تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حكم قول من حسن الطالع حصل كذا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي حكم قول من حسن الطالع حصل كذا

    السؤال
    أسمع بعض الناس إذا أصابه شيء سيئ يقول : هذا من سوء الطالع ، وإذا حصل له شيء فيه سرور قال : هذا من حسن الطالع . فما معنى هذه العبارة ؟
    نص الجواب
    الحمد لله
    "الطالع" هو النجم الطالع في السماء ، وكان الناس في الجاهلية يظنون تأثير هذه النجوم في الحوادث التي تحدث في الأرض ، فكانوا ينسبون الحوادث إلى النجوم ، وقد توارث الناس عنهم هذه العقيدة الفاسدة ، فصاروا يقولون مثل هذه الكلمات ، وكثير من الناس يقولها وهو لا يدري معناها .
    جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (26/368) :
    " يحرم استعمال عبارتي (من حسن الطالع) ، و (من سوء الطالع) ؛ لأن فيهما نسبة التأثير في الحوادث الكونية حسنا أو سوءا إلى المطالع ، وهي لا تملك من ذلك شيئا ، وليست سببا في سعود أو نحوس ، قال الله تعالى : ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) الأعراف/54 ، فإن كان القائل يعتقد أن هذه المطالع فاعلة بنفسها من دون الله تعالى فهو شرك أكبر ، وإن كان يعتقد أن الأمور كلها بيد الله وحده ولكن تلفظ بذلك فقط فهو من شرك الألفاظ الذي ينافي كمال التوحيد الواجب ، والأصل في ذلك ما خرجه مسلم في "صحيحه" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر ) ، وما ثبت في "الصحيحين" عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ) " انتهى .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " هذه الكلمة يقولها من لا يعرف الشريعة ، يقول للشخص إذا نجح : هذا من حسن الطالع ، وإذا رسب : هذا من سوء الطالع ، وهذا من التنجيم الذي هو نوع من الشرك ؛ وذلك لأن الطالع والغارب ليس له تأثير في الحوادث الأرضية ، بل الأمر بيد الله ، سواء ولد الإنسان في هذا الطالع أو في هذا الغارب أو في أي وقت .
    وهذا الذي يدعي أن فوز الرجل أو فشله لحسن الطالع أو سوء الطالع من هذا النوع الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه كافر بالله .
    فالواجب على من قاله أن يتوب إلى الله من ذلك ، وعلى من سمعه أن ينكر عليه وأن يبين ذلك في المجالس العامة والمجالس الخاصة بالشباب ؛ لأن بعض الناس لا يعرف معنى هذه الكلمة ولا يعرف على أي شيء بنيت " انتهى
    "لقاء الباب المفتوح" (64 / 12).
    والله أعلم .https://islamqa.info/ar/answers/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم قول من حسن الطالع حصل كذا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    "الطالع" هو النجم الطالع في السماء ، وكان الناس في الجاهلية يظنون تأثير هذه النجوم في الحوادث التي تحدث في الأرض ، فكانوا ينسبون الحوادث إلى النجوم ، وقد توارث الناس عنهم هذه العقيدة الفاسدة ، فصاروا يقولون مثل هذه الكلمات ، وكثير من الناس يقولها وهو لا يدري معناها .
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى كفاية المستزيد -
    التنجيم الذي هو اعتقاد أن النجوم فاعلة مؤثرة بنفسها، وأن الحوادث الأرضية منفعلة ناتجة عن النجوم وعن إرادات النجوم، وهذا تأليه للنجوم، وهو الذي كان يصنعه الصابئة ويجعلون لكل نجم وكوكب صورة وتمثالا وتَحِلُّ فيها أرواح الشياطين فتأمر أولئك بعبادة تلك الأصنام والأوثان، وهذا بالإجماع كفر أكبر وشرك كشرك قوم إبراهيم.
    النوع الثاني من التنجيم: هو ما يسمى علم التأثير، وهو الاستدلال بحركة النجوم والتقائها وافتراقها وطلوعها وغروبها الاستدلال بذلك على ما سيحصل في الأرض، فيجعلون حركة النجوم دالة على ما سيقع مستقبلا في الأرض، والذي يفعل هذه الأشياء ويحسنها يقال له المنجم، وهو من أنواع الكهَّان؛ لأن فيه أنه يخبر بالأمور المغيّبة عن طريق الاستدلال بحركة الأفلاك وتحرك النجوم، وهذا النوع محرم وكبيرة من الكبائر، وهو نوع من أنواع الكهانة، وهي كفر بالله جل و علا؛ لأن النجوم ما خلقت لذلك، وهؤلاء تأتيهم الشياطين فتوحي إليهم بما يريدون وبما سيحصل في المستقبل ويجعلون حركة النجوم دليلا على ذلك.
    وقد أُبطل قول المنجمين في أشياء كثيرة من الواقع، ونحو ذلك كما في فتح عمّورية في قصيدة أبي تمام المشهورة:
    السيف أصدق إنباءً من الكتب وغيرها

    النوع الثالث مما يدخل في اسم التنجيم: ما يسمى بعلم التسيير؛ علم التسيير وهو أن يعلم النجوم وحركات النجوم لأجل أن يعلم القبلة والأوقات وما يصلح من الأوقات للزرع وما لا يصلح، والاستدلال بذلك على وقت هبوب الرياح، وعلى الوقت الذي أجرى فيه سنته أنه يحصل فيه من المطر كذا ونحو ذلك، فهذا يسمى علم التسيير، فهذا رخّص فيه بعض العلماء، وسبب الترخيص فيه أنه يجعل النجوم وحركتها أو التقاءها أو افتراقها أو طلوعها أو غروبها يجعل ذلك وقتا وزمنا لا يجعله سببا، فيجعل هذه النجوم علامة على زمن يصلح فيه كذا وكذا، والله جل وعلا جعل النجوم علامات كما قال..وعلامات وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ?[النحل:16]، فهي علامة على أشياء يحصل طلوع النجم الفلاني يحصل أنه بطلوع النجم الفلاني يدخل وقت الشتاء، ليس بسبب طلوعه لكن حين طلع استدللنا بطلوعه على دخول الوقت، وإلا فهو ليس بسبب لحصول البرد وليس بسبب لحصول الحر وليس بسبب للمطر وليس بسبب لمناسبة غرس النخل أو زرع المزروعات ونحو ذلك؛ ولكنه وقتٌ، فإذا كان كذلك فلا بأس به قولا أو تعلُّما لأنه يجعل النجوم وظهورها وغروبها يجعلها أزمنة وذلك مأذون به.
    (قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خَلقَ اللهُ هذه النجوم لثلاثٍ: جعلها زينةً للسماء) كما قال تعالى وزينا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا?[فصلت:12]، قال (ورجوماً للشياطين) والآيات على ذلك كثيرة، قال(وعلامات يهتدى بها) حيث قال جل وعلا?أَمَّن يَّهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ?[النمل:63]، وقال جل وعلا وعلامات وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) ونحو ذلك من الآيات، فهي علامات يهتدى بها، يهتدى بها على أي شيء؟ أو يهتدى بها إلى أي شيء؟ يهتدى بها إلى الجهات جهة القبلة, جهة الشمال, جهة الغرب, جهة الشرق، يهتدى بها أيضا على الاتجاهات حيث تُعرف أن البلد الفلانية في اتجاه النجم الفلاني، فإذا أراد السائر ليلا في البحر يتجه نحو اتجاه هذا النجم فيعلم أنه متجه إلى تلك البلدة ونحو ذلك مما أجرى الله سنته به.
    قال(فمن تأولَ فيها غير ذلكَ أخطأ وأضاعَ نصيبهُ وتكلف ما لا علم لهُ به) وهذا صحيح؛ لأن النجوم خلق من خلق الله ولا نفهم سرها إلا بما أخبر الله جل وعلا به, فما أخبرنا به أخذناه، وما لم يخبر به فلا يجوز أن نكلف فيه ذلك، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام "إذا ذُكر القدر فامسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فامسكوا"، والمراد هنا بذكر النجوم يعني في غير ما جاء به الدليل، إذا ذكر القدر في غير ما جاءت به الأدلة فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي في غير ما جاء به من فضلهم وحسن صحابتهم وسابقتهم ونحو ذلك من الدليل فأمسكوا، وكذلك إذا ذكرت النجوم وما فيها بغير ما جاء به الدليل فأمسكوا؛ لأن ذلك ذريعة لأمور محرمة.

    قال (وكره قتادة تعلم منازل القمر. ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما. ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.) الله جل وعلا جعل القمر منازل كما قال ?وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ?[يس:39]، له ثمان وعشرين منزلا ينزل في كل يوم منزلة منها, تعلم هذه المنازل هل هو جائز أم لا؟
    منعه بعض السلف كراهة.
    ورخص فيه طائفة من أهل العلم وهو الصحيح؛ لأنه جل وعلا امتن على عباده بذلك قال ?[هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُورًا وقَدَّرَهُ] (1) مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ?[يونس:5] وظاهر الآية أن حصول المنّة به في تعلمه وذلك دليل الجواز.
    قال (وعن أبي موسى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر") ووجه الاستدلال من هذا الحديث قوله (ومصدق بالسحر) وقد مر معنا أن التنجيم نوع من أنواع السحر كما قال عليه الصلاة والسلام "مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النّجُومِ، فقد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السّحْرِ زَادَ مَا زَادَ" وإذا صدق بالنجوم فإنه مصدق بالسحر، والمصدق بالسحر لا يدخل الجنة، قال هنا (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر) وإدمان الخمر من الكبائر، قال (وقاطع الرحم) وهي من الكبائر، (ومصدق بالسحر) وهو أيضا من الكبائر.

    مما يدخل في هذا العصر بوضوح مع غفلة الناس عنه: ما يكثر في المجلات مما يسمونه البروج، يضَعُون صفحة أو أقل منها في الجرائد يجعلون عليها رسم بروج السنة: برج الأسد والعقرب والثور إلى آخره، ويجعلون أمام كل برج ما سيحصل فيه، فإذا كان المرء أو المرأة مولودا في ذلك البرج يقول سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا وكذا، وهذا هو التنجيم الذي هو التأثير الاستدلال بالنجوم والبروج على التأثير في الأرض وعلى ما سيحصل في الأرض، وهو نوع من الكهانة، ووجوده في المجلات والجرائد على ذلك النحو وجود للكهان فيها، فهذا يجب إنكاره إنكارا للشركيات ولادعاء معرفة الغيب وللسحر وللتنجيم؛ لأن التنجيم من السحر كما ذكرنا، يجب إنكاره على كل صعيد، ويجب أيضا على كل مسلم أن لا يُدخله بيته، وأن لا يقرأه ولا يطلع عليه؛ لأنه وإن رأى تلك البروج وما فيها، ولو أن يعرف ذلك معرفة فإنه يدخل في النهي من جهة أنه أتى إلى الكاهن غير منكر له.
    فإذا أتى إلى هذه البروج وهو يعرف البرج الذي وُلد فيه؛ ولكن يقول سأطلع ماذا قالوا عني أو ماذا قالوا سيحصل لمن ولد في هذا البرج، فإنه يكون كمن أتى كاهنا فسأله فإنه لا تقبل له صلاة أربعين ليلة.
    وإذا أتى وقرأ وهو يعلم برجه الذي وُلد فيه أو يعلم البرج الذي يناسبه وقرأ ما فيه، فهذا سؤال فإذا صدقه به فقد كفر بما أنزل على محمد.

    وهذا يدلك على غربة التوحيد بين أهله، وغربة حقيقة هذا الكتاب كتاب التوحيد حتى عند أهل الفطرة وأهل هذه الدعوة، فإنه يجب إنكار ذلك على كل صعيد، وأن لا يؤثِّم المرء نفسه ولا من في بيته بإدخال شيء من الجرائد التي فيها ذلك في البيوت؛ لأن هذا معناه إدخال للكهنة إلى البيوت، وهذا والعياذ بالله من الكبائر، فواجب إنكار ذلك وتمزيقه والسعي فيه بكل سبيل حتى يُدحض أولئك؛ لأن علم التنجيم أهل البروج أولئك هم من الكهنة، والتنجيم له معاهد معمورة في لبنان وفي غيرها، يتعلم فيها الناس حركة النجوم وما سيحصل بحسابات معروفة وجداول معينة، ويخبرون بأنه ما كان من في البرج الفلاني فإنه سيحصل كذا وكذا عن طريق تعلمٍ وهمي يغرهم به رؤوسهم وكهانهم.
    فالواجب على طلبة العلم أن يسعوا في تبصير الناس في ذلك بالكلمات وبعد الصلوات وفي خطب الجمع؛ لأن هذا مما كثر البلاء به وأهل الإنكار فيه قليل، والتنبيه عليه ضعيف والله المستعان. نعم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم قول من حسن الطالع حصل كذا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وإن كان يعتقد أن الأمور كلها بيد الله وحده ولكن تلفظ بذلك فقط فهو من شرك الألفاظ الذي ينافي كمال التوحيد الواجب ، والأصل في ذلك ......... وما ثبت في "الصحيحين" عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ) "
    قال الشيخ صالح ال الشيخ - الاستسقاء بالأنواء هو نسبة السقيا إلى الأنواء، والأنواء هي النجوم، يُقال للنجم نوء، والعرب والجاهليون كانوا يعتقدون أن النجوم والأنواء سبب في نزول المطر فيجعلونها أسبابا، ومنهم -وهم طائفة قليلة- من يجعل النوء والنجم هو الذي يأتي بالمطر، كما ذكرتُ لك في حالة الطائفة الأولى من المنجمين الذين يجعلون المفعولات منفعلة عن النجوم وعن حركتها.
    ومناسبة هذا الباب لما قبله .. أن الاستسقاء بالأنواء نوع من التنجيم لأنه نسبة السقيا إلى النجم؛ وذلك أيضا من السحر لأن التنجيم من السحر بمعناه العام.
    ومناسبة ذلك لكتاب التوحيد أنّ الذي ينسب السقيا والفضل والنعمة الذي أتاه حينما جاءه المطر يَنسب ذلك إلى النوء وإلى النجم هذا ملتفتٌ قلبُه عن الله جل وعلا إلى غيره، ومتعلِّق قلبه بغيره، وناسبٌ النعمة إلى غير الله جل وعلا ومعتقد أن النجوم أسباب لهذه المسبَّبَات من نزول المطر ونحوه، وهذا منافٍ لكمال التوحيد فإن كمال التوحيد الواجب يوجب على العبد أن ينسب النعم جميعا إلى الله وحده وأن لا ينسب شيئا منها إلى غير الله ولو كان ذلك الغير سببا، فينسب النعمة إلى مُسديها ولو كان من أجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الأسباب فإنه لا ينسبها إلى غير الله جل وعلى، كيف وأن النجوم ليست بسبب أصلا، ففي ذلك نوعان من التعدي:
    أولا أنها ليست بأسباب.
    والثاني أن يجعلها الله جل وعلا أسبابا وتُنسب النعم والفضل السقيا إليها.
    وهذا مناف لكمال التوحيد وكفر أصغر بالله جل وعلا.
    قال (وقال الله تعالى ?وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ? [الواقعة:82]) قال علماء التفسير: معنى هذه الآية وتجعلون شكر رزقكم، شكر ما رزقكم الله من النعم ومن المطر أنكم تكذبون بأن النعمة من عند الله بنسبتها لغير الله جل وعلا؛ تارة لنسبتها إلى غير الله جل وعلا. والواجب شكرا لنعم الله جل وعلا، وشكرا لله جل وعلا على ما رزق و أنعم وتفضّل أن تُنسب النعم جميعا إلى الله، وأن ينسب الفضل إلى الرب وحده دون ما سواه.


    ، (قَالَ: قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ) هنا قسم العباد إلى قسمين:
    مؤمن بالله جل وعلا: وهو الذي نسب هذه النعمة وأضافها إلى الله جل وعلا، وشكر الله عليها، وعرف أنها من عند الله، فشكر ذلك الرزق وحَمِد الله وأثنى عليه به.
    والصنف الثاني كافر: ولفظ كافر اسم فاعل الكفر أو اسم من قام به الكفر، وهذا قد يصدق على الكفر الأصغر أو الكفر الأكبر.
    فهم انقسموا إلى مؤمنين وإلى كافرين.

    الكافرون منهم من كفر كفرا أصغر، ومنهم من كفر كفرا أكبر:
    فالذي كفر كفرا أصغر: هو الذي قال (مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا) يعتقد أن النوء و النجم والكوكب سبب في المطر، فهذا كفره كفر أصغر؛ لأنه ما اعتقد التشريك و الاستقلال؛ ولكنه جعل ما ليس سببا ونسب النعمة لغير الله، وقوله من أقوال أهل الكفر وهو كفر أصغر بالله جل و علا كما قال العلماء.
    والصنف الثاني كافر بكفر أكبر: وهو الذي اعتقد أن المطر اثر من آثار الكواكب والنجوم وأنها هي التي تفضلت بالمطر وهي التي تحركت بحركة لما توجه إليها عابدها فأنزلت المطر إجابة لدعوة عابدها، وهذا كفر أكبر بالإجماع لأنه اعتقاد ربوبية وألهية غير الله جلا وعلا.
    قال(فَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ, فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ) لأنه نسب النعمة لله وحده، ونسبة النعمة لله وحده دلت على إيمانه.
    قال (وَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا, فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ) وكما ذكرتُ لك الباء في قوله (مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا) إن كانت للسببية لأن الباء تأتي للسبب مطرنا بسبب نوء كذا وكذا فهذا كفر أصغر، وأما إذا كان المراد أن النوء هو الذي أتى بالمطر إجابة لدعوة عابديه أو لرحمته بالناس هذا كفر أكبر بالله جل جلاله.
    هنا تنبيه في هذه المسألة وهو ما يحصل أحيانا من بعض الناس من أنهم يقولون: في الوسم -مثلا- يأتي مطر، والوسم جاء معناه أن الرياح فيه مطر ونجم [السّهِيل] طلع فسيحصل كذا ونحو ذلك، فهذا القول بما علمتَ له حالات:

    الحال الأولى أن يقول ذلك لأجل أن النجم أو البرج الذي أتى هو زمن جعل الله سنته فيه أنه يأتي فيه المطر، فإذا كان هذا القول بأن الوسم جاء معناه هذا وقت المطر، وإن شاء الله يجيء المطر ونحو ذلك، فهذا جعل للوسم زمنا وهذا جائز.
    وأما إذا قال في ذلك الوسم جاء يأتي المطر أو طلع النجم الفلاني يأتينا كذا وكذا، بجعل هذا الفصل كالبرج أو ذلك النجم سببا، فهذا كفر، ونسبةٌ للنعمة لغير الله، واعتقاد تأثير أشياء لا تأثير لها.
    فينبغي أن نفرق بين ما يستعمله العوام فيه أن المطر والبرد والصيف ونحو ذلك في تعلقه بالنجوم تعلق الزمن ووقت وظرف، وما بين نسبته للشرك والضلال الأفعال للنجوم إما استقلالا وإما على وجه التسبب.[
    باختصار من كفاية المستزيد ]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •