تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 45

الموضوع: مذهب الأشاعرة في القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    350

    افتراضي مذهب الأشاعرة في القرآن

    سئل الشيخ ابن عثيمين ضمن شرح العقيدة السفارينية سؤال : تكلم الله بالقرآن بمعانيه وحروفه ، بعضها ألا ينفصل عن بعض ؟
    الجواب : لا ، عند الأشاعرة ينفصل بعضها عن بعض ، ألم تعلم أن الأشاعرة قالوا : القرآن معناه كلام الله ولفظه خلقٌ من مخلوقاته ؟ *****
    فإن قولنا هذا دفعاً لقول الأشاعرة ، الأشاعرة الحقيقة قالوا في الكلام قولاً لا يُعقل ، قالوا : كلام الله هو المعنى القائم بالنفس وما سمعه جبريل مخلوق ، المعتزلة ماذا قالوا ؟
    قالوا : القرآن مخلوق ، وهذا القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأضيف إلى الله على سبيل التشريف ،والأشاعرة قالوا : القرآن الذي بين أيدينا عبارةٌ عن كلام الله وليس كلام الله وأضافه الله إليه لأنه عبارةٌ عن كلامه ولهذا قال بعضهم كما مر علينا قال بعضهم إنه في الحقيقة لا فرق بيننا وبين المعتزلة فإننا جميعاً متفقون على أن هذا القرآن مخلوق .

    قال الشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية الطائفة الأولى: الأشاعرة ومن ضاهاهم من الماتريدية وغيرهم.
    وطريقتهم أنهم أثبتوا لله الأسماء، وبعض الصفات، ونفوا حقائق أكثرها، وردوا ما يمكنهم رده من النصوص، وحرفوا ما لا يمكنهم رده، وسموا ذلك التحريف "تأويلاً".
    فأثبتوا لله من الصفات سبع صفات: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، على خلاف بينهم وبين السلف في كيفية إثبات بعض هذه الصفات.
    وشبهتهم فيما ذهبوا إليه أنهم اعتقدوا فيما نفوه أن إثباته يستلزم التشبيه أي التمثيل. وقالوا فيما أثبتوه إن العقل قد دل عليه، فإن إيجاد المخلوقات يدل على القدرة، وتخصيص بعضها بما يختص به يدل على الإرادة، وإحكامها يدل على العلم، وهذه الصفات "القدرة، والإرادة، والعلم" تدل على الحياة لأنها لا تقوم إلا بحي، والحي إما أن يتصف بالكلام والسمع والبصر وهذه صفات كمال، أو بضدها وهو الخرس والصمم والعمى، وهذه صفات ممتنعة على الله تعالى، فوجب ثبوت الكلام، والسمع، والبصر.
    والرد عليهم من وجوه:
    الأول: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف لما كان عليه سلف الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الأمة من بعدهم، فما منهم أحد رجع إلى العقل في ذلك وإنما يرجعون إلى الكتاب والسنة، فيثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسله إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل.
    قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: "نصف الله بما وصف به نفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث".
    الثاني: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف للعقل؛ لأن هذا الباب من الأمور الغيبية التي ليس للعقل فيها مجال، وإنما تتلقى من السمع، فإن العقل لا يمكنه أن يدرك بالتفصيل ما يجب ويجوز ويمتنع في حق الله تعالى؛ فيكون تحكيم العقل في ذلك مخالفاً للعقل.
    الثالث: أن الرجوع في ذلك إلى العقل مستلزم للاختلاف والتناقض، فإن لكل واحد منهم عقلاً يرى وجوب الرجوع إليه كما هو الواقع في هؤلاء، فتجد أحدهم يثبت ما ينفيه الآخر، وربما يتناقض الواحد منهم فيثبت في مكان ما ينفيه أو ينفي نظيره في مكان آخر، فليس لهم قانون مستقيم يرجعون إليه.
    قال المؤلف رحمه الله في الفتوى الحموية: "فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة، فرضي الله عنه الإمام مالك بن أنس حيث قال: "أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء"(13). ومن المعلوم أن تناقض الأقوال دليل على فسادها.
    الرابع: أنهم إذا صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معنى زعموا أن العقل يوجبه، فإنه يلزمهم في هذا المعنى نظير ما يلزمهم في المعنى الذي نفوه مع ارتكابهم تحريف الكتاب والسنة.
    مثال ذلك: إذا قالوا المراد بيد الله عز وجل: القوة دون حقيقة اليد؛ لأن إثبات حقيقة اليد يستلزم التشبيه بالمخلوق الذي له يد.
    فنقول لهم: يلزمكم في إثبات القوة نظير ما يلزمكم في إثبات اليد الحقيقية؛ لأن للمخلوقات قوة، فإثبات القوة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم.
    ومثال آخر: إذا قالوا المراد بمحبة الله تعالى إرادة ثواب المحبوب أو الثواب نفسه دون حقيقة المحبة؛ لأن إثبات حقيقة المحبة يستلزم التشبيه.
    فنقول لهم: إذا فسرتم المحبة بالإرادة لزمكم في إثبات الإرادة نظير ما يلزمكم في إثبات المحبة، لأن للمخلوق إرادة، فإثبات الإرادة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم، وإذا فسرتموها بالثواب، فالثواب مخلوق مفعول لا يقوم إلا بخالق فاعل، والفاعل لابد له من إرادة الفعل، وإثبات الإرادة مستلزم للتشبيه على قاعدتكم.
    ثم نقول: إثباتكم إرادة الثواب أو الثواب نفسه مستلزم لمحبة العمل المثاب عليه، ولولا محبة العمل ما أثيب فاعله، فصار تأويلكم مستلزماً لما نفيتم؛ فإن أثبتموه على الوجه المماثل للمخلوق ففي التمثيل وقعتم، وإن أثبتموه على الوجه المختص بالله واللائق به أصبتم ولزمكم إثبات جميع الصفات على هذا الوجه.
    الخامس: أن قولهم فيما نفوه: "إن إثباته يستلزم التشبيه" ممنوع لأن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما تقرر سابقاً، ثم إنه منقوض بما أثبتوه من صفات الله، فإنهم يثبتون لله تعالى الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، مع أن المخلوق متصف بذلك، فإثباتهم هذه الصفات لله تعالى مع اتصاف المخلوق بها مستلزم للتشبيه على قاعدتهم.
    فإن قالوا: إننا نثبت هذه الصفات لله تعالى على وجه يختص به ولا يشبه ما ثبت للمخلوق منها.
    قلنا: هذا جواب حسن سديد، فلماذا لا تقولون به فيما نفيتموه فتثبتوه لله على وجه يختص به، ولا يشبه ما ثبت للمخلوق منه؟!
    فإن قالوا: ما أثبتناه فقد دل العقل على ثبوته فلزم إثباته.
    قلنا: عن هذا ثلاثة أجوبة:
    أحدها: أنه لا يصح الاعتماد على العقل في هذا الباب كما سبق.
    الثاني: أنه يمكن إثبات ما نفيتموه بدليل عقلي يكون في بعض المواضع أوضح من أدلتكم فيما أثبتموه.
    مثال ذلك: الرحمة التي أثبتها الله تعالى لنفسه في قوله: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)(الك هف: 58). وقوله: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس: 107).فإنه يمكن إثباتها بالعقل كما دل عليها السمع.
    فيقال: الإحسان إلى الخلق بما ينفعهم ويدفع عنهم الضرر يدل على الرحمة، كدلالة التخصيص على الإرادة، بل هو أبين وأوضح لظهوره لكل أحد.
    الثالث: أن نقول: على فرض أن العقل لا يدل على ما نفيتموه فإن عدم دلالته عليه لا يستلزم انتفاء في نفس الأمر، لأن انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول، إذ قد يثبت بدليل آخر، فإذا قدرنا أن الدليل العقلي لا يثبته فإن الدليل السمعي قد أثبته، وحينئذ يجب إثباته بالدليل القائم السالم عن المعارض المقاوم.
    فإن قالوا: بل العقل يدل على انتفاء ذلك لأن إثباته يستلزم التشبيه، والعقل يدل على انتفاء التشبيه.
    قلنا: إن كان إثباته يستلزم التشبيه فإن إثبات ما أثبتموه يستلزم التشبيه أيضاً، فإن منعتم ذلك لزمكم منعه فيما نفيتموه إذ لا فرق، وحينئذ إما أن تقولوا بالإثبات في الجميع فتوافقوا السلف، وإما أن تقولوا بالنفي في الجميع فتوافقوا المعتزلة ومن ضاهاهم، وأما التفريق فتناقض ظاهر.

    والقول الفصل المطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها من إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، وإجراء النصوص على ظاهرها على الوجه اللائق بالله عز وجل، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. ويتبين هذا بأصلين، ومثلين، وخاتمة:

    فأما الأصلان:
    فأحدهما: أن يقال لمن يثبت بعض الصفات دون بعض: القول في بعض الصفات كالقول في بعض. أي أن من أثبت شيئاً مما أثبته الله لنفسه من الصفات ألزم بإثبات الباقي، ومن نفى شيئاً منه ألزم بنفي ما أثبته وإلا كان متناقضاً.
    1- مثال ذلك: إذا كان المخاطب يثبت لله تعالى حقيقة الإرادة، وينفي حقيقة الغضب ويفسره: إما بإرادة الانتقام، وإما بالانتقام نفسه.
    فيقال له: لا فرق بين ما أثبته من حقيقة الإرادة وما نفيته من حقيقة الغضب، فإن كان إثبات حقيقة الغضب يستلزم التمثيل، فإثبات حقيقة الإرادة يستلزمه أيضاً.
    وإن كان إثبات حقيقة الإرادة لا يستلزمه، فإثبات الغضب لا يستلزمه أيضاً، لأن القول في أحدهما كالقول في الآخر، وعلى هذا يلزمك إثبات الجميع، أو نفي الجميع.
    2- فإن قال: الإرادة التي أثبتها لا تستلزم التمثيل،لأنني أعني بها إرادة تليق بالله عز وجل لا تماثل إرادة المخلوق.
    قيل له: فأثبت لله غضباً يليق به ولا يماثل غضب المخلوق.
    3- فإن قال: الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله تعالى.
    قيل له: والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى.
    4- فإن قال: هذه إرادة المخلوق، وأما إرادة الله فتليق به.
    قيل له: والغضب بالمعنى الذي قلت غضب المخلوق، وأما غضب الله فيليق به، وهكذا القول في جميع الصفات التي نفاها يقال له فيها ما يقوله هو فيما أثبته.
    5- فإن قال: أثبت ما أثبته من الصفات بدلالة العقل عليه.
    أجبنا عنه بثلاثة أجوبة سبق ذكرها عند الرد على الطائفة الأولى.
    الأصل الثاني: أن يقال لمن يقر بذات الله تعالى ويمثل في صفاته أو ينفيها: القول في الصفات كالقول في الذات.
    يعني أن من أثبت لله تعالى ذاتاً لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه أن يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات، وهذا الأصل يخاطب به أهل التمثيل، وأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم.
    فيقال لأهل التمثيل: ألستم لا تمثلون ذات الله بذوات المخلوقين؟! فلماذا تمثلون صفاته بصفات خلقه؟ أليس الكلام في الصفات فرعاً عن الكلام في الذات؟!
    ويقال لأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم: ألستم تقولون بوجود ذات لا تشبه الذوات؟ فكذلك قولوا بصفات لا تشبه الصفات!!
    مثال ذلك: إذا قال: إن الله استوى على العرش فكيف استواؤه؟
    فيقال له: القول في الصفات كالقول في الذات فأخبرنا كيف ذاته؟
    فإن قال: لا أعلم كيفية ذاته.
    قيل له: ونحن لا نعلم كيفية استوائه.
    وحينئذ يلزمه أن يقر باستواء حقيقي غير مماثل لاستواء المخلوقين، ولا معلوم الكيفية، كما أقر بذات حقيقية غير مماثلة لذوات المخلوقين، ولا معلومة الكيفية، كما قال مالك وشيخه ربيعة وغيرهما في الاستواء: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"(17).
    فقوله: "الاستواء معلوم" أي معلوم المعنى في اللغة العربية التي نزل بها القرآن وله معان بحسب إطلاقه وتقييده بالحرف، فإذا قيد بـ (على) كان معناه العلو والاستقرار كما قال تعالى: (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الفلك (المؤمنون: 28) وقال: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ) (الزخرف: 13). فاستواء الله تعالى على عرشه علوه عليه علواً خاصاً يليق به، على كيفية لا نعلمها، وليس هو العلو المطلق على سائر المخلوقات.
    وقوله: "والكيف مجهول" أي أن كيفية استواء الله على عرشه مجهولة لنا وذلك لوجوه ثلاثة:
    الأول: أن الله أخبرنا أنه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى.
    الثاني: أن العلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف وهو الذات، فإذا كنا لا نعلم كيفية ذات الله، فكذلك لا نعلم كيفية صفاته.
    الثالث: أن الشيء لا تعلم كيفيته إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف في استواء الله - عز وجل - على عرشه، وهذا يدل على أن السلف يثبتون للاستواء كيفية لكنها مجهولة لنا.
    وقوله: "والإيمان به واجب" أي أن الإيمان بالاستواء على هذا الوجه واجب، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه، وهو أعلم بنفسه، وأصدق قولاً وأحسن حديثاً، فاجتمع في خبره كمال العلم، وكمال الصدق، وكمال الإرادة وكمال الفصاحة والبيان فوجب قبوله والإيمان به.
    وقوله: "والسؤال عنه" أي عن كيفيته بدعة؛ لأن السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين، وهو من الأمور الدينية فكان إيراده بدعة، ولأن السؤال عن مثل ذلك من سمات أهل البدع، ثم إن السؤال عنه مما لا تمكن الإجابة عليه فهو من التنطع في الدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون"(18).
    وهذا القول الذي قاله مالك وشيخه يقال في صفة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وغيره من الصفات: إنها معلومة المعنى، مجهولة الكيفية، وإن الإيمان بها على الوجه المراد بها واجب، والسؤال عن كيفيتها بدعة.
    فصل
    في المفاضلة والمقارنة بين أرباب البدع

    نظار المتكلمين الذين يدعون التحقيق وينتسبون إلى السنة يرون التوحيد عبارة عن تحقيق توحيد الربوبية.
    وطوائف من أهل التصوف الذين ينتسبون إلى التحقيق والمعرفة غاية التوحيد عندهم شهود توحيد الربوبية. ومعلوم أن هذا هو ما أقر به المشركون، وأن الرجل لا يكون به مسلماً، فضلاً عن أن يكون ولياً من أولياء الله، أو من سادات أولياء الله تعالى.

    وطائفة أخرى تقرر هذا التوحيد مع نفي الصفات، فيقعون في التقصير والتعطيل، وهذا شر من حال كثير من المشركين.
    والجهم بن صفوان إمام الجهمية نفاة الصفات يغلو في القضاء والقدر ويقول بالجبر، فيوافق المشركين في قولهم لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء، لكنه يثبت الأمر والنهي فيفارق المشركين إلا أنه يقول بالإرجاء فيضعف الأمر والنهي والعقاب عنده، لأن فاعل الكبيرة عنده مؤمن كامل الإيمان غير مستحق للعقاب.

    والنجارية - أتباع الحسين بن محمد النجار - والضرارية - أتباع ضرار ابن عمرو وحفص الفرد - يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربتهم له أيضاً في نفي الصفات.
    والكلابية - أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب - والأشعرية المنتسبون لأبي الحسن الأشعري خير من هؤلاء في باب الصفات، فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة، وأما في القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة.
    وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي خير من الأشعرية في هذا وهذا.

    والكرامية - أتباع محمد بن كرام - قولهم في الصفات، والقدر، والوعد، والوعيد أشبه من أكثر طوائف أهل الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة. وأما في الإيمان فقولهم منكر لم يسبقهم إليه أحد، فإنهم جعلوا الإيمان قول اللسان فقط وإن لم يكن معه تصديق القلب، فالمنافق عندهم مؤمن ولكنه مخلد في النار.

    والمعتزلة - أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري - يقاربون قول جهم في الصفات فيقولون بنفيها، وأما في القدر والأسماء والأحكام فيخالفونه، ففي القدر يقولون: إن العبد مستقل بعمله كامل الإرادة فيه، ليس لله في عمله تقدير ولا خلق. ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب.

    وجهم يقول: إن العبد مجبر على عمله، وليس له إرادة فيه.
    وفي الأسماء والأحكام يقول المعتزلة: إن فاعل الكبيرة خارج عن الإيمان غير داخل في الكفر فهو في منزلة بين منزلتين، ولكنه مخلد في النار. ويقول جهم: إنه مؤمن كامل الإيمان غير مستحق لدخول النار.

    والمعتزلة خير من الجهمية فيما خالفوهم فيه من القدر والأسماء والأحكام، فإن إثبات الأمر والنهي، والوعد والوعيد، مع نفي القدر خير من إثبات القدر مع نفي الأمر والنهي، والوعد والوعيد، ولهذا لم يوجد في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي، والوعد والوعيد ووجد في زمنهم القدرية والخوارج الحرورية.

    وإنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخف، وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة، وكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل.
    والمتصوفة الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم، لأن هؤلاء المتصوفة يشبهون المشركين الذين قالوا: (لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا) (الأنعام: 148). والقدرية يشبهون المجوس الذين قالوا: إن للعالم خالقين. والمشركون شر من المجوس.

    أما الصوفية الذين عندهم شيء من تعظيم الأمر والنهي مع مشاهدة توحيد الربوبية وإقرارهم بالقدر، فهم خير من المعتزلة، لكنهم معتزلة من وجه آخر حيث جعلوا غاية التوحيد مشاهدة توحيد الربوبية، والفناء فيه فاعتزلوا بذلك جماعة المسلمين وسنتهم. وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شراً من بدعة أولئك المعتزلة.

    وكل هذه الطوائف عندها من الضلال والبدع بقدر ما فارقت به جماعة المسلمين وسنتهم. ودين الله تعالى ما بعث به رسله، وأنزل به كتبه، وهو الصراط المستقيم طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خير الأمة التي هي خير الأمم.

    وقد أمرنا الله تعالى أن نقول في صلاتنا: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: 6-7). فالمغضوب عليهم كاليهود عرفوا الحق فلم يتبعوه، والضالون كالنصارى عبدوا الله بغير علم، وكان يقال: تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيماً" وخط عن يمينه وشماله ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه" ثم قرأ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153)(77) . وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من قبلكم فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً"(78) . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منك مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم على الهدى المستقيم".
    [/size]

  2. #2

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك مجهود أكثر من طيب ورائع

    أحسنت أخي بندر

  3. #3

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيرا علي هذا المجهود

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك الله كل الخير (ابتسامة)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    موضوع نافع جدا جعل الله كل حرف فيه في ميزان حسناتك امين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    46

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    بارك الله فيكم ونفع بكم استفدت كثيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر الطائي مشاهدة المشاركة
    والكرامية - أتباع محمد بن كرام - قولهم في الصفات، والقدر، والوعد، والوعيد أشبه من أكثر طوائف أهل الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.
    [/size]
    يقال بأن الكرامية يحملون آيات الصفات على ظاهرها، ويقولون بأن الله تعالى حقيقة فوق العرش، وأنه ينزل ويتحرك، ويوجد في ذاته الصفات الاختيارية، فكيف جعلهم الشيخ من أكثر طوائف أهل الكلام التي أقوالها مخالفة للسنة ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ....؟؟؟؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    يقال بأن الكرامية يحملون آيات الصفات على ظاهرها، ويقولون بأن الله تعالى حقيقة فوق العرش، وأنه ينزل ويتحرك، ويوجد في ذاته الصفات الاختيارية، فكيف جعلهم الشيخ من أكثر طوائف أهل الكلام التي أقوالها مخالفة للسنة ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ....؟؟؟؟

    الكرامية يخالفون أهل السنة في أمور عديدة و إثباتهم للصفات خير من قول متأخري الأشاعرة و لكنهم غلوا في ذلك و تلفظوا بألفاظ بدعية لم ترد في الكتاب و السنة و لهم مخالفات في باب الإيمان ..الخ


    و قولك : ( ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ )


    هذا اللفظ لم يرد في الكتاب و السنة فلا نثبته و لا ننفيه فكف عن رمي التهم بالباطل - و كلام الدارمي تلميذ الامام احمد بن حنبل و يحيي بن معين و البويطي وغيرهم نعرفه و هو زلة منه رحمه الله و إن أراد به معنى صحيحاً و لكن لا نثبت هذا اللفظ و الله تعالى أمرنا بإتباع كلامه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و لم يأمرنا بإتباع فلان غير معصوم -



    و هاك فتيا للإمام ابن قدامة رحمه الله في مسألة القران و فيها الرد على الأشاعرة لما قالوا بالكلام النفسي و ان هذا القرآن بحروفه و آياته إنما هو حكاية و عبارة عن كلام الله تعالى و ليس هو كلام الله تعالى

    http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37792

    فاستمع للرابط فهو مفيد

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    لكن أليس تقولون: لازم الحق حق؟؟؟؟
    فإذا كانت الحركة من لوازم النزول الحقيقي، فلم لا تصرحون به؟؟
    أم تعتقده في قلبك ولا تقوله بلسانك؟؟ اي تثبت المعنى ولا تثبت اللفظ؟؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    لكن أليس تقولون: لازم الحق حق؟؟؟؟
    فإذا كانت الحركة من لوازم النزول الحقيقي، فلم لا تصرحون به؟؟
    أم تعتقده في قلبك ولا تقوله بلسانك؟؟ اي تثبت المعنى ولا تثبت اللفظ؟؟

    لازم الحق حق : كلام صحيح , و لكن هل من لوازم النزول الحركة ؟ هذا محل الخلاف فكيف تكون الحركة لازمة لنزول الباري عز و جل الى السماء الدنيا و انت لم تعرف هذا اللازم إلا في المخلوق و تريد إلزام الباري عز و جل بما فهمته انت من المخلوق ؟ هذا عجب عجاب !

    ثم لو سلّمنا ان هذا اللازم واجب على نزوله تعالى : فما نحن قلناه بل رسولنا صلى الله عليه و سلم قاله : فهذا الإلزام لمن قال ذلك و هو الرسول صلى الله عليه و سلم الذي قال ان ربنا ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة .الحديث فهذا الإلزام انما تلزم به الصادق المعصوم فنحن نتبع كلام سيدنا رسول صلى الله عليه و سلم و انت لك نفي النزول لان لازمه عندك محال ! أما اهل السنة فهم أسعد الطوائف لأنهم أمسكوا عن الأمرين : الإثبات و النفي فلا قالوا : ينزل بحركة أو ينزل بغير حركة بل وقفوا عند النص و نطقوا بما نطق النص و سكتوا عما سكت عنه النص و تظهر صحة طريقة أهل السنة في ذلك ظهورا تاما فيما اذا كانت الألفاظ التي سكت عنها النص مجملة : تحتمل حقا و باطلاً كلفظ الحركة مثلا : فإن الحركة يراد بها انتقال الشيء من مكان يحتاج إليه الى مكان آخر يحتاج إليه و هذا يمتنع إثباته للرب تعالى تماماً

    و يراد بها : حركة الفاعل من كونه غير فاعل لهذا الفعل الى كونه فاعلا له و هذا معنى صحيح لا يعقل كون الفاعل فاعلا إلا به و هذا حق فنفيه عن الفاعل نفي لحقيقة فعله أصلا

    كما قال المعطلة : ان نزول الباري تعالى الى سماء الدنيا انما هو نزول رحمته : فعطّلوا الله تعالى عن حقيقة فعله و هو النزول الذي وصف به نبينا صلى الله عليه و سلم

    و يراد بها : النزول و المجيء و الإتيان و غير ذلك مما ثبت لله تعالى بالنص القرآن أو النبوي و يصطلحون بتسمية ذلك بالحركة : و هذا حق و نفيه بهذا المعنى إنما هو نفي لصفاته تعالى التي ثبتت بالكتاب و السنة

    و هكذا : يراد بهذه الألفاظ ما هو صحيح أو باطل فلهذا كان من منهج اهل السنة السكوت عن ذلك و الإستفصال في المعنى فما كان حقا قبلوه و ما كان باطلا نبذوه

    و أصل التعطيل إنما جاء من تحكيم العقول و ترك المنقول

    و رحم الله القائل :

    فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... عاديتم المعقول والمنقولا

    وطلبتم أمرا محالا وهو إدراك ... الهدى لا تبتغون رسولا

    وزعمتم أن العقول كفيلة ... بالحق أين العقل كان كفيلا

    وهو الذي يقضي فينقض حكمه ... عقل ترون كليهما معقولا

    وتراه يجزم بالقضاء وبعد ذا ... يلفى لديه باطلا معلولا

    لا يستقل العقل دون هداية ... بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا

    كالطرف دون النور ليس بمدرك ... حتى يراه بكرة وأصيلا

    وإذا الظلام تلاطمت أمواجه ... وطمعت بالإبصار كنت محيلا

    فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها ... فالعقل لا يهديك قط سبيلا

    نور النبوة مثل نور الشمس ... للعين البصيرة فاتخذه دليلا

    طرق الهدى مسدودة إلا على ... من أم هذا الوحي والتنزيلا

    فإذا عدلت عن الطريق تعمدا ... فاعلم بأنك ما أردت وصولا

    يا طالبا درك الهدى بالعقل ... دون النقل لن تلق لذاك دليلا


    كم رام قبلك ذاك من متلذذ ... حيران عاش مدى الزمان جهولا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقدادي مشاهدة المشاركة
    فإن الحركة يراد بها انتقال الشيء من مكان يحتاج إليه الى مكان آخر يحتاج إليه و هذا يمتنع إثباته للرب تعالى تماماً
    و يراد به : حركة الفاعل من كونه غير فاعل لهذا الفعل الى كونه فاعلا له و هذا معنى صحيح لا يعقل كون الفاعل فاعلا إلا به و هذا حق فنفيه عن الفاعل نفي لحقيقة فعله أصلا
    ألا ترى أن هذه التعاريف للحركة عندك مخترعة لم يقل بها أهل اللغة؟؟
    نحن نتكلم عن مطلق الحركة، ومعناها مطلقا شغل مكان بعد شغل آخر، إما بكل الذات أو ببعضها، وهذا لا يحتاج إلى فلسفة في تعريف الحركة كما قلت، فهل مطلق معنى الحركة عندكم لازم للنزول أم لا؟؟
    فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    ألا ترى أن هذه التعاريف للحركة عندك مخترعة لم يقل بها أهل اللغة؟؟
    نحن نتكلم عن مطلق الحركة، ومعناها مطلقا شغل مكان بعد شغل آخر، إما بكل الذات أو ببعضها، وهذا لا يحتاج إلى فلسفة في تعريف الحركة كما قلت، فهل مطلق معنى الحركة عندكم لازم للنزول أم لا؟؟
    فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟

    هات كلام أهل اللغة في أن الحركة مطلقا - دون تقييد بمخلوق - هي : شغل مكان بعد شغل آخر ! بإثبات هذا من كلام العرب لا ان يكون المعنى مولّدا !


    هذا أولا !

    و ثانياً :

    هات كلام أهل اللغة في ان معنى النزول هو الحركة بإطلاق !

    في إنتظارك

    أما البقية فهي سفسطات رددت عليها أعلاه لو تمعنتَ جيداً : و أعطيتك كل ما تريده من تعاريف الحركة الحقة و الباطلة و كان عليك الجواب لا التهرب !

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟

    النزول عند العرب معناه : الهبوط , و قد جاء موضحا في أحد الروايات عن النبي صلى الله عليه و سلم بذلك , و ما زيد عن هذا المعنى فهو خوض في لازم أو خوض في كيفية معينة

    و هذا اللازم : إما ان يكون صحيحا أو باطلا

    فإن كان صحيحا قبلنا معناه - و قد بينتُ أعلاه نماذج من المراد بالحركة -

    و ان كان باطلا رددناه

    و أما الخوض في الكيفية : فلا يمكن إلا بمشاهدة مخلوق معيّن فتعرف ان هذا النزول كيفيته كذا فتظن ان نزول الرب تعالى الى السماء الدنيا كنزول المخلوقين و العياذ به تعالى !

    و من قال بأن نزول نزول الرب تعالى الى السماء الدنيا كنزول المخلوقين فهو ضال مبتدع


    و هذا مؤدى كلام المعطلة فلهذا شبّهوا أولا ثم عطّلوا ثانيا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    وكأني بك تقول بأن النزول هو الهبوط، فهل يعقل الهبوط بلا حركة؟؟
    وكونك تجعل الفاعل لا يفعل إلا إذا تحرك، فهل هذه القضية تحكم بها على الفاعل المختار جل جلاله؟؟ الجواب أنك قد فعلت، فما دليلك على إدراج ذات الباري تعالى في هذه القضية؟؟ أليس دليلك مشاهدة الفاعلين المخلوقين ونقل حكمهم إلى ذات الله تعالى عن ذلك، أليس ذلك تشبيها ثم تسترا عنه بنفي الكيف؟؟؟
    أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟ وهو نوع من التشبيه مع التستر بنفي الكيف؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    وكأني بك تقول بأن النزول هو الهبوط، فهل يعقل الهبوط بلا حركة؟؟

    هل تقصد انك تعقله في المخلوق و الخالق أم : المخلوق فقط ؟ فإن كنتَ تعقله في المخلوق فقط فهذا عليك لا لك ! فالله تعالى ليس كمثله شيء ! و ان كنتَ تعقله في الخالق جل جلاله فأعطنا الدليل !


    ثم ان النزول مرادف للهبوط و الحركة معنى زائد عليه و هو داخل في اللازم و الكيفية و قد أوضحتُ لك هذا بأعلاه فأنعم النظر قليلاً !


    وكونك تجعل الفاعل لا يفعل إلا إذا تحرك، فهل هذه القضية تحكم بها على الفاعل المختار جل جلاله؟؟ الجواب أنك قد فعلت، فما دليلك على إدراج ذات الباري تعالى في هذه القضية؟؟ أليس دليلك مشاهدة الفاعلين المخلوقين ونقل حكمهم إلى ذات الله تعالى عن ذلك، أليس ذلك تشبيها ثم تسترا عنه بنفي الكيف؟؟؟
    أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟
    اين جعلتُ الفاعل لا يفعل إلا اذا تحرك ؟ إنما ذكرتُ مراد النفاة بالحركة المتضمن لمعنى صحيح و هو فعل الرب جل جلاله

    فالحي لا يُعرف من الميت إلا بالفعل كما ذكره الإمام البخاري رحمه الله عن شيخه الإمام نعيم بن حماد فمن لم يكن له فعل فهو ميت و من كان له فعل فهو حي و لهذا فالجهمية لما نفوا أفعال الله تعالى و قالوا ان افعاله تعالى منفصلة عنه مخلوقة : كان الرب تعالى عندهم معطلاً عن الفعل فلا يجيء يوم القيامة كما أخبر تعالى و لا ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا و لا يقول يوم القيامة بعد فناء الخلق : ( لمن الملك اليوم ) ..ألخ لأن ذلك يلزم عندهم لوازم ذكروها من بنيات أفكارهم و إلا لو وقفوا عند النصوص و عظّموها و تركوا اللوازم الباطلة و الشنائع الهابطة : لكانوا في خير حال

    أما قولك :


    ( أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟ )

    فهذا تقوله لنفسك لأنني نصصتُ أعلاه عقيدتي في لفظ الحركة : فتفطن

    اما انت فتنفي بهذا اللازم صفةً لله تعالى ! فالنزول منفي عندك و السبب : لازمه !

    فهل يُعقل يا عباد الله نفي الصفة بنفي اللازم ؟

    يعني دليل نفي نزوله تعالى الى السماء الدنيا كل ليلة : هو نفي اللازم و هو الحركة ! سبحان الله !


    صم بكم غتم عجم كما وصفهم الامام الذهبي رحمه الله

    و لم تذكر لي عقيدتك في النزول : هل هو نزوله تعالى كما يليق بجلاله أم نزول رحمته تعالى ؟ فإن أردت الثاني : فهل رحمته مخلوقة عندك منفصلة أم صفة الله تعالى القائمة بذاته ؟ فإن كانت الأولى : كان الذي ينزل الى سماء الدنيا مخلوقا محدثا لا رب العالمين ! و ان كانت الثانية فهذا مستلزم لنزول ذاته تبارك و تعالى الى سماء الدنيا

    و للحافظ الطبري رحمه الله ردود جزلة على من تأول النزول على غير نزول الرب جل و علا لعلي أنقله لاحقاً بإذن الله

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقدادي مشاهدة المشاركة
    فالحي لا يُعرف من الميت إلا بالفعل
    هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
    ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة، فتنبه واتهم نفسك فلست معصوما، ولا تحتقر غيرك كما تفعل فإن الله بالمرصاد لكل متكبر.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقدادي مشاهدة المشاركة
    ثم ان النزول مرادف للهبوط و الحركة معنى زائد عليه و هو داخل في اللازم و الكيفية و قد أوضحتُ لك هذا بأعلاه فأنعم النظر قليلاً !
    أنعمت فما وجدت إلا تحكما، فكيف تجعل الحركة كيفية، في حين أنه يصح أن يقال: تحرك من كذا إلى كذا، ومن تلك الجهة إلى غيرها الخ، كما يصح أن يقال: نزل وهبط من درجة كذا إلى درجة كذا، بسرعة كذا دون سرعة كذا، فتلك هي الكيفيات لمن تأمل. فجعلك الحركة معنى زائدا وكيفية للنزول والهبوط باطل مردود. بل هي هي .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقدادي مشاهدة المشاركة
    و للحافظ الطبري رحمه الله ردود جزلة على من تأول النزول على غير نزول الرب جل و علا لعلي أنقله لاحقاً بإذن الله
    الطبري لو كنت تعقل يثبت الصفات الخبرية الذاتية على نحو ما أثبته الأشعري في آخر أمره والباقلاني وجمهور المحدثين المعتبرين، لا على نحو من يقول مثلكم بحلول الصفات الحادثة بذات الله تعالى وتسمونها اختيارية.
    وللطبري كلام نفيس في الرد على القائلين بالحرف والصوت، وله تكفير صريح لمن يقول مثلكم بأن الله تعالى يوجد في ذاته أصواتا وحروفا بلا كيفية، وينفي السكوت مطلقا على الله تعالى لا كما تثبتونه، فاستشهادك بالطبري يشعر بأنك لم تفهم من كلامه شيئا.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
    ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة، فتنبه واتهم نفسك فلست معصوما، ولا تحتقر غيرك كما تفعل فإن الله بالمرصاد لكل متكبر.

    سبحان الله ! لا أدري كيف فات هذا أئمة المسلمين رحمهم الله !

    رحم الله إمامنا نعيما بن حماد و رضي عنه

    قال حافظ الدنيا أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتابه الحافل الجليل ( خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية ) - و هذا الكتاب عمدة في نقض مذهب الجهمية -

    ( قال أبو عبد الله : ولقد بيّن نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق ، وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل ، فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت ، وأن أفعال العباد مخلوقة ، فضيق عليه حتى مضى لسبيله ، وتوجع أهل العلم لما نزل به ، وفي اتفاق المسلمين دليل على أن نعيما ومن نحا نحوه ليس بمفارق ولا مبتدع ، بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى ، إذ يفتون بالآراء المختلفة ، مما لم يأذن به الله ) اهـ


    نعم صدقتَ يا إمام : بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى ، إذ يفتون بالآراء المختلفة ، مما لم يأذن به الله , و هذا حال المبتدعة الى يومنا هذا : يعطلون الله تعالى عن أفعاله و يقولون ان الفعل هو المفعول ! فهل هذا قول الجهمية يا إمام ؟؟

    قال إمامنا البخاري رضي الله عنه

    ( وقالت الجهمية : الفعل والمفعول واحد ، لذلك قالوا : كن مخلوق ، وقال أهل العلم : التخليق فعل الله ، وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى : ( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق (3) ) ، يعني السر والجهر من القول ، ففعل الله صفة الله ، والمفعول غيره من الخلق ) اهـ

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: مذهب الأشاعرة في القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    الطبري لو كنت تعقل يثبت الصفات الخبرية الذاتية على نحو ما أثبته الأشعري في آخر أمره والباقلاني وجمهور المحدثين المعتبرين، لا على نحو من يقول مثلكم بحلول الصفات الحادثة بذات الله تعالى وتسمونها اختيارية.
    وللطبري كلام نفيس في الرد على القائلين بالحرف والصوت، وله تكفير صريح لمن يقول مثلكم بأن الله تعالى يوجد في ذاته أصواتا وحروفا بلا كيفية، وينفي السكوت مطلقا على الله تعالى كما تثبتونه، فاستشهادك بالطبري يشعر بأنك لم تفهم من كلامه شيئا.


    بل هو مخالف لكم مثبت لمعانيها و قد وافقه الأشعري لما تاب من عقيدته التي لا زلتم تتبعونها

    و هو مثبت للصفات الإختيارية عكس حالكم و كلامه نعرفه و نفقهه و اهل السنة هم من طبع كتبه في الاعتقاد و نقلوا عنه منذ قديم الزمان اما الاشاعرة فبقوا على المعلم الاول و الثاني و قال الشيخ الرئيس كذا و قوله كذا ..الخ الهذيان المعلوم

    هاك هذه الهدية من الإمام الطبري :

    قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره :

    وقوله:( فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) قيل: كان ابتداء ذلك يوم الأحد، والفراغ يوم الجمعة( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ ) يقول: ثم استوى على العرش الرحمن وعلا عليه، وذلك يوم السبت فيما قيل. "


    فأثبت الإستواء بعد خلق السماوات و الأرض ! و هذا مخالف لإعتقادكم

    و قال في موضع اخر :

    القول في تأويل قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) }
    يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له أيها الناس( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ) من خلق(فِي سِتَّةِ أيَّام) ثم استوى على عرشه في اليوم السابع بعد خلقه السموات والأرض وما بينهما."

    و قال ابن جرير في تاريخه (( فأما ما قال ابن إسحاق في ذلك، فإنه إنما استدل -بزعمه- على أن ذلك كذلك، لأن الله عز ذكره فرغ من خلق جميع خلقه يوم الجمعة، وذلك اليوم السابع، وفيه استوى على العرش، وجعل ذلك اليوم عيداً للمسلمين، ودليله على ما زعم أنه استدل به على صحة وقوله فيما حكينا عنه من ذلك هو الدليل على خطئه فيه، وذلك أن الله تعالى أخبر عباده في غير موضع من محكم تنزيله، أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، فقال "الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون". وقال تعالى ذكره: "قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم))


    فهذا إثبات منه للصفات الإختيارية خلافا لقولكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •