحة وتتمنى ممارسته فعليا ومجتمع يرفض هذا كله جملة وتفصيلا ولكنه لا يدري لم يرفضه .

    ومنذ صدور الرواية الشهيرة (موت الإله) التي سميت فيما بعد (أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ التي يصور فيها حكاية البشرية مع ربها جل جلاله كما يراها هو ؛ فيتخيل وجود شخصية أسطورية تعيش في قصر وترسل الرسل إلى الناس خارج القصر ثم تموت في النهاية على يد شاب يمثل العلم الحديث ، وهي في حكاياتها وتبدلات الأحداث فيها تشبه تماما قصص الأنبياء مع أقوامهم-منذ صدور هذه الرواية والجدل قائم في هذا الفن الروائي وحد المؤاخذة فيه خصوصا مع النكير الشديد من المجتمع المصري بقيادة الأزهر الشريف على الروائي والرواية ، وقد تجدد هذا الجدل مع الروائيين الذين سلكوا هذا المسلك (المحفوظي ) في النيل من المسلمات والتهاون في الموبقات كـ(عبدالرحمن منيف وصنع الله إبراهيم ومحمد شكري وإحسان عبدالقدوس وغازي القصيبي وتركي الحمدوحيدر حيدر ) وغيرهم كثير.

    فما الذي يمكن أن يقوله المتخصصون في هذا ؟ خصوصا أننا نرى بعض الحيرة أو التخبط عند بعض العقلاء مع كل (نمط)جديد من هؤلاء ..بل نرى تساهلا في التعامل مع هذه الأفكار ؟

    بادئ ذي بدء لابد أن نتفق على مسلّمة مهمة جدا وهي:

    أن هذا الأدب نشاط إنساني ، وكل نشاط إنساني ينبغي أن يكون محكوما بالمعتقد الذي يؤمن به من يمارسه ؛ فالمسلم الحق لايمكن بأي حال أن يصدر عنه قول يخالف مايؤمن به معتقدا أن دينه ليس له شأن بما يكتب ؛ لأنه لو اعتقد هذا الاعتقاد فعليه أن يراجع أصل انتمائه لدينه ويراجع فهمه لهذا الدين فلا يمكن لعاقل أن يتصور هذاالدين العظيم الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وقاتل دونه وصبر على الأذى فيه دينا قاصرا ليس له سلطة على مايكتبه العبد وينطق به بل هو مجرد طقوس شخصية !! إن مثل هذا الاعتقادالذي يفصل بين الإبداع والمعتقد ناشيء عن لوثة كنسية ليست من الإسلام في شيء؛ ولهذاقبل تقرير أي رأي في حدود المؤاخذة في الفن الروائي لابد من الاتفاق على هذا الأمر ، وإن لم يتم الاتفاق فلابد من تغيير أساسات المحاورة بتغير مناط الحوار ؛ بحيث يتحول من نقاش أدبي إلى نقاش عقدي ودعوة للإسلام من جديد..

    إذن .. نحن مسلمون .. وإسلامنا العظيم .. ليس طقوسا ومظاهر جوفاء .. بل حياة كاملة على منهاج النبوة وسير في ركاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي أهدر دم ابن الزبعرى وكعب بن الأشرف وكعب بن زهير والنضر بن الحارث لأنهم أبدعوا شعرا فيه مخالفات شرعية ولم يرفع عنهم القلم لأنهم مبدعون ..

    وإذا اتفقنا على هذه المسلّمة العظيمة نأتي إلى نقطة الخلاف.. وهي المواقف الإلحادية والداعرة في الروايات الأدبية .. هل هي خطيئة؟

    طائفة من مثقفينا يقولون : هذا ليس خطأ وناقل الكفر ليس بكافر بل الرواية تعري واقعا ويجب أن تفصلوا بين الفكرة والبناء الفني .. ولم يكتفوا بهذا .. بل دعموا هذا بإصدار روايات مشحونة بالمواقف والشخصيات التي تنكر الغيبيات [انظر : أطياف الأزقة المهجورة ، وريح الجنة لتركي الحمد –مثالا-] وروايات مكتظةبالدعارة وشهيق المومسات [انظر : رواية 7 للقصيبي ورواية بنات الرياض للصانع (فيما يبدو) ورواية الآخرون لصبا الحرز -مثالا-] وروايات تسخر من الدين وتهاجم المتدينين [انظر: رواية فسوق لعبده خال –مثالا-] .. بل دعموا رؤيتهم هذه بتشجيع الأدباء الشبان الذين ينتهكون الحرمات بمثل هذه الروايات والدفاع المستميت عنهم [انظر: تقديم القصيبي لرواية بنات الرياض، وحديث الغذامي عن محمد حسن علوان ] إلخ ..

    والحق أن هذه الفئة من المثقفين قد أوقعت نفسها في مأزق قاتل حينما تبرر أي مضمون كان بالزعم أن الروائي يعري الواقع وأنه لايلام على الكلام الذي ينطق شخصياته به ؛ لأننا لو آمنا بهذا المبدأ ووافقناهم عليه لسوغنا لأي كاتب يكتب رواية خيالية يضمنها أفكارا إرهابية تبرر للتكفيريين تخريبهم بحجة أن الرواية خيالية تعري الواقع ولاشان للبناء الفني بالفكرة فيها .. نعم بل لو جاءنا روائي وكتب روايةطويلة يقع في الأسرة المالكة الكريمة فيها ويتناول شخصيات اعتبارية كريمة في المجتمع لما جاز لنا (بناء على مذهب هؤلاء) أن نمنع الرواية أو نثرب على الروائي .. !!! لكن هل يسلمون بهذا ؟؟؟ بكل أسف نجيب : لا .. إنهم يبررون للمضامين الداعرة والإلحادية .. ولا يجدون غضاضة في منع أو مصادرة رواية فيها تجاوز سياسي بل حتى ثقافي لا يؤمنون به ..

    وبكل أسف فإن وزارة الإعلام الموقرة تطبق هذا وبدأت في زمنها هذا فسح الروايات المنحرفة بكل وضوح .. ومع هذا فهي تمنع وتصادر وتحجب كل مالايوافق ماتؤمن به ..

    جلسنا مرة في ندوة ساخنة من ندوات اللواء الدكتور أنور عشقي نناقش رواية فاجرة كاتبها مغربي ملحد يتعرض فيها بكل سخرية للنبوات ويقع في كل رذيلة .. وكان يحضر معنا ناقد من أشهر النقاد عندنا وهو من هذه الفئة الضالة .. وحين بينت رأيي في الرواية وتجاوزها للسياج الشرعي وعظم جرم كاتبها .. حنق علي هذا الناقد وطلب مني بما يشبه الرجاء الفصل بين الفكرة والمضمون والاحتفال بالرواية بناء فنيا والإشادة بها.. فقلت له : ماذا لو كان تجاوز الروائي القذر سياسيا؟.. أو كان مضمونها لايعجبك إما وطنيا أوقبليا أو إقليميا ؟ هل ستنحي المضامين ؟ فلم يملك إجابة ..

    إذا آمنا بهذا كله .. فلنعلم أن الروائي مؤاخذ بما تنطق شخصياته في الرواية به إذا كان أوردها في سياق تبريري تسويغي أو حتى في سياق حيادي على أقل تقدير..لايمكن أن نخلي النظر في هذه المسألة عن النظر السياقي .. السياق هو الذي يحكم إيراد الموقف المنحرف .. والرواية لايمكن أبدا أن تخلو من انطباع أخير ومن شحن عاطفي تجاه موقف ما أو فكرة ما أو شخصية ما .. وبناء على هذا الانطباع وهذا الشحن يحكم على الرواية قبولا وردا .. كما لايمكن أن يخلو أي عمل إبداعي من هدف حتى لو كان عبثيا ..

    وبناء على كل ماسبق ..

    نحن نعيش حربا على الله ورسوله عن طريق الأدب والرواية .. وكل مانرى من تطبيل لملاحدة الرواية إنما هو صورة من هذه الحرب وتذويب للحدود الشرعية .. وعلى الذين يجهلون هذا فهم دينهم جيدا ومراجعة حياتهم من جديد ..

    والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون


    ***
    نقلا عن موقع رواء الأدبي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    رأيٌ غير قاطع في الإحصاءات واستطلاعات الرأي

    د.حبيب بن معلا اللويحق

    ***


    يخالجني دائما شكٌ لا أدري ماسببه على وجه التحديد حينما أطالع دعوات متكررة هنا وهناك تحث القراء على التصويت في استطلاع للرأي تقوم عليه مؤسسة إعلامية أو معهد استراتيجي حتى يكثر سواد أهل الحق في مواجهة المصوتين من أهل الباطل..

    ومع إيماني الشديد بأن الغالب على هؤلاء الداعين إلى المشاركة الإيجابية أنهم غيورون يتحرقون لنصرة دينهم إلا أن الشك المريب مايزال يدوكني وإن كنت لم أصل إلى رأي قاطع بعد ..

    وفي خضم كل هذا ..

    تعال معي أيها القارئ الكريم قبل أن تبدي رأيك لنقف على بعض الحقائق ..

    ألست معي في أن مثل هذه الاستطلاعات التي تُجرى كل يوم تحمل إيحاء ضمنيا بأن مصدر التسويغ والتشريع لأي أمر إنماهو رأي الأغلبية فما رآه الأكثرون صوابا فهو كذلك ومالم فلا؟؟

    إن هذه الاستطلاعات تضع قضايا محسومة في الشرع في ميزان التصويت في كثير من الأحوال .. هذه القضايا مسلّمات لا مجال للرأي البشري فيها فلماذا تقدم لإبداء الرأي فيها ؟ ثم هب أن 99%من المشاركين وافقوا عليها هل يغير هذا من حقيقة الموقف الشرعي منها ؟

    إنني أرجح أن إقامة مثل هذه الاستطلاعات ليس المقصود منه الوصول إلى حقيقة .. بل خدمة لمشروعات مستقبلية وتدجينا للشعوب على التبعية و(تعليب) المشاعر ..فلماذا نشارك نحن في مثل هذا ؟؟

    بل حتى على المستوى المحلي تطالعنا بعض الصحف المتخلفة مهنيا ومصداقية بإحصاءات واستطلاعات على قضايا مسلمة أصدر فيها العلماء رأيا قاطعا ومع ذلك تطرح للتصويت ولا أدري عن مرادها بها ؟

    ثم ..

    هل نحن واثقون من هذه المؤسسات العالمية والمحلية حينما نظن أنها ستقدم نتيجة التصويت بأمانة ؟؟ ربما تصدق في تصويت أو اثنين لكسب الثقة ولكن كثيرا من نتائجها سيتعرض للتلاعب إما بشكل مباشر من الجهة المنظمة أو من فريق منظم يتلقى دعما ماليا للتصويت على رأي معين ..

    ولهذا ..

    لا أرتاح كثيرا لمثل هذه الدعوات والاستطلاعات ولا أنظر في نتائجها محليا ولا خارجيا لأن المرجعية الفكرية واضحة عندي والحكم على الأشياء ينبغي أن يستمد من الكتاب والسنة .. وأعلم علما يقينيا بأن أكثر أهل الأرض مضلون (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك ).. وأعلم أن مجتمعنا المحلي قريب من الحق والخير فيه أكثر فلا معنى عندي لتصويت يقول إن المرأة تؤيد الحجاب ولاتريد قيادة السيارة لأن هذا الأمر واضح في الشرع ولا حاجة لاستطلاع فيه للرأي ثم إن هذه الجريدة وأمثالها لاتؤمن بعد سنوات أن تجري استطلاعا وهميا تقول إن الغالبية تريد نزع الحجاب أو منع الأذان .. أو ماشئت من فجور ..

    ولعل كثيرا من الناس تابعوا إحدى القنوات العربية التافهة التي تروج بكل صفاقة للمشروع الصهيوني كيف وضعت استفتاء حول سب النبي صلى الله عليه وسلم هل تسوغه الحرية أم هو اعتداء على الجناب الشريف!!!!

    صدقوني

    لا أرتاح لكل هذا ..

    وربما يقول قائل : إن المشاركة في الاستفتاءات إرغام للكفار وهو مؤثر على صانعي القرار في العالم .. وأقول : ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ..

    فهل عندكم رأي آخر ..؟؟

    والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ،،،


    ***
    نقلا عن منتدى المعالي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    الاقتيات من الكوارث..(كارثة الجمرات أنموذجا)

    د.حبيب بن معلا اللويحق


    ***



    في عالمنا العربي نعاني من ظاهرة مقلقة تشي بالدونية الثقافية التي تعاني منها (ذواتنا ) البراغماتية المتضخمة؛ ألا وهي : (ظاهرة الاقتيات من الكوارث) .. ولكي ترى صورة حية لهذه الظاهرة قلب الطرف في أي تداعيات إعلامية مصاحبة لأي كارثة أو مصيبة تقع في أي مجتمع عربي دون استثناء فإنك في الغالب لن تجد نقاشا في الأسباب الحقيقية للكارثة ومحاولة للبحث عن حلول جذرية لها بل ستجد توظيفا نفعيا انتهازيا يغني فيه كل مؤدلج على ليلاه ويحاول انتقاد من يخالفونه في الفكر ويحملهم سبب هذه المصيبة ولو كانوا أبعد شيء منها ..


    ولو نزلنا إلى واقعنا المحلي قليلا لرأينا الشواهد على هذا كثيرة لا يمكن حصرها ؛ فالتكفير والتفجير كارثة عامة اكتوى بها السعوديون جميعا وتمنوا أن يروا في المعالجة الإعلامية دراسة واعية لها وبحثا حقيقيا عن أسبابها والحلول الناجعة لها ولكن الذي جرى غير ذلك في أحوال كثيرة ؛ فقد استرجع كل حاقد مزمن أحقاده وبدأ ينفثها ؛فظهرت كتابات تقسم أن سبب هذه الفاجعة( التدين)؛لوجود قطيعة كاملة بينه وبين الدين، وبعضهم عزاها إلى المناهج لوجود مشكلة شخصية له مع أحد مسؤولي التربية والتعليم أو لأنه شرق بالنفس الإسلامي في المناهج، وبعضهم لمز الأمر بالمعروف لأنهم جلدوه في قضية أخلاقية فادعى أن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر سبب التفجير.. وبعضهم استعاد ديانته البائدة من بقايا (زرداشت) وأراد أن ينتقم من أهل الإسلام فادعى أن السبب هو (الوهابية) .. وبعضهم خسرت تجارته في أشرطة الغناء والطرب بسبب إقبال الناس على الله تعالى وظهور نجم الشريط الإسلامي فاهتبل فرصة الكارثة ليجعل ماجرى بسبب الشريط الإ سلامي .. وبعضهم غاظه انتشار الفضيلة في المجتمع ومنعه من شهوته البهيمية فادعى أن المجتمع يعاني من تخلف حين يفرض الحجاب على المرأة وأن هذا من أسباب الإرهاب ..


    وهكذا .. وهكذا.. سيل هائل من الكتابات والمسلسلات التافهة التي تبحث عن مكاسب شخصية وظيفية ومالية داخلية وخارجية أو مكاسب فكرية دون البحث الحقيقي المخلص عن السبب الحقيقي للكارثة وتطهير المجتمع منها..

    إن هذا الاقتيات من الكوارث مسلك دنيء ينبئ عن نفس أنانية مريضة لاتريد الخير للناس وكم تألمت حينما وقفت مرة على كتابات دنيئة تنتقص العباءة الضافية الساترة التي تجلل جسد الطالبة التي حطمتها الحافلة الصفراء العتيقة ذات الباب الصديء التي يقودها شيخ سبعيني متهالك فماتت رحمها الله وغفرلها فلم يجد هؤلاء الانتهازيون إلا العباءة ليذموها في انتهاك سافر لكرامة الفقيدة وأهلها الذين لم تجف مآقيهم بعد ..

    نعم ..

    نحن في أحوال كثيرة طفيليات وجراثيم وعلق لاتنمو إلا على الكوارث التي تقع .. وصحافتنا وإعلامنافي العالم العربي سبب كل هذا.. انظروا مثلا في:

    كارثة الجمرات..

    رحم الله من مات فيها وشفى الجرحى ..

    انظروا كيف تمثل الاقتيات على الكوارث واضحا جليا ..

    لقد تركنا التفكير في الفاجعة وأسبابها والحلول المناسبة لها .. وبدأ كثيرون في توظيف منطلقاتهم وأهدافهم في انتهازية مريضة ..

    فقناة بكاملها تكذب وتنسب الحدث لموكب رسمي لتصفية حسابات سابقة ..

    وكاتب باطني يروج لمذهبه مقتاتا على الكارثة ..

    وآخر يطعن في الدولة مقتاتا على الكارثة ..

    وآخر يبرئ التنظيم ويقع في الحجاج وقوعا فاحشا ..

    وآخر ..وآخر ..وآخر ..

    وقلما نجد كتابة موضوعية هادئة .. هذه هي فكرة المقالة باختصار ..

    أما ماحدث في الجمرات .. فقد كنت هناك والذي أراه بكل وضوح أن السبب لا يمكن أن يحصر في جهة واحدة؛ فمن جهة يمكن القول:إن المتسبب في الذي جرى هم (الحكومات الإسلامية) ..نعم هناك نقص هائل في توعية المسلمين بدينهم وهناك تجهيل متعمد للمسلمين .. وهذا هو مربط الفرس .. فلو كان ثم فقه وعلم لتعلم الناس النظام والهدوء والإيثار وعدم العجلة .. ولما اجتمع 600000شخص ليرموا في وقت واحد ..

    ومن جهة أخرى هناك تقصير واضح من وزارة الحج في التعامل مع المطوفين وبالذات (مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا ) الذين هم أكثر المفترشين في الطرقات ..

    ومن جهة ثالثة يمكن القول إن المسيرات الضخمة التي تتحرك بها بعض الجموع وخصوصا (الرافضة) لم يُتعامل معها بحزم ..

    ومن جهة اخرى يمكن القول إن الميدان المحيط بالجسر يحتاج إلى توسيع ..

    أما رجال الأمن فليس ثم أبغض إلى قلبي من الثناء المطلق ولكني أقول :

    رأيت منهم جهودا عظيمة أعجز عن وصفها ..أعانهم الله..

    والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ..




    ***

    نقلا عن منتدى المعالي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    جزاك الله خيرًا أخانا حسين ، ونفع الله بالدكتور حبيب ، كتابات هادفة وهادئة.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرًا أخانا حسين ، ونفع الله بالدكتور حبيب ، كتابات هادفة وهادئة.
    مشرفنا القدير : علي أحمد عبد الباقي

    شكرا شكرا شكرا على مروركم الذي أسعدني وشجعني !

  10. #10

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    239

    افتراضي رد: د.حبيب بن معلا اللويحق ( مقالات )

    أستاذنا الرفيع : زين العابدين الأثري
    جزاك الله النور على مرورك الذي سرني وشجعني !

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •