عبادة الطاعة ... بين أهل التوحيد وأهل التنديد (3)
أبو يونس العباسي
-أحبتي في الله : صرنا في زمان يقسم فيه بعض الناس طاعة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - إلى قشر ولب وشيئ لازم وشيئ مش لازم , وأشياء مهمة وأشياء تافهة , وطاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - واجبة في كل أمر صغر أم كبر , دق أم عظم , طاعته واجبة في النقير والقطمير , في القليل والكثير , قال الله تعالى :" ادخلوا في السلم كافة " , إن الحياة كلها لا بد أن تكون محراب طاعة لله تبارك وتعالى :" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *** لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " , ولا عجب في ذلك فإن العمل المباح إذا خالطته النية الصالحة تحول إلى طاعة لله جل وعلا , قال معاذ بن جبل : إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي " , وعند أحمد وصححه الألباني من حديث أبي ذر : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : "وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر" , وإن سبب الخزي والعار والشنار والتبار الذي أصابنا , هو بسبب طاعتنا لله في جانب ومعصيتنا له في جوانب , قال الله تعالى : " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" , وبعد هذا يتبين لنا خبث صنيع العلمانيين , وقبح أثرهم على أمتنا المباركة , أولئك الذين قصروا طاعة الرسول على مجال العبادة - ويا ليت -.
- قصروا طاعة الرسول في مجال العبادة مع أن الله يقول :" الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" , أسأل الله الهداية لنا ولهم , اللهم آميين .
- أحبتي في الله : إن الإعراض عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ظاهرة خطيرة , وعلامة من علامات النفاق , فإن المؤمن لا يستطيع أن يسمع نداء الله - سبحانه وتعالى - أو نداء الرسول : - صلى الله عليه وسلم - ثم يتخلف عنه , ما يستطيع ذلك إلا منافق أو رجل على وشك الانزلاق في مستنقع النفاق , قال الله تعالى :" وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " , وإن المنافق ولو قال بلسانه بأنه مطيع لله , أو سيطيع الله فهو كلام باللسان لا يجاوز الآذان , وكم يوجد بيننا من مدعين للطاعة , ولاتباع الرسول ولكن زورا وبهتانا , قال الله تعالى :" وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِين َ *** وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ *** وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ *** أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
- أحبتي في الله : وهنا لا احب أن يفوتني قضية بالغة في الأهمية ألا وهي : إذا تعارضت طاعة الله مع طاعة المخلوق أيا كان , فأيهما نقدم ؟ بالتأكيد لا بد من تقديم طاعة الخالق - تبارك وتعالى - , لأننا أسلفنا القول بأن المطاع لذاته هو الله - جل وعلا - وطاعة غيره تابعة لطاعته , عندما تتعارض الطاعات , يتبين الحب الحقيقي من الحب المزيف , فمن كان حبه لله حقيقيا فسيقدم طاعة الله , ومن كان حبه مزيفا سيقدم طاعة المخلوق , ورحم الله سعدبن أبي وقاص لما قدم طاعة الله وقال لأمه : " والله لو كان لك مائة نفس تخرج نفس بعد نفس ما تركت دين محمد " , فنزل قوله تعالى :" وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " , ورحم الله أبا عبيدة الذي قتل أباه طاعة لربه وذلك لما وقف أبوه عثرة في طريق الدعوة ألى الله تعالى , فنزل قوله تعالى:" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " , إلى كل من يقدم طاعة المخلوق على طاعة الخالق ( وليراجع كل واحد منا نفسه ) : أذكرهم بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما عند النسائي وصححه الألباني من حديث علي - رضي الله عنه - : إنما الطاعة في المعروف , والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في موضع آخر :" لا طاعة لمن عصى الله" وفي موضع ثالث :" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " , ألا فليينبه كل منا لنفسه , وليعدل من اعوجاجها, قبل أن يندم ولات حين مندم , ومن باب قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أ:"الدين النصيحة " , أذكره بهذه الآيات لعله يتذكر : قال الله تعالى :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ *** إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ *** وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ " , وأذكره بقول الله تعالى :" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا *** يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا *** لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا " وأذكره بقوله تعالى :" إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا *** خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا*** يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ *** وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ*** رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا " ........
-أحبتي في الله : وبناء على ما سبق , أقولها وبكل قوة : إنني أكفر بالإملاءات الأجنبية على أبناء أمتنا , وأكفر بالطواغيت الذين يستجيبون لهذه الإملاءات , وأقول للأمة : اكفري بهذه الإملاءات , ثم اصبري على البلاءات التي ستصيبك بعد ذلك , فإن البلاء ولا محالة سيعقبه تمكين , هذه هي سنة الله في عباده , ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة اله تحويلا , قال الله تعالى :" فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا " وقال جل شأنه :" فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا" , وقال سبحانه :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِي نَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ", إنني عندما أقرأ هذه الآيات وأكتبها , أستشعر مقدار الجرم الذي يقع فيه طواغيت العرب , أولياء اليهود والصليبيين , وإذا سألتهم لماذا تطيعون اليهود والصليبيين ؟ قالوا لك : ضغوط الواقع العالمي , فيرد الله عليهم حينها قائلا :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ*** فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ".
- وإذا كانت طاعة الله بهذه المكانة وتركها بهذه الخطورة , فما هي عقوبة من ترك طاعة المولى - جل وعلا - ؟ إن عقوبة من ترك طاعة الله : العذاب الأليم في الدنيا والآخرة والانزلاق في مستنقع الكفر والنفاق , وما أعظمها من عقوبة , لمن كان له قلب , أو ألقى السمع وهو شهيد , قال الله تعالى :" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" , قال الإمام أحمد : "لعله يرد قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيزيغ قلبه فيهلك , قال ابن القيم رحمه الله : إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها , ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها , نسأل الله السلامة , قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : " إني لأعرف أثر معصيتي في خلق دابتي وامرأتي "
- أحبتي في الله : وأخيرا أختم بالخيرات التي ستعود على الأمة إن أطاعت ربها سبحانه وتعالى : الثمرة الأولى : مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , وحسن أولئك رفيقا , يدل على هذا قول المولى جل جلاله :" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا *** ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا " , الثمرة الثانية : الحصول على النعيم المقيم من الله رب العالمين - سبحانه وتعالى - , ويدل على هذا الفهم قوله تعالى :" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ", الثمرة الثالثة : الحياة الحقيقية وليست الحياة البهيمية , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" , ومعلوم ان ما يحيينا في طاعته , سبحانه وتعالى , الثمرة الرابعة : الهدايه إلى الخير لنصيب منه , وإلى الشر لنجتنبه , قال الله تعالى : " وإن تطيهوه تهتدوا "
- إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم : أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة