ورد في موطأ مالك بروايتي أبي مصعب الأزهري ويحيى الليثي قالا:
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ قَالَتْ:
" رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي "، فَقَصَصْتُ رُؤْيَايَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ "، قَالَتْ: " فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَدُفِنَ فِي بَيْتِهَا "، قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ:
هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ خَيْرُهَا
". اهـ.
هذا الإسناد به انقطاع بين يحيى بن سعيد الأنصاري وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولكن تبين الواسطة وهو سعيد بن المسيب القرشي.
-أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك وورد في السادس عشر من الخلعيات وفي دلائل النبوة للبيهقي
جميعهم من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ، لأَبِي بَكْرٍ: فذكر مثله.
وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ". اهـ.
-وروى متابعة أخرى أبو بكر الشافعي في الغيلانيات والطبراني في المعجم الكبير كلاهما من طريق:
أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَوِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فذكر مثله.
وهذا إسناده صحيح رجاله ثقات.
-وروى متابعة أخرى أحمد بن يحيى البلاذري في أنساب الأشراف فقال:
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها: فذكر مثله.
وهذا إسناده حسن.


-وروى متابعة أخرى الحاكم في المستدرك على الصحيحين من طريق:
مَسْعَدَةَ بْنِ الْيَسَعِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: فذكر مثله،
ثم قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ". اهـ.
قلت:بل به مسعدة بن اليسع "هالك" كذا قال عنه الذهبي، وكذبه أبو داود وأسقطه يحيى بن معين، وضعفه الإمام مسلم وابن عدي والدولابي.
-وروي له شاهد في المستدرك للحاكم فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ، ثنا جُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ الدَّقَّاقُ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سَعِيدٍ الأَبَحُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا، قَالَ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا الْيَوْمَ؟ "، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: رَأَيْتُ كَأَنَّ ثَلاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ دُفِنَ فِي بَيْتِكِ ثَلاثَةٌ هُمْ أَفْضَلُ أَوْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ "، فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَدُفِنَ فِي بَيْتِهَا، قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ وَهُوَ خَيْرُهَا، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَدُفِنَا فِي بَيْتِهَا ". اهــ
إسنادُ جُنَيْدٍ بْنِ حَكِيمٍ الدَّقَّاقِ منكر قال عنه الداررقطني: "ليس بالقوى".
-وقد ورد ما يثبت توهمه في المعجم الكبير للطبراني قال:
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأُسْفَاطِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَفِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الأَبَحُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فذكر مثله.
ولكن يبقى بالإسناد ضعفٌ شديد، به عمر بن حماد الأبح قال عنه ابن عدي :"في بعض ما يرويه عن سعيد بن أبي عروبة إنكار"، وقال البخاري: "بصري منكر الحديث"، وقال أبو داود السجستاني:"حدث عن سعيد بن أبي عروبة غرائب"، وقال أحمد بن حنبل: "يروي عنه المناكير".
وأيضًا بالإسناد علة أخرى وهي تدليس الحسن البصري وأنه لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه.
والله أعلم.