تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    عندما يدعوا المسلم بقول اللهم اني امسيت اواصبحت اشهدك وأشهد حملت عرشك وملائكتك وجميع خلقك ،كيف جميع خلقك هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق ،، والكفار افيدونا بارك الله فيكم .

  2. #2

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    شامل لكل المخلوقات حتى الجمادات
    قال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود (19/ 306): (وللبيهقي في "مختصر الدعوات": "وأشهد من في السموات، وأشهد من في الأرض")
    وقال ابن علان في الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (3/ 106)قوله: (أُشْهِدُكَ) بضم الهمزة من الإشهاد أي أجعلك شاهدا على إقراري بوحدانيتك في الألوهية والربوبية وهو إقرار للشهادة وتأكيد لها في كل صباح ومساء وغرضه من نفسه أنه ليس من الغافلين عنها.
    قوله: (حَملةَ عَرشِكَ) أي المقربين في حضرتك وخدمتك.
    قوله: (وملائِكَتَكَ) بالنصب عطف على حملة تعميم بعد تخصيص أي وأشهد جميع ملائكتك سائرهم وباقيهم الداخل فيهم الكرام الكاتبون والحفظة الحاضرون.
    قوله: (وجميعَ خَلقِكَ) أي مخلوقاتك تعميم آخر للتعميم والتكميل.

    والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    عندما يدعوا المسلم بقول اللهم اني امسيت اواصبحت اشهدك وأشهد حملت عرشك وملائكتك وجميع خلقك ،كيف جميع خلقك هل يدخل الكفار افيدونا بارك الله فيكم .
    الكفار ليسوا اهلا للاشهاد -ينبغي أن يكون الناطق بها شاهدا فيها، فقد قال الله -عز وجل- ما أوضح به أن الشاهد بالحق إذا لم يكن عالما بما شهد به، فإنه غير بالغ من الصدق به مع من شهد من ذلك بما يعلمه في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾--وملائكتك:
    الملائكة خلق عظيم، خلقهم الله من نور.
    وجميع خلقك:
    من باب عطف العام على الخاص، لأن جميع الخلق يتناول الملائكة وغيرهم.
    والمراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات هو:
    - الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر،
    -أو أن المقام مقام الأشهاد، والملائكة أولى بذلك من غيرهم،لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو وان محمد عبده ورسوله قبل سائر المخلوقات
    -وأما لأن الأصل في الشهود العدالة وهي أتم فيهم.
    أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك:
    أنك لا معبود بحق سواك وحدك لا شريك لك-----------------------شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران:18]، وشهد له بذلك أيضًا الملائكة الكرام وهم من أعدل الشهود، وشهد بذلك أيضًا أولو العلم الذين عرفوا الحق ودانوا به، وهم أولو العلم بالقرآن والسنة، يشهدون أيضًا لله بالوحدانية.
    وهذه الآية فيها منقبة عظيمة للملائكة ولأولي العلم، وأن الله استشهدهم على وحدانيته؛ لأنهم يعلمون ذلك وهم عدول، فالملائكة من خير عباد الله، كما قال الله جل وعلا: وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ۝ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ۝ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:27-28]، فيشهدون لربهم بأنه الإله الحق منهم: جبرائيل وميكائيل وإسرافيل .. وغيرهم، وهكذا أولو العلم من سابق الزمان وآجل الزمان، من عهد آدم عليه الصلاة والسلام ومن بعده من الرسل والعلماء إلى يومنا هذا وإلى أن يقبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان، كل العلماء الذين عرفوا الحق، ودرسوا كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، كلهم يشهدون بأنه سبحانه هو الإله الحق، وهم خلفاء الرسل، والرسل هم أئمة العلماء، والأنبياء هم أئمة العلماء، وأتباعهم من أهل العلم يشهدون بهذا، يعني: علماء السنة .. علماء الحق الذين تفقهوا في دين الله، وعرفوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ﷺ يشهدون أن الله سبحانه هو الإله الحق، وأنه المستحق للعبادة، وأنه هو لا إله إلا هو ولا رب سواه جل وعلا،-------------------- وأسألكم هل شهادة الكافر تعد شهادة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ - ---وهل فى مقام الاشهاد لله بالوحدانية فى العبادة الذى هو أرفع مقام للشهادة على الاطلاق - تُشهِد أنجس المخلوقات - الكلب - والخنزير --هل هذان هم شاهدىّ عدل عندكم فى ارفع مقام للشهادة على الاطلاق؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟ - سبحان الله اين ذهبت عقولكم!؟

  5. افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    شامل لكل المخلوقات حتى الجمادات
    قال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود (19/ 306): (وللبيهقي في "مختصر الدعوات": "وأشهد من في السموات، وأشهد من في الأرض")
    وقال ابن علان في الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (3/ 106)قوله: (أُشْهِدُكَ) بضم الهمزة من الإشهاد أي أجعلك شاهدا على إقراري بوحدانيتك في الألوهية والربوبية وهو إقرار للشهادة وتأكيد لها في كل صباح ومساء وغرضه من نفسه أنه ليس من الغافلين عنها.
    قوله: (حَملةَ عَرشِكَ) أي المقربين في حضرتك وخدمتك.
    قوله: (وملائِكَتَكَ) بالنصب عطف على حملة تعميم بعد تخصيص أي وأشهد جميع ملائكتك سائرهم وباقيهم الداخل فيهم الكرام الكاتبون والحفظة الحاضرون.
    قوله: (وجميعَ خَلقِكَ) أي مخلوقاتك تعميم آخر للتعميم والتكميل.

    والله أعلم
    احسنت اجابة وافية والا لما ذكر الدعاء بهذا الشكل

  6. #6

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    قال تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    قال تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}
    قال الامام بن كثير رحمه الله -( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) أي : أوجدهم شاهدين بذلك ، قائلين له حالا وقالا . والشهادة تارة تكون بالقول ، كما قال [ تعالى ] ( قالوا شهدنا على أنفسنا ) [ الأنعام : 130 ] الآية ، وتارة تكون حالا كما قال تعالى : ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر ) [ التوبة : 17 ] أي : حالهم شاهد عليهم بذلك لا أنهم قائلون ذلك ، وكذلك قوله تعالى : ( وإنه على ذلك لشهيد ) [ العاديات : 7 ] كما أن السؤال تارة يكون بالقال ، وتارة يكون بالحال ، كما في قوله : ( وآتاكم من كل ما سألتموه ) [ إبراهيم : 34 ] قالوا : ومما يدل على أن المراد بهذا هذا ، أن جعل هذا الإشهاد حجة عليهم في الإشراك ، فلو كان قد وقع هذا كما قاله من قال لكان كل أحد يذكره ، ليكون حجة عليه . فإن قيل : إخبار الرسول به كاف في وجوده ، فالجواب : أن المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا وغيره . وهذا جعل حجة مستقلة عليهم ، فدل على أنه الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد ; ولهذا قال : ( أن يقولوا ) أي : لئلا يقولوا يوم القيامة : ( إنا كنا عن هذا ) أي : [ عن ] التوحيد ( غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا )[تفسير بن كثير]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    قال الشيخ صالح ال الشيخ - وهذا قول جماعات كثيرة من أهل العلم من جميع المذاهب والفِرَقْ والمحققين من أهل العلم أيضاً فقالوا إنَّ الآية تفسيرها هو: أنَّ الله أخذ من بني آدم من ظهورهم يعني:
    {أَخَذَ} يعني خَلَقَ وجَعَلَ، فجعلهم يتناسلون، و (أخذ بعضهم من بعض) يعني أنشأ بعضهم من بعض كما قال سبحانه {كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام:133] .
    (أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) يعني بما خَلَقَ من السبب من إراقة الماء في الأرحام إلى الحمل إلى الولادة.
    فقوله {إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} لمَّا ذَكَرَ الربوبية هنا في الأخذ دلَّ على أنَّ معنى الأخذ هنا الخلق.
    قال {أَخَذَ رَبُّكَ} يعني خَلَقَ ربك.
    (من ظهور بني آدم ذريتهم) هذا سبك الآية {مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} .
    فتكون {مِنْ ظُهُورِهِمْ} بدل بعض من كل من بني آدم.
    {مِنْ ظُهُورِهِمْ} لأنَّ أصلاب الرجال فيها الماء فقال {مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} .
    يعني خلق الذرية من الماء الذي في ظهور الآباء.
    (أخذهم) يعني أخَذَ بعضهم من بعض وهذا يُطْلَقْ من هذا وهذا يوجد بسبب هذا.
    {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} (أَشْهَدَهُمْ) هنا الإشهاد في القرآن له معنيان:
    - إشهاد بلسان المقال بأن يَشْهَدَ بقوله (اشهد أنه كذا وكذا قولاً) .
    - والثاني إشهاد بلسان الحال، يعني أنَّ حالته تشهد.
    والإشهاد هذا بلسان الحال بمعنى ما جاء في قوله تعالى {مَا كَانَ للمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهْ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِم بِالكُفْرِ} [التوبة:17] فشهودهم على أنفسهم بالكفر هو بلسان حالهم من تألِيهِهِم غير الله وعبادتهم لغير الله، أمَّا هم فلا يقولون عن أنفسهم إنهم كفار؛ بل يقولون نحن الحنفاء.
    وكذلك في قوله ? {إِنَّ الإْنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} [العاديات:6]
    يعني شاهد بلسان حاله بأفعاله أنه كنود جاحد لنعمة الله ?.
    وهذا أيضاً في مثل قول الله تعالى {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسَكُمْ} [النساء:135]
    هنا {شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسَكُمْ} يعني بلسان الحال أو بلسان المقال.

    فدل إذاً على أنَّ الإشهاد في القرآن له هذان المعنيان.
    ولهذا لمَّا كان الإشهاد على هذين المعنيين صار تفسير الآية {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ محتمل أن يكون بلسان المقال أو بلسان الحال.
    ولمَّا كان أول الآية فيه الأخذ بالخلق صار الإشهاد على الربوبية بلسان الحال لا بلسان المقال.
    {أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} يعني بحالهم وما جَعَلَ الله ? فيهم، في كل الأنفس من دلائل ربوبيته ووحدانيته التي تؤدي وتدل على أنَّهُ سبحانه هو المستحق للعبادة وحده دونما سواه.
    {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} بما جعل في أنفسهم من العبرة والدلالة على أَنَّ الذي خلقهم وفَطَرَهُمْ وأوجدهم وأبْدَعَهُم وبَرَأَهُمْ هو الله ? كما قال سبحانه {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ} [الطور:35] ، وكما قال {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21] .
    فإذاً تكون هنا الشهادة {أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} يعني جَعَلَ حالهم وما هم مُرَكَبُونَ عليه دال على الوحدانية وأيضا جعل بعضهم دليلاً على بعض.
    {أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} يعني جَعَلَ هذه الذّرية بعضها شاهداً على بعض بما أودع الله ? في الناس من دلائل وحدانيته وآثار ربوبيته ومعالم صنعته وبرءه ?.
    لهذا قاله سبحانه هنا {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} فذَكَرَ الربوبية التي هي الخلق وما يترتّب عليه.
    {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} يعني أنهم جميعاً جميع هذه الذرية إذا رجعوا لدلائل الوحدانية التي يشهدونها بلسان الحال فإنهم مقرون بالربوبية.
    وهذا هو الذي ذَكَرَهُ الله ? عن جميع الفئات والمشركين في أنّهم مقرون بالربوبية منكرون للإلهية.


    {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} في قوله {بَلَى شَهِدْنَا} وجهان من الوقف:
    - الوجه الأول: أن يُوقَفَ على {بَلَى} ثم تستأنف {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} .
    - الوجه الثاني: أن يُوقَفَ على شهدنا {بَلَى شَهِدْنَا} ثم تقف، وتقول بعدها {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} .
    * والوجه الأول وهو أن يكون الوقف على {بَلَى} هذا أولى وأظهر في معنى الآية، {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} .
    {شَهِدْنَا} هذا من كلام بعضهم لبعض يعني بلسان الحال شهادة الحال.
    شهد بعضهم على بعض بلسان الحال، لم؟
    ليكون ذلك دليلاً من الأدلّة التي تكون دافعةً لاحتجاجهم يوم القيامة، فإنّ الله ? جعل دَفْعْ احتجاج المشركين يوم القيامة وتَنَصُّلِهِم من التّكليف ورغبتهم في عدم التّعذيب، جَعَل ثَمَّ حُجَجاً منها هذا الإشهاد؛ أنّ بعض هذه الذّرية شاهد على بعض.
    فهذه الآية فيها ذِكْرُ الشهداء وهم الذين يأتون يوم القيامة في قوله {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء} [الزمر:69] يشهد بعضهم على بعض بأنّ الدلائل ظاهرة وأنّكم مُقِرُّونَ بالربوبية، مُقِرُّونَ بالوحدانية، ويشهد الآباء على الأبناء، ويشهد الأبناء على الآباء، ويشهد بعضهم على بعض، حتى لا تكون ثَمَّ حجة.
    لكن هذه ليست الحجة التي يُحاسَبُون عليها ويُعَذَّبُونَ عليها وإنما هي دليل لقطع معذرتهم مع الدّليل الآخر وهو الأعظم وهو بعث الرسل.
    لهذا هذه الآية فيها ذِكْرُ دليل، وما رُتِّبَّ على هذا الإشهاد إنما هو مع بعثة الرسل.
    وتأمل حين قال {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} من الذي شَهِدَ؟
    الذرية شَهِدَ بعضهم على بعض {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} .
    {عَنْ هَذَا} الإشارة إلى أي شيء؟
    لدليل الربوبية، ودليل الربوبية هو الذي احتجّت به الرسل على ما جاءت به وهو توحيد الإلهية.
    فإذاً في قوله {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا} يعني أَشهد الله بعض الذرية على بعض على مسألة الربوبية لئلا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين.
    والرّسل جاءت بتقرير الحجة التي بعدها العذاب.
    مستمسكة الرسل بالأصل الذي شهد بعضهم على بعض فيه بلسان الحال وهو الإيمان بالربوبية.
    لهذا صارت الآية دليلاً على الربوبية وهذه حجة عليهم؛ ولكنها ليست الحجة التي بها يُعَذَبُون، ولكنها قاطعة لنزاعهم ورغبتهم في التنصّل من العذاب.
    والثاني أنَّ في قوله {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا} يعني عن هذا الدليل الذي هو التوحيد -توحيد الربوبية أو الفطرة- الذي ذَكَّرَتْ به الرسل أو الذي جاءت الرسل بإحيائه في الأنفس ليدلّ الناس على ما يستحقه الله ? من توحيد العبادة.
    {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا} يعني الذين يحتجون بالغفلة أو يحتجون بالتقليد، {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} فهم احتجوا إما بالغفلة أو احتجوا بعدم الشرك، بمتابعة الآباء وهذا لو حصل يوم القيامة أنْ احتجوا به فإن الله سبحانه أقام عليهم الحجة بالشهداء وأقام عليهم الحجة بالرسل والعذاب إنما يكون بـ[.....]
    دلائل الصّنعة وما أقام الله ? في الإنسان من عقل وفِكْرٍ بحيث يستدل بهذه المخلوقات على خالقها أ، وإنما بالثاني مع الأول وهو بعثة الرسل.
    إذا تبيّن لك ذلك فإنّ:
    1- أولاً: الآية إذاَ ليس فيها حجة لمن ذهب بأنَّ هذه الآية في الميثاق، ليس فيها دليل على الميثاق.
    2- ثانياً: الآية ليس فيها حجة لمن قال إنه بالفطرة أو بالتوحيد أو بما أُخِذَ من الميثاق الأول أنَّ هذا كافٍ عن إقامة الحجة على العباد، وأنّه بذلك الميثاق وذلك الإشهاد وإقرارهم على أنفسهم والشّهادة في الربوبية والعبادة؛ لأنه إذا لم تبلغهم الرّسالات ولم تأتِهم الرسل أنَّ تلك الشهادة كافية في تعذيبهم، فليس فيها دليل على أنّ هذه حجة كافية في تعذيبهم، بل لابد من إقامة الحجة الرّسالية.
    لذلك ترى أن أئمة أهل العلم المحققين كشيخ الإسلام وأئمة الدعوة دائماً يذكرون الحجة الرّسالية، لابد من إقامة الحجة الرّسالية.
    لماذا لفظ الرّسالية؟
    حتى لا يَتَوَهَّمْ المُتَوَهِّم أنَّ الحجة الفطرية كافية.

    إذا تبين ذلك فإنَّ تفسير الشهادة هنا وهذه الآية عند المحققين من أهل العلم على ما ذكرنا هو بالفطرة؛ الفطرة التي فطر الله ? الناس عليها، وهي الفطرة في الربوبية التي تدل على الألوهية، وهي في معنى قوله ? {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم:30] ، وفي معنى قوله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة» (1) .
    وهذا الذي ذَكَرْتُ من تفسير الآية على وجه التفصيل والبسط هذا هو مذهب واختيار أئمة أهل السنة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير رحمه الله في تفسيره وشارح الطحاوية وأئمة الدعوة والشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره وهو تفسير جماعات كثيرة من أهل العلم.[
    إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل]


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    جزاكم الله خيراً.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2019
    الدولة
    القاهرة-مصر
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: هل يدخل في ذلك الكلب والخنزير والفواسق؟

    وإن من شيء إلا يسبح بحمده,فالكلب والخنزير عباد لله يعبدونه ويعرفونه ولهم عبادة وتسبيح ولكن لاتفقهون تسبيحهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •