الحمد لله رب العالمين، الرب العظيم القائل (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة والدنيا ويوم يقوم الأشهاد)

وبعد

فيا أهل الإيمان، هذه البشائر العظيمة باقتراب النصر اقترابا كبيرا إن شاء الله، وكأنه قاب فوسين أو أدنى

هذه البشائر التي لم تزل تهطل علينا منذ شهر رمضان الماضي من سنة 1429

بشائر لم يتوقعها أحد وما خطرت على ذهن أحد... ولكن صدق ربي إذ يقول (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا)

كنا نتأمل في واقع الأمة فيكاد اليأس يحطم قلوبنا إذ أننا كنا نحسب بحسابات البشر، لكن رحمة الله سبحانه وتدبيره لدينه وأوليائه أعظم وأوسع من كل شيء !

فهذه الأزمة الاقتصادية المدمرة أركعت الأحزاب وأثقلت ظهورهم فكأني بهم عن زمن قريب لا يجدون ما يطعمون به أقوامهم... لقد طغوا وتجبروا وفرحوا بما أوتوا من علوم الدنيا وزهرتها فكفروا أنعم الله واستعبدوا عباده وقتلوهم... لكن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وإذا أخذ القرى وهي ظالمة : فأخذه أليم شديد...

وسنة الله تعالى في الأمم أنها لا تبنى إلا في قرون من الزمن وبعد جهد طويل... لكن إذا ظلمت سخط الله عليها فسقطت وانهارت في سرعة عجيبة! ولا نعلم في التاريخ كله أمة دام انهيارها في سنوات... بل إذا بدأ انهيار حضارة سرعان ما يختم خبرها !

فالله تعالى سلط على الظالمين فقرا سيشغلهم عن ظلمهم وتجبرهم... وهكذا الإنسان الضعيف إذا ما حرم الرزق انشغل بطلبه عن ظلم غيره (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض)،
وإنا لنستبشر خيرا ... فعصر الضغوط الشديدة على الدعاة والمصلحين وعصر مطاردة المؤسسات الدعوية قد ولى - إن شاء الله تعالى - بلا رجعة... والبلاء باق ولن يزال الكيد موجودا هنا وهنالك، لكنه سيصير ضعيفا لا أثر له إلا كأثر الشوكة و (لن يضروكم إلا أذى)