المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي
ذكر بعض المفسرون عند تفسير قوله تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون . لا تعتذروا قد كفـرتم بعـد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ) سورة التوبة .
قيل أنهم كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم.
و قال خليفة بن خياط في تاريخه: اسمه مخاشن بن حمير، وقيل إنه كان مسلماً، إلا أنه سمع المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم ) إهـ
قلت : إن صح هذا فالظاهر أن الله قد عذره لاختلاف موقفه عن أؤلئك القاصدين الإستهزاء ويكون الضحك منه وقع على وجه الغفلة كما وقع من أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها حين رأت أبو يزيد سهيل بن عمرو مجموعة يداه إلى عنقه بحبل بعد أن أُسر في غزوة بدر قالت فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألاَّ مِتُّم كرامًا فواللهِ ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت: ( يا سودة أعَلى الله وعلى رسوله تحرضين . فقالت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت) إهـ .
فمثل هذا قد يُعذر به المرء لأنه وقع عن غفلة وذهول والله أعلم .