تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع - السؤال: شيخنا نرجو من فضيلتكم توضيح علاقة عذر عباد القبور بالجهل و زعم أنهم مسلمين - بعقيدة الإرجاء ؟- .الشيخ بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد ؛ فإن الإرجاء له معنيان معروفان عند أهل العلم.الأول: إخراج العمل من حقيقة الإيمان ، و رتبوا على ذلك أنه لا يضر ترك العمل بالكلية ، و يبقى مسلما ، عنده أصل الإسلام . ثم جاءت المرجئة الذين نصروا قول الجهم بن صفوان ، و هم مرجئة الأشاعرة - بعض غلاتهم - ، فقالوا أن ما يُعرف بنواقض الإسلام ، و منها عبادة الأصنام و الشرك و غيره ، قالوا : هذه لا تنقض الإسلام ، لا تنقض أصل الإيمان ، لأنها غير داخلة في حقيقته ، هذا ما رتبوه عليه ، بأن الشرك ونواقض الإسلام لا تبطل أصل الإسلام . و قال شيخ الإسلام أنه عندما ذُكرت لهم النصوص القاطعة و الإجماع على أن الشرك مخرج من الإسلام ، قالوا : نقول بأن هذه الأعمال دليل على انتفاء العلم من قلبه ، و أننا نقول أن من وقع فيها كافر ، في أحكام الدنيا ، لكنه لم يكفر بها . إنما دلت هذه الأعمال على أنه ليس عنده العلم و المعرفة بالله . إذن هم يثبتون أنه كافر بهذه الأعمال التي هي نواقض الإسلام كالشرك بالله عز وجل . إذن ؛ هذا المعنى الأول و هو: إخراج العمل من حقيقة الإيمان . و رتبوا عليه أن من وقع في نواقض الإسلام كالشرك بالله ، أنه لا يكفر بها ، و لكنهم قالوا : أننا نحكم بكفره بدلالة النص على أن من وقع فيها يكون ليس عنده شيء من المعرفة التي هي أصل الإيمان.
    و المعنى الآخر: الإرجاء بمعنى إعطاء الرجاء ، و كان المرجئة الأولون زعموا أن من ترك العمل بالكلية ، و أن من وقع في المعاصي أنه مسلم لا ينتقض أصل إسلامه و إيمانه ، و يُرجى له الجنة.
    هذا بالنسبة للمرجئة المتقدمين ، أما هؤلاء المتأخرون - فإنهم أدخلوا هذا المذهب و زادوا عليه أصولا قبيحة أشنع مما قاله الأولون . المرجئة المعاصرون الذين يتكلمون في العذر بالجهل و يزعمون أن معنى العذر بالجهل عدم تكفير عباد القبور و عباد الأصنام و الواقع في نواقض الإسلام ، هؤلاء زادوا على الأولين ؛ من جهة أنهم يقولون أن من وقع في الشرك و تلبس بعبادة الطاغوت أنه لا يكون كافرا ، و لا يخرج من الإسلام ، و احتجوا لذلك بأنه جاهل لم يعرف و لم يعاند . و رتبوا عليه الحكم بإسلام من عبد الطاغوت و المشركين و جميع الواقعين في نواقض الإسلام . و خالفوا المرجئة المتقدمين بحيث أن أولئك يحكمون بكفره بدلالة النص على أنه يكفر بذلك ، لا لأن العمل مكفر بحد ذاته . أما هؤلاء فقالوا لا نحكم بكفره في أحكام الدنيا ، بل نحكم بإسلامه . هؤلاء زادوا على الجهم بن صفوان و من قال بقوله ؛ بأنهم زعموا أنه يكون مسلما . و لا شك أن أولئك الأولين مع شناعة ما قالوا و تشنيع السلف عليهم و علماء الأمة - لا شك أنهم أكثر ورعا من هؤلاء ، إذ أنهم قد نظروا إلى النصوص و وجدوا أنها قاطعة في كفر المشرك و حبوط عمله ، فتهيبوا أن يصادموها صراحة ، فقالوا : نقول بكفره . أما هؤلاء لقلة علمهم و جسارتهم و قلة ورعهم فإنهم يقولون أن عابد الطاغوت و عابد غير الله عز و جل المشرك لا نقول بكفره . فهم جاؤوا بمذهب في الإرجاء أشنع و أخبث من قول الجهم بن صفوان و من نصره من المتكلمين.
    و الأمر الثاني: أن المرجئة المتقدمين ، قالوا : أن من ترك العمل بالكلية يُرجى له أن يكون مسلما ، و ذكر الأئمة كالإمام إسحاق أن هذا هو قول غلاة المرجئة ، و هم المرجئة الذين لا شك فيهم . هؤلاء زادوا على ذلك أمرا خبيثا ، و قولا شنيعا و هو أن عابد الطاغوت تارك التوحيد يكون مسلما ، يعني : أولئك شنَّع عليهم السلف لأنهم قالوا: تارك العمل يكون مسلما . فما بالك بهؤلاء الذين يقولون : أن تارك التوحيد يكون مسلما ، و عابد الطاغوت يكون مسلما ، و رتبوا على ذلك أنْ جعلوا له الرجاء بأن يكون من أهل الجنة . و أن هذا الذي يعبد غير الله و يستغيث به و يدعوه و يرجوه و يعتقد فيه النفع و الضر ، هذا المشرك عندهم أنه يُرجى له أن يكون من أهل الجنة . فجاءوا بأقوال في الإرجاء أبعد بكثير و أخبث من أقوال المرجئة المتقدمين من هاتين الجهتين . و الله أعلم.
    http://ar.salafishare.com/mVg

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    وشئل الشيخ عبدالله الجربوع - يقول السائل: كثُر في هذا الزمان الخلطُ و الغَلط في مسألة العذر بالجهل ، فما هو القولُ الفصلُ في هذه المسألة ؟ و ما رأيكم فيمن يتزعّم هذا القولَ و يرى العذرَ بالجهل مطلقاً ؟

    الجواب:أما بالنسبة لهذه المسألة و هي العذر بالجهل ، فهي مسألة واضحة بينها الأئمة ، أئمة السلف قديما و حديثا ، و بينها الشيخ ابن القيم رحمه الله و بين ضوابطها ، و كذلك أئمة الدعوة بينوها . و الناس كما قال السائل : عندهم خلط قديم ، و هذا قال فيه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : أن الناس في هذه المسألة بين فريقين ، فريق لا يكفر أحدا بعينه أبدا ، و أظنه قال : إلا من نص القرآن على تكفيره كفرعون . ما يكفرون أحدا أبدا بعينه . يقول : إلا من نص القرآن على تكفيره . و أناس بالغوا في التكفير ،فإذا رأوا من إنسان أي شيء يظنون أنه كفر حكموا عليه بكفره.
    أئمة الدعوة بينوا ما بينه أئمة السلف ، كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: نحن لا نكفر إلا من كفره الله و رسوله . و نحن متبعون لا مبتدعون.
    فالعذر بالجهل هذا شيء ورد في الكتاب و السنة . و لكن له تفاصيل كثيرة ، و أنا ذكرت لكم أن مما تميز به أئمة الدعوة التفصيل ، فمثلا : قد يكون العذر بالجهل لنفي العذاب ، و قد يكون العذر بالجهل لنفي الحكم بالتكفير ، يعني الحكم عليه بالكفر . قد يكون العذاب في الآخرة ، و قد يكون في أحكام الدنيا . و قد يكون في أحكام الآخرة . قد يعذر بجهله في أحكام الدنيا ، و قد يعذر بجهله في أحكام الآخرة . العذر بالجهل قد يكون الشخص هذا حديث عهد بالإسلام ، أو نشأ في بادية ، لم تبلغه التعاليم . قد يكون العذر بالجهل لمن لم تبلغه الدعوة أصلا ، ليس بمسلم . و قد يكون العذر بالجهل في الأمور الخفية ، التي قد يقع فيها التأويل و الاشتباه ، و قد يكون في الأمور الجلية ، هذه أمور كثيرة جدا . فالذي يقول بالعموم ، يعني أن العذر بالجهل في كل هذه المسائل شيء واحد . هذا عنده خلط كبير جدا ، و جهل عظيم بما بينه أهل الإسلام.فالعذر بالجهل الكلام فيه طويل لكثرة حالاته ، لكن أبين لكم ما ذكره شيخ الإسلام و ابن القيم و الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن و الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن.
    أولا : قول الله عز وجل: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }[الإسراء15]هذه في الجزاء ، و هناك من يستدل اليوم ، بعض الذين يغلطون و يخلطون - كما قال السائل - . يقولون: " و ما كنا معذبين " معناه أنهم مسلمون . هذه مشكلة ! ليس هذا هو مفهوم المخالفة . لأنه قد يكون لا يستوجب العذاب في الآخرة و لكنه في أحكام الدنيا كافر . فمثلا : أهل الفترة الذين كانوا كلهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم يصدق عليهم نفي العذاب . لكن لم يقل أحد من أهل الإسلام إنهم مسلمون ، إلا هؤلاء المتأخرون . و أيضا من في حكمهم كل من لم تبلغه الدعوة حتى بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم ينفى عنهم العذاب . لكن هل معنى هذا أن اليهودي مسلم لأنه لم تبلغه الدعوة ؟ أو النصراني مسلم ؟ أو البوذي مسلم ؟ أو المشرك مسلم ؟ لا . إذن أحكام الدنيا غير أحكام الآخرة .هذه مسألة.
    إذا كان الشخص دخل في الإسلام بيقين ، - هكذا يقول شيخ الإسلام - ، و معنى دخل في الإسلام بيقين ؛ أي أنه قال لا إله إلا الله و بلغه معناها الرسولي المبيَّن في قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }[النحل 36].
    عرف معنى (اعبدوا الله )، و عرف معنى (اجتنبوا الطاغوت) . هذا دخل في الإسلام و قال لا إله إلا الله عالما بمعناها، فهذا إن وقع في الشرك فهو لا يخلو من حالين: إما أن يكون الشرك في الأمور الخفية التي قد يكون فيها اشتباه أو التباس ، فهذا لا يمكن أن يُكفر إلا بعد أن تقام عليه الحجة و تزول موانع التكفير.
    أما إذا كان في الشرك الجلي و هو عبادة غير الله فهذا كافر و ليس داخلا في العذر بالجهل . و هذا الذي قلت لكم ، أنه قد يكون الأصل عاما و يأتي من يدخله في الأصل و هو ليس داخلا فيه ، لأن هذا ليس بجاهل . قلنا إنه عرف معنى لا إله إلا الله الرسولي ، و عِلمُه بها يكفي في إقامة الحجة عليه لأنه وقع في الشرك الجلي الذي هو عبادة الطاغوت . و هو عبد غير الله مع الله ، هذا لا نقول : نُفهمه ، هذا نحكم بكفره بعينه.
    إذا تحققنا من تلبسه بالشرك ، و هذا شرط في الحكم على المعين ، أن نتحقق أنه تلبس بالشرك أي أنه صرف عبادة يتقرب بها إلى غير الله و لكن قد يظهر من صورة الفعل أنه عبادة و لكنه لم يقصد به العبادة . مثلا: سجود معاذ للنبي صلى الله عليه و سلم لم يقصد به التقرب إليه و القربة إليه ، لم يقصد به العبادة و القربة الى الله . فلا يجوز أن يستدل بهذا على أنه فعل شركا ، هو لم يفعل شركا . و أوضحُ من ذلك ؛ لو أنك وجدت شخصا يطوف بقبر فسألته ماذا تفعل ؟ فقال لك مثلا : أنا أبحث عن شخص قيل لي أنه مع هؤلاء . إذن هو لم يفعله بقصد القربة إلى صاحب القبر ، فلم يتلبس بشرك . و إذا تحققت أنه متلبس بحقيقة الشرك عابدٌ لغير الله و هو قد قال لا إله إلا الله عالما بمعناها ، فهو ليس معذورا بجهله ، علمُه بها يكفي في الحكم بكفره .و نفيِ الجهل عنه.
    يبقى مسألة من لم يبلغه المعنى الرسولي: من أظهر الإسلام و هو قال لا إله إلا الله و لم يبلغه المعنى الرسولي ، لم يعرف معناها . هذه الحالة ذكرها الأئمة الذين ذكرت لكم و نص عليها ابن القيم . إذا قال لا إله إلا الله و أظهر الإسلام و وقع في الشرك الأكبر الجلي فهذا لا يجوز لأحد أن يحكم عليه بأنه مسلم في الدنيا أبدا نص ابن القيم على ذلك . و هذا نصوص القرآن كلها عليه . الذي يحكم على المشرك المتلبس بحقيقة الشرك أنه مسلم فقد افترى على الله . كيف ؟ الإسلام هو التوحيد . و لا يوجد آية واحدة ، نص صريح و لا قول صريح لأهل العلم أنه يُحكم على من تلبس بالشرك الأكبر معتقدا له أنه يكون مسلما لأنه معذور بجهله . ثم هذا الذي وقع في الشرك في أحكام الدنيا كافر ، لكن هل هو معذب يوم القيامة ؟ أو قد ينفى عنه العذاب لجهله ? لأنه جاهل - كما قلنا - بحقيقة الدعوة الإسلامية . قال ابن القيم رحمه الله: هذا إن كان مستطيعا للفهم ، مهيأ للفهم يستطيع أن يفهم و عنده من يُفهمه سواء كان شخصا أم كتابا ، و القرآن عنده و هو مؤمن بالقرآن و نبه لكنه أعرض ، فجهله ناتج عن إعراضه و هو مهيأ مستطيع للفهم ، فهذا نص الأئمة كابن تيمية و ابن القيم و أئمة الدعوة ، و نص عليه نصا الشيخ عبد العزيز ابن باز و الشيخ عبد الله ابن حميد و الشيخ محمد بن إبراهيم و الشيخ محمد بن عثيمين . أن هذا لا يُعذر بجهله . سواء في الأصول أو في الفروع . و يقول الشيخ محمد بن إبراهيم : لو عذر هذا بجهله لاضطربت الأمور ، كل يقتل و يسرق و يزني فيقول : أنا ما عندي خبر ، ما أدري ، أنا جاهل ! أمّا إذا وقع في الشرك و هو مظهر للإسلام و لم تبلغه الرسالة و هو جاهل ، و لكنه لا يستطيع العلم ، لا يستطيع الفهم ، إما لعلة في نفسه أو لعدم قدرة من يُفهمه ، لا يستطيع الفهم ، و هو يريد ، لو تيسر له لسعى إليه . فهذا يدخل في قوله تعالى: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }[الإسراء15] فيُنفى عنه العذاب لكن لا يجوز لأحد أن يقول : مع أنه واقع في حقيقة الشرك إنه مسلم ، على من يقول هذا أن يراجع نفسه! [ودينه] و أذكر أنني التقيت باثنين ممن يقولون بهذا القول : و سألت شخصا ، قلت : الذي يقول - نسأل الله السلامية و العافية ، تعرفون أصحاب و حدة الوجود ؟ يقول شاعرهم : و ما الكلب و الخنزير إلا إلهنا ، نسأل الله السلامة و العافية - قلت له : الذي يقول إن الكلب و الخنزير ربه و يعبده و [هو يظهر الإسلام ] : يقول لا إله إلا الله و يصلي و يصوم ، أتقول مسلم أم تقول كافر؟ فأحدهم و كان أرسخ علما: سكت . و الثاني قال: الأصل عام الأصل عام .. فأعدت عليه السؤال : الذي يعبد الحمار نسأل الله السلامة تعذره بجهله ؟ تقول مسلم ؟ فسكت العالم و هو كررها.
    على كل حال على من يقول هذا القول أن يتقي الله و أن ينظر من قال به قبله من أهل الإسلام المعروفين ؟ و زلة العلماء المتأخرين تُعرض على الميزان الشرعي ، نعم. على كل حال الموضوع طويل و يكفي هذا. اهـ
    http://ar.salafishare.com/s7h

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    شئل الشيخ عبدالله الجربوع - السائل: يا شيخنا قد سجل أحد قبل مدة شريطا قرر فيه الإجماع على العذر بالجهل في جميع المكفرات و قاسه على النسيان و الخطأ و قال بأن الذين لا يعذرون بالجهل هم خوارج تكفيريون و كلامه هذا مسجل شيخنا فما تعليقكم حفظكم الله؟الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعدأما قوله : فإن الإجماع حصل في العذر بالجهل لكل أحد ، فهذا يعني ليس هو إجماع و إنما هو قول المحققين من أهل العلم من أهل السنة، المحققون من أهل السنة يقولون بالعذر بالجهل في كل مسألة . و بعض أهل العلم كابن جرير الطبري و ابن عبد البر و الشيخ ابن بازعلى أن من المسائل و هو الشرك الصريح الجلي و إنكار وجود الله عز وجل و إنكار ربوبيته فهذه لا يعذر أحد بجهلها، و كل من الفريقين لهم في ذلك أدلة.لكن إذا كان يقصد بالعذر بالجهل الذي هو عدم تكفير المشرك فهذا جهل عظيم ، فإن العذر بالجهل نعم هو قول أهل السنة و الجماعة،و يقصدون به أن من لم يأته رسول أو لم تبلغه الحجة فإنه معذور بجهله، و لكن إن كان مشركا يعمل بالشرك فإن حكمه حكم أهل الفترة ؛ في الدنيا كافر و أمره إلى الله في الآخرة، هذا إجماع من أهل العلم . و هذا لا يعني عدم القول بالعذر بالجهل، فيقولون بالعذر بالجهل و يقولون أهل الفترة كفار في أحكام الدنيا أمرهم إلى الله في الآخرة. و هؤلاء المرجئة المتأخرون خلطوا بين المسألتين و سحبوا قول أهل السنة بالعذر بالجهل على عدم تكفير من تلبس بالشرك أو من وقع في المكفرات الجلية، و الخلط بينهما و اشتراط فهم الحجة، و قولهم أن البلوغ بلوغ العلم مع التمكن لا يكفي و أنه لابد من فهم الحجة،هذا هو قول الجاحظ و العنبري القاضي المصري القاضي المعتزلي، و الجاحظ يقول أنه لا يكفي بلوغ العلم و تمكن المعين من الفهم و يقول أنه لابد أن يتحقق منه الفهم و زوال الشبهة و إن كان عنده اجتهاد فإنه يعذر به في أي مسألة كانت، هذه لا شك بدعة جاحظية سرت إلى هؤلاء المرجئة فاشترطوا لقيام الحجة تحقق الفهم و زوال الشبهة، فهذا هو الخطأ الأول الذي عندهم، أما أهل العلم قالوا بالعذر بالجهل و قالوا أن الحجة تقوم ببلوغ العلم مع التمكن ولو لم يفهم.و الخطأ الثاني الذي ورثوه عن داوود بن جرجيس هو أنهم زعموا أن العذر بالجهل دائما معناه عدم التكفير، فمن عذر بالجهل فإنه لا يكفَّر و هذا خطأ عظيم أول من قال به داوود بن جرجيس العراقي النقشبندي الخبيث أشهر المناوئين للدعوة الإصلاحية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب . فشبهة هؤلاء المرجئة المتأخرين هي الخلط بين العذر بالجهل و عدم التكفير.
    و العذر بالجهل كما قلت لكم هو أصل من أصول الإسلام و عليه علماء أهل السنة، و لكن ارفعوا أصواتكم بالقول أن العذر بالجهل لا يعني أن عابد الطاغوت مسلم أو ليس بكافر، هذا أبدا منفي عن أهل السنة و الجماعة ، و من نسبه لأهل السنة و الجماعة فهو جاهل [جهلا] مركبا ، فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن هؤلاء الذين يقولون: نقول لهذا الذي يعبد القبور أن عمله كفر و أنه ليس بكافر حتى تقام الحجة ، قال: هؤلاء جهال هؤلاء جهال ليس عندهم علم ثم رفع صوته قائلا: من أظهر الشرك فهو مشرك و من أظهر الكفر فهو كافر.
    و على هذا، هذا هو التفصيل و هذا هو حقيقة الخلاف بين هؤلاء المرجئة و اللجنة الدائمة و الشيخ عبد العزيز بن باز ، عبد العزيز بن باز رحمه الله يقول بالعذر بالجهل ، الشيخ صالح الفوزان يقول بالعذر بالجهل، و اللجنة الدائمة يقولون بالعذر بالجهل، ونحن نقول بالعذر بالجهل، لكننا نقول أنه لا يشترط لقيام الحجة تحقق الفهم و زوال الشبهة بل من بلغه العلم المزيل للجهل كمن كان بين المسلمين و هو يستطيع التعلم فأعرض عن الكتاب و أعرض عن دعاة الهدى و أقبل على الشبهات التي يبثها شياطين الإنس و الجن و تشبع بها، هذا الذي أعرض عن العلم و الهدى بلغته الحجة و قامت عليه فهو إذن لا عذر له عند الله عز وجل ، فنقول أيضا أن من كان واقعا في الشرك و المكفرات الجلية المضادة لأصل الإسلام فهو مشرك كافر، و إن كان لم يبلغه العلم فإنه معذور بجهله أمره إلى الله في الآخرة، هذا الذي نص عليه أئمة الهدى و أما من خالف هذا فإنه واقع في الإرجاء وفي بدعة الجاحظ المعتزلي و العنبري و داوود بن جرجيس نسأل الله السلامة و العافية.


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    السائل: أحد سئل عن رجل يقول عن نفسه هو ليس بمسلم، فسُئل هل نكفره، فقال: لا حتى تقام عليه الحجة.
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ؛ أما إن كان يقول: لا نكفره في أحكام الآخرة و إذا كان معذورا بجهله و ليس عنده علم فهذا ربما أنه إن كان في مجتمع لم يبلغه فيه الإسلام و العلم، فهذا كما قلنا يعذر بجهله فلا يكفر في أحكام الآخرة، و أما إن كان يقول أنه في أحكام الدنيا لا نعتقد كفره فإن
    هذا يعني الأمر فيه خطي
    ر، فإن إجماع الأمة على أن من ليس على دين الإسلام أنه كافر بعينه، و قد ورد في فتوى للجنة الدائمة رقم 11043 و منها قولهم أن من لم يكفر اليهود و النصارى أو شك في كفرهم فإنه كافر، و لا شك أن من كان على غير دين اليهودية و النصرانية أنه أشد بعدا و كفرا من اليهود و النصارى. فهذا الرجل القائل بهذا إن كان يلتزم أنه ليس بكافر في أحكام الدنيا فقد وقع عليه الكفر الذي لا شك فيه و هو إذن تردد في كفر من كفره الله و رسوله و هذا على خطر عظيم و يُحْذَر من هؤلاء و يُحَذَّر، من ليس على دين الإسلام و من يدين بالشرك هذا كافر بإجماع الأمة في كل العصور، و هؤلاء المرجئة مغفلون جاهلون لا يعرفون الفرق بين الإسلام و الكفر و لا بين المسلم و الكافر . نسأل الله أن يهدينا و إياهم إلى الحق و أن يعيذنا و إياهم من كل شر و أن يعيذ الأمة من شر هؤلاء و تلبيساتهم.
    https://app.box.com/s/ggeshgbfy54cnsmavqrj

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    السؤال :شيخنا ، أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله تعالى عندما يستثنون الذي نشأ ببادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام ، يقولون:هؤلاء إذا وقعوا في الشرك فإننا لا نكفرهم أو يقولون: نعذرهم بالجهل .فما معنى عذرهم بالجهل هنا؟هل هي الشهادة لهم بالإسلام أم المقصود الأحكام الجزائية شيخنا ؟
    الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
    أما بعد ؛
    فإن العلماء من عهد الإمام الشافعي إلى يومنا هذا يقولون: من بلغه العلم و تأهّل للمعرفة فإن الحجة تقوم عليه به ، ببلوغ العلم و تمكنِه منه ، هذه هي القاعدة . ثم قالوا:أما من لم يبلغه العلم أو كان بعيدا عن حاضرة المسلمين أو كان في زمن الفترات ، و كان حديث عهد بإسلام . فإن هذا لا تقوم عليه الحجة حتى يُبيَّنَ له ، و يُبينُ له في المسائل القطعية ، و يقصدون بذلك: الشرعية = الشرائع . فهم يفرقون بين الشرائع و بين أصل الإسلام ، و يقولون: أصل الإسلام لا يمكن لأحد أن يقول: ما بلغني! لأنه يبلغه عند فهمه لمعنى الشهادتين و باقي الأصول التي دلت عليهما الشهادتان . فإذا خالف ما نطق به و خالف أصل الإسلام فهذا لا يُتصور منه الجهل حتى يقال: يعذر بجهله! لأنه أهلَّ بالتوحيد و أهلّ بالكفر بالطاغوت . فلا يقصدون بذلك الشرك ، و لا يقصدون بذلك الاستهزاء بالله ، و لا يقصدون بذلك إنكار النبوة . لأن هذه الأمور داخلة في العقد، و لا يُتصور أن مسلما صح إسلامه يقول: لا أعرفها! لكن يقصدون الأمور القطعية التي مدارها على بلوغ العلم ليس مدار العلم بها على بلوغ معنى الشهادتين . مثل:لو أن إنسانا أسلم بعد الفجر و فهم التوحيد و قيل له صلِّ! فقال: ما فيه صلاة! هذا حديث عهد بإسلام ، ما بلغه أن الصلاة واجبة و شرط لصحة الإسلام ، فهذا يعذر بجهله لأنه حديث عهد بإسلام . أو كما قال الشيخ محمد رضا: لو أنك سافرت إلى الصين – في وقته كانت الصين مغلقة - ، ثم دعوتَ شخصا إلى الإسلام و شرحت له معنى الشهادتين ثم أهلّ بالشهادتين و دخل الإسلام . ثم شرعتَ تبين له أركان الإسلام، فهنا لو أنكر هذا مثلا: الملائكة أو أنكر القدر أو أنكر الصلاة ، هذه معلومة من الدين بالضرورة ، لكن لأنه حديث عهد بإسلام و هو في مكان بعيد و حاضرة بعيدة عن حاضرة الإسلام فهذا لا يَكفر بهذا ؛ يُحكم بإسلامه لأن معه أصل الإسلام و التوحيد ، و لأنه لم يناقضْه ، و يقال: إنه معذور بالجهل فيما لم يبلغه.
    إذن ؛ لم يقولوا: أن من وقع في الشرك فإنه لا يُكفَّر . إنما قالوا: بعض مسائل الشرك التي مدارها على بلوغ العلم .، يقصدون بها المسائل الخفية و التفصيلية ،فإنه لا يكفّر بها . و اشترطوا لصحة الإسلام أن يُظهر الإسلام ؛ ينطق بالشهادتين و يتبرأ مما يضادهما . فإذا ظهر منه ما يضادهما من الشرك أو الاستهزاء بالله عز وجل أو إهانة المصحف أو النواقض الصريحة ، فإن هذا يَكفر بمجرد ذلك . و لا يقال:إنه جاهل لأن هذا شيء يُفترَض أن يكون قد علمه و قام في قلبه عند إسلامه.الحاصل ؛ أنهم يقولون: من وقع في الشرك الصريح الجلي يعني الظاهر فإنه يكفر بمجرد ذلك و قد يُعذر بجهله فلا يُكفّر يعني في أحكام الآخرة ، أما في أحكام الدنيا فإنه كافرٌ لأنه جاء بما يناقض أصل عقده ، و لا يمكن أن يكون مشركا و موحدا في آن واحد . هذه المسألة نص عليها جمع من الأئمة منهم الشيخ ابن باز و منهم الشيخ الفوزان ... و هذا لا أعلم فيه خلافا بين أهل العلم في القديم و الحديث ؛ أن أهل الفترة و من في حكمهم الذين يُعذَرون بجهلهم إذا وقعوا في الشرك الصريح الجلي ، و هم لم يدخلوا في الإسلام دخولا صحيحا و لم يفهموا معنى الشهادتين ، هؤلاء يعذرون بجهلهم لعدم بلوغ العلم لهم ، و يقال: أمرهم إلى الله في الآخرة . أما في أحكام الدنيا فإنهم كفار.فإذن لا يُخلط بين العذر بالجهل و بين التكفير ؛ نقول: يعذر بجهله و هو في أحكام الدنيا كافر . هذا هو تفصيل أهل العلم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع: من المعلوم عند علماء الإسلام و عند علماء الدعوة النجدية أن مسألة إقامة الحجة على المتلبس بالشرك الأكبر أن معنى إقامة الحجة: بلوغ الحجة، و ليس أنه يشترط أن يفهم الحجة و هذا له أدلة كثيرة منها قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} فقال تعالى: {حَتَّى يُبَيِّنَ} و لم يقل: حتى يتبين، و لكن بعض الكتاب اليوم من المعاصرين كتبوا في هذه المسألة فاشترطوا فهم الحجة و استدلوا بآيات منها:
    {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} فقالوا: في هذه الآية الله عز و جل قال: {بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ}.
    و كذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} فقالوا: كذلك قال الله تعالى: {بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ}.
    و الآية الأخيرة قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ} فقالوا :كذلك قال: {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ}.
    فهؤلاء اشترطوا فهم الحجة على المشرك الذي تلبس بالشرك الأكبر، فما هو الرد عليهم و
    كيف الرد عليهم في استدلالهم يهذه الآيات، أحسن الله إليكم؟
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد، فهذه المسألة التي سألت عنها بينها أئمة الإسلام قبل أئمة الدعوة، و هي من الأمور الواضحة القطعية و لكن المشكلة في المتأخرين أنهم يخلطون بين المسائل، فأئمة الإسلام بينوا أن الذين تقوم عليهم الحجة، قالوا: إن الحجة تقوم على طائفتين:
    الطائفة الأولى: هم الطائفة المعاندون الذين تبين لهم الهدى و خالفوا الحجة و وقعوا في المكفرات بعد ما تبين لهم، فهؤلاء هم المعاندون ووردت فيهم آيات هي التي ذكرتها الأخيرة: {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} و أيضا قول الله عز و جل: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} فهذه الطائفة موجودة و أدلتها كثيرة و هم الذين تبين لهم الهدى و أعرضوا عنه، فهولاء هم المعاندون، فهؤلاء قامت عليهم الحجة بالعناد.
    أما الطائفة الثانية التي ينكرها المتأخرون: فهي أيضا موجودة و لها أدلة كثيرة و بينها أهل العلم بيانا واضحا، و هم الذين بلغهم العلم و أعرضوا عنه و لم يفهموا بسبب إعراضهم، و الله قد بين لهم و لكن لم يتبين لهم بسبب إعراضهم، هؤلاء أيضا قامت عليهم الحجة و لو كانوا جهالا لم يتبين لهم و لم يفهموا، هذه أيضا ذكر عليها الإجماع، و لا يخلو كتاب من كتب الأصول إلا و فيه بيانها.
    و أول من قال: إنه لا تقوم الحجة إلا على الطائفة الأولى و هم المعاندون هو الجاحظ (غير واضح ...) وزوال الشبهة لقيام الحجة، و رد عليه الغزالي و رد عليه ابن قدامة المقدسي وغيرهم، و الرد عليه موجود في كتب الأصول و بينوا أن قوله كفر لأن الأدلة قاطعة، يعني الحجة على من بلغهم العلم و أعرضوا عنه و لم يفهموا بسبب إعراضهم.
    إذن هما طائفتان، كل طائفة لها أدلة، و هؤلاء يزعمون أنها طائفة واحدة، فتقول: ما ذكرت هي طائفة موجودة و أدلتها صحيحة و هم المعاندون، و التي ينكرونها و هي الطائفة التي قامت عليهم الحجة ببلوغ العلم و التمكن كما نص على ذلك الإمام الشافعي و غيره هذه أيضا موجودة، فليس من شرط قيام الحجة فهمها، بل من بلغه العلم و تمكن من التعلم فقد قامت عليه الحجة و إن لم يفهم.
    هذا هو التفصيل الذي عليه أئمة الإسلام، و أئمة الدعوة النجدية هم على ما عليه أئمة الإسلام، لم يخالفوهم في ذلك الحمد لله و لم يأتوا بشيء جديد.
    http://ar.salafishare.com/6Rn


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع السؤال: هل يعذر بالجهل في مسائل العقيدة؟الجواب: مسائل الاعتقاد تنقسم إلى قسمين منها:
    الشرك الصريح الذي يخالف هذه الأصول التي عرفناها، يخالف معنى لا إله إلا الله، فهذه من خالقها قد قامت عليه الحجة بمعرفته بمعنى لا إله إلا الله إن كان قد عرفها، يعني إن بلغته لا إله إلا الله بالمعنى الرسولي، بلغته لا إله إلا الله و معناها الرسولي فهذا قامت عليه الحجة بمعرفته، فإن خالف هذه الأصول، يعني آمن بالطاغوت و عبد الطاغوت و صرف العبادة الجلية الواضحة التي أنكرها الأنبياء، و العبادات التي أمر بها الأنبياء كالدعاء و الصلاة و غير ذلك، و طلب النفع و الضر و الاستغاثة، فهذه إذا خالفها قامت عليه الحجة بمعرفته معناها.أما إن بلغته لا إله إلا الله دون معناها الرسولي، يعني بلغته بمعنى خاطئ أو لا يدري ما معناها و قالها فإن هذا يعذر بجهله، لكن لا يجوز أن يقال: مسلم و إنما يقال: إن حاله كحال أهل الفترة من لم تبلغه الرسالة أصلا، فهذا نعتقد أن أمره إلى الله و أنه قد يعذر بجهله إذ إنه لم يأته رسول، و لكن لا يجوز لأحد أن يقول: إن هذا المشرك الذي يعبد غير الله و يعلن الشرك و يتلبس بحقيقة الكفر و الشرك الأكبر و تحققنا أنه متلبس به أن يقال: إنه مسلم، هذا خطأ عظيم وقع فيه بعض الناسو هو خلط بين الإسلام و (الكفر) لأن الإسلام هو التوحيد، فلا يجوز أبدا أن يقال: لمشرك إنه مسلم و لا يجوز أيضا أن يقول و يعتقد أنه هالك عند الله لا عذر له، ما يدري، يقول: أمره إلى الله إذا علمنا أنه لم يبلغه من يبين لا إله إلا الله نقول: إنه يعذر بجهله عند الله عز و جل و لكن في أحكام الدنيا هو مشرك إذا تحققنا من تلبسه بالشرك، هذا و الله أعلم.
    http://ar.salafishare.com/8hI


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع السؤال: يقول الشيخ أبا بطين رحمه الله تعالى في كلام له: إنه لو جاز عذر عباد القبور بالجهل لكان عذر اليهود و النصارى من باب أولى و لكن شيخنا المرجئة هؤلاء يردون علينا بقولهم:إن هؤلاء، يعني عباد القبور، ينتسبون إلى الإسلام عكس أولئك فهل هذا الفرق متجه شيخنا؟الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد، فكلام الشيخ سديدو هو حجة قويةو ذلك أن اليهود ينتسبون إلى دين موسى و يؤمنون بموسى و يؤمنون بالتوراة،و إنما كفروا بسبب الشرك و النواقض التي وقعوا فيها، و كذلك النصارى ينتسبون إلى عيسى و إلى الإنجيلو إنما كفروا عندما قالوا: إن الله ثالث ثلاثة،و كذلك عباد القبور اليوم ينتسبون إلى محمد صلى الله عليه و سلم و إلى القرآن،و ما الذي يجعلهم لا يكفرون إذا فعلوا مثل فعل أولئك ؟؟ الله سبحانه و تعالى ما تغيرت سنته، من وقع في الشرك سواء أكان ينتسب إلى عيسى أو إلى موسى أو إلى محمد صلى الله عليه و سلم، إلى الإسلام فإنه يخرج من الإسلام، هذا كلام سديد،و نقول إنما الكفر يكون بفعل مكفرو لم يقل: إن من انتسب إلى الإسلام و قال لا إله إلا الله إنه لا يكفر إذا وقع في الشرك، ما غير الله من سنته، فكل من انتسب إلى دين سموي إذا وقع في الشرك خرج من ذلك الدين و انتقض إسلامه، هذه حجته و هذا دليله، هذا دليل سديد كما ترى.
    http://ar.salafishare.com/hEX




  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع السؤال: هناك شخص يستدل بما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال للجهمية: أنا لا أكفركم و لو قلت بقولكم لكفرت، و يستدل بهذا ليعذر المشركين بجهلهم و يقول: هذا شيخ الإسلام ما كفر أعيان الجهمية فكيف تكفر عباد القبور، و يستدل أيضا بأن المشركين في سوريا و في مصر و في البلاد التي يغلب عليها الجهل يقول: يعذرون لأنها بها جاهلية أما في المملكة فقد لا يعذرون، فما الرد على هذا يا شيخ جزاكم الله خيرا؟ - الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، هؤلاء الذين يتكلمون في هذه المسائل لا يفرقون بين العذر بالجهل و بين التكفير، فإن العذر بالجهل مسألة و التكفير مسألة أخرى.
    أما العذر بالجهل فنقول: إن من لم يبلغه العلم و من لم يبلغه حجة و لا يستطيعه فهذا معذور بجهله لعدم البلوغ، عدم بلوغ الحجة، لكن العذر بالجهل لا يعني أن المعين منهم ليس بكافر في الدنيا، فإنهم في أحكام الدنيا كفار.
    حكم الكفر و الإسلام مداره على وجود أصل الإسلام من عدمه،فمن كان عنده أصل الإسلام و حقيقته التوحيد قال الله عز و جل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} فإذا كان عبد الله وحده و كفر بالطاغوت فهذا مسلم ، و من كان يعبد الطاغوت و يدين بالشرك فهذا مشرك كافر في أحكام الدنيا.
    أما قول شيخ الإسلام للجهمية فإن أهل العلم بينوا مراد شيخ الإسلام، هؤلاء الذين يأخذون بأقوال شيخ الإسلام لا ينتبهون بقيوده و لا ينتبهون أيضا بالسياق (غير واضح ... ) السائل: يا شيخ يقولون: بلوغ الحجة أن يفهمها؟الشيخ: هذه مسألة أخرى، العذر بالجهل مداره بإجماع أهل العلم (غير واضح ... ) فإنه قامت عليه الحجة ولو لم يفهمها لأنه إذا تمكن و أعرض فعدم فهمه إنما هو بسببه و هو معصية منه و لا يمكن أن تكون المعصية عذرا، كيف تكون المعصية و هي الإعراض عن العلم و الإعراض عن الدعاة و الإعراض عن الرسل تكون عذرا، و هذا لا خلاف بين أهل الفقه و علماء الأصول فيه، نقل عليه الإجماع شيخ الإسلام و الشيخ محمد رسيد رضا و بعض أئمة الدعوة، نقلوا الإجماع على ذلك أن الحجة تقوم ببلوغها مع التمكن و لو لم يفهم و الآيات دالة على هذا هي كثيرة.
    و أول من قال بأنه لا بد من (غير واضح ... )
    الجاحظ، رد عليه الإمام ابن جرير الطبري عند قول الله عز و جل: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} و {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} فقال: و في هذا رد على من ظن أنهم لا يكفرون إلا من حيث عرفوا أنهم واقعون في الكفر، ثم ساق الأدلة و منها قول الله عز و جل: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} فذكر أنهم جاهلون و توعدهم بالنار {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} و شبههم بالأنعام، و الذي يقول هذا القول ليس عنده انتباه عن الآيات و ليس عنده انتباه عن كلام أهل العلم، و إنما هذا هو حقيقة قول المنافحين عن المشركين كابن جرجيس و الجاحظ و نحوهم و قد رد عليهم أئمة الإسلام.السائل: إذن عندنا التفريق بين أحكام الدنيا و أحكام الاخرة و بين فهم الحجة و بين بلوغ الحجة.
    الشيخ: و أيضا عندنا تفريق آخر هو بين الجهمية الغلاة و بين الجهمية غير الغلاة، فالذين قال فيهم شيخ الإسلام: لو قلت بقولكم لكفرت هم الذين يقولون (غير واضح ... ) هؤلاء غير غلاة إنما هم جهمية المعتزلة و جهمية الأشاعرة، فهؤلاء لا يكفرون حتى يبين لهم و تزال عنهم الشبهة لأنهم ليسوا غلاة، و شيخ الإسلام بين الفرق بين الغلاة و غير الغلاة في أكثر من موضع، و هؤلاء لا يفرقون،لا يفرقون بين الجهمية الغلاة و الرافضة الغلاة و الباطنية و الصوفية الغلاة و بين الجهمية غير الغلاة و الصوفية غير الغلاة، فهؤلاء الغلاة (غير واضح ... )سواء عرفوا أو ما عرفوا، من اعتقد أن مع الله شريكا أو اعتقد أن أحدا يتصرف في الكون سواء عرف أو ما عرف لأن هذا واضح جلي و نطقه بالشهادتين و معرفته لمعناها تقوم به الحجة في مثل هذه الأمور، فلا يقال: إنه غير عارف لأن هذه كما قال شيخ الإسلام قد عرفها اليهود و النصارى و غير المسلمين من دعوة الرسول فكيف (غير واضح ... ).فهناك شرك صريح و شرك خفي، كفر صريح و كفر خفي و هناك غلاة واقعون في الكفر الصريح الظاهر الجلي و هناك غير الغلاة و هم الذين عندهم بعض المسائل الخفية، المكفرات الخقيةفلا بد من التفريق.
    http://ar.salafishare.com/6WL



  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع السؤال: بعض الناس يسلم في بلاد الكفر و يتعلم التوحيد مجملا ثم قد يقع في نوع من أنواع الشرك الأكبر كالذبح أو التذر لغير الله و هو لا يعلم فهل هذا الإنسان يبقى على إسلامه أو يحكم بكفره و شركه جزاكم الله خيرا ؟
    الجواب: بالنسبة للشرك منه ما يكون صريحا يعني ظاهرا جليا و منافاته لأصل لا إله إلا الله واضحة بمعنى أنه ينافي (غير واضح) التوحيد و ينقضه و لا يجتمع يكون بها مشركا و المشرك لا يكون موحدا إذا وقع من يظهر الإسلام جهلا في الشرك الصريح أو الكفر الجلي الظاهر الذي ينافي و لا يجتمع و يضاد مع الشهادتين فهذا يخرج من الإسلام ولو كان جاهلا ولكن يقال: إنه معذور بجهله إذا كان لم يبلغه العلم المزيل للجهل و لم يفرط في طلبه يقال: إن هذا جاهل حكمه حكم أهل الفترة يحكم بكفره في أحكام الدنيا و يقال: أمره إلى الله في الآخرة هذا هو حكم من ينتسب إلى الإسلام إذا وقع في الشرك الصريح الجلي.
    http://ar.salafishare.com/I47



  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    وسئل الشيخ: يروج البعض شبهة، مفادها أن أمور التوحيد و بطلان الشرك و العلم بأفراد العبادات أمور نسبية، يا شيخنا الكريم هل التوحيد الذي أنزلت من أجله الكتب و أرسلت من أجله الرسل و به قامت السموات و الأرض و ركزه الله مفطرا في فطر العباد، أمر نسبي يختلف من بلد إلى بلد و من جهة إلى أخرى، جزاكم الله خيرا ؟الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، هذا القول فيه حق و باطل، كلام حق يراد به باطل، لا شك أن الناس في أصولهم و أمكنتهم يتفاوتون في العلم بالتوحيد و الشريعة على حسب ما يبلغهم من العلم و من آثار النبوة لكن هناك أمور من التوحيد لا يصح إسلام أحد إلا بها، هناك أمور لا يمكن أن يكون مسلما إسلاما صحيحا إلا إذا علمها، هذا العلم هو الذي دل عليه معنى الشهادتين، الأصول التي دلت عليها الشهادتان، الفهم المجمل للشهادتين، و العبادات المستركة بين جميع الأمم، هناك عبادات موجودة مع الإنسان من آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، يفعلها كل إنسان مسلما أو كافرا، يفعلها اليهودي و النصراني و المسلم و البوذي و المجوسي، و هي أصل فى عبادة المعبود بالدعاء و التوكل و الاستعانة و اعتقاد أنه يعطيه و ينفعه ... هذا لا يوجد أحد لا يفهمه أبدا، الدعاء كل يدعو بها معبوده، فلا بد أن يعرف إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله أن الإله هو الذي يعبد و هو الذي يدعى و يتوكل عليه و يستعان به، هذا لا يمكن أبدا أن يوجد مسلم لا يعرفه، أما أفراد العبادات و تفاصيل العبادات فقد يوجد في بلاد من يعرف أشياء دون أخرى، لكن هذا القدر المشترك من دخل في الإسلام و قال الشهادتين لا بد أن يكون عالما بهذا، و إن خالفه فلا حجة له و الحجة قائمة عليه بمعرفته معنى الشهادتين، والله أعلم.
    http://ar.salafishare.com/v3U



  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبد الله الجربوع - السؤال: قال (احدهم؟)[حذفت الاسماء لانه لا طائل من ذكرها]: و هذا في كل أمر كفري أنه يعذر فيه بالجهل، و من أراد التفريق فعليه الدليل.
    و قال: من تلبس بالشرك جهلا يكون مشركا أم يبقى موحدا و جهله مانع من الحاق وصف الشرك به؟ ثم قال بعد هذا: و بيان أن الجهل كالإكراه مانع من وصف المتلبس بالشرك جهلا مشركا.

    و يقول:
    أن الأصل إسلامه و وقوع هذا منه قد يكون جهلا، و أنا أرى أن الجهل مانع فعليه لا أخرجه عن الأصل وهو إسلامه إلى ما هو مشكوك فيه وهو أن يكون مشركا عينا، و بعد أن تبين رجحان أدلة العذر بالجهل من معين إذا تلبس بالشرك (................) -- --- الجواب : أقول: زعمهم أن العذر بالجهل مطلقا، يعني عدم التكفير مطلقا، فهذا ليس بصحيح بل قد يكفر من وقع في الشرك الصريح الجلي، فإنه يقع عليه الكفر إن كان جاهلا معذورا بجهله يكون حكمه حكم أهل الفترة، يحكم بكفره في أحكام الدنيا و أمره إلى الله في الآخرة (...)
    هذا الأمر الأول، الأمر الثاني زعمه أنه في كل أمر كفري، السجود للصنم، السجود للشمس، القائلون بوحدة الوجود، الذين ينكرون الصانع، الذين اعتقدوا الألوهية و الربوبية في غير الله... كل هذه الكفريات، هو عمم .هذا يقول: إذا كان يقول: لا إله إلا الله، محبا للإسلام، مظهرا له و إن فعل ما فعل إذا كان جاهلا، عنده مسلم، إذن هو يعمم في كل كفر ثم يقول: العذر بالجهل مانع من التكفير كالإكراه، انتبه لهذا الاستدلال (...) يقيس الآن، يقيس الجهل على الإكراه، هذا قياس، و القياس إما أن يكون قياسا صحيحا معتبرا أوأن يكون قياسا فاسدا إذا كانت العلة غير مشتركة أو أن يكون قياسا إبليسيا، ما هو القياس الإبليسي؟ أن يقيس مع وجود النص.هل مسألة عدم تكفير المكره فيها نص؟ و هل مسألة تكفير الجاهل فيها نص؟ نقول: نعم، أما المكره فقد ورد فيه قول الله عز و جل «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ» هذا حكم ثبت بالقرآن، و هو يريد أن يقيس الجهل عليه، نقول: كيف تقيس الجهل عليه ؟؟الجهل وردت فيه نصوص أنهم كفار مع أنهم جهال، مع أنهم يظنزن أنهم على خير، مع أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، يحسبون أنهم على شيء، كيف تقيس ؟؟
    أما قال الله عز و جل في شأن المشركين: «قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ» أما وصفهم بالجهل ؟؟ أما قال بعد ذلك: «وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا»وصفهم بالجهل و حكم عليهم بجهنم، و في آخر سورة الكهف بيان واضح إلى أنهم استحقوا النار «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»هذا القول قال فيه ابن جرير الطبري أن فيه الرد على من يقول: أنه لا يعذب و يعذر غير المعاند و لا يعذب إلا من علم أنه قد خالف الحجة و خالف الدليل، هذا معنى كلامه و هو يرد على الجاحظ ، فقال أن هذا باطل مردود بنصوص الكتاب و ذكر الأدلة منها: «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» هؤلاء أشركوا و يحسبون أنهم يحسنون صنعا و يحسبون أنهم على شيء و مع ذلك كفرهم و وعدهم لأنهم جاءتهم البينات فلم يقبلوا عليه و أعرضوا عنها و اتبعوا شياطين الإنس و الجن الذين يلبسون عليهم بالشبه فتركوا الأنبياء و دعاة الحق الذين يبينون لهم البينة فبقوا جهالا بسبب إعراضهم.الحاصل، أن هذا القول و هو قياس الجهل على الإكراه قياس إبليسي، لأن الإكراه ورد فيه نص صريح و الجهل ورد فيه نص صريح، نصوص كثيرة صريحة، منها أيضا استدل به شيخ الإسلام ابن تيمية و الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الشيخ ابن باز و غيرهم على أنهم جهال مقلدة لم يتبين لهم العلم و أنهم مؤاخذون لأنهم قالوا: «إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ» فهذا يدل على أنهم جهال مقلدون و مع ذلك لعنهم الله و وعدهم بالعذاب لأن التقليد لا يعتبر و الجهل الناتج عن التقليد و التعصب للآباء لا يعتبر و يؤاخذ عليه العبد، و من ذلك قول الله عز و جل: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» وصفهم بأنهم لا يعلمون، و مع ذلك بين أنه طبع الله على قلوبهم،و هذه عقوبة، هذه من العقوبات التي عاقبهم الله بها في الدنيا.(...) لعلنا نقرأ قول ابن قدامة و هو نص صريح في الرد على الجاحظ الذي قال تماما كما قال هؤلاء، أن الجاهل مطلقا معذور، رد عليه ابن قدامة و بين أن هذا القول كفر، يقول ابن قدامة رحمه الله (في روضة الناظر):«أما الذي ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا و كفر بالله تعالى» انتبه لقوله كفر بالله تعالى، سيأتينا في رده بيان قول الجاحظ، «و رد عليه (الله) و على رسوله صلى الله عليه و سلم»، انتبه هذا القول الذي قاله الجاحظ و هو العذر عذر الجاهل و المجتهد مطلقا كما يقول هؤلاء: في كل كفر، «فإنا نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر اليهود و النصارى بالإسلام و اتباعه و ذمهم على إصرارهم و نقاتل جميعهم و نقتل البالغ منهم»، اتنبه هذا الذي بيبن حقيقة القول «و نعلم أن المعاند العارف مما يقل و إنما الأكثر مقلدة، اعتقدوا دين آبائهم تقليدا و لم يعرفوا معجزة الرسول و صدقه و الآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة»، يعني الآيات الدالة على أن الواقعين في الكفر، المعرضين عن الرسل و إن كانوا كفارا مقلدة هؤلاء كثيرون جدا في أتباع موسى و أتباع عيسى و في أتباع محمد صلى الله عليه و سلم، إلا إذا قلنا: أن الله غير سنته، فترى الذي يأتي الكفر مقلدا في ملة موسى أو في ملة عيسى أنه لا يعذر ثم الذي يأتي بذلك في ملة محمد صلى الله عليه و سلم أنه يعذر، إذا كان الله غير سنته هذا شيء آخر، أما نحن فنقول: «فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا»، ثم ذكر منها «قوله تعالى: «وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ»»، يعني أن هؤلاء كانوا يعبدون الله عز و جل بالشرك و الكفريات و يظنون أنهم على شيء، يعني أنهم على هدى، يحسبون أنهم مهتدون، يحسبون أن أفعالهم هذه من عبادة الأصنام و عبادة الأوثان و عبادة القبور و المقبورين و الكفريات الأخرى، يظنون أنها طاعة و أنها عبادة تماما كما يفعل عباد القبور، يظنون أن الشرك توسل.
    قال ابن قدامة: «و قول الله عز و جل: «وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ» و قول الله عز و جل: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ ...»» فوصفهم بأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أي جهالا لم يتبين لهم أنهم على خطأ و مع ذلك قال: «أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ».
    (...) بعض الجهلة من الدكاترة في رده على مثل هذه الآيات يقول: هذه في الكفار الأصليين، ليست فيمن يأتي بالكفر في أمة الإسلام، هذا القول قاله داود بن جرجيس النقشبندي العراقي، فرد عليه إمام أهل السنة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله قال: إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر، والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف، فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء، و إن كان الله غير سنته و يزعم ذلك داود فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته، و استدل أيضا بأن أئمة الإسلام من عهد السلف يستدلون بما ورد في الشرك في الأمم السابقة على ما يقع في هذه الأمة.
    https://app.box.com/s/hzjdpj8bwcfn8r30ormi

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبد الله الجربوع- السؤال: قال (احدهم ؟): لا بد من فهم الحجة، ثم قال: أما إذا حصل نوع فهم لم تزل به الشبهة لم يتم المقصود من إقناعه.
    و كذلك يقول: لا يجوز تكفير المعين إذا ترك شيئا من الأركان مثل الصلاة، ثم قال: لا يكفر المعين في المسائل المتنازع فيها بين أهل العلم من أهل السنة، لأن التكفير للأعيان لا يكون في المسائل المتنازع فيها بين أهل السنة أنفسهم لأن الخلاف مانع من تكفير المعين، ثم قال: مما يؤكد هذا أن الحدود تدرأ بالشبهات، فالتكفير من باب أولى يدرأ عن المعين بشبهة الخلاف، فما ردكم أحسن الله إليكم؟
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد، فهذا الكلام الذي سمعته الآن هو ترديد لشبهات المرجئة المعاصرين،الحقيقة أن هذا القول الذي قالوه ليس من أقوال المرجئة المتقدمين، إنما المرجئة المتقدمون قالوا: أن من وقع في الشرك الصريح و إنكار مباني الإسلام أنه يكفر في أحكام الدنيا، و إن كنا نقول أن العمل ليس في نفسه مكفرا لكن يكفرونه، لم يتداثروا على نفي تكفير المعين،لكن هذا القول هو في الحقيقة قول داود بن جرجيس الذي أضاف إلى بدعة الجاحظ، و هي بدعة إطلاق العذر بالجهل، و هو قول أن الذي لم يفهم الحجة و الذي عنده شبهة أو عنده اجتهاد يظنه صحيحا قال: أن هذا معذور بجهله، لكن الجاحظ قال: أنه كافر في أحكام الدنيا إذا وقع في ما ينافي أصل الإسلام من الكفر به و الشرك الصريح، جاء داود بن جرجيس فأضاف إلى بدعة الجاحظ أنهم لا يكفرون، فجاء هؤلاء المرجئة المعاصرون و انتصروا لبدعة داود بن جرجيس، و الغريب أنهم استدلوا بكل دليل، يعني شبهة أوردها ابن جرجيس (...)
    الحاصل، أن هذه الشبهة، يعني القول بعذر من عنده شبهة أو من لم يفهم و لم يعاند، القول بعذرهم أول من قال به الجاحظ ثمجاء ابن جرجيس و قال: أنه لا يكفر ما دام عنده شبهة، ما دام أنه لم يعاند، لم تقم عليه الحجة، لم تتوفر الشروط هذا لا يكفر، في عباد القبور و الواقعين في الشرك الصريح و الكفر الصريح.
    أهل العلم، أهل السنة لم يشترطوا إلا بلوغ الحجة، لم يشترطوا في قيامها
    إلا بلوغ الحجة مع التمكن من الفهم، فإذا بلغته الحجة و هو متمكن من الفهم و نبه لذلك لا يشترطون تحقق الفهم و لا يشترطون زوال الشبهة، إنما يكتفون بهذا.أنا سأنقل بعض كلام أهل العلم في هذا الأمر و هو أن الحجة تقوم ببلوغها إياهم و لولم يفهموها إذا هم نبهوا و هم مستطيعون الفهم، فلا يشترط تحقق الفهم و لا يشترط زوال الشبهة و لا يعذرون في اجتهاد لم يتعمدوا فيه على ما بلغهم من العلم.
    الحقيقة أن هذه الشبهة، و هي زعمهم أنه من ضوابط التكفير، تكفير المعين، في كل مسألة من المسائل و لو كان ذلك في النواقض الصريحة كالشرك بالله و الاستهزاء بالله و رسوله و كتابه و إهانة المصحف و غير ذلك من النواقض الصريحة الجلية،
    اشتراطهم أنه لا بد أن يفهم الحجة و أن تزول الشبهة و أن يتبين عناده، هذه شبهة متأصلة عند هؤلاء الخائضين المتعالمين في ضوابط التكفير،و لذلك سأذكر أقوال أهل العلم من السلف الصالح إلى يومنا هذا التي تبين أنهم يشترطون فقط لقيام الحجة أن بيلغه العلم المزيل للجهل، ثانيا أن يكون قادرا متمكنا من طلب العلم، و يضيف بعضهم أن ينبه، فإذا نبه و قيل له: هذا الكتاب و السنة عندك الآن تعال اقرأ، إذا دعوا إلى ذلك و نبهوا و هم متمكنون من التعلم، يعني وصلهم العلم كما قال تعالى: «وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ» فإذا وصلهم القول و هم مستطيعون لأن يتعلموا هذا القول الذي وصلهم و نبهوا لذلك فإن الحجة تقوم عليهم بذلكو إن لم يفهموا لأن عدم فهمهم عندئذ سببه إعراضهم عن المرسلين و عن دعاة الحق.
    يقول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، و هذا كلام مهم،
    قال: «لو عذر الجاهل لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم، إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف» ثم قال: «فلا حجة للعبد في جهله الحكم بعد التبليغ و التمكين لألا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.» (المنثور للزركشي)
    هنا قال: فلا حجة للعبد في جهله، يعني أن العبد جاهل لكن لا حجة له في هذا الجهل لأنه حصل التبليغ، وصله البلاغ، وصله العلم و هو متمكن، و هذا النقل مهم جدا لكونه من إمام عظيم القدر من العصور المفضلة، فمن فوائد هذا النقل أنه بين أن العذر ليس مناطه الجهل المجرد، يعني ما عذر الجاهل من أجل جهله، فهو جاهل لكن لا يعذر من أجل كونه جاهلا، لا، و إنما مناطه الجهل مع عدم القدرة على العلم، يعني جهل مع عدم التمكن، جهل بسبب عدم بلاغ العلم أو سبب عدم قدرته التعلم، قد يكون بلغه العلم بلغة غير لغنه أو مكشوف و لا يستطيع القراءة أو لا يوجد من يبين له، هذا يعذر لأنه غير مستطيع، لا يستطيع القراءة بنفسه و لا يوجد من يبين له.
    ثانيا، من فوائد هذا النقل أنه بين المراد بالبلاغ الذي تقوم به الحجة بدعوة الرسل و من يقوم مقامهم من دعاة الحق و تنقطع به حجة العبد حيث قال: فلا حجة للعبد في جهله الحكم، يعني إذا كان جاهلا بالحكم لا حجة له في هذا الجهل لماذا؟ إذا بلغه و تمكن، أي بعد التبليغ و التمكين.
    (...)(ثم نقل أقوالا لشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب و من الأدلة التي ذكرها) قول الله عز و جل: «وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ» - قال ( الشيخ الجربوع): هنا هذا المثل ضربه الله عز و جل لعامة الكفار و الضلال مع الأنبياء، و أن الأنبياء و دعاة الحق يدعونهم و هم لا يفقهون من دعائهم إلا كما تفقه الأنعام من الأصوات التي يصدرها الراعي، فهي تسمع صوتا تفهم منه أنه يدعوها و صوتا يناديها به و لكنها في الحقيقة لا تفقه، ضرب الله لهم هذا المثل، و الأنعام لا تفهم لذلك قال: فهم لا يعقلون، أي لا يعقلون الكلام لا يفهمونه و مع ذلك قامت عليهم الحجة لأنهم لم يريدوا الاستماع و لم يأتوا طالبين في الاستماع و إنما يستمعون الكفر قد تأصل في نفوسهم و اقتنعوا به و لا يريدون غيره، فكان هذا الذي في قلوبهم صارفا لهم عن فهم ما جاء به الرسل.
    (...) و من أقوال أهل العلم قول ابن القيم رحمه الله: «فإن الحجة قامت على العبد بإرسال الرسول و إنزال الكتاب و بلوغ ذلك إليه»، يعني إلى المعين، «و تمكنه من العلم به سواء علم أو جهل»
    قال إذا بلغه و تمكن قامت عليه الحجة علم أو جهل.
    يقول ابن القيم: «فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به و نهى عنه فقصر عنه و لم يعرفه فقد قامت عليه الحجة، والله تعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه» (مدارج السالكين) ، طبعا هذا في أحكام الآخرة، لا يعني هذا أن من كان مشركا أنه لا يكون كافرا، و لكن نقول: كافر لا يعذب إلا بعد قيام الحجة، يعني لا يحكم عليه بأحكام الآخرة نقول: العلم عند الله عز و جل...
    https://app.box.com/s/lsu8jzcsmq71y8p5fzjk

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كما (في الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1\33) :
    ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم، والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي.
    فمنها قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة; وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وإني أدعي الاجتهاد; وإني خارج عن التقليد; وإني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة، وإني أكفر من توسل بالصالحين; وإني أكفر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق; وإني أقول: لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها، وجعلت لها ميزابا من خشب، وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما، وإني أكفر من حلف بغير الله، وإني أكفر ابن الفارض، وابن عربي; وإني أحرق دلائل الخيرات، وروض الرياحين، وأسميه روض الشياطين.جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم ..قال الشيخ الجربوع: ماذا يقصد الإمام بهذا البهتان المتقدم ؟فهم مقصد الإمام يزيل الإشكال، لأننا لو فهمناه على ظاهره، أنه لا يكفر هؤلاء و له أقوال أخرى محكمة في كفرهم و أنهم أكفر من اليهود و النصارىلقلنا أن الإمام متناقض، لذلك نفهم كلام الإمام على ضوء سياق كلامه، فمراد الإمام من قوله المتقدم يفهم في سبب إيراده و هو أن ابن سحيم أراد أن يصد الناس عن الدعوة و هو يعلم أن الإمام على منهج أئمة السنة كابن تيمية و ابن القيم و نحوهما فأعلن أن الشيخ يقول بكفر فلان و فلان و يقول كذا و كذا، و الحقيقة أن الشيخ لم يتكلم بذلك، لذلك قال في كلامه: لم يخطر أكثره على بالي، يعني ما تكلم فيه، لم يتكلم الشيخ بهذه الأمورلا نفيا و لا إثباتا، و إنما أنكر أن يكون قد قال ما نسب إليه و أن يكون قد تكلم بشيء من ذلك، لا بتكفيره و لا بعدم تكفيره، إذن هذا هو معنى قول الشيخ أنه قال أني قلت كذا و أنا ما قلت هذا، ما قلت شيئا من هذا و لا تكلمت في هذه الأشياء، و هو يكذب علي، فإذن الشيخ نفى أن يكون قد تكلم بهذه الأمورلم ينف تكفير هؤلاءو إنما نفى أنه قد تكلم و سر ذلك كما بينه بعض أئمة الدعوة، أنه ليس من حكمة شيخ الدعوة في بدايتها أن يتكلم في الأشخاص و الكتب المعظمة عند الناس قبل أن تستقر عندهم حقيقة التوحيد و معرفة الشرك، و الكلام فيهم بالذم قبل أن تستقر الدعوة في قلوب الناس قد تكون من أسباب نفورهم إذ أن أولئك الأشخاص و تلك الكتب قد استقر تعظيمها في قلوبهم[ وقد بينت ذلك فى موضوع-نقض شبهة استدل بها المخالفون من كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب -بقلم -ماهر عبدالحفيظ صفصوف

    --كتبه محمد عبد اللطيف-]،و هذا الذي أراده ابن سحيم فنسب للشيخ تلك الأقوال و هو لم يتكلم بها كما تقدم،أراد أن يصد الناس عن دعوة الشيخ، هذا هو مراد الإمام كما يدل عليه قوله:و لم يخطر أكثره على بالي، أنه لم يتكلم فيها أصلا.و أيضا من الأمور الهامةأن نورد أقوال الإمام المحكمة في تكفير ابن عربي و من قال بقول الاتحادية أو وحدة الوجود، قال الإمام المجدد رحمه الله في رجل يقال له عبد الغني بعد كلام له قال: و هذا اشتهر عنه أنه على دين ابن عربي الذي ذكر العلماء أنه أكفر من فرعون، حتى قال ابن المقرئ الشافعي: من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر هذا من أقواله الصريحة. (في الدرر السنية في الأجوبة النجدية 10\25)
    و قال أيضا رحمه الله: و قد ذكر أهل العلم أن ابن عربي من أئمة مذهب الاتحادية و هم أغلظ كفرا من اليهود و النصارى، فكل من لم يدخل في دين محمد صلى الله عليه و سلم و يتبرأ من دين الاتحادية فهو كافر بريء من الإسلام و لا تصح الصلاة خلفه و لا تقبل شهادته. (في الدرر السنية في الأجوبة النجدية 10\54)
    هذان نصان محكمان أن الإمام يكفر هذه الطائفة يكفر ابن عربي خاصة ذكر اسمه في كلامه.
    (...)
    هناك كتاب البقاعي الذي نبه فيه الأغبياء على كفر ابن عربي و أمثاله في كتابه «تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي» و حشد فيه أقوال العلماء في مختلف العصور، و هو يطبع تحت عنوان «مصرع التصوف» ،كتاب البقاعي هذا له اسمان «تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي» و أيضا له عنوان آخر اسمه «مصرع التصوف»، و قد ذكر قيه كما قال محقق الكتاب فتاوى كثيرة عن أعلام شيوخ الإسلام في القرون السابع و الثامن و التاسع الهجري في تكفير ابن عربي و من قال بقوله من الاتحادية كابن الفارض و نقل الإجماع على كفر الحلاج ثم استطرد محقق الكتاب «تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي» تحت عنوان المتوقف في تكفير الصوفية، يعني الصوفية القائلين بقول ابن عربي.قال: «و لا يسع أحدا أن يقول: أنا واقف أو ساكت، لا أثبت و لا أنفي»، يعني أتوقف، لا أكفر و لا عدم التكفير، لا أقول: إنهم كفار و لا غير كفار «لأن ذلك يقتضي الكفر، لأن الكافر من أنكر ما علم من الدين بالضرورة و من شك في كفر مثل هذا كفر، و لهذا قال ابن المقرئ في مختصر الروضة: من شك في كفر اليهود و النصارى و طائفة ابن عربي فهو كافر».و حكى القاضي عياض في الباب الثاني من القسم الرابع من الشفاء الإجماع «على كفر من لم يكفر أحدا من النصارى و اليهود و كل من فارق دين الإسلام أو وقف في تكفيرهم أو شك قال القاضي أبو بكر: لأن التوقيف»، يعني النص «و الإجماع اتفقا على كفرهم، فمن وقف في ذلك فقد كذب النص و التوقيف أو شك فيه و التكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر».
    كما ذكر البقاعي بعد أن سرد أقوال العلماء في تكفير ابن عربي و ابن الفارض أنه لا يتوقف في تكفيره إلا أحد ثلاثة: إما أن يكون لا يعرف حقيقة الإسلام أو يكون جاهلا بحقيقة ما عليه ابن عربي و طائفته أو يكون يقول بقوله.
    و من أشهر محققي أهل الإسلام الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله، و من المناسب أن أذكر بعض أقواله في تكفير هذه الطائفة و بيان خبث معتقداتهم، خاضة أن الشيخ إبراهيم الرحيلي يزعم أن الإمام ابن تيمية يؤيده على عدم تكفيرهم و على القول بالتوقف في تكفير من لم تقم عليه الحجة مطلقا و من لم يفهمها، سأورد بعض ما ورد في المجلد الثاني من مجموع الفتاوى، إذ أن هذا المجلد فيه استقصاء أقوال ابن عربي و طائفته و جمع أقوال شيخ الإسلام في هذه الطائفة فيه صعوبة قال: «وَهَكَذَا هَؤُلَاءِ الِاتِّحَادِيَّ ةُ: فَرُءُوسُهُمْ هُمْ أَئِمَّةُ كُفْرٍ يَجِبُ قَتْلُهُمْ وَلَا تُقْبَلُ تَوْبَةُ أَحَدٍ مِنْهُمْ إذَا أُخِذَ قَبْلَ التَّوْبَةِ» يعني الآن يتكلم عن الواحد المعين «فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الزَّنَادِقَةِ» يعني هذا المعين «الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ وَيُبْطِنُونَ أَعْظَمَ الْكُفْرِ وَهُمْ الَّذِينَ يَفْهَمُونَ قَوْلَهُمْ وَمُخَالَفَتَهُ مْ لِدِينِ الْمُسْلِمِينَ وَيَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ أَوْ ذَبَّ عَنْهُمْ أَوْ أَثْنَى عَلَيْهِمْ أَوْ عَظَّمَ كُتُبَهُمْ أَوْ عُرِفَ بِمُسَاعَدَتِهِ مْ وَمُعَاوَنَتِهِ مْ أَوْ كَرِهَ الْكَلَامَ فِيهِمْ أَوْ أَخَذَ يَعْتَذِرُ لَهُمْ بِأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَا يَدْرِي مَا هُوَ أَوْ مَنْ قَالَ إنَّهُ صَنَّفَ هَذَا الْكِتَابَ وَأَمْثَالَ هَذِهِ الْمَعَاذِيرِ الَّتِي لَا يَقُولُهَا إلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُنَافِقٌ؛ بَلْ تَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ عَرَفَ حَالَهُمْ وَلَمْ يُعَاوِنْ عَلَى الْقِيَامِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْقِيَامَ عَلَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ؛ لِأَنَّهُمْ أَفْسَدُوا الْعُقُولَ وَالْأَدْيَانَ عَلَى خَلْقٍ مِنْ الْمَشَايِخِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْمُلُوكِ وَالْأُمَرَاءِ وَهُمْ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.» ، إلى أَن قال: «وَأَمَّا مَنْ قَالَ لِكَلَامِهِمْ تَأْوِيلٌ يُوَافِقُ الشَّرِيعَةَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ رُءُوسِهِمْ وَأَئِمَّتِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ إنْ كَانَ ذَكِيًّا فَإِنَّهُ يَعْرِفُ كَذِبَ نَفْسِهِ فِيمَا قَالَهُ وَإِنْ كَانَ مُعْتَقِدًا لِهَذَا بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَهُوَ أَكْفَرُ مِنْ النَّصَارَى فَمَنْ لَمْ يُكَفِّرْ هَؤُلَاءِ وَجَعَلَ لِكَلَامِهِمْ تَأْوِيلًا كَانَ عَنْ تَكْفِيرِ النَّصَارَى بِالتَّثْلِيثِ وَالِاتِّحَادِ أَبْعَدَ.» و لا يخفى على أَحد أَن ابن عربي ذكي و لكنه ذكي بلا زكاء و هو يعرف كذب نفسه كما قال شيخ الإسلام: «وَإِنْ كَانَ مُعْتَقِدًا لِهَذَا بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَهُوَ أَكْفَرُ مِنْ النَّصَارَى»، انتبه لهذا فهو نص صريح في المعين «فَمَنْ لَمْ يُكَفِّرْ هَؤُلَاءِ وَجَعَلَ لِكَلَامِهِمْ تَأْوِيلًا كَانَ عَنْ تَكْفِيرِ النَّصَارَى بِالتَّثْلِيثِ وَالِاتِّحَادِ أَبْعَدَ.» (مجموع الفتاوى: 2\131) (...)
    و من أَقوال شيخ الإسلام رحمه الله ما ورد في جوابه على من طلب منه بيان مذهبه الاتحادية و بيان بطلانه قال: «لِيَتَبَيَّنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ جِنْسِ الْكُفَّارِ الْمُنَافِقِينَ الْمُرْتَدِّينَ أَتْبَاعِ فِرْعَوْنَ وَالْقَرَامِطَة ِ الْبَاطِنِيِّين َ وَأَصْحَابِ مُسَيْلِمَةَ والعنسي وَنَحْوِهِمَا مِنْ الْمُفْتَرِينَ» (مجموع الفتاوى: 2\135)هنا يقول أَنهم كفار من جنس أَتباع فرعون و من جنس أَتباع مسيلمة و العنسي، هؤلاء لم يشك أَحد في كفرهم، و يقول بأَنهم من المرتدين و مع ذلك يأَتي من يقول: إنه لا يكفر أَعيانهم.
    ومن أَقوال شيخ الإسلام رحمه الله في بيان أَوجه تكقير الاتحادية على اختلاف أَنواعهم ما ورد في الوجه الحادي عشر قال: «وَمَعْلُومٌ أَنْ التَّتَارَ الْكُفَّارَ: خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مُرْتَدُّونَ عَنْ الْإِسْلَامِ مِنْ أَقْبَحِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَالْمُرْتَدُّ شَرٌّ مِنْ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ وَإِذَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَاتَلَ الْمُرْتَدِّينَ بِمَنْعِهِمْ الزَّكَاةَ: فَقِتَالُ هَؤُلَاءِ أَوْلَى.» (مجموع الفتاوى: 2\193)
    و قال أَيضا في بيان أَنواع كفر القائلين بالحلول و الاتحاد: «وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي: فَهُوَ قَوْل مَنْ يَقُولُ بِالْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ فِي مُعَيَّنٍ كَالنَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا بِذَلِكَ فِي الْمَسِيحِ عِيسَى وَالْغَالِيَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِذَلِكَ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْحَاكِمِيَّ ةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِذَلِكَ فِي الْحَاكِمِ، وَالْحَلَّاجِيّ َةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِذَلِكَ فِي الْحَلَّاجِ، واليونسية الَّذِينَ يَقُولُونَ بِذَلِكَ فِي يُونُسَ وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ يَقُولُ بِإِلَهِيَّةِ بَعْضِ الْبَشَرِ وَبِالْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ فِيهِ وَلَا يَجْعَلُ ذَلِكَ مُطْلَقًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ بِذَلِكَ فِي بَعْضِ النِّسْوَانِ والمردان أَوْ بَعْضِ الْمُلُوكِ أَوْ غَيْرِهِمْ؛ فَهَؤُلَاءِ كُفْرُهُمْ شَرٌّ مِنْ كُفْرِ النَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا: إنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.» ،إلى أَن قال: «فَهَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا بِإِجْمَاعِ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ هَؤُلَاءِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ قَوْلِهِمْ وَمَعْرِفَةِ دِينِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ كَافِرٌ كَمَنْ يَشُكُّ فِي كُفْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِين َ.» (مجموع الفتاوى: 2\367)و قال أَيضا رحمه الله: «وَقَدْ كَانَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَسَادَاتُ الْأَئِمَّةِ؛ يَرَوْنَ كُفْرَ الْجَهْمِيَّة أَعْظَمَ مِنْ كُفْرِ الْيَهُودِ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَالْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُمَا وَإِنَّمَا كَانُوا يُلَوِّحُونَ تَلْوِيحًا وَقَلَّ أَنْ كَانُوا يُصَرِّحُونَ بِأَنَّ ذَاتَه فِي مَكَانٍ.» ، يعني في كل مكان، يعني أَن الجهمية كانوا يلوحون تلويحا و لا يصرحون بأَن ذات الله عز و جل في كل مكان و مع ذلك يرى أَئمة السلف كالبخاري و ابن المبارك أَنهم أَعظم من كفر اليهود و النصارى. ثم قال: «وَأَمَّا هَؤُلَاءِ الِاتِّحَادِيَّ ةُ فَهُمْ أَخْبَثُ وَأَكْفَرُ مِنْ أُولَئِكَ الْجَهْمِيَّة» إِلى أَن قال: «فَإِنَّ قَوْلَ الِاتِّحَادِيَّ ةِ يَجْمَعُ كُلَّ شِرْكٍ فِي الْعَالَمِ وَهُمْ لَا يُوَحِّدُونَ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وَإِنَّمَا يُوَحِّدُونَ الْقَدْرَ الْمُشْتَرِكَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَخْلُوقَاتِ فَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ.» (مجموع الفتاوى: 2\477)
    قول شيخ الإسلام رحمه الله: «فَإِنَّ قَوْلَ الِاتِّحَادِيَّ ةِ يَجْمَعُ كُلَّ شِرْكٍ فِي الْعَالَمِ وَهُمْ لَا يُوَحِّدُونَ اللَّهَ» بيان بأنهم أكفر الكفار، يعني كل شرك في العالم، شرك قوم نوح و شرك النصارى و شرك العرب و شرك البوذيين و شرك المجوس... كل شرك في العلم من نوح إلى قيام الساعة يجمعونه، يجتمع في قلب الواحد منهم لأنهم يقولون: ما فيه إلا الله، و ما عبد إلا الله، و كل معبود هو الله، ما ثم إلا الله، و كل الموجودات هي الله و أيضا نص على أنهم لا يوحدون الله، يعني ليس في قلوبهم توحيد، كل شرك في العالم موجود في قلوبهم، لكن أي قلب يمتنع عن تكفير معين خلا قلبه من التوحيد و اجتمع فيه كل شرك في العالم في أحكام الدنيا ؟؟ إنه لا يتوقف في تكفير مثل هذا المعين إلا قلب مظلم، بعيد عن نور الإيمان، خال من الكفر بالطاغوت، و أما إذا كان مع عدم تكفير أمثال هؤلاء يحكم بإسلامهمفهذه من الطوام و البلايا العظام، فأي إسلام عند من خلا قلبه من التوحيد و اجتمع فيه كل شرك في العالم، نعوذ بالله من ظلمات القلوب و الخذلان و لا حول و لا قوة إلا بالله.
    و من العجب زعم الشيخ إبراهيم الرحيلي أن ابن عربي لم تقم عليه الحجة و هو مقيم بين ظهراني المسلمين و سكن مكة طويلا و كتبه تدل على أنه بارع في علوم اللغة و ذلك يؤهله لفهم القرآن الكريم و فهم كتب السنة، و هو ذكي أيضا لأن شيخ الإسلام قالإذا كان عاقلا و ذكيا فهو يعلم من قرارة نفسه أنه يكذب و أنه على الباطل، و قد أكب على القرآن الكريم يفسره بزعمه يعني قرأ القرآن و تمعن فيه و فسره تفسيرا وصل به إلى عكس حقائق القرآن و طمس أنواره، فإذا كانت الحجة لم تقم على مثل هذا الذي يقرأ القرآن و القرآن ينبهه و القرآن يبين له و هو بين المسلمين، يستطيع أن يسأل عن دينه، فإذا كانت الحجة لم تقم على مثل هذا فعلى من تقوم ؟؟؟؟؟؟؟فتأويلات ابن عربي ليست من التأويلات السائغة التي تحتملها اللغة بل هي معارضة لصريح القرآن من حيث الدلالة اللغوية و صريح القرآن من حيث الإجماع و صريح القرآن من حيث المسائل القطعية ...
    https://app.box.com/s/o0d42oqfe21j0jueujh1

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع - السؤال: قال (احدهم ؟) : و طرف غلوا في هذا الباب و صاروا يكفرون الأعيان بغير توفر الشروط و انتفاء الموانع, هذه طائفة يمثلها الخوارج, ثم قال بعد ذلك: يجب حين التكفير من التفريق بين النوع و العين أو بين الفعل و الفاعل, فليس كل من وقع في الكفر يكون كافرا, ثم قال بعد ذلك: أن تكفير الشخص المعين لا يجوز إلا بتوفر الشروط و انتفاء الموانع و المراد من الشخص المعين هو الذي وقع في الكفر بعينه كزيد أو عمرو, و شروط التكفير أربعة و يقابلها من الموانع أربعة كذلك, الشرط الأول هو العلم و يقابله من الموانع الجهل... , فما هو ردكم على هذا الكلام و جزاكم الله خيرا؟الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد فالحقيقة أن التسرع في التكفير و التكفير بلا دليل هو لا شك أنه مذهب الخوارج,و نفي التكفير مطلقا إلا بالقيود التي وضعها هذا الرجل و من يقول بقوله من مذهب المرجئة,و الذي عليه أئمة الإسلام أنه لا بد من نظر العالم في التكفير و أن الإنسان لا يكفر إلا عن علم, و قد نقل شيخ الإسلام أن تكفير المعين لا بد فيه من توفر الشروط و انتفاء الموانع و أن هذا هو مذهب أهل السنة و الجماعة, لكن منشأ الخطأ عند هؤلاء أنهم جعلوا جميع المكفرات ضوابطها واحد و هي الأربعة التي ذكرها هذا الرجل و ما يضادها, و الذي عليه أهل السنة و الجماعة أن ضوابط التكفير أو الشروط و انتفاء الموانع ليست في كل مكفر و إنما لكل مكفر ما يناسبه من الشروط و الموانع, و هم يقسمون المسائل إلى مسائل ظاهرة جلية, ظاهر أنها مخالفة و مضادة لأصل الإسلام, فهذه الأمور الظاهرة الجلية لها شروط و لها موانع تختلف عن المكفرات الخفية أو المسائل الدقيقة,فالمسائل الظاهرة الجلية لها شروط تكفل الله عز و جل ببيانها, فقال سبحانه: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} فبين هنا أن المكفرات الصريحة الجلية و منها النواقض التي ذكرها الإمام في نواقض الإسلام هذه ليس لها مانع أو شرط إلا الإكراه, فإذا كان مكرها فإنه لا يقع عليه الكفر أو كان في حكم المكره, كالذي غلب على عقله, كالذي قال: اللهم أنت عبدي و أنا ربك, من شدة الفرح أو قال مثل ذلك أو قال قولا كفريا في مثل هذه الحال كشدة الخوف أو ما شابه ذلك, فهذا الآن إذا كان عاقلا و صدر منه الكفر و لم يكن مكرها فإنه يخرج بمجرد ذلك, و أما الشروط الأربعة التي ذكرها هذا الرجل و ترك ما بينته فتاوى اللجنة الدائمة و ما بينه الشيخ ابن باز و ما عليه أئمة الإسلام.نقول: نعم, لا بد من توفر الشروط و انتفاء الموانع و لكن ليس كل المكفرات شروطها واحد, لا, المكفرات الصريحة الجلية نص أئمة الإسلام على أن من وقع فيها و تحققنا من تلبسه بالمكفر و أنه انشرح بذلك صدرا, يعني فعله مقتنعا به و ليس مجنونا و لا مكرها, فإنه يكفر بمجرد ذلك, و قد صدرت فتاوى عن اللجنة الدائمة بهذا المعنى ترد على هؤلاء المرجئة, بل هذه الأقوال التي تصدر من هذا الرجل أن وصفها بالإرجاء تقليل من شأنه و مدح لهؤلاء, هذا الذي قالوه لم تقله المرجئة المتقدمون, لم يقل أحد منهم أن عابد الطاغوت الواقع في الشرك في عبادة غير الله أنه لا يكفر بعينه و إنما يكفر بالوصف المطلق و المعين لا يقع عليه (...)
    فالآية{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} فالمانع من التكفير هو الإكراه, و كونهم أضافوا إليه أربعة موانع هذا استدراك على الله عز و جل, و هؤلاء على خطر و هم يستدركون على كلام أهل العلم و يحرفون كلامهم و يضيفون إليه قيودا لم ترد في كلامهم, نقول: اتركوا كلام الله عز و جل, اتركوا كلام الأئمة فهو واضح, هذه المكفرات الجلية القيود فيها أن يكون عاقلا, أن يكون ليس مكرها, يعني قصد هذا الفعل, فإذا حصل منه ذلك و انشرح صدره به كان كافرا بمجرد ذلك, أما الشروط الأخرى كالجهل و ما شابه ذلك, هذه في المكفرات الأخرى, المكفرات المشتبهة الخفية (...)
    و هذه الشبهة, و هي قوله أن هؤلاء الواقعين في المكفرات الصريحة يكفرون بعمومهم و لا يكفرون بأعيانهم, وردت هذه الشبهة على الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله و قال له (أظنه أحمد بن عبد الكريم): إنني وجدت في كلام شيخ الإسلام أنهم يكفرون بالعموم لا بالأعيان, فرد عليه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب منكرا عليه, و من ضمن ما قال: من عهد الصحابة إلى القرن العاشر انظر إلى كتب الردة, العلماء يذكرون هؤلاء الغلاة و يذكرون أنهم كفار, يقول الشيخ الإمام: هل قال أحدهم من عهد الصحابة إلى عهد الشيخ أنهم يكفرون بالعموم لا بالأعيان؟؟
    هذه شبهة يتنافلها هؤلاء المنافخون عن القبوريين و المنافخون عن عبدة الطاغوت (...)

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع السؤال: زعم هذا أن الذين يكفرون عباد القبور الواقعين في الشرك الصريح أنهم شابهوا الخوارج إذا كفروهم بأعيانهم, فما هو ردكم جزاكم الله خيرا؟
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد, فتكفير المعين الذي وقع في الشرك و الكفر الصريح الناقض المنافي المضاد لمعنى الشهادتين و المضاد لأصل الإسلام إذا لم يكن مجنونا أو لم يكن مكرها أو في حكم المكره هذا هو منهج أئمة الإسلام, و لم يقل أحد أن هذا هو مذهب الخوارج, بل هذا الذي عليه أئمة الإسلام, و هذا القول يدل على أنه لا يعرف, الحقيقة, الفرق بين أهل السنة و الخوارج,و ربما لم يطلع على ما كتبه أهل السنة, نقول له: أين ذكر هذا؟؟ من ذكر هذا أنه منهج الخوارج؟؟ في أي كتاب؟؟ من قال به؟؟ الخوارج معروف منهجهم, و هو أنهم يكفرون بالكبيرة, أخذ عليهم أهل العلم و نصوا على أن مذهب الخوارج هو التكفير بالكبيرة, أما التكفير بنواقض الإسلام الصريحة و السير على الضوابط القرآنية كما ورد في الآية التي ذكرناها {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} و تكفير من وقع في الشرك أو النواقض الصريحة هذا هو منهج الإسلام, و هذا الرجل قد نهج منهج ابن جرجيس, هؤلاء يقررون منهج ابن جرجيس حذو القذة بالقذة, و ابن جرجيس اتهم أئمة الدعوة بأنهم خوارج لأنهم يكفرون المشركين عباد القبور, تشابهت قلوبهم و تشابهت أقوالهم, و هذا الآن صار على نفس المنوال يتهم أئمة الهدى بأنهم خوارج أو نهجوا منهج الخوارج, هذا جهل مركب, نسأل الله السلامة و العافية, ترك ما عليه أئمة الهدى و صار يركب وراء ابن جرجيس و الجاحظ و هؤلاء المتعالمين {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}, لا يستغرب أن يتهم مثل هذا أئمة الإسلام بأنهم خوارج لأنه سلك مسلك ابن جرجيس و المرجئة.
    https://app.box.com/s/3lzrhorzaommzxfjcxtl

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع -السؤال: قرأت في كتاب قرر فيه صاحبه القول بالعذر بالجهل لمن وقع في الشرك الأكبر في توحيد الإلهية يقول صاحبه: يمكن أن نسأل من لا يعذرون بالشرك ما الحكم في بعض العلماء الذين التبست عليهم بعض صور الشرك فزينوا التوسل بالأولياء و الاستغاثة بهم إلى آخره... من أمثال السبكي و السيوطي و الهيثمي هل نقول: إنهم لا يعذرون بالجهل أو التأويل فيكفرون لأنهم لم يفهموا التوحيد، فهؤلاء يلزموننا بهذا الكلام فكيف نرد عليهم أثابكم الله؟
    الجواب:بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد، فإن العذر بالجهل أصل من أصول أهل السنة و لم نعلم عن أحد من أهل السنة أنه لم يقل بالعذر بالجهل، و إنما اختلفوا في بعض المسائل هل يعذر فيها أو لا يعذر فيها، و هي ما دل عليه الميثاق و الفطرة و العقل، أما العذر بالجهل فإنه (غير واضح) يكون لكل أحد حتى المشرك و حتى للكافر الأصلي، و علة العذر بالجهل أنه لا يبلغه العلم المزيل للجهل و لا يستطيع أن يرفع الجهل عن نفسه، فمن كان هكذا فهو معذور بجهله، و لكن ليس معنى العذر بالجهل أن عابد الطاغوت مسلم، هذا لم يقل به أحد من أئمة الإسلام، بل الإجماع منعقد و دلالة النصوص صريحة و السنة و إجماع أهل العلم و إجماع فقهاء المذاهب كلهم، أهل السنة على أن الشرك هو أول ما يوجب الردة، و كون هؤلاء يعرضون عن الأدلة الصريحة و يعرضون عن الإجماع ثم يريدون أن يلزموك بأن فلانا هل يكفر أو لا يكفر هذا جهل عظيم، العلم لا يؤخذ بهذه الطريقة، العلم يؤخذ بالكتاب و السنة و إجماع أهل العلم و كلام أهل العلم، فعليهم أن يتعلموا أولا و يعرفوا دينهم و يعرفوا الفرق بين الشرك و الإسلام و بين المشرك و المسلم، أما أن يرجعوا إلى مثل هذه الأساليب فهذه تفيد على جهلهم العظيم.
    أما تكفير من وقع في الشرك فإنه ينقسم إلى قسمين:
    القسم الأول: الحكم بردته و كفره ردةً الذي يكون عند القاضي، و هذا لا بد أن يأتي (مدع أو قال مدعيان) و يرفع أمره إلى القاضي و يأتي بالبينات الدالة على كفره، فقد يحكم القاضي بكفاية الأدلة و قد لا يحكم.القسم الثاني:هو الاعتقاد، أن يعتقد الإنسان أن فلانا من الناس وقع في الشرك الأكبر و أنه مرتد، هذا إذا غلب على ظن الإنسان و تبين له وجب عليه أن يعتقد ذلك و لا يجب عليه أن يتكلم بذلك.
    و بذلك فإن هؤلاء العلماء لو يعرضوا علينا، و لم نقف على ما يوجب كفرهم.
    و الثاني أن ما في الكتب لا نتأكد أنهم كتبوه، لأن الناس من قديم وضعوا، أرادوا تحريف كتاب الله و وضعوا و كذبوا على الرسول صلى الله عليه و سلم و كذبوا على أهل العلم، فبثوا في الكتب ما بثوا، فإذن لا نستطيع أن نحكم على شخص قد مضى و انتهى بما يوجب ردته إلا بأن نتأكد أنه قال، و لا بد من التبين و هذا الذي نص عليه الشيخ عبد الله أبا بطين لما نقف عليه من كلام الناس و رجحانه، لا يمكن بأن نجزم بأنه صدر منه، لا بد أن يؤتى بالشخص الذي نحكم عليه إلا إذا استفاض عنه و (غير واضح) الأعلام و الأئمة على أن هذا من قوله فإنهم حكموا بكفره ،كابن عربي و ابن الفارض و الجهم و الحلاج و غيرهم حكموا بكفرهم بعد ما تبين و استفاض عنهم هذا الكفر، أما الآخرون فلست ملزما بأن تكفر كل أحد إلا إذا تأكدت من وقوعه بذاته في الكفر.
    و أيضا كما قلت لك: هذا ليس بأدلة، هذا استدلال بالواقع، يستدلون بالواقع في مخالفة النصوص الصريحة، لذلك قال بعض أهل العلم: الواقع يكون طاغوتا إذا أرادوا أن يجعلوه معارضا لما ثبت بالأدلة الصريحة، والله أعلم. --[هذه الاجوبة المجموعة جمعها ابو جويرية - ]
    https://app.box.com/s/r9zu67q6ls4mcarynptx

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    هناك أمور من التوحيد لا يصح إسلام أحد إلا بها، هناك أمور لا يمكن أن يكون مسلما إسلاما صحيحا إلا إذا علمها، هذا العلم هو الذي دل عليه معنى الشهادتين، الأصول التي دلت عليها الشهادتان، الفهم المجمل للشهادتين، و العبادات المستركة بين جميع الأمم، هناك عبادات موجودة مع الإنسان من آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، يفعلها كل إنسان مسلما أو كافرا، يفعلها اليهودي و النصراني و المسلم و البوذي و المجوسي، و هي أصل فى عبادة المعبود بالدعاء و التوكل و الاستعانة و اعتقاد أنه يعطيه و ينفعه ... هذا لا يوجد أحد لا يفهمه أبدا، الدعاء كل يدعو بها معبوده، فلا بد أن يعرف إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله أن الإله هو الذي يعبد و هو الذي يدعى و يتوكل عليه و يستعان به، هذا لا يمكن أبدا أن يوجد مسلم لا يعرفه،............ من دخل في الإسلام و قال الشهادتين لا بد أن يكون عالما بهذا، و إن خالفه فلا حجة له و الحجة قائمة عليه بمعرفته معنى الشهادتين، والله أعلم. ---أما إذا كان في الشرك الجلي و هو عبادة غير الله فهذا كافر و ليس داخلا في العذر بالجهل . و هذا الذي قلت لكم ، أنه قد يكون الأصل عاما و يأتي من يدخله في الأصل و هو ليس داخلا فيه ، لأن هذا ليس بجاهل . قلنا إنه عرف معنى لا إله إلا الله الرسولي ، و عِلمُه بها يكفي في إقامة الحجة عليه لأنه وقع في الشرك الجلي الذي هو عبادة الطاغوت . و هو عبد غير الله مع الله ، هذا لا نقول : نُفهمه ، هذا نحكم بكفره بعينه.
    سئل الشيخ صالح ال الشيخ -
    س/ لماذا لم يبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - الشرك للصحابة قبل أن يقعوا فيه في حديث ذات الأنواط؟
    ج/ من المعلوم أنَّ الشريعة جاءت بالإثبات المفصَّل والنفي المجمل، والنفي إذا كان مجملا فإنه ينبني تحته صور كثيرة يُدخلها من فهم النفي في الدلالة، فلا يحتاج مع النفي على أن ينبه كل فَرد فرد.
    لهذا نقول من فهم لا إله إلا الله لم يُحتج إلى أن يفصل له كل مسألة من المسائل، فمثلا النذر لغير الله ليس فيه حديث النذر لغير الله شرك، والذبح لغير الله ليس فيه حديث الذبح لغير الله شرك، ونحو ذلك من الألفاظ الصريحة, وهكذا في العكوف عند القبور، أو العكوف والتبرك عند الأشجار والأحجار، لم يأتِ به الشيء الصريح؛ لكن نفي إلهية غير الله جل وعلا يدخل فيها عند من فهم معنى العبادة كل الصور الشركية.
    ولهذا الصحابة - رضي الله عنهم - فهموا ما دخل تحت هذا النفي, ولم يطلب ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط إلا من كان حديث عهد بكفر؛ يعني لم يسلم إلا قريبا، وهم قلة ممن كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسيره إلى حنين.
    والإثبات يكون مفصلا, وتفصيل الإثبات:

    تارة يكون بالتنصيص.
    وتارة يكون بالدلالة العامة من وجوب إفراد الله جل وعلا بالعبادة مثلا، ?اعْبُدُوا [اللَّهَ](1) مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ?(2) ونحو ذلك من الآيات.
    والأدلة الخاصة بالعبادة كقوله ?يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا?[الإنسان:7]، وكقوله ?فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ?[الكوثر:2]، وكقوله ?تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ?[الأنفال:9]، فهذه أدلة إثبات تثبت أن تلك المسائل من العبادات، وإذا كانت من العبادات فنقول لا إله إلا الله يقتضي بالمطابقة أنه لا تصرف العبادة إلا لله جل وعلا.
    إذن فيكون ما طلبه أولئك من القول الذي يعملوه راجع إلى عدم فهمهم أن تلك الصورة داخلة فيما نُفي لهم مجملا بقوله إله إلا الله. [كفاية المستزيد]

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع


    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كشف الشبهات ........... فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا كما لهم ذات أنواط. فقال النبي عليه الصلاة والسلام "الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال أصحاب موسى لموسى: اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ".
    قال العلماء أصحاب موسى لم يكفروا وأصحاب محمد عليه الصلاة والسلام الذين كانوا حدثاء عهد بكفر لم يكفروا بتلك الكلمة، ولكن لو تبعها عمل لكفروا؛ لأنهم طلبوا شيئا عن جهل فلما بُيِّن لهم انتهوا.

    وهذا يفيد -يعني قصة قوم موسى وقصة ذات أنواط- تفيد أنّ الموحد قد يخفى عليه بعض أفراد التوحيد، وهذا يفيده الخوف؛ لأن قوم موسى وهم خاصّة أصحاب موسى منهم من قال تلك الكلمة، وأصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ممن أسلم حديثا منهم من قال تلك الكلمة، مع أنهم يعلمون معنى لا إله إلا الله ويعلمون ما يدخل تحتها من الأفراد، لكن جهلوا بعض الأفراد، هذا يفيد أن من دونهم لا بد أن يخاف الخوف الشديد؛ لأن جهله ببعض الأفراد أولى من جهل أولئك، فإن أنعم الله عليه بمنبِّه له بعد الكلام يحجزه عن العمل وينبهه، فهذا من نعمة الله عليه وإن لم يجد بل قال ذلك الكلام واتخذ إلها مع الله فإنه يكون قد ناقض بفعله توحيده.
    قال (فحينئذ يعظم حرصُكَ وخوفك على ما يخلصك من هذا وأمثاله) وهذا لاشك أن يوجب الخوف الشديد.
    إذن هذا المقطع من كلام الإمام رحمه الله تعالى فيه تهيئة نفس الموحد لكشف الشبهات التي يأتي بيانها، فهيأ نفسه لبيان حال المشركين الذين أشركوا من أقوام كل رسول، وبيّن ديانة كل رسول، بيّن معنى التوحيد ومعنى ضده، وبيّن أن أكثر الناس مخالفون للتوحيد معرضون عنه جهال به، وبيّن أن هذه المقدمات تفيدك أولا الفرح والثاني الخوف، وهذا تهيئة لنفسيتك حين تتلقى كشف تلك الشبه، فكشف الشبه إذن الذي سيأتي يكون مع فرحك بالتوحيد وخوفك من الشرك، وهذا يقيم حاجزا قويا نفسيا من أن تتلقى الشبهة تلقيا عقليا بحتا، كما عليه علماء الكلام وأشباههم دون وضعٍ تعبدي نفسي من الوجل والخوف والفرح والرضا، ثم أنْ تكون حين تعرض لك جواب الشبه يكون في نفس الفرح بفضل الله بالتوحيد والفرح بفضل الله جل وعلا ورحمته أن كُشفت لك الشبه.
    فإذن الشبه مَزَلَّة أقدام من جهة عرضها ومن جهة كشفها، فلابد لها من قاعدة تقوم عليها نفس الموحد، وهذه القاعدة هي التي قدمها الشيخ رحمه الله فأول الكلام قواعد علمية، والآن هذا الفرح والخوف قواعد نفسية حتى تكون فيما تستقبل من عرض الشبه ونقدها وكشفها، تكون ما بين قواعد علمية محكمات لا تزول بعدها، وما بين تحسينات نفسية لا تتأثر بالشبه مهما جاءت، فإذا جاءت الشبهة صار عنك خوف من ضد التوحيد وفرح لما أنت عليه من التوحيد، وهذا يجعلك في قوة وتحصن وأمان بفضل الله وبرحمته.

    الحمد لله جل جلاله على ما أنعم به علينا من نعمة التوحيد ودراسته وتعلمه ونبذ الشرك والبراءة منه وبُغض الشرك وبغض أهله ومعاداة أولئك والتبرِّئ منهم قولا وعملا واعتقادا، ونسأله جل وعلا بكل اسم له حسن وبصفاته العلا أن يديم علينا هذا الفضل وهذه الرحمة، وأن يجعلنا فرحين بذلك خائفين من ضده ما حيينا، نسأله جل وعلا أن لا يزيغ قلوبنا إذ هدانا، وأن ينعم علينا ويتم نعمه ذلك بأن يتوفانا وهو راض عنا غير مغيرين ولا مبدلين، نعوذ بك اللهم من كل فتنة، نعوذ بك اللهم من كل فتنة تصدنا عن هذا الأمر الجلل في التوحيد ودعوة الأنبياء والمرسلين.
    هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكنز المجموع من أجوبة الشيخ عبدالله الجربوع

    هل كفر أولئك الذين قالوا تلك الكلمة؟ قال أهل العلم طلبوا شيئا ولم يفعلوه، فتكفير المشركين حصل بشيئين:
    "بالعكوف.
    "وبطلب البركة وبنوط الأسلحة بالشجرة.

    وهذان الفعلان التكفير بهما والحكم بالشرك بهما راجع إلى العمل، ولذلك من قال هذه الكلمة فإنه لا يكفر؛ لأنه لم يفعل، فكفر أولئك بالعمل، وهؤلاء لم يكفروا لأنهم لم يعملوا، وطلبهم أُنكر عليهم فرجعوا إلى توحيدهم فلم يحصل منهم ذلك، ولهذا من طلب هذا الطلب من طلب شيئا أو قال شيئا كُفْرُه بالعمل يعني كفره بشيء ما ولم يحصل منه الفعل فإنما حصل منه القول فقط، فأُنكر عليه أو عُلِّم إن كان جاهلا، قال (إنكم قوم تجهلون)، فرجع فإنه لا يكفر ولا يخرج عن دينه بمقالته، مثل مثلا يقول أحد لماذا لا نذهب إلى الولي الفلاني ندعو عنده ندعوه ونسأله أن يحصل لنا كذا وكذا؟ فبمجرد القول إذا أنكر عليه فالتزم وفهم الصواب ووحد فإنه لا يكفر؛ لأنه بالقول طلب شيئا ومن طلب شيئا كفره بالفعل فإنه لا يُكفر بالقول لأن القول كبيرة وليس بكفر في هذه الصورة .
    قال (ولكن للمشركين شبهةٌ يُدلُون بها عند هذه القصة وهي أنهم يقولون: إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك، وكذلك الذين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - :"اجعل لنا ذات أنواط" لم يكفروا.) وهذا صحيح يعني هذا الإيراد كما ذكرت لكم صحيح لكن ليس على ما أرادوا من لزوم هذا الإيراد على شبهتهم - فأجاب الإمام على شبهاهم فقال :
    (فالجواب أن نقول: إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك) فإذن لم يكفروا لا لأجل أنه لا يكفر المسلم؛ ولكن لأجل أنهم لم يفعلوا بل هم قالوا (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا) واتخاذ إله مع الله جل وعلا ينافي لا إله إلا الله.
    قال (وكذلك الذين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعلوا. ولا خلاف) يعني بين أهل العلم (في أن بني إسرائيل [لم يفعلوا ذلك] ولو فعلوا ذلك لكفروا. وكذلك لا خلاف) يعني بين العلماء ([في] أن الذين نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا، وهذا هو المطلوب) وهذا تقرير عظيم وجيه صحيح متفق كما ذكر الشيخ مع كلام أهل العلم في تقريرهم على الآية وعلى الحديث، فإن أهل العلم مجمعون -كما ذكرت لك- على أن ما كان كفره بالفعل فإن طلبه بالقول دون ممارسة للفعل لا يكفر صاحبه بذلك يعني إذا طلبه .[شرح كشف الشبهات للشيخ صالح ال الشيخ ]


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •