تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: شركة "امريكا - مافيا " المتحدة للنقل السريع .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي شركة "امريكا - مافيا " المتحدة للنقل السريع .

    شركة "امريكا - مافيا " المتحدة للنقل السريع .



    الحلقة الأولى :

    في الوقت الذي تتعاطى فيه المجتمعات الإنسانية مع المخدرات كآفة وجائحة مدمرة للإنسان والمجتمع والصحة والقيم والاقتصاد الفردي والوطني، فإن الولايات المتحدة تنظر إلى تجارة المخدرات كغنيمة كبرى تدر أرباحاً وفيرة لا تدانيها أرباح أي سلعة أخرى حتى النفط.
    و اذا كانت الولايات المتحدة تدَّعي رسميا انها ضد زراعة وتجارة المخدرات، فهذا لا يُنسينا ان المخدرات كانت من العوامل الرئيسية التي بًُنيت عليها ملامح ما يسمَّى بالحضارة الامريكية .
    بل إن تجارة المخدرات باتت عاملا مهما في رسم وتوجيه السياسة الداخلية والخارجية الأميركية.
    ولا ننسى في هذا السياق خطة هنري كيسنجر المسماة (NSSM200) التي لخصها بالقول: "إن معدلات النمو السكاني في الدول النامية الغنية بالمصادر الخام الإستراتيجية، تشكل مبعث قلق للأمن القومي الأميركي، ويجب أن تحظى بالأولوية القصوى في اهتمامات الولايات المتحدة".
    وقد ارتكزت هذه الخطة على تقرير عمل لجنة جون دي روكفلر الرئاسية حول "السكان والمستقبل الأميركي" عام 1972 التي دعت صراحة إلى تجميد تام للنمو السكاني في العالم، وهي عبارة تعني في الواقع برامج لإبادة جماعية منظمة، ولا شك أن المخدرات من أهم أدوات تلك الإبادة.
    و قد استخدم الامريكان المخدرات ايضاً في محو ما تبقَّى من وجود الشعوب الامريكية الأصلية "شعوب الهنود الحمر" بعد ابادتهم ميكروبيا بمرض الجدري في اكبر مجزرة في التاريخ راح ضحيتها 113 مليون هندي احمر دفعةً واحدة .
    و كذلكم في محو الوجود الحضاري للامريكان الافارقة عن طريق نشر تلك السموم في احيائهم ومجتمعاتهم الفقيرة ممَّا قضى على كل ابداع في تلك الشريحة الاجتماعية وجعلها اسيرةً للفقر و البطالة والامراض الاجتماعية .


    الحلف الامريكي المافي :

    يرجع تاريخ كلمة المافيا إلى القرن الثالث عشر الميلادي مع الغزو الفرنسي لأراضي صقلية عام 1282م ، حيث تكونت في هذه الجزيرة منظمة سرية لمكافحة الغزاة الفرنسيين .
    وكانت بداية المافيا نتيجةً للتمرد والعصيان الذي ظهر بصقلية عقب قيام أحد الغزاة الفرنسيين عام 1282 م بخطف فتاة في ليلة زفافها .,
    و أصبحت تلك الجملة الغاضبة التي كانت أم الفتاة ترددها و هي في حالة هستيرية وهي تجري وتبكي في شوارع صقلية : Morte Alla Francia Italia Anelia
    و التي تعني (موت الفرنسيين هو صرخة إيطاليا) ، فجاءت كلمة (مافيا MAFIA ) من أول حرف من تلك الجملة شعاراً للمقاومة الايطالية ضد الغزو الفرنسي .
    مما أشعل نار الإنتقام في صدور الإيطاليين ،وألهب جذوة الثورة التي امتد لهيبها من مدينة إلى أخرى ، فقاموا بقتل عدد كبير من الفرنسيين في ذلك الوقت إنتقاماً لشرفهم المذبوح .
    ـ اذن كانت "مافيا" في بداياتها حركة نضالية ، الا أن القوة البشرية المطلقة عندما تبتعد عن النواميس الالهية و الشرائع الربانية تعود إلى شر مطلق.
    إذ ادَّت مشاعر القوة التي اكتسبها اعضاء المنظمة لا سيما فرقة جزيرة صقلية والتي تعتبر من أشهر فرق المافيا و التي تكونت في منتصف القرن التاسع عشر في جزيرة صقلية . وأصبحت بحلول الربع الأخير من القرن التاسع عشر القوة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المسيطرة في غربي صقلية، أدَّت تكم المشاعر في بادئ الأمر الى انتهاج أعمال الحماية في منطقة بالرمولجني الارباح .
    ثم تطور الامر الى الابتزاز في منطقة بالرمو ثم ما حولها من مزارع الليمون والبرتقال ، وضمت بين طياتها بعض من أفراد الارستقراطية الحاكمة ، حيث انقسم المجتمع في بداية الدولة الإيطالية الناشئة إلى الساسة وأصحاب الأراضي ودخلت المافيا بين هذين الفريقين كما كانت المحرك للعديد من أفراد الحكومة ورجال الأعمال ، ويتبع أفرادها شفرة خاصة تسمى أومرتا تمنع إفادة الشرطة بالجريمة.
    امريكا في خارطة المافيا :

    مع الهجرة الاوربية الى القارة الامريكية "العالم الجديد" تكون فرع واعد لتلك المنظمة الايطالية الاجرامية الشهيرة "مافيا" .
    وقد أبلغت الجهات القانونية الرسمية ـ لأول مرة ـ عام 1891 م عن وجود مافيا في أمريكا . ففي ذلك العام قتلت جماهير نيو أورليانز 11 شخصًا من المافيين الاوائل دون محاكمة، وذلك لاتهامهم بارتكاب جرائم قتل . ومنذ صدور قانون الحظر في العشرينيات من القرن العشرين أصبح الأمريكيون الذين ينحدرون من أصل إيطالي يسيطرون على كل الجرائم المنظمة في الولايات المتحدة.
    ـ نمت المافيا بالولايات المتحدة الأمريكية في بدايات القرن العشرين بهجرة الصقليين ، حتى قام مكتب التحقيقات الفيدرالي في السبعينات والثمانينات بتقليص نفوذ المافيا إلى حد ما .
    وفي إيطاليا في النصف الاول من القرن العشرين ، حارب بينيتو موسوليني المافيا بدون رحمة ، حيث قام بسجن الكثير لمجرد الشك في إنتمائهم للمافيا ، ولم تقوى شوكة المافيا في إيطاليا مرة أخرى حتى استسلامها في الحرب العالمية الثانية.
    و خلال تلك الفترة الفاشية ، هرب الكثير من أعضاء المافيا إلى الولايات المتحدة خشية الإضطهاد والسجن ، من بينهم جوزيف بونانو ، الشهير ب (جو باناناز) والذي جاء ليسيطر على فرع المافيا بالولايات المتحدة الأمريكية.


    دور المافيا في اجتياح إيطاليا وصقلية بالحرب العالمية الثانية

    ـ تعود بداية الحلف الامريكي المافي الى الحرب العالمية الثانية ، فأثناء تلك الحرب استخدمت أمريكا الاتصالات الايطالية بالفرع الامريكي لمنظمة "مافيا" الاجرامية خلال اجتياح إيطاليا وصقلية في الحرب العالمية الثانية وخلال عملية الإنزال الأميركي في جزيرة صقلية عام 1943 ، فقد قام لاكي لوتشيانو وأعضاء آخرين في المافيا ـ الذين اعتقلوا خلال هذا الوقت بأمريكا بموجب صفقة مع الاستخبارات الأمريكية ـ بتزويد الاستخبارات الأمريكية ـ التي استخدمت نفوذ لوتشيانو لتسهيل الطريق أمام القوات الأمريكية المتقدمة ـ بخرائط وجداول المد والجزر ومواقع وأرصفة الموانئ والمعلومات الاستخبارية والطبوغرافية ذات الصلة بذلك
    و خلال صفقة المقايضة التي جرت بين الطرفين تتحصَّل عصابات المافيا في المقابل على اختلاف أسرها على الآتي:
    1- تحصل عصابات المافيا مقدماً على 25 مليون دولار
    2- تكون للمافيا (حقوق حماية) بعد تحرير إيطاليا، لا تقتصر على مجرد التغاضي عن نشاط هذه العصابات في أميركا وحدها، وإنما تضمن فوق ذلك وزيادة عليه مشاركة فاعلة في النشاط الإيطالي.
    3- تتشاور الجهات الأميركية المعنية مع زعماء عائلات المافيا في ترتيب "علاقة عمل" مع أجهزة الأمن الأميركية، تكفل كذلك تغطية نشاط عصاباتها في الولايات المتحدة ذاتها، بما في ذلك أن يكف مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) عن الوقيعة بين عائلاتها وتحريض بعضها على بعض.
    وطبقاً لدكتور ألفرد. و. ماكوي ، خبير تجارة المخدرات ، فقد سمح للوتشيانو بإدارة شبكته من زنزانته جزاء مساعداته.
    ـ وبعد الحرب تمت مكافأة لوتشيانو بترحيله إلى إيطاليا عام و تحديدا إلى صقلية 1946 حيث عاد هناك لاستئناف نشاطاته و بتوسع اكبر .
    و لكن يبدو ان لوتشيانو كان قد رجع الى ايطاليا بأجندة عمل امريكية حيث تحدثت كثير من المصادر الرئيسية خلال تلك الفترة عن علاقات جديدة بين وكالة الاستخبارات الأمريكية و المافيا الكورسيكية ذات التاريخ العريق في عالم المخدرات .
    وطبقاً للكتاب الهام الذي صدر عام 1972 بعنوان " The politics of Heroin in South-East Asia" أو "سياسات الهروين في جنوب-شرق أسيا للدكتور ألفرد. و.ماكوي ، خبير مكافحة تجارة المخدراتJkj فقد ذهب لوتشيانو لإبرام اتحاد مع المافيا الكورسيكية ، مما أدى إلى تطور في شبكة التهريب العالمية للهروين ، والذي كان يورد أساساً من آسيا ومقره في مرسيليا - وهو ما يطلق عليه " The French connection" أو " الحلقة الفرنسية "
    و عندما توقفت بعض الدول عن انتاج الافيون ، استخدم اتصالاته مع المافيا الكورسيكية ، لفتح حوار مع رجال المافيا الكورسيكية بالمهجر في جنوب فيتنام ، فقد استغلوا الأوضاع الفوضوية في الحرب الفيتنامية لتأمين مورد لا ينضب وقاعدة توزيع في " المثلث الذهبي " والذي بعد فترة قصيرة بدأ في ضخ كميات كبيرة من الهيرويين الأسيوي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وبلدان أخرى عبر العسكرية الأمريكية.
    وقد أماطت اللثام عن دور المخابرات الامريكية في صناعة اسواق المخدرات الآسيوية الصحفية الأميركية إلين شانون و ذلك عام 1988 من خلال مقابلات أجرتها مع عشرات من عملاء وكالة مكافحة المخدرات وثقتها في كتاب بعنوان "المتهورون"، أكدت فيه أن العملاء أبلغوها أن مهربي المخدرات من جنوبي شرق آسيا ووكالة الاستخبارات المركزية "حلفاء طبيعيون".
    كما كتبت "إن عملاء مكافحة المخدرات الذين كانوا يقومون بالخدمة في جنوب شرق آسيا في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين ذكروا أنهم اكتشفوا مرارا أنهم كانوا يقتفون أثر مهربي المخدرات الذين كانت أسماؤهم مدرجة ضمن كشوف رواتب CIA".
    و في الثمانينيات والتسعينيات ، أدت سلسلة من حروب العصابات في ايطاليا فيما بينهم إلى إغتيال الكثير من أعضاء المافيا البارزين ، ليظهر جيل جديد من رجال المافيا الذين جمعوا بين العمل الاجرامي و الشنط السياسية .
    و لذلك فقد قامت الصحافة الإيطالية باستحداث عبارة " La Cosa Nuova" أو " الشيء الجديد" ، بدلا من العبارة القديمة التي كان يطلقها المافيا الإيطالية على نفسها وهي " La Cosa Nostra " في إشارة إلى التجديدات الجديدة التي طرأت على المنظمة .
    و لعل هذا يفسِّر مثول الرئيس الايطالي سلفيو برلسكوني امام القضاء لتبرير علاقته برئيس المافيا منذ سبعينات القرن الماضي ، وتورط بعض مساعديه في عمليات مخدرات و تهريب وغسيل اموال ، مما اضطر برلسكوني أن يمنح نفسه حق الحصانة العليا.
    ويرى الكاتب الفرنسي المتخصص في مجال الاستخبارات غوردون توماس في كتابه “الكتاب الأسود للمخابرات الأمريكية” أن الاستخبارات الأمريكية ساهمت في نشر الهيروين والمخدرات في مارسيليا وفرنسا ثم من خلالهما في العالم”.
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: شركة "امريكا - مافيا " المتحدة للنقل السريع .

    الحلقة الثانية :

    عوداً الى أمريكا:

    و في المقابل في امريكا فقد شهدت "مافيا" الامريكية تطورا بالغا و نفوذا اكبر بعد حقبة الحرب العالمية الثانية حيث تظل المافيا الإيطالية-الأمريكية الى اليوم هي أقوى منظمة إجرامية بالولايات المتحدة الأمريكية وتستخدم هذه المكانة للسيطرة على غالبية أنشطة شيكاغو ونيويورك الإجرامية ،و لها صلات كبيرة بوكالة المخابرلاتى الامريكية ال سي آي إي .
    يقول كاتب مقال : "سي.آي.ايه” تسهل سوق المخدرات في أمريكا"
    : “صحيح أن الوكالة لا تمارس بنفسها هذه التجارة، ولكنها في بعض الأحيان من تاريخها تركت حلفاءها الظرفيين يقومون بالأمر، من دون أن تطرح سؤال من الذي سيستهلك هذه المواد في نهاية المطاف”.
    وفي سنة 1996 طرح نقاش علني، من قبل غاري ويب في الولايات المتحدة حول العلاقة ما بين تمويل وكالة الاستخبارات الأمريكية لعصابات الكونتراس النيكاراغويين في سنوات الثمانينات، وبين وصول نوع رديء من المخدرات إلى أسواق وشوارع سان فرانسيسكو.كانت “هذه المخدرات من إنتاج الكونتراس وإرسالها يتم بحماية وكالة الاستخبارات” وقد تسبّب هذا النوع الرديء في إحداث كوارث وسط الزنوج الأمريكيين في سان فرانسيسكو. ولكن وسائل الإعلام تجاهلت هذا النقاش وتجاهلت غاري ويب، الذي واصل تحقيقه إلى سنة 2004.المخابرات الأمريكية أنكرت الأمر بطبيعة الحال، ولكن النتيجة المأساوية للكاتب غاري ويب الذي وجد مقتولا في بيته برصاصة في رأسه تدل على شيء ما غير طبيعي.
    كما أن "مافيا" الامريكية لازالت تحتفظ بعلاقاتها مع مافيا الصقلية التي نشأت منها. حيث أن قوة المافيا في صقلية أكثر تكاملاً واستقراراً ، حيث أن الفساد مستشري، والحكومة المحلية هي تقريباً فرع من فروع المنظمة ذاتها، حيث لهم تأثير حتى على القضاء.
    بدأت المافيا نشاطاتها في أمريكا بالسيطرة على مدينة نيويورك ، وتوسعت المافيا إلى أن أصبحت 26 أسرة عبر الولايات المتحدة الأمريكية ، بالمركز في نيو يورك ، وبعد العديد من حروب العصابات ، إنتهى الأمر إلى سيطرة 5 عائلات على الأنشطة الإجرامية في نيو يورك : عائلات بونانو ،كولومبو ، جامبينو ، جينوفيز ، لوتشيز.
    نشاط المافيا اليوم

    تقترب أرباح منظمة "مافيا" اليوم من ميزانيات الكثير من دول العالم . غير أن الجرائم المنظمة تغيرت طبيعتها في الفترة الأخيرة واتخذت شكلاً في غاية الدقة والتعقيد بسبب تعقيد النشاط الاقتصادي في العالم بشكل عام .وقد أصبحت المافيا وعالم الجريمة المنظمة محوراً للعديد من الأعمال السينمائية والأدبية وحيكت حولها الكثير من الحكايات والأساطير. وبرغم كل المحاولات المبذولة للقضاء عليها في الكثير من الدول ، لا يزال تأثيرها القوي على الساحة السياسية والاقتصادية العالمية والإيطالية خاصة بشكل يقلق الساسة والشعوب على حد سواء. واليوم تستخدم كلمة المافيا مجازاً للدلالة على أقصى درجات الإجرام تنظيماً ووحشية مثل المافيا الروسية والمافيا اليابانية الياكوزا . وينتظم حوالي 6 آلاف إيطالي أمريكي يشاركون في الجريمة المنظمة في شبكة عصابات إقليمية تسمى العائلات وتشارك هذه المنظمات في العديد من النشاطات غير القانونية مثل المقامرة، والدعارة، وبيع المخدرات، والربا . ويقدر المسؤولون عن القانون أن هذه العائلات تكسب حوالي 50 بليون دولار أمريكي سنويًا من هذه النشاطات الإجرامية . ويعتقدون أنها أصبحت تمارس كثيرًا من الأنشطة المشروعة، بجانب أنشطتها غير القانونية في مجالات (غسيل الأموال) .
    المخدرات سلاح امريكي استراتيجي:
    لم تزل القوى العالمية تنظر الى عوامل الانتصار بتجرد كامل من القيم الاخلاقية .
    فعلى سبيل المثال فهناك حرب الافيون التي شنتها بريطانيا على الصين ، اذ اهتمت بريطانيا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي .. بفتح ابواب الصين امام تجارتها العالمية و ذلك لمعادلة الميزان التجاري بين البلدين اذ كان التجار البريطانيون مرغمين على دفع قيمة مشترياتهم من الصين من الشاي والحرير والبورسلين نقدا بالفضة‏..‏ مما تسبب في استنزاف مواردهم منها ...
    ولكن الصين لم تستجب لطلبات بريطانيا ، ‏ لذلك لجأت بريطانيا إلى دفع احدى شركاتها ..وهي شركة الهند الشرقية البريطانية (East India Company) التي كانت تحتكر التجارة مع الصين.. الي زرع الافيون في المناطق الوسطي والشمالية من الهند‏ وتصديره الي الصين كوسيلة لدفع قيمة واردتها للصين‏.‏
    وبدأ نزوح الفضة من الصين لدفع قيمة ذلك الافيون‏.‏
    وبدأت مشاكل الادمان تظهر على الشعب الصيني مما دفع بالإمبراطور يونغ تيكينج (Yong Tcheng)
    في عام 1729م بأصدار أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات.. غير أن شركة الهند الشرقية البريطانية لم تلتفت لهذا المنع واستمرت في تهريب الأفيون إلى الصين..
    فاصدر الامبراطور الصيني قرارا آخر اشد وطأة بحظر استيراد الافيون الى الامبراطورية الصينية و ذهب ممثل الامبراطورالي‏ مركز تجارة الافيون واجبر التجار البريطانيين والامريكيين علي تسليم مخدراتهم من الافيون الذي بلغ الف طن.. وقام باحراقه..في احتفالية كبيرة شهدها المناوئون لهذا المخدر ..
    عندها قررت بريطانيا وكانت في اوج قوتها في ذلك الوقت ..اعلان حرب الافيون الاولى 1840 - 1842 م على الصين لفتح الابواب من جديد امام تجارة الافيون للعودة من جديد
    استمرت حرب الافيون الأولى عامين من عام‏1840‏ الي عام‏1842‏..واستطا عت بريطانيا بعد مقاومة عنيفة من الصينيين ..احتلال مدينة دينج هاي في مقاطعة شين جيانج‏.. وتوقيع اتفاقية مذلة في اغسطس‏1842..
    تنص على تنازل الصين عن هونج كونج لبريطانيا ..والتي اصبحت فيما بعد قاعدة عسكرية وسياسية واقتصادية.. لينطلق منها العدوان علي الصين.. و لا يمكن ان تغيب امريكا عن مثل هذه الحرب الشيطانية ، فاسهمت في هذه الحرب بقوة رمزية‏ .. لارتباط مصالحها بتلك الحرب .‏ فالشركات الامريكية كانت تسهم في تجارة الافيون مع الشركات البريطانية..‏ كما يهمها ايضا فتح ابواب الصين امام تجارتها.. لذلك فبعد انتهاء الحرب طالبت الصين بالحصول علي نفس الامتيارات التي حصلت عليها بريطانيا.. وهددت باستخدام القوة.. ووافقت الصين علي ذلك.. وتم توقيع معاهدة بذلك في عام‏1844 م ..‏ والتي تحصل أمريكا بمقتضاها علي شرط الدولة الاكثر رعاية.. والذي يتيح لها الحصول علي نفس المعاملة التجارية للصادرات التجارية البريطانية و بالاخص الافيونية .
    وارتفع عدد المدمنيين في الصين من مليوني مدمن عام 1850م ليصل إلى 120 مليوناً سنة 1878م, ولكن حروب الأفيون لم تنته نهائياً إلا باتفاقية 8 مايو 1911م.
    ـ اذن لم يكن إلقاء القنبلة الذرية على اليابان، وحده العمل الإجرامي الذي كشف عن حقيقة ثقافة الغرب الميكافيلية و سياساته البراجماتية النفعية ، بغض النظر عن المبررات التي سيقت آنذاك، وإذا كان استخدام القنبلة الذرية من قبل الأمريكيين، يوصف بأنه استخدام للأسلحة القذرة، فإن استخدام سلاح المخدرات لا يقل قذارة عن استخدام الذرة .
    ففي الوقت الذي تتعاطى فيه المجتمعات الإنسانية مع المخدرات كآفة وجائحة مدمرة للإنسان والمجتمع والصحة والقيم والاقتصاد الفردي والوطني، فإن الولايات المتحدة تنظر إلى تجارة المخدرات كغنيمة تدر أرباحاً وفيرة لا تدانيها أرباح أي سلعة أخرى حتى النفط
    لا غرابة إذن، أن نشهد ونحن في مطلع الألفية الثالثة، إعادة الاستخدام لهذا السلاح، ومن قبل الولايات المتحدة، والذي وإن استخدمته تاريخيا في دول عدة مثل:
    1ـ بنما .
    2ـ أو نيكاراغوا.
    3ـ أو السلفادور.
    4ـ كما وأسست له في كولومبيا.
    5ـ كما ساهمت الولايات المتحدة أيضا وبمشاركة المخابرات الألمانية، في تكوين "جيش تحرير كوسوفو" الألباني. فتحت رعايتهم بالضبط، أصبحت مافيا المخدرات الألبانية واحدة من أقوى المافيات في العالم، وترتبط بشكل وثيق مع كارتيلات المخدرات الأميركية اللاتينية "كارتيل "تيهوانا" وغيره"، ومزارع الأفيون في أفغانستان.
    6ـ إلا أن الولايات المتحدة نشطت فعليا الآن، باستخدامه وعلى نطاق كارثي في كل من أفغانستان بعد الغزو الامريكي و ابادة حكم طالبان .
    ففي حين أن إنتاج المخدرات انخفض كثيراً في عهد طالبان، بعد الحظر الذي فرضته حكومتها على زراعته. وحيث تدنى الإنتاج الى 185طناً في العام التالي لفرض الحظر. ولكن بعد الغزو الأمريكي، في أعقاب هجمات 11سبتمبر 2001.لتعود زراعة المخدرات للازدهارمجدداً .
    لذلك ما إن سقطت أفغانستان تحت الاحتلال الأميركي حتى عادت زراعة وتجارة الأفيون إلى الازدهار، وتضاعفت عما كانت عليه قبله.
    و ليتولى السيد :"عزة الله واصفي" و الذي كان قد قضی أ?ثر من ثلاثة أعوام فی السجون الأمري?ية حينما ألقي القبض عليه متلبسا بمتاجرة المخدرات فی مدينة لاس فيغاس منصب رئاسة م?افحة المخدرات فی أفغانستان.
    و في عام 2006أصبحت الظروف مواتية لتجار المخدرات الأفغان، ووجدوا في انتشار الفقر والأمية والأيدي العاملة غير المدربة ووعورة الطرق مناخا ملائما لزراعة خشخاش الأفيون.
    بينما يتورط في تجارة المخدرات مسؤولون كبار في الشرطة والجيش والجهاز الإداري الحكومي..
    ووصل التورط إلى قمة الجهاز السياسي في تلك البلاد، وعلى سبيل المثال وجه الاتهام لوزير الداخلية بتهريب المخدرات وإطلاق سراح بعض تجار المخدرات الذين تم ضبطهم و الذين يترأسون عصابات المخدرات التي تمارس كل شيء وتتراوح جرائمها بين شراء صمت كبار المسؤولين في الشرطة والجيش والجهاز الإداري بالرشوة،اوقتل كل من يقف في طريقها .
    .. كذلك تدور الشبهات حول حاكم إقليم هلمند، أكبر المناطق انتاجاً للهيروين في البلاد، بتخزين عدة أطنان من الافيون.
    7ـ ثم العراق بعد احتلالها عام 2003 م ، حيث المخدرات تباع في بعض الأسواق الشعبية، وتحت الحماية، وليس هنالك رقابة من الدولة غير الموجودة أصلا .
    وسط غياب الحقائق، باعتبار أن الجانب الاقتصادي لهذا السلاح، له مردود يتماثل جنبا إلى جنب مع المردود التدميري، مما يغرى دول عدة، وعصابات الجريمة المنظمة، أن تلعب دورا مريحا في استخدام وتطوير هذا السلاح.
    إن مجرَّد القاء نظرة على الأرقام المذهلة التي تتحدث عن زراعة الأفيون في أفغانستان، وهى زراعة انتعشت بشكل سريع وضخم بعد الاحتلال الأمريكي لذلك البلد، تظهر كم هي أرقام مرعبة، كما أن تفحص المعلومات التي تتحدث عمن يقف وراء تلك الزراعة، يرى كيف أن عصابات المخدرات التي تعمل في أفغانستان، مرتبطة بضباط الجيش الامريكي و اعوانهم ، وهى عصابات كشفت معلومات عنها مؤخرا، من حيث أن لها اطر دولة وسجونا ومحاكم وفرق قتل، وقوات أمنية خاصة، وهؤلاء، كل هؤلاء جميعا، لا يعملون بالمهام المتعلقة بمحاربة المقاومين الأفغان للوجود الأجنبي، وإنما يتركز اختصاصهم في المحافظة على تدفق المخدرات ليس إلى الولايات المتحدة وحسب، وإنما إلى جميع أنحاء العالم.
    وإذا كان بالإمكان فهم المسألة التاريخية لزراعة المخدرات في أفغانستان، وسهولة إعادة إحياء هذه الزراعة باعتبار أن لها جذورا سابقة.
    إلاَّ أنَّ الحال في العراق مختلف تماما، إذ لم يعانِ العراق في تاريخه، مشكلة تتعلق بهذا الجانب، لكن هذه المشكلة، تبرز الآن لتدق ناقوس الخطر، بعد أن انضمت إلى المشكلة الطائفية، والى كارثة قتل العلماء أو تشريدهم، والى قتل الأكاديميين والمثقفين وكل ما هو ايجابي في العنصر البشرى العراقي، ولعل قتل الصيادلة الذي تزايد في الآونة الأخيرة، له علاقة بالمخدرات، حيث أن أي صيدلاني لا يرضخ لطلبات المتعاطين، يفقد حياته كما حدث مع الكثيرين منهم.
    حروب المخدرات الامريكية :
    ما تقدم يفسر حرب احتلال أهم بلدين في زراعة وتجارة المخدرات، باناما عام 1989، وأفغانستان عام 2001، حيث جرى الاحتلال لخدمة بارونات المال من تجار المخدرات الأميركان ، و يفسر أيضا استشراء تجارة المخدرات في كل بلد يدخله الامريكان .
    ويذهب البعض في تشبيه علاقة الولايات المتحدة بتجارة المخدرات إلى استحضار العلاقة بين القرصان الأكبر والقراصنة الصغار.
    و هذا بالضبط هو ما جرى للجنرال إيمانويل نورييغا حاكم بنما السابق المتهم أميركياً بالاتجار في المخدرات الذي اعتقلته القوات الأميركية بهذه التهمة لدى احتلال باناما يوم 20-12-1989، وحكم عليه بالسجن لمدة 45 سنة، معروف بارتباطه بـCIA، حيث كان المسؤول عنه في إحدى الفترات جورج بوش الأب.
    اذ تم تجنيد نورييغا للعمل مع استخبارات الدفاع الأميركية عام 1959، بينما كان تجنيد ال CIA لنورييغا في عام 1967.
    ومما لا شك فيه أن احتلال باناما واعتقال نورييغا يعود إلى خروجه على تعاليم أسياده، ومحاولة إجراء صفقات لحسابه بلغت 45 ألف شحنة مخدرات.
    وكان الصحفي الأميركي الشهير سيمور هيرش قد أماط اللثام عن قصة ارتباط نورييغا باتحاد المخدرات الكولومبية الذي دام 20 سنة، وقد نشر القصة في عدد نيويورك تايمز الصادر في 12-6-1986، بينما كان نورييغا في واشنطن لتسلم وسام الشرف من مجلس دفاع الدول الأميركية.

    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: شركة "امريكا - مافيا " المتحدة للنقل السريع .

    >>>>>>>>>>
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •