تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان

    بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان

    177694

    السؤال


    من فضلك هل لك أن توضح لي مقتل أسماء أو العصماء بنت مروان المشركة ، فلقد سمعت من معاديين للإسلام كلاما عن أنها قتلت بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم وبطريقة وحشية وهذا يدل حسب نظرتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلا دمويًا ؟ فما هذه القصة ؟ وكيف نرد على من أثارها؟ أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا .
    نص الجواب





    الحمد لله
    أولا :
    أخبر الله تعالى في كتابه المجيد أنه إنما أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للناس كلهم فقال سبحانه : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/ 107 .
    " فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والآخرة ، ومن ردها وجحدها خسر في الدنيا والآخرة " انتهى من "تفسير ابن كثير" (5 /385) .
    وروى الحاكم في "المستدرك" (100) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة ) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2345) .

    وهو صلى الله عليه وسلم الذي عفا عن قريش كلها ، وقد خذلوه وعادوه وأخرجوه وحاربوه وألبوا عليه العرب ، فلما فتح مكة عفا عنهم ولم يؤاخذهم بسوء صنيعهم ولا انتقم منهم .
    وهو الذي عفا عن اليهودية التي دست له السم في الشاة ، فروى البخاري (2617) ومسلم (5834) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ( أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا فَقِيلَ : أَلَا نَقْتُلُهَا ؟ قَالَ لَا ) .
    وقالت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : ( وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ بِهَا لِلَّهِ ) رواه البخاري (6126) ومسلم (2327) .
    وروى البخاري (4838) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) الأحزاب / 45 ، قَالَ : فِي التَّوْرَاةِ : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ ) .
    وأخباره صلى الله عليه وسلم في الصبر على الأذى والعفو والصفح وعدم المؤاخذة ومقابلة السيئة بالحسنة لا تحصى ، وإنما يريد هؤلاء النيل منه صلى الله عليه وسلم زيادة في الكفر وحسدا من عند أنفسهم ، وبغضا ومقتا ، وإرادة لما يهوونه ويشتهونه من إطفاء نور الله ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .
    وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قتل النساء ؛ فروى أبو داود (2669) عَنْ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ فَرَأَى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى شَيْءٍ فَبَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ : انْظُرْ عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ فَجَاءَ فَقَالَ : عَلَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ فَقَالَ : مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ ، قَالَ : وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَبَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ : ( قُلْ لِخَالِدٍ لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

    ثانيا :
    أما خبر مقتل عصماء بنت مروان الذي يروج له هؤلاء الأفاكون فهو خبر موضوع ، رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (856) والخطيب في "التاريخ" (13/99) وابن عساكر في "تاريخه" (51/224) وابن عمر الحربي في "فوائده" (50) كلهم من طريق محمد بن الحجاج اللَّخمي أبو إبراهيم الواسطي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قال :
    ( هجت امرأة من بني خطمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهجاء لها ، قال : فبلغ ذلك النبيَّ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فاشتد عليه ذلك ، وقال : ( من لي بها ) ، فقال رجل من قومها : أنا يا رسول الله ! وكانت تمّارة ؛ تبيع التمر ، قال : فأتاها ، فقال لها : عندك تمر ؛ فقالت :
    نعم ، فأرته تمراً ، فقال أردتُ أجود من هذا ، قال : فدخلت لتريه ، قال : فدخل خلفها ونظر يميناً وشمالاً ، فلم ير إلا خِواناً ، فعلا به رأسها حتى دمغها به ، قال : ثم أتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال : يا رسول الله ! قد كفيتُكَها . قال : فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنه لا ينتطح فيها عنزان )
    وهذه المرأة هي عصماء بنت مروان .
    وهذا إسناد باطل ، وخبر موضوع ؛ راويه محمد بن الحجاج قال البخاري : منكر الحديث.
    وقال ابن معين : كذاب خبيث ، وقال الدارقطني : كذاب ، وقال – مرة : ليس بثقة .
    "ميزان الاعتدال" (3 /509) .
    وقال ابن عدى : " محمد بن الحجاج وضع حديث المرأة التي كانت تهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قتلت قال : لا تنتطح فيها عنزان " .
    انتهى من "الموضوعات" لابن الجوزي (3 /18)
    والحديث ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (6013) وقال " موضوع " .

    ورواه الواقدي في "المغازي" (ص173) ومن طريقه القضاعي (858) : حَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ : ( أَنّ عَصْمَاءَ بِنْتَ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ بْنِ زَيْدٍ كَانَتْ تَحْتَ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيّ وَكَانَتْ تُؤْذِي النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَتَعِيبُ الْإِسْلَامَ وَتُحَرّضُ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ، قَالَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيّ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ أُمَيّةَ الْخَطْمِيّ حِينَ بَلَغَهُ قَوْلُهَا وَتَحْرِيضُهَا : اللّهُمّ إنّ لَك عَلَيّ نَذْرًا لَئِنْ رَدَدْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْمَدِينَةِ لَأَقْتُلَنّهَا - وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَئِذٍ بِبَدْرٍ - فَلَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ بَدْرٍ جَاءَهَا عُمَيْرُ بْنُ عَدِيّ فِي جَوْفِ اللّيْلِ حَتّى دَخَلَ عَلَيْهَا فِي بَيْتِهَا ، وَحَوْلَهَا نَفَرٌ مِنْ وَلَدِهَا نِيَامٌ مِنْهُمْ مَنْ تُرْضِعُهُ فِي صَدْرِهَا ; فَجَسّهَا بِيَدِهِ فَوَجَدَ الصّبِيّ تُرْضِعُهُ فَنَحّاهُ عَنْهَا ، ثُمّ وَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى صَدْرِهَا حَتّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهَا ، ثُمّ خَرَجَ حَتّى صَلّى الصّبْحَ مَعَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَدِينَةِ ، فَلَمّا انْصَرَفَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَظَرَ إلَى عُمَيْرٍ فَقَالَ أَقَتَلْت بِنْتَ مَرْوَانَ ؟ قَالَ نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللّهِ .
    وَخَشِيَ عُمَيْرٌ أَنْ يَكُونَ افْتَاتَ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِقَتْلِهَا ، فَقَالَ هَلْ عَلَيّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ فَإِنّ أَوّلَ مَا سَمِعْت هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ، قَالَ عُمَيْرٌ فَالْتَفَتَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ : إذَا أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَنْظُرُوا إلَى رَجُلٍ نَصَرَ اللّهَ وَرَسُولَهُ بِالْغَيْبِ فَانْظُرُوا إلَى عُمَيْرِ بْنِ عَدِيّ ) انتهى .
    وهذا إسناد تالف ، الواقدي – وهو محمد بن عمر بن واقد : قال الإمام أحمد : هو كذاب ، يقلب الأحاديث ، وقال ابن معين: ليس بثقة ، وقال – مرة : لا يكتب حديثه ، وقال البخاري وأبو حاتم: متروك ، وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث ، وقال ابن عدى: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه ، وقال ابن المديني : الواقدي يضع الحديث .
    "ميزان الاعتدال" (3 /663) .
    " وقال النسائي : الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام " .
    انتهى من "تهذيب التهذيب" (9 /163) .
    والله أعلم .


    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان

    جزاكم الله خيرا،، قرأت في موقع فتاوى الإسلام ويب:
    "... واستشهد بها شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول،وابن قيم الجوزية
    في زاد المعاد، وغيرهما على قتل من سب النبي صلى الله عليه وسلم،"!!!
    http://fatwa.islamweb.net/ar/fatwa/37443/
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Question رد: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان


    1) القصة لم تصح، هل أن ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله يرون قتل من سب الرسول عليه الصلاة والسلام أنه مرتد، لا أنهم اعتمدوا على هذه الرواية الضعيفة؟؟

    2) والكافر الأصلي إذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، ما الحكم مع ذكر الدليل الصحيح؟؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    1) القصة لم تصح، هل أن ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله يرون قتل من سب الرسول عليه الصلاة والسلام أنه مرتد، لا أنهم اعتمدوا على هذه الرواية الضعيفة؟؟

    2) والكافر الأصلي إذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، ما الحكم مع ذكر الدليل الصحيح؟؟
    بارك الله فيك - --سب النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المحرمات ، وهو كفر وردةٌَ عن الإسلام بإجماع العلماء ، سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً . وأن فاعله يقتل ولو تاب ، مسلما كان أم كافراً . ثم إن كان قد تاب توبة نصوحاً ، وندم على ما فعل ، فإن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله له .
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، كتاب نفيس في هذه المسألة وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ينبغي لكل مؤمن قراءته ، لاسيما في هذه الأزمان التي تجرأ فيها كثير من المنافقين والملحدين على سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لما رأوا تهاون المسلمين ، وقلة غيرتهم على دينهم ونبيهم ، وعدم تطبيق العقوبة الشرعية التي تردع هؤلاء وأمثالهم عن ارتكاب هذا الكفر الصراح .
    .----------قال شيخ الاسلام فى الصارم المسلول --- من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر فإنه يجب قتله.
    هذا مذهب عليه عامة أهل العلم قال ابن المنذر: "أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل" وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي قال: "وحكي عن النعمان لا يقتل" يعني الذي هم عليه من الشرك أعظم وقد حكى أبو بكر الفارسي من أصحاب الشافعي إجماع المسلمين على أن حد من يسب النبي صلى الله عليه وسلم القتل كما أن حد من سب غيره الجلد وهذا الإجماع الذي حكاه هذا محمول على إجماع الصدر الأول من الصحابة والتابعين أو أنه أراد به إجماعهم على أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم يجب قتله إذا كان مسلما وكذلك قيده القاضي عياض فقال: "أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه" وكذلك حكي عن غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره وقال الإمام إسحاق بن راهويه أحد الأئمة الأعلام: "أجمع المسلمون على أن
    من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل: "أنه كافر بذلك وان كان مقرا بكل ما أنزل الله" قال الخطابي: "لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله" وقال محمد بن سحنون: "أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر".
    وتحرير القول فيه: أن الساب إن كان مسلما فإنه يكفر ويقتل بغير خلاف وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم وقد تقدم ممن حكى الإجماع على ذلك إسحاق بن راهوية وغيره وان كان ذميا فإنه يقتل أيضا في مذهب مالك وأهل المدينة وسيأتي حكاية ألفاظهم وهو مذهب أحمد وفقهاء الحديث.-http://madrasato-mohammed.com----------
    قال شيخ الاسلام بن تيمية: "قال القاضي عياض جميع من سبَّ النبي أو عابه أو الحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دِينه أو خِصلة من خِصاله أو عَرّض به أو شبهه بشيءٍ على طريق السبِّ له والإزراءِ عليه أو البغض منه والعيب له فهو سابُّ له والحكم فيه حكم السابِّ يُقتل ولا نستثن فصلاً من فصول هذا الباب عن هذا المقصد ولا نمتر فيه تصريحاً كان أو تلويحاً، وكذلك من لعنه أو تمنّى مضرةً له أو دعا عليه أو نسب إليه ما لا يليقُ بمنصبه على طريق الذم أو عيبه في جهته العزيزة بسخفٍ من الكلام وهجر ومُنكر من القول وزوراً أو عيره بشيءٍ مما يجري من البلاء والمحنة عليه أو غَمصه ببعضِ العوارضِ البشرية الجائزة والمعهودة لديه؛ قال هذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن أصحابه وهلم جرًا" [الصارم المسلول ج: 3، ص: 978...وما بعدها]. وقال ابن القاسم عن مالك: "من سبَّ النبي قُتِل ولم يُستَتب"، وقال ابن القاسم: "أو شتمه أو عابه أو تنقَّصه فإنه يُقتل كالزنديق وقد فرض الله توقيره وبره"، وكذلك قال مالك في رواية المدنيين عنه: "من سبَّ رسول الله أو شتمه أو عابه أو تنقَّصه قُتِل مسلماً كان أو كافراً ولا يُستتاب، وَ روى ابن وهب عن مالك: "من قال أن رداء النبي -وَ يُروى- إزاره وسخ و أراد به عيبه قُتل"، وذكر بعض المالكية اجماع العلماء: "على أن من دعا على نبيٍّ من الأنبياء بالويل أو بشيءٍ من المكروه أنه يُقتل بلا استتابة". وذكر القاضي عياض أجوبة جماعة من فقهاء المالكية المشاهير "بالقتل بلا استتابة في قضايا متعددة أفتى في كل قضيةٍ بعضهم منها: "رجل سمع قوماً يتذاكرون صفة النبي إذ مرَّ بهم رجلٌّ قبيح الوجه واللحية، فقال: "تريدون تعرفون صفته هي صفة هذا المارِّ في خِلقته ولحيته"، ومنها رجلٌ قال: "النبي كان أسود"، ومنها: "رجلٌ قِيل له لا وحقَّ رسول الله فقال: "فعل الله برسول الله كذا"، قِيل له: "ما تقول يا عدوا الله؟" فقال أشدَّ من كلامه الأول، ثم قال: "إنما أردتُ برسول الله العقرب" قالوا: "لا يُقبل لأن ادعائه للتأويل في لفظٍ صراح لا يُقبل لأنه امتهانٌ وهو غير معزِّر لرسول الله ولا موقِّر له فوجبت إباحة دمه، ومنها من قال: "إن سُألتُ أو جَهِلتُ فقد سُأل النبي وجَهل"، ومنها مُتفقِّه كان يستخفُّ بالنبيِّ ويُسميه في أثناء مُناظرته (اليتيم)، ويزعم أن زُهده لم يكن قصداً ولو قَدر على الطيبات لأكلها". وأشباه هذا". قال عياض: "فهذا الباب كله مما عدَّه العلماء سبّاً وتنقُصاً يجب قتلُ قائِله، لم يختلف في ذلك مُتقدِمهم ومُتأخرِهم وإن اختلفوا في حكم قَتله". وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه: "فيمَن تنقَّصه، أو برئَ منه، أو كذَّبه؛ أنه مُرتدّ". وكذلك قال أصحاب الشافعي: "كل من تعرَّض لرسول الله بما فيه استهانة فهو كالسبِّ الصريح فإن الاستهانة بالنبيِّ كُفرٌ، وهل يتحتم فيه قتله أو يسقط بالتوبة على الوجهين".
    والكافر الأصلي إذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، ما الحكم مع ذكر الدليل الصحيح؟؟
    قال شيخ الاسلام بن تيمية: "أن المُعَاهد له أن يُظهر في داره ما شاء من أمر دِينه الذي لا يُؤذينا، والذمي ليس له أن يُظهر في دار الإسلام شيئاً من دِينه الباطل وإن لم يُؤذنا فحاله أشد.....، أن الذمِّي إذا سبَّ الرسول أو سبَّ الله أو عاب الإسلام علانيةً؛ فقد نكثَ يمينه وطعن في ديننا، لأنه لا خلاف بين المسلمين وأنه يُعاقب على ذلك ويُؤدب عليه........." [الصارم المسلول ج: 2 ص: 38]. وقال أيضاً: "ولا ريب أن من أظهر سبّ الرسول من أهل الذمّة وشتمَه فإنه يُغيظ المؤمنين، ويُؤلمهم أكثر مما لو سفكَ دماءَ بعضهم وأخذ أموالهم؛ فإن هذا يُثير الغضب للهِ والحِمية له ولرسوله، وهذا القدر لا يَهيج في قلب المؤمنِ غيظاً أعظم منه، بل المؤمن المُسدد لا يغضب هذا الغضب إلاّ لله .........." [الصارم المسلول ج: 2 ص: 46]. وقال أيضاً: "أما سبّ الرسول والطعن في الدين ونحو ذلك، فهو مما يَضرُ المسلمين ضرراً يفوق ضرر قتلِ النّفس وأخذ المال من بعض الوجوه، فإنه لا أبلغ في إسفال كلمة الله وإذلال كتاب الله، وإهانة كتاب الله من أن يُظهر الكافر المعاهد السبّ والشتم لمن جاء بالكتاب..(وهو الرسول)....." [الصارم المسلول ج: 2 ص: 453]. وَ "إن اظهار سبّ الرسول طعن في دين المسلمين، وإضرارٌ بهم، ومجرد التكلّم بدينهم ليس فيه إضرار بالمسلمين فصار إظهار سبّ الرسول بمنزلة المحاربة....." [الصارم المسلول ج: 2 ص: 462]. وأيضاً: "أن ظهور الطعَن في الدين من سبّ الرسول ونحوه فساداً عريض وراء مجرد الكفر فلا يكون حصول الإسلام ما حيا لذلك الفساد...." [الصارم المسلول ج: 3 ص: 940].

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: بيان بطلان قصة مقتل عصماء بنت مروان

    جزاكم الله خيرا، إذن دليل الحكم إجماع العلماء لا قصة مقتل عصماء التي لم تصح.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •