وللمزاح أوقات
الرِّفقُ يُمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُهُ *** وكثُرةِ المَزْحِ مِفتاحُ العداواتِ
إِن من مَطالبَ النفس (المزاح)، وهو طريق لفتح أسارير الروح وانشراح الصدر، وقديماً قالوا: الناس في سجن ما لم يتمازحوا، والمزاحُ عادة شبه يوميه تصدر من كل واحدٍ منا، ولكن بعضنا قد وقع في آفات المزاح، حتى كان المزاح بداية العداوات كما قيل.
فجميلٌ بنا أن ندخل بوَّابة المِزاح، ولكن بِزِيٍّ شرعيّ وإِسلاميَّ، لكي نجني إِيجابيات المزاح من الفرح والسرور، وهذا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - سيِّدنا في المزاح، وقد حفظ التاريخ لنا نماذج من مزاحه ومُداعبته للكبار والصغار، بل وحتى للنساء، ولا زال التاريخ يروي لنا قصصاً تجمل في طياتها (ابتسامات)، و(طرائف)، ولكن لا بد من التنبه لأمور:
* المزاح بالآيات والأحاديث أو بالعلماء والصالحين (لا يجوز).
* والمزاح بالأمور الشرعية كالحجاب والجهاد و غيرها.. لا يجوز.
* والمزاح بالقبائل والجنسيات، والدول والأشخاص، والصفات الجسدية، من المحرمات شرعاً.
* والمزاح باليد كالدفع أو الحركة قد يترتب بعده أضرار كما نشرت إِحدى الجرائد أن رجلاً دفع صاحبه الذي كان على مقعد السيارة، فسقط على ظهره، وأصيب بشلل كامل، والله المستعان.
* والمزاح مع الصبيان يجب أن لا نبالغ فيه حتى لا نهون عليهم ويستمرؤوا ذلك.
* والمزاح مع العلماء وأهل الفضل لا بد أن يجري على قانون الأدب ومسلك الوقار لنحفظ لهم قدرهم.
* ومع الوالدين لا ينبغي لنا أن نطرق المزاح معهما إِلا في مساحة البر والتوقير لتبقى لهما سحابة الأبوة في سماء الحياة.
* ومع الناس جميعاً، ما أحسن أن نمزح ونضحك ونتبسم ونظهر لهم أن في ديننا فُسحة، وأن الله أباح لنا هذا الطريق.
* ومع شعورنا بأحوال المسلمين وهمومهم إلا أن ذلك لا يعني أن نبكي دوماً ونترك الضحك، فهذا رسولنا كان يحمل هموم الأمة، ومع ذلك فكان من أوقاته شيء للدعابة والمَرَح والابتسامة وخير الهدي هدْي محمد.
وختاماً: ليكن المزاح في حياتك، كالملح في طعامك..
إِشراقه: قيل لابن عمر: هل كان الصحابة يضحكون؟ قال: نعم.. والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال.

منقول