لا تخجلي من طلب المساعدة



أحمد عباس



في مرحلة ربيع العمر يكون من الطبيعي أن تحتاجي إلى المساعدة في بعض الأمور لكي تستمر حياتك، وهذا أمر لا يمكن النظر إليه باعتباره انتقاصًا من مكانتك وقدرك لأن هذه هي سنة الحياة، فالإنسان عندما يتقدم به السن يكون في حاجة إلى مساعدة الآخرين.

في البداية قد تشعرين بنوع من الغصة في حلقك أنك أصبحت لا تستطيعين القيام ببعض الأمور بمفردك بعد أن اعتدتي طوال حياتك على القيام بها بدون الحاجة إلى مساعدة طرف خارجي، لكنك يجب أن تتحلي بالإيمان الكافي والنضج في التفكير والإحساس حتى لا تدعي هذه المشاعر السلبية تحيط بك.

تذكري على الدوام أن البشر كائنات اجتماعية وأن مساعدة الناس لبعضها البعض هي القاعدة التي تحكم حياة الجميع، وأن من تحتاجين إلى مساعدتهم في هذه المرحلة من حياتك كانوا في يوم من الأيام هم الذين يحتاجون إلى مساعدتك ووجودك ودورك في حياتهم، وهذا ما يعطي للحياة حيويتها واستمرارها، فالكل يحتاج الكل، وليس في هذا الاحتياج أي دليل على الإهانة كما قد تتصورين في بعض الأحيان.

أولاً: حددي أسباب رفضك لطلب المساعدة

-قد تشعرين أن استقلالية شخصيتك هدف لا يمكن التنازل عنه مهما كان السبب أو الدافع، وبالتالي فقد تتصورين أن طلبك المساعدة من الآخرين ربما يكون مدخلاً للنيل من هذه الاستقلالية التي تتمتعين بها في حياتك.

-قد تكونين خائفة من احتمال الرفض من قبل من تطلبين منه مساعدتك في أمر ما من أمور حياتك، وهذا التخوف من الرفض والإحراج الذي ينجم عنه هو الذي يجعلك ترفضين فكرة طلب المساعدة.

-قد يعصب عليك أن تطلبي المساعدة من شخصيات طالما قدمتي أنت لها العون والمساندة في مراحل سابقة من حياتك، لأنك لا تريدين أن يتصور أحد أنك تنتظرين رد الجميل.

-قد يكون الشخص الوحيد القادر على مساعدتك في أمر معين قد سبق له أن هذلك في مواقف سابقة أو خذل أشخاص آخرين، وبالتالي فإنك لا تريدين أن تعرضي نفسك لمثل هذا الخذلان حتى لو كان المقابل هو أن تفقدي مساعدته التي تحتاجينها.

-قد تكون هناك قناعة راسخة داخل وجدانك تشكلت عبر مرور السنين أن طلب المساعدة أو التعبير عن وجود مشكلة معينة هو دليل على الضعف والهوان والتراجع.

ثانياً: تعاملي مع الواقع كما هو

في مرحلة ربيع العمر يكون من الضروري أن تتمتع شخصيتك بدرجة أكبر من الواقعية فلا يمكن أن تدعي بعض الهواجس أو المخاوف أو الاعتبارات النفسية التي ربما لا تكون موجودة سوى في خيالك أنت تؤثر على واقع حياتك، وتأكدي أن احتياجك للمساعدة في حد ذاته ليس عيبًا ولكنه إقرار حقيقي منك بالضعف ولكنه ضعف أمام حكمة الخالف عز وجل الذي قدر أن تكون حياة الإنسان عبارة عن مراحل متعاقبة، وبالتالي فإن هروبك من هذه الحقيقة برفض فكرة الحصول على المساعدة من الآخرين يمكن أن تكون مؤشر خطر على إيمانك بحكمة ورحمة الخالق.