مقتل سيف الدين قطز



مصطفى الأنصاري


ملخص المقال









في مثل هذا اليوم 24 أكتوبر عام 1260م الموافق شهر ذو القعدة 658 هـ كان مقتل القائد المجاهد المظفَّر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي سلطان مصر المملوكي..
ويُعتبر سيف الدين قطز أبرز ملوك دولة المماليك على الرغم أن فترة حكمة لم تدم سوى عام واحد!لكن يكفيه أنه استطاع أن يُوقف زحف المغول؛ الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، وهزمهم هزيمة منكرة في معركة عين جالوت الخالدة..وكما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً».ولكن هذه الراحلة إن وجدت، فيا سعادة أهل الأرض بوجودها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»

[1]

.وقطز -لا شكَّ- كان من هؤلاء المجددين الذين تكلم عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.إن شئت فتحدث عن إيمانه وخشوعه، وإن شئت فتحدث عن زهده وعفافه، وإن شئت فتحدث عن كفاءته ومهارته، وإن شئت فتحدث عن صدقه وإخلاصه، وإن شئت فتحدث عن جهاده وتضحيته، وإن شئت فتحدث عن صبره ومصابرته، وإن شئت فتحدث عن حلمه وتواضعه.لقد كان رجلاً مجدِّدًا بمعنى الكلمة.رحم الله هذا العلم الجليل، والقائد الفذ «قطز».. الذي تعلمنا منه -ولا نزال نتعلم- كيف يعيش المسلم بالقرآن، وكيف تخالط كلمات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كل ذرة من كيانه.ونسأل الله عز وجل أن يصلح آخرته كما أصلح دنياه، وأن يعزه أمام الخلق يوم العرض الأكبر، كما أعزه في عين جالوت، وأن يكتب اسمه في سجل الصادقين المخلصين المجاهدين، كما كتب اسمه في سجل الخالدين.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.للمزيد:

وداعًا قطز

[1]

أبو داود: كتاب الملاحم، وقال الألباني: صحيح.