تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك
    عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق

    "..اللهم إنا نسألك ما نسأل؛ لا عن ثقة ببياض وجوهنا عندك، وحسن أفعالنا معك، وسوالف إحساننا قبلك، ولكن عن ثقة بكرمك الفائض، وطمعاً في رحمتك الواسعة. نعم، وعن توحيد لا يشوبه إشراك، ومعرفة لا يخالطها إنكار.. وإن كانت أعمارنا قاصرة عن غايات حقائق التوحيد والمعرفة، فنسألك أن لا ترد علينا هذه الثقة بك، فتشمت بنا من لم تكن له هذه الوسيلة إليك.
    اللهم يا مولج الليل والنهار: عُدْ علينا بصفحك عن زلاتنا، وأنعشنا عند تتابع صرعاتنا.. وكن لنا وإن لم نكن لأنفسنا لأنك أولى بنا.." أبو حيان التوحيدي.
    1- من لا يدرس التاريخ يسخر منه التاريخ..
    وإن مما يحير فلاسفة هذا الساخر ممن لا يدرسه؛ ما ينشأ عن العلة التافهة من نتائج عظيمة. وإن كان هناك معنى يمكن أن يفهم منه "شيء" من الصلة بين تافه العلل وجسامة الأحداث؛ فأظن أنه يتمثل في: "ضعف اعتبار الواقع".
    كانوا يقولون: إن النعامة إذا أحست بالخطر فإنها تدس رأسها في التراب، ولقد ظلت هذه المقولة زمناً مما يتمثل به كل من رأى ما يستدعي مقولة النعامة والتراب.
    ثم جاء بعض الدارسين ورفع الظلم عن النعامة، وأبان أنها إنما تفعل ذلك لا لتتخفى، وإنما لتسمع وقع أقدام العدو فتحدد مسافة الخطر القادم.
    من يستطيع أن يفسر لنا ما نحن فيه تفسيراً علمياً يدفع به عنا تهمة العجز والجهل؟
    2- "أنا من حَجَر، بل أنا حَجَرٌ لقبر نفسي، لا منفذ فيه للشك أو للإيمان، للحب أو للنفور، للشجاعة أو للقلق، على وجه التخصيص أو وجه التعميم: كلا، بل ثم أمل واحد غامض يحيا، لكنه من نوع شواهد القبور".
    كلما قرأت لفرانز كافكا (1883-1924) تولتني عاطفة حزينة لا أكاد أتبين مأتاها.
    مات "هذا الألماني المسلول الشريد في دنيا اللامعقول" في مصح لا يكاد يعرفه فيه أحد عن إحدى وأربعين سنة، بعد أن رفض رئيسه في العمل أن يمدد إجازته وهو يحتضر.
    وكان قد عاش عيشة عانى فيها من: تسلّط الأب، ومرارة الوَحدة، وظلام الفطرة، وخواء الروح، وويلات الأرق، وآلام العبث، وشقاء الأسئلة، وبؤس الإجابات، وقسوة الإلحاد، ويبس العدم، وحِدّة الاغتراب الوجودي ما عاناه.
    ثم إن العالم تنبه له بسب صديق له سعى في نشر أدبه يدعي ماكس برود، فما كتب في القرن العشرين عن كاتب بعد ذلك ما كتب عنه: أزيد من ستة عشر ألفاً ما بين مقالة وبحث وكتاب في كثير من اللغات، منها ألفا رسالة دكتوراه! حتى إنه كتبت مقالات في تحليل فرقة شعر رأسه التي ظهر بها في بعض الصور.
    ثم هنالك المهرجانات والمئويات والندوات وطوابع البريد...
    وتقصٍّ لكل مكان عاش فيه أو مرَّ به أو ذكره في كتاب من كتبه، وتتبُّع لكل من عرفه أو حادث أو رآه .. وكتبت عنه امرأة كانت تلقاه في المصعد مصادفة عدة مقالات.
    تنازعته ثلاث دول: ألمانيا والنمسا والتشيك.
    وبيعت مخطوطة لكتاب من كتبه بخطه في مزاد عالمي بما يعدل سبعة ملايين ريال، ابتاعتها حكومة ألمانيا وكانت رصدت لها أضعاف هذا المبلغ.
    ثم ماذا؟ كلما قرأت لك يا فرانز تولتني عاطفة حزينة لا أكاد أتبين مأتاها..
    3- في "الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد" للأدفوي، ترجمة نفيسة للحافظ ابن دقيق العيد رحمه الله جاء فيها:
    "ولما عزل نفسه ثم طلب ليولّى، قام السلطان الملك المنصور لاجين له واقفا لما أقبل، فصار يمشي قليلاً، وهم يقولون له: السلطان واقف فيقول: "أديني أمشي!" وجلس معه على الجوخ حتى لا يجلس دونه، ثم نزل وغسل ما عليه واغتسل وقبّل السلطان يده، فقال: "تنتفع بهذا"!
    4- يوم كنت أتأدب! قلت على معانيهم:
    البيدر احترق
    وقلبي الرغيف
    وهذا جوع أحزاني..
    وكان لي عدو من الأصدقاء كان مثلي يتأدب لكن على شيء من "اللؤم"، فهو لا يكاد يسلم لي بموهبة.
    فتحينت منه غِرّةً يوماً فقلت له هكذا في أثناء الكلام:
    ما أروع ما قال شكسبير: "أجمل ما في اللوحة؛ الإنسان الذي يتأملها.."
    فأخذته الكلمة من نفسه ثم لم يعد..
    فقلت له: ارفق بنفسك، فو الله ما عرفها شكسبير وإنما الكلمة لي.
    فتغير وجهه، وانتفخت منه هذه التي تقول العرب إنها تنتفخ في مثل ما هنا؛ نعم أوداجه.. ثم قال: الحق أن الكلمة ليست بذاك!
    5- قرأت أن أكثر ما أقسم الله به من المخلوقات في كتابه هو "الليل"..
    جاء القسم به في سبع آيات: أولها: "والليل إذ أدبر".. إلى ما ورد في قوله تعالى: "والليل إذا سجى".
    كم رجع عَوْدي على بدئي حين تذكرت بهذا قول يونج: "بالليل يعود الملحد نصف مؤمن بالله" سبحانه.. هذا يمهد لمقالة يشبه عنوانها أن يكون: "الملاحدة والليل".
    6- بيعت قبل فترة في الرياض مكتبة أحمد نجيب الهلالي آخر رئيس لوزراء مصر قبل الثورة.
    لا أزال أصرّ على أنه لا أثر للحملة الفرنسية على مصر فيما يسمونه: الصدمة الثقافية، وبداية التاريخ الحضاري المعاصر للعرب.. وإنما الأثر جاء بعدُ على يد محمد علي باشا فيما أرسله من بعثات علمية، وما أنشأه من مطبعة بولاق، وجريدة الوقائع..
    لهذا فرحت لما ظفرت من هذه المكتبة بكتاب: "البعثات العلمية في عهد محمد علي" للأمير عمر طوسون، ولاسيما وأن على الكتاب خط الأمير نفسه يهديه إلى الهلالي سنة 1935م.
    وبينما كنت أقلب الكتاب وقفتُ فيه على هذه اللطيفة: "يوسف أفندي الأرمني، أرسل إلى فرنسا لتلقي علم الفلاحة، وكان يتلقاها في بلدة (روفل)، وكان راتبه الشهري خمسمائة قرش، قام من فرنسا في أوائل سنة 1832م، وترقى فيما بعد إلى ناظر مدرسة الزراعة بنبروه، ثم ناظر بساتين محمد علي وأنجاله، وباسمه سميت الفاكهة المعروفة بيوسف أفندي لأنه هو الذي أوجدها بمصر"!
    7- الإغراق المبالغ فيه في تتبع الأحداث ربما حمل الإنسان على اليأس، وشدّة تحسّس خطرات النفس خوفَ السقوط ربما أسرعت بالإنسان نحو الهاوية.. كالذي يتعلم قيادة الدراجة؛ إذا رأى حجراً من بعيد حمله لا شعوره – من فرط الخوف – على التوجه إليه.
    ويظل العلم مسؤولية لا متعة، وفي صدق الالتجاء إلى الله سبحانه – ولاسيما أوقات السحر – منجاة من كثير من آلام الحياة التي باتت تَحطِم فينا معنى الحياة.
    8- في "الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك" لمؤرخ مصر تقي الدين المقريزي: "السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالي محمد .. ومدة سلطنته في المدد الثلاث ثلاث وأربعون سنة وثمانية أشهر وتسعة أيام، وحج فيها ثلاث مرات.. ثم حج في سنة تسع عشرة وسبعمائة.. واجتمع عند السلطان من العربان ما لم يجتمع لملك قبله.. وصاروا يعملون عليه إدلالاً زائداً، بحيث قام في بعض الأيام ابنٌ لموسى بن مهنا وقال للسلطان: يابا علي بحياة هذه [لا يجوز الحلف بغير الله] ومد يده إلى لحية السلطان ومسكها إلا أعطيتني الضيعة الفلانية؟ فصرخ فيه الفخر ناظر الجيش وقال: ارفع يدك، قطع الله يدك، ولك يا ولد الزنا، تمد يدك إلى السلطان! فتبسم السلطان وقال: يا قاضي، هذه عادة العرب إذا قصدوا كبيراً في شيء، يكون عظمته عندهم مسك ذقنه، يعني أنه قد استجار به فهو عندهم سنة، فقام الفخر مغضباً وهو يقول: والله إن هؤلاء مناحيس، وسنتهم أنحس منهم، لا بارك الله فيهم..".
    تعال يا ناظر الجيش؛ لا تكن ملكاً أكثر من الملك نفسه!
    9- ذكر إميل لودفيج كاتب التراجم الذي كان يقول: "على المترجم أن ينشئ إنساناً لا أن يصوغ تمثالاً من النحاس"، ذكر في كتابه عن "بسمارك" صاحب الوحدة الألمانية .. أنه لما أراد بسمارك أن يقر دستوراً لألمانيا واجتمع بمرؤوسيه؛ اقترح عليه أحدهم أن يستعين بالدستور البلجيكي ، فالتفت إليه بسمارك وقال له :" إن الدستور البلجيكي عمره ثمانية عشر عاماً ، وهذا عمر يَجْمُل بالفتيات لا بالدساتير"!
    والله إنه لجهلٌ من هذا العقل التراكمي القاصر أن يحكم نفسه ويترك شِرْعة ربه.. "ومن أحسن من الله حكماً".
    10- لم أقرأ فيما قرأتُ :
    1- أعقل من هذه الكلمة لمحمد كرد علي :" حفظ مسائل العلم التي قالها أهل العقول؛ لا تجعل ممن استظهرها عاقلاً إن لم يكن ذا عقل".
    2- ولا أنفذ من هذه الكلمة لغوستاف لوبون :
    " آراؤنا – في الغالب – مقدمات لأفكار تتكون ولمّا تستقر بعد".
    3- ولا أشد إيلاماً من هذا البيت لمحمود أبو الوفا :
    أودّ أضحك للدنيا فيمنعني أن عاقبتي على بعض ابتساماتي
    11- دونك بعض ما نحن فيه من خطاب الخيبة :
    1- في مقدمة " تحرير المرآة " لقاسم أمين 1899م : "بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله".
    2- وفي بداية ترجمة طه السباعي باشا " لحرية " جون ستيورات مل، والكتاب يعد إنجيل الليبرالية 1922م: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وصحبه وآله".
    3- وفي أول كتاب "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبدالرازق 1925م: "بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله، ولا أعبد إلا إياه، ولا أخشى أحداً سواه، له القوة والعزة، وما سواه ضعيف ذليل، وله الحمد في الأولى والآخرة، وهو حسبي ونعم الوكيل. وأشهد أن محمداً رسول الله، أرسله شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وصلى الله وملائكته عليه وسلموا تسليماً كثيراً".
    هذه الكتب هي من السوء إلى ما هي ورأيت بما افتتحت.. جلدونا – حسبهم الله – بسياط الخطاب المدني المعاصر؛ حتى بات بعض مثقفينا يستحيي أن يفتتح كتابه بذكر الله عزوجل.
    وحين يلقي أحد الدعاة المعروفين محاضرة في "المسجد" عن عبدالوهاب المسيري، ثم أطالع كتب المسيري المتأخرة فلا أراه ابتدأ واحداً منها بذكر الله عزوجل؛ فإن ثنائية المسجد و"العلمانية الجزئية" تحتاج في تفكيكها إلى عملٍ عقلي مجهد.
    12- "كيف أصبحتُ الشخصَ الذي أنا هو، هل أنا نفسي فعلاً، أم صنع مني الآخرون بالأحرى الشخصَ الذي أنا هو؟".
    يوم تقوى المعرفة على أن تنبّه فينا هذا السؤال؛ فإننا قد نكون قاربنا الوعي بذواتنا شيئاً ما..
    مجلة الإسلام اليوم، العدد 47 – رمضان 1429هـ، ص48.
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    ما شاء الله تبارك الله
    مقال رائع من شيخ فاضل.
    بارك الله في الكاتب و الناقل
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    شكر الله لك أيها المبارك
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  4. #4

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الله.
    كتابات الشيخ الهدلق ـ وفقه الله ـ فيها نفس العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ ، ويبدو أنه كثير المجالسة له.
    مقال رائع جدا ، يظهر فيه الذوق الأدبي الرفيع ، وسعة الاطلاع ، وخفة الظل .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    جزى الله الشيخ عبد الله الهدلق على هذا المقال الرائع الماتع ،،،

    وبارك الله فيك أخي عبد الله العلي على نقلك الموفَّق ،،،

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    الأخ ضيف الله والأخ فريد.
    بارك الله فيكما ونفع بكما .
    وللشيخ عبدالله الهدلق مقال جديد بعنوان ( خاطرةٌ فطريةٌ عن الإبداع )
    على هذا الرابط
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148551
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    بارك الله فيك وفي الشيخ عبدالله الهدلق ..
    وقد استفاد - وفقه الله - من صحبته لثلاثة من الأعلام :
    1- الشيخ بكر أبوزيد - رحمه الله - .
    2- الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - .
    3- الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري - حفظه الله - .
    لذا " تميزت " كتاباته .. إلا أن قلمه " شحيح " ، لا يسيل إلا بعد " إكراه " من الآخرين !
    أقول هذا بحكم " جيرتي " له .
    وفقه الله ونفع بكتاباته ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    شكراً للشيخ سليمان الخراشي :
    بارك الله فيك : هل بإمكانك أن تأتينا بمقالاته ؟! ..
    فأنا لم أطّلع إلا على (هذا) ومقاله عن (العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - عليه شآبيب الرحمات -) .
    وعلى ذكرِ ( أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن العقيل الظاهري ) :
    ما مؤلفاته الجديدة ؟ والمطبوعة ؟
    وهل بإمكانكم تصويرها وإنزالها (هنا) - بارك الله فيكم - ؟!
    وما أفضل ماكَتَبَ ؟!
    وحياكم الله

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    جزى الله الشيخ الهدلق كل خير و نفع به و بعلمه

    ليت أحد الأفاضل يرفع كتابه " بين الهادي و الهاذي .. ابن تيمية جلاد الحكمة المصلوبة " الذي رد فيه على السرحان

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    أخي طالب الإيمان
    له هذا أيضا
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148551
    وإن شاء أضع لكم دائما جديده .
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    - نفع الله بك أخي عبد الله العلي -
    أتمنى ذلك ..
    طيب : الأستاذ عبد الله الهدلق .. ما هيَ مؤلفاته ؟
    ودور النشر حتى نشتريها " فالمكتوب ظاهرٌ من مقاله " ؟!
    - حياكم الله -

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    له
    ( الهادي والهاذي )
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  13. #13

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    جزاه الله خيرا أخي عبدالله ليتك تنقل لنا جديدة هنا وفي ملتقى أهل الحديث لا زلت موفقاً
    لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله & عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    بارك الله فيك أخي عبدالله العلي
    ونفع الله بالشيخ عبدالله الهدلق..
    لكن هل من ترجمة للشيخ..وجزاك الله خيرا وبارك فيك.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    شكر الله للإخوة جميعا
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    وقريبا إن شاء الله مقالة جديدة للشيخ عبدالله
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    مقالة جديدة للشيخ عبدالله
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184651
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    يرفع للفائدة ..
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    219

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )

    ممتع جداً، وفقك الله أخي عبد الله العلي.
    وحفظ الله الشيخ الهدلق ونفع به.
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (البقرة: 235)

  20. #20

    افتراضي رد: ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق )




    من مجالس عالم الجزيرة الشيخ
    حمد الجاسر

    الاربعاء 08 ذو الحجة 1430الموافق 25 نوفمبر 2009








    عبد الله بن عبد العزيزالهدلق



    لو لم أسكن سنة 1415هـ بجوار منزل العلامة حمد الجاسر رحمه الله؛ لكنتُ الساعة شيئاً آخر على غير ما أنا عليه، لو لم أسكن بجوار منزله لكنت شيئاً آخر في جميع شؤون حياتي.. وهكذا القَدَر كثيراً ما يتأرجح بنا على خيط رقيق فاصل...
    لهذا الاسم "حمد الجاسر" وقْع يبتدئ في نفس سامعه بالجَلال، ثم لا يلبث أن ينتهي به إليه.. ولأن محلّ الجاسر من نفسي كمحلّ الشافعي من نفس العلامة أحمد شاكر؛ فإني أقول في الجاسر ما قاله شاكرٌ في الشافعي في صدر تحقيقه للرسالة:
    "وليس الشافعي ممن يترجم له في أوراق أو كراريس".
    خَبر الجاسر عندي لا يستوفيه مجلدان كبيران، لكن لمّا ألحف عليّ بعض الإخوة بأن أقيّد "شيئاً" مما كنت سمعته من شيخنا العلامة في مجالسه من الفوائد؛ استجبت فكتبت ما هنا.
    لم يكن شيخنا حمد الجاسر قد صيغ من النحاس حتى آخذه وأضعه على قاعدة تمثال، ثم أقول فيه ما يقوله كتاب التراجم عندنا فيمن يترجمون لهم: "وبعدُ فهذا هو التمثال فلان..". لا، لم يكن حمد الجاسر تمثالاً من نحاس، وإنما كان إنساناً من لحم و دم، فيه من ضعف الناس ما في الناس، لكنه كان إنساناً عظيماً، وليس كل الناس فيه من معنى العظمة ما في الجاسر، وهذا هو الفرق بين الجاسر وكثير من الناس..
    وأنا فكنتُ سألت أستاذاً ممن خالط العلامة محمود شاكر، وخَبر سوادَه وبياضه، سألته سؤالاً فهم منه أني أريد أن أستبطن من خاصة أمر أبي فِهْر ما لا يعرفه كل أحد، فقال لي -فيما يشبه العتاب- كلمة ما زال صداها يتردد في أذني: "لقد أقدرني شيخنا محمود شاكر بتقريبه إياي على أن أرى مواطن ضعفه، فمن اللؤم أن أقوى عليه به"!
    وهكذا؛ فليس الذي يصرفني عن تصوير شخصية الشيخ هنا إلاّ هذا "اللؤم" الذي لا أريد أن أوصم به؛ لأني إن تحدثت عنه، تحدثت عنه على ما كان عليه بما هو إنسان، لا على ما في كتب التراجم عندنا من هذه الغثاثات.
    كنت سكنت قريباً من منزل الشيخ، فشجعني ذلك على أن كتبت له رسالة أدبية، ثم ذهبت وطرقت باب منزله في ليلة من الليالي، وسلمت الخادم الرسالة بعد أن كتبت في آخرها رقم هاتفي، وما هي إلاّ أيام حتى اتصل بي موظف من مكتب الشيخ يستفسر مني إن كنت صاحبَ الرسالة، فلما أجبته قال لي: هذا الشيخ يريد أن يتحدث إليك...
    كان الشيخ في السابعة والثمانين من عمره، عضواً في ستة مجامع علمية، مع جملة من الألقاب ربما فاقت سنيْ حياتي، فلما سمعت صوته وثناءه وطلبه أن أزوره تأثرت تأثراً شديداً، وذهلت عن نفسي حتى صرت أسمع صوتي يتهدّج ويقول له شيئاً لا أدري ما هو!
    زرته بعدها بقليل، ثم إنه فتح لي صدره ومكتبته ومجلته، فكان من آمنّ الناس علي، استصبحتُ بِزَيته، ودرجت من عُشّه، وأصبحت ولي مع العلم والحياة والناس ما لم يكن لي من قبل.
    وما هنا تقييد "يسير لشيءٍ" مما سمعته من مجالسه من اللطائف والفوائد؛ إذ تردّدت على مجالسه عدة سنوات، كنت ربما جالسته منفرداً أو في جملة من الضيوف، وكان الشيخ موسوعة ضخمة من العلوم والمعارف والتجارب..
    لم أر فيمن رأيت من العلماء أقوى حافظة منه، ولا أكثر تقلباً في الحياة، لا، ولا أشد انقطاعاً إلى العلم وتمحُّضاً له...
    1- قال لي الشيخ رحمه الله: لما ذهبت إلى الدراسة في مصر، كان يزورني محمود أبوريّة، ويكثر من التردد عليّ، وكان يكاد يعبد مصطفى صادق الرافعي لكثرة ما يثني عليه..
    قال الشيخ: وكانت عندي مشاغل واهتمامات يصرفني عنها أبو ريّة بكثرة تردّده وحديثه، فأردت أن أصرفه عني، فقلت له يوماً بعد أن أكثر من الثناء على الرافعي كعادته: اسمع يا مولانا: أنا وهّابي، والرافعي يقول يستغيث بالسيد البدوي:

    صريعٌ على أعتابِ أحمدَ مكنبُّ فيا سيّدَ الفتيانِ أنت له طَبُّ


    قال: فغضب عليّ أبو رية غضبا شديداً، وقام ينفض يديه وثوبه في وجهي، ولم أره بعدها..
    2- قال لي الشيخ: حضر عندي قبل أيام صحفي يعمل في إحدى المجلات الشعبية، وذكر لي أنهم يوزعون من مجلتهم خمسين ألف نسخة، وأنا لا أوزع من العرب عُشر هذه الكمية.. فقلت للشيخ: نعم، هو صادق؛ لأن التافهين كثر، فقال الشيخ في انفعال: هذا كثير لا يوجد خمسون ألف تافه!
    3- قال الشيخ: بعض المؤلفين يكون لقاؤك به سبباً في ترك قراءة ما يكتب.. كنت أقرأ لمصطفى جواد وأودّ أن أراه، فلما قابلته وجدته شخصية كزّة مظلمة.. فكانت رؤيتي له سبباً في الإعراض عما يكتب.
    قلت: لعله وقع بين الشيخ ومصطفى جواد ما يقع بين أهل العصر، وإلاّ فإن مصطفى جواد ليس كما وصفه الشيخ، ثم هو كان من أكبر الشخصيات العلمية العراقية في زمنه.
    4- قال لي الشيخ: كانت عندي في شبابي أوقات فراغ، ولم أندم على شيء ندمي على أني لم أستغلّها في تعلم اللغة الإنجليزية، فاحرص على تعلمها قبل أن تزحمك الأشغال.
    5- قال لي الشيخ: كان المستشرق الألماني (وستنفلد) وضع فهرساً دقيقاً لنشرته من معجم البلدان، وكنت علقت عليه، واستدركت بعض الأسقاط، ثم إن نسختي من هذا المعجم ذهبت مع ما ذهب من مكتبتي في أحداث لبنان.
    6- دخلت على الشيخ صباحاً في مكتبه، فوجدت عنده امرأة بين يديها أوراق، فلما خرجت قال لي الشيخ: هذه صحفية في إحدى المجلات النسائية، أجرت معي مقابلة عن المرأة، وقد وافقت على إعطائها الحوار حتى تُوفّق في مجال عملها، ثم قال الشيخ: نريدهن أديبات نفس لا أديبات درس.
    7- قال الشيخ: وداد قاضي صنعت فهرساً لأحد كتبي، أظنه قال: "كتاب المناسك".. قال الشيخ: هي جيدة لكن قل إنتاجها، هكذا إخواننا أهل الشام، إذا بلغوا شيئاً من المكانة العلمية والمادية فإنهم يفترون عن العلم.
    8- زرت الشيخ صباح أحد الأيام، فلما رآني طلب من الموظف عنده أن يحضر كتاباً، ثم قال وهو يناولنيه: هذا كتاب ألّفتْه عني مكتبة الملك فهد الوطنية، جزاهم الله خيراً، هم ألّفوه ولم أطلب ذلك منهم، فقلت للشيخ: قد رأيت الكتاب، فابتسم وقال: أنا صرت كقاضي "جَبُّل" أروّج لنفسي، هل تعرف خبر قاضي "جَبُّل"؟ فقلت: لا، قال: ذكر ياقوت في معجم البلدان أن المأمون ركب سفينة على النهر ومعه القاضي يحيى بن أكثم، فلما حاذوا جبُّل إذا رجل يجري على الشاطئ ويشير بيديه ويصيح: يا أمير المؤمنين، نعم القاضي قاضينا، نعم القاضي قاضي جبُّل.. فضحك يحيى بن أكثم، فسأله المأمون: ما الذي يضحكك، فقال: هذا الرجل هو قاضي جبُّل يثني على نفسه! فضحك المأمون وأمر له بصلة وعزله!
    9- كتبتُ في إحدى المقالات التي نُشرت فيما بعد في مجلة العرب: "أفضل عليّ عالم الجزيرة الشيخ حمد الجاسر"..، ثم عرضت المقالة على الشيخ تمهيداً لنشرها، فقال لي الشيخ: جزيرة أنا عالمها جزيرة جاهلة، لا، احذف هذا الوصف، يكفي أن تكتب "الشيخ حمد".. هذا يكفي.
    10- قال لي الشيخ: كنت إذا حضرت جلسات مجمع اللغة أيام رئاسة طه حسين، وجرى ذكر جزيرة العرب يقول طه حسين: إذا قال الشيخ حمد الجاسر قولاً في موضع من مواضع الجزيرة العربية فالقول قوله، فهو أعلم بها منا.. قال الشيخ: وهذا الكلام مثبت في محاضر الجلسات قال: وكنت إذا دخلت على طه حسين يقول: مرحباً بعالم الجزيرة أو جاء عالم الجزيرة.
    11- قال الشيخ: لما زرت طه حسين في منزله سألته: يا دكتور: ما كنتم ذكرتموه في كتابكم (في الشعر الجاهلي) هل ما زلتم تقولون به؟ قال الشيخ: فقال لي طه حسين: كان ذلك من عبث الشباب..
    12- فقلت للشيخ حمد: إن محمود شاكر ذكر في حاشية أحد كتبه أنه حُدّث أن طه حسين قد رجع عما كان يقوله، وأن محمود شاكر علّق على ذلك بقوله: هكذا الكبار دائماً يخطئون في العلن، ويتوبون في السر.
    13- قلت للشيخ: سمعت أنكم أخذتم إجازة من الشيخ عبد الستار الدهلوي، قال: نعم، لكني مزقتها.
    14- قال الشيخ: لما حضر الشيخ عبد الحي الكتاني إلى مكة كنت فيمن زاره، وكتب لي إجازة.
    15- سألت الشيخ عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي واتهامِه بالكذب، فقال: أهلُ كلِّ فنٍّ يحملون على أصحاب الفنون الأخرى، وأهل الحديث يتهمون ابن الكلبي بالكذب، ولا يروون الأنساب إلاّ عنه.
    16- كتبتُ مقالة وعرضتها على الشيخ فإذا فيها: "ليس في لغة العرب كلمة..." وذكرت كلمة نسيتها، فقال الشيخ: وما أدراك أنها ليست في لغة العرب؟! هل أحطت بجميع اللغة؟! إذا نفيت فقيّد النفي بعلمك وقل: ليس في كذا فيما أعلم.
    17- سألت الشيخ عن حدود "نجد" فقال: يصعب تحديدها بدقة، لكن تُحدّد بالتقريب. كُتب المواضع المتقدمة ليست دقيقة وفيها صعوبة، فقلت له: ولِمَ اخترتم هذا الفن الصعب؟! فقال رحمه الله: السهل كلُّ أحدٍ يحسنه.
    18- قال أحد الحاضرين للشيخ في مجلس من المجالس: أسأل الله سبحانه أن يرزقنا ربع إرادتك وجَلَدك يا شيخ، فقال الشيخ على البديهة: هي دعوة مقبولة إن أردت!
    19- زرت الشيخ في آخر أيامه؛ فسلمت عليه وجلست قبالته، فأخذ يقلب دفتر الهاتف بين يديه، ثم رفع رأسه وقال لي: هذا الدفتر أصبح يخيفني، كلما نظرت فيه وقعت عيني على رقم صديق لي قد توفي..
    20- سألت الشيخ -رحمه الله- عن خير الدين الزِّرِكْلي، وفي مكتبة الشيخ نسخة من "الأعلام" بإهداء الزركلي، فقال لي: زرته في مصر في المستشفى، وكان هذا المستشفى نظيفاً فخماً، فرأيته رحمه الله سعيداً، يمشي متكأ على عصاه ويقول: سأخرج.. ثم زرته بعد أيام في مستشفى ضيق مظلم سيئ كان أولاده نقلوه إليه ليكون قريباً من مسكنهم.. قال الشيخ: وأولاده قد بخلوا عليه لأن المستشفى الأول كان ذا أجر مرتفع، فنقلوه إلى هذا المستشفى توفيراً للمال، قال: فدخلت عليه في هذا المستشفى، فرأيته على صورة كئيبة وكان يبكي، فخرجت من عنده، وبعد أيام جاءنا خبر موته.
    فقلت للشيخ: إن أحد الكتاب ذكر أن الزركلي كان يوقّع مقالاته بالأزرقي، وأن الزركلي قال له: إنه من نسل الأزارقة من الخوارج، ولا عبرة بمن قال إن المهلب أفناهم.
    فقال لي الشيخ وهو يبتسم: هو قال ذلك؟ قلت: نعم، فقال: إن الزركلي أخبرني بأنه من بني زُرَيق من الأنصار، قال الشيخ حمد فقلت له: يا مولانا لا تُبعد النُّجعة!
    للشيخ عبد الله مرداد كتاب اسمه "نشر النَّوْر والزهر" في تراجم المكّيين، وقد اختصره الشيخ عبد الله بن محمد غازي (1291-1365) في كتابه "نظم الدرر في اختصار نشر النور والزهر"، ثم إن الشيخ عبد الله غازي نفسه ذيّل على مختصره للنشر بكتاب سماه "نثر الدرر في تذييل نظم الدرر" و"نظم الدرر" وذيله "نثر الدرر" ما زالا مخطوطين فيما أعلم، وفي هذا الذيل "نثر الدرر" ترجم الشيخ عبد الله غازي لشيخنا حمد الجاسر ترجمة أحسبها من أقدم التراجم العلمية للشيخ الجاسر؛ إذ كانت قبل سبعين سنة.. وهذه هي من "نثر الدرر في تذييل نظم الدرر" ص:290 :"(حمد بن جاسر النجدي): حمد بن محمد بن جاسر بن علي بن جاسر العالم النجيب والفاضل الفطن الذكي، ولد في سنة 1329هـ في قرية من قرى نجد تُسمّى البرود، وتلقى فيها مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن في السنة الثانية عشرة من عمره، ثم ارتحل إلى الرياض لطلب العلم، فقرأ هناك على المشائخ المشهورين منهم: قاضي الرياض الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وفي ذي الحجة سنة ... قدم مكة ودخل مدرسة المعهد العلمي السعودي وتخرج منها في سنة 1353، واشتغل في وظائف التدريس في ينبع وفي جدة وغيرهما، ثم تعين قاضياً في سنة 1356 في بلدة ظبا ونواحيها، ثم استعفى منها، وارتحل إلى مصر، وزار كثيراً من مدارسها كالأزهر والجامعة وغيرها، ثم عاد من مصر في شهر شعبان سنة 1359، والآن هو مشتغل في كتابة بعض مباحث تاريخية أكمل منها: مختصر معجم البلدان، لخّص فيه المواضع النجدية، وأضاف إلى ما ذكره ياقوت بعض زيادات من المعاجم المشهورة، وكتاب أمراء نجد من قديم العهد إلى عهدنا الحالي، وتاريخ نجد يحتوي على ثلاثة أقسام، كل قسم يقع في مجلد".
    رحم الله شيخنا العلامة، وجزاه عن العلم وأهله خير ما يجزي عالماً..ولله در الدكتور عبد الرزاق السنهوري الذي قال:" وإن شيئاً يشترك فيه أكثر العظماء:حياة الشظف والفاقة التي عاشوها أول حياتهم، فنفخت في أخلاقهم روح الصلابة، فأذاقوا الحياة بأسهم بعد أن أذاقتهم بأساءها..".






    ولو أفردتها بموضوع خاص أخي عبد الله لكان حسنا..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •