تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: تساؤلات عن حادث المعراج !!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي تساؤلات عن حادث المعراج !!

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
    قبل ان أبدأ تساؤلي ، ومن ثم أتهم بمخالفة الاجماع واتفاق السلف - كما يحدث كثيراً فإنني انقل ما قاله ابن حجر في الفتح مما يوضح ما يمكن الخلاف فيه وما لا يحتمل الخلاف في موضوع الاسراء والمعراج 000قال :
    قَدْ وَقَعَ فِي ذَلِكَ اِخْتِلَافٌ فَقِيلَ : كَانَا - الاسراء والمعراج - فِي لَيْلَة وَاحِدَة فِي يَقَظَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور عِنْد الْجُمْهُور ، وَقِيلَ : كَانَا جَمِيعًا فِي لَيْلَة وَاحِدَة فِي مَنَامه ، وَقِيلَ : وَقَعَا جَمِيعًا مَرَّتَيْنِ فِي لَيْلَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا يَقَظَة وَالْأُخْرَى مَنَامًا ، وَقِيلَ كَانَ الْإِسْرَاء إِلَى بَيْت الْمَقْدِس خَاصَّة فِي الْيَقَظَة وَكَانَ الْمِعْرَاج مَنَامًا إِمَّا فِي تِلْكَ اللَّيْلَة أَوْ فِي غَيْرهَا ، وَاَلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ لَا يَجْرِي فِيهِ الْخِلَافُ أَنَّ الْإِسْرَاء إِلَى بَيْت الْمَقْدِس كَانَ فِي الْيَقَظَة لِظَاهِرِ الْقُرْآن ، وَلِكَوْنِ قُرَيْش كَذَّبَتْهُ فِي ذَلِكَ وَلَوْ كَانَ مَنَامًا لَمْ تُكَذِّبْهُ فِيهِ وَلَا فِي أَبْعَد مِنْهُ . أ.هـ .
    كون المعراج قد حدث ليلة الاسراء وكان يقظة أيضاً مثله يولد بعضاً من الإشكالات منها :
    * الاسراء ذكر في القرآن في معرض سياق لبيان عظمة الله وقدرته وصدر بـ : سبحان الدالة على التنزيه والتعظيم والتبجيل لله عز وجل ، والمعراج إن كان يقظة وحادثاً مع الاسراء لكان ذكره أولى من ذكر الاسراء ، ولكنه لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل .
    ( حسبي الله ونعم الوكيل مقدماً - إن ادعى مدع لم يقرأ الكلام جيداً واتهمني بانكار المعراج لأنه لم يذكر في القرآن )
    * تذكر الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لقومه رحلة اسرائه ولم تذكر أنه حكى لهم رحلة معراجه ، بما يدل أنهما حادثتين متفرقتين ، وحينما كذبه قومه واستبعدوا حدوث الاسراء طلبوا منه وصف المسجد الأقصى فقط دلالة على انتهاء رحلته اليه .
    * فصلت بعض المرويات قصة الاسراء عن المعراج فلو كانتا في ليلة واحدة فما الذي دعا الرواة لفصلهما ، بل العجب أن البخاري رحمه الله بوب بابين منفصلين أحدهما للاسراء والآخر للمعراج ؟!
    أرجو من السادة الاخوة الأفاضل أن يردوا على ما ذكرت رداً واضحاً مختصراً على ، مع التلطف في الرد وبدون تعسف في الجمع ولا تعصب لرأي اشتهر - وجزاكم الله خيراً
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    يظهر منذ البداية أن الأخ شريف محتاط جدا - وهو محق في ذلك - و أنه لا ينكر المعراج كما لم ينكر الإسراء وإنما يتساءل هل كانا في ليلة واحدة وهل كان المعراج كالإسراء يقظة ، والشيء المثير هوقطعه بعدم تعرض القرآن للمعراج وهو أمر غير مسلم كما تدل على ذلك الآية 18 من سورة النجم والآيات 19 - 24 من سورة التكوير
    ثم أليس في الأحاديث الصحيحة ما يلقي كثيرا من الأضواء على الموضوع ؟
    أظن أن الأمر يستدعي الاحتكام إلى النصوص قبل إصدار الحكم في هذا الشأن الذي نوقش قديما وحديثا دون أن يتم فيه الاتفاق على كلمة واحدة ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    [QUOTE=محمد عزالدين المعيار;132110]
    والشيء المثير هوقطعه بعدم تعرض القرآن للمعراج وهو أمر غير مسلم كما تدل على ذلك الآية 18 من سورة النجم والآيات 19 - 24 من سورة التكوير QUOTE]
    لم أقل سيدي - فضلاً عن قطعي - بأن القرآن لم يذكر المعراج بل قلت عدم وروده في صدر سورة الاسراء دلالة على عدم وقوعه مع الاسراء في ليلة واحدة ( راجع كلامي مرة أخرى ) .
    وأنا على استعداد تام لقبول قول الجمهور - حيث ليس في المسألة إجماع - بعد إزالة الاستشكالات السابق ذكرها.
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    ولكن ما وجه الاستدلال مما أوردت على كون المعراج في المنام لا اليقظة، حتى لو فرضنا أنه والاسراء كانا في ليلتين مختلفتين؟؟؟
    دعني أولا أسألك، هل الاستشكال عندك على قول القائلين بكونهما قد قرنا جميعا في ليلة واحدة أم على قول القائلين بكونهما جميعا كانا في اليقظة لا المنام؟؟ أرجو التوضيح لأن القضيتين غير متلازمتين كما هو واضح.
    فان كنت تميل الى أن المعراج كان في المنام فأي الروايات هي التي يظهر منها عندك أنه كان كذلك؟ ليس في الروايات ما يوحي بأنه كان منانا! والأمر نفسه يتوجه الى الاسراء! فالذي يظهر من النصوص أن كليهما كانا في اليقظة. وللجمهور في ذلك حجة عقلية أيضا في أنه لو قيل بأن أحدهما أو كليهما كانا في المنام، فأين الاعجاز أصلا وأين التفضيل والمنزلة في ذلك؟ الكرامة التي في الرحلتين كانت بخرقهما للعادة، أما الرؤيا المنامية فليس فيها خرق للعادة فيما يراه النائمون، فتأمل.
    أما قولك بأن المعراج كان ذكره في صدر سورة الاسراء من باب أولى، فمردود من وجهين:
    أولا: القول بالأولوية في الرحلتين يلزم له دليل مستقل، يتقرر على أساسه أن احداهما كانت ذات فضل على الأخرى، يجعلها أولى بأن تأتي في هذا المكان من القرءان من الأخرى.. وليس ثم هذا الدليل.

    أما ثانيا: فان الآية ليست في معرض الامتنان بأعظم الآيات التي من الله بها على محمد صلى الله عليه وسلم، والا لكان القرءان نفسه أولى وأولى، وانما الآيات كما يتضح من نظمها فيما يلي تلك الآية الكريمة من صدر السورة، تنتظم في الكلام عن بني اسرائيل ولومهم وإنبائهم بما هو كائن من أمرهم.. فناسب أن يكون المذكور في صدر السورة هو تلك الآية المعجزة بالذات والتي جعل الله فيها النبي محمدا اماما لسائر المرسلين في ذلك المسجد الذي لا يزال أهل الكتاب يوقرونه وموقعه (ما حوله) ولا يزال بنو اسرائيل يتخذونه قبلة لهم. ذلك أنه لو ذكر لهم رحلة المعراج لما ألزمهم ذلك ولربما ردوا وقالوا - مثلا - عندنا سفر الرؤيا وفيه مثل هذا!! ولم ير الناس النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعرج به في السماء، ولا رأوا ما رآه هناك، فلو لم يصدقوا برسالته ونبوته فلن يصدقوا هذه الكرامة الكبرى له عليه السلام! أما الاسراء فقد دلت النصوص على أنه عليه السلام لما سأله المشركون عن تفاصيل بيت المقدس وصفه لهم بتفصيل، فأقر الذين رأوه بأعينهم بأنه هو كما وصفه صلى الله عليه وسلم، فظهر للناس من ذلك اعجاز تلك الرحلة لتكون في ذاتها حجة عليهم وعلى بني اسرائيل كذلك، والذين يتوجه اليهم الخطاب بعد تلك الآية مباشرة.. وليعلموا أنه ما دام قد سافر في ليلة واحدة الى هناك ورأى هذا الذي رآه ووصفه كما وصفه، فقد كان ذلك خرقا للعادة ولابد، وقد صدق في أنه صلى بسائر الأنبياء اماما ولابد.. فان كان ذلك كذلك وسمعه من سمعه منهم، آمن وصدق بالقرءان وصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.. أما لو جعل سبحانه المعراج هو المذكور في هذا الموضع، لما تحقق شيء من ذلك، ولقالوا لعله كان يحلم، أو لعله كذا أو كذا، ولما قامت عليهم به حجة!
    يعني باختصار، أن المعراج لن يصدقه الا من آمن به عليه السلام بالفعل، لأنه مهما وصف ما رآه فلا أحد غيره من الناس رآه أبدا! أما الاسراء ففي وصف النبي لما رآه فيه ما يدعوهم الى تصديقه والاقرار بأنها معجزة وكرامة وأنه صدق في كل ما ادعاه فيها وفي المعراج كذلك.. فمن هنا يتبين الحكمة من التقديم بذكر الاسراء في هذا الموضع، والله أعلم وأحكم..
    فمن الذي قال أن كون الآيات التي رآها النبي في المراج أكبر وأعظم، يلزم منه أن يكون هو المقدم ذكره في هذا المقام؟؟
    وقولك عن المعراج أنه "لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل ." هذا استدلال فاسد، لأنه لا يلزم من كون المعراج لم يذكر في هذه الآية أن يكون رحلة منفصلة!
    وقولك "تذكر الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لقومه رحلة اسرائه ولم تذكر أنه حكى لهم رحلة معراجه ، بما يدل أنهما حادثتان متفرقتان ، وحينما كذبه قومه واستبعدوا حدوث الاسراء طلبوا منه وصف المسجد الأقصى فقط دلالة على انتهاء رحلته اليه ."
    قلت هذه أرد عليها بالوجه الثاني من ردي الآنف.. فالروايات التي تذكرها المقام فيها كان مقام اثبات لصدق النبوة، وليس مقام رواية لكل ما شاهده عليه السلام، ومنها ما جاء فيه أنه عليه السلام كان قد نسي بعض تفاصيل صورة المسجد فبعث الله جبريل ليريه صورته أمام عينيه ليصفها لهم كما رآها عليه السلام! فالمقام مقام محاجة، واجابة على سؤال.. أما الروايات الأخرى التي فيها وصف ما رآه النبي في المعراج فكانت في مقام آخر، ولا يلزم من انفصال مقامي الرواياتين انفصال الأحداث المذكورة فيهما عن بعضها البعض!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  5. #5

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    السؤال الذي ينبغي طرحه قبل الخوض في هذه المسألة وغيرها من مسائل العلم:
    هل للبحث والتقصي في هذه المسألة ثمرة تجتنى ؟ أو لا؟
    فإن كان له ثمرة فبينوها لنا ثم نستعين الله في البحث.
    أما إن كان هذا من الترف العلمي فسواء رجح هذا أو هذا فالأمر سيان ما دام أن المسألة(أعني أي مسألة لا خصوص هذه المسألة) ليس فيها نص واضح وجزاكم الله خيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    أكرمك الله أخي كيف يقال على مسألة من مسائل العقيدة أن العلم بالصواب فيها قد لا يفيد أو قد يكون من الترف العقلي؟؟ لقد اختلف الصحابة فيما بينهم في مسألة مقاربة لهذه المسألة، وهي ما اذا كان محمد عليه الصلاة والسلام قد رأى ربه!
    أما العمل المبني عليها هو عمل قلبي: الاعتقاد في حقيقة ما وقع في تلك الآية الكبرى التي خص الله بها محمدا صلى الله عليه وسلم وميزه بها على سائر المرسلين..
    بارك الله فيك وهداني واياك قصد السبيل.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 000الأخ ابو الفدا حفظه الله
    أولاً : قولك " فان كنت تميل الى أن المعراج كان في المنام فأي الروايات هي التي يظهر منها عندك أنه كان كذلك؟ ليس في الروايات ما يوحي بأنه كان منانا! " ليس بدقيق ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما أنا في المسجد الحرام بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل . . . " إلى آخر الحديث وفيه أيضاً في رواية اخرى " بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحِجْرِ مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ 0000 )
    ثانياً : قولك " والأمر نفسه يتوجه الى الاسراء! " ليس بمسلم ، فالاسراء واضحةٌ دلالة كونه في اليقظة بصريح القرآن ، وبمعارضة الكفار له ، وبما روي من ارتداد بعض المسلمين لعدم تصديقه ، ولمطالبة المشركين للنبي بوصف المسجد لهم
    ولذلك اشتد نكير العلماء لمن قال ان الاسراء بالروح وليس بالجسد راجع قول ابن جرير وابن كثير وما سبق وذكرته عن شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني .
    ثالثاُ : قولك " القول بالأولوية في الرحلتين يلزم له دليل مستقل "
    عجيب 0000فالحس والمنطق وكل ذي لب يعلم أن اختراق السماوات أعظم وأعجز بكثير من السفر من مكة الى القدس ولو كانت في زمن يسير ، فالسفر من مكة للقدس كان العرب يستطيعونه ولو في شهر من الزمن ويمكن لنا الآن أن نستطيعه في نصف ساعة مثلاً ، أما اختراق السماوات فلا يستطيعونه ولا يستطيعه الانسان ولو في عصور مديدة !!!!!!!!!!
    رابعاً :قولك " فان الآية ليست في معرض الامتنان بأعظم الآيات التي من الله بها على محمد صلى الله عليه وسلم " سبحان الله أين رأيت هذا الادعاء وكيف فهمته من كلامي حتى تبني عليه نقدك له
    لقد قلت بالنص وارجع الى المشاركة الأم " الاسراء ذكر في القرآن في معرض سياق لبيان عظمة الله وقدرته وصدر بـ : سبحان الدالة على التنزيه والتعظيم والتبجيل لله عز وجل ، والمعراج إن كان يقظة وحادثاً مع الاسراء لكان ذكره أولى من ذكر الاسراء ، ولكنه لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل "
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    بارك الله فيك يا أخ شريف
    تقول أن رواية: " بينما أنا في المسجد الحرام بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل" فيها دلالة على أنه عليه السلام رأى المعراج مناما! وهذا كلام يكفي لنقضه تأمل ألفاظ الراوي، فلا أظنك تجهل تلك الحالة التي يكون فيها المرء ما بين النائم واليقظان! ولا أظنك تدعي أنه اذا ما جاءه ملكان وفعلا به كذا وكذا وهو في تلك الحالة فلن يتنبه ولن يذهب عنه النوم!! عندما تكون بين النائم واليقظان فأنت أقرب الى التنبه واليقظة منك الى النوم، والحاصل أن اللفظ ليس دليلا أبدا على أن ما رواه بعد ذلك من أحداث كان يراه في المنام!
    وأما رواية أنه كان مضطجعا عليه السلام، فأمر طبيعي أن الذي يكون ما بين النائم واليقظان غالبا ما يكون مضطجعا! ولا يلزم أن يكون المضطجع في حال اضطجاعه نائما! لم يكن نائما وانما كان ما بين النائم واليقظان، فتنبه للفرق..
    ثم ان قوله مضطجعا لو كان يريد به نائما لقال بينما كنت نائما اذ رأيت كذا وكذا، وهذا ما يقوله عليه السلام عادة عند روايته لما يراه في المنام، أما أن يقول بينما كنت مضطجعا (بين النائم واليقظان في ذلك) اذ أتاني، فلا يفهم منه أنه عليه السلام كان نائما ورأى اتيان الملكين في المنام! فالفرق واضح ولله الحمد.
    أما قولي أن الأمر نفسه يتوجه الى الاسراء، فلم أقصد أن كلامي في المعراج هو دليلي على أن الاسراء أيضا كان في اليقظة، فالأمر في الاسراء لم يتكلم فيه أحد من العلماء بمثل ما تكلم من تكلم في المعراج..
    ويبقى الأمر على أن المعراج ليس هناك لفظ واحد يمكن أن يفهم منه تصريحا بأنه كان في المنام! والروايتان اللتان قدمهما ابن اسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما واللتان قد يفهم منهما أنه كان مناما (مع كون ذلك الفهم نفسه من ابن اسحاق فيه نظر، لأنه حتى لو قبل ما فيهما من أنه كان بالروح دون الجسد فهذا لا يلزم منه أن يكون مناما)، في احداهما مجهول، وفي الثانية ضعيف فلا تقوم بهما حجة!
    أما تعقيبك على قولي "القول بالأولوية في الرحلتين يلزم له دليل مستقل " فيدل على أنك يا أخي الكريم لم تمعن النظر والتأمل فيما كتبت في هذه الجزئية كما ينبغي. فأنا لا أقول بأن رحلة المعراج أقل عظما في خرقها للعادة من رحلة الاسراء، ليس هذا ما قلته وراجع كلامي، وانما قلت أن القول بأن احداهما أولى من الأخرى بأن يذكرها الله في ذلك الموضع من صدر سورة الاسراء يحتاج الى دليل أو الى استقراء كان مفقودا في كلامك! فنعم المعراج كان أشد خرقا للعادة بكثير من الاسراء ولا ريب، ولكن لو تأملت كلامي مرة أخرى لتبين لك الحكمة من كون الاسراء هو الذي ذكره الله في صدر تلك السورة بالذات دون المعراج! فان كان المعراج على عظمه كرامة كبرى، فالاسراء معجزة تحقق فيها الاعجاز من كونه عليه السلام قد وصف لهم ما يعرفه بعضهم ورآه بعينيه من أوصاف بيت المقدس، فأثبت لهم أنه قد حمله الله في ليلة الى ما كانوا ليبلغوه الا في شهر كامل على الابل! فالمعراج على عظم أمره كخرق للعادة لم يكن مثله لنبي من الأنبياء الا أن الاسراء زاد عليه في وجود القرينة التي تحقق بها وصف المعجزة فيها وكانت رحلة الاسراء وما أقامه النبي لصدقها من قرائن هي المدخل لاقناع المكذبين بصدق كل من الاسراء والمعراج جميعا، فأرجو أن تعيد التأمل في كلامي هذا وفي المشاركة الآنفة بروية، بارك الله فيك!
    وأكرر بأن قولك عن المعراج: " ولكنه لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل "
    ليس فيه دلالة، فسياق الكلام والخطاب في مطلع السورة لم يستدع ذكره، وليس عدم ذكر المعراج في هذه الآية بالذات بدليل على أنه كان حدثا مستقلا!!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: تساؤلات عن حادث المعراج !!

    حديث الاسراء بطوله لم يرد في كتب الصحاح إلا من طريق أنس بن مالك ، ولكن بأربع صور :
    أولها : عن أنس بن مالك عن أبي ذر مرفوعاً .
    ثانيها : عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة مرفوعاً .
    ثالثها : عن شريك بن عبد الله عن انس مرفوعاً ( قال ابن كثير : ومنهم من يجعل هذا منامًا توطئة لما وقع بعد ذلك )
    رابعها : عن ثابت البناني عن انس مرفوعاً .
    الطرق الثلاثة الأولى لم تذكر إلا أن النبي أتاه الملكان وهو في الحجر أو في بيت أم هانئ أو في المسجد الحرام ثم صعد به الى السماء مباشرة .
    الطريق الرابع فقط هو الذي ذكر أن الملكين انطلقا به الى بيت المقدس ثم الى السماء .
    - أرجو مراجعة ما ذكرتُ والتأكد منه -
    السؤال : ألا يدعونا ذلك الى ترجيح أن النبي عرج به مباشرة دون الاسراء ، وأن الاسراء كان في ليلة أخرى ، وأن الأمرين مختلفان ولا ينبغي ربط أحدهما بالآخر في حكمه وكيفيته ؟؟؟؟
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •