نوم هادئ وأحلام سعيدة


بقلم: زين قاضي

كثيراً ما نشتكي من طقوس النوم الغريبة لأطفالنا الرضع حيث تشكل ضغطاً كبيراً علينا لا سيما في المناسبات كالسفر أو عند زيارة الأقارب أو الأصدقاء .. ونرد ذلك غالباً إلى أن مزاج الطفل "عكر" أو نتهمه بأن "رأسه ناشفة" .
وقد نحرم النوم لأيام طويلة بسبب هذه الطقوس بينما يعوض الطفل ساعات يقظته - المزعجة - نهاراً ليستعد لجولة ثانية في الليلة التالية.. وتبقى الأم في دوامة من التعب والأسئلة الملحة : ما أفضل طريقة لتنويم الطفل؟ أين ينام؟ كيف أرده إلى النوم ثانية في منتصف الليل ؟؟؟ لتعرفي الإجابة على هذه الأسئلة أقرئي السطور التالية :
يقول خبراء التربية : ينام الرضيع عادة من 16 إلى17 ساعة في اليوم والليلة في شهوره الأولى.. والتزام طريقة واحدة لتنويم الطفل يجعله يعتاد عليها.. لذا بإمكان الأم إضفاء بعض المرونة لعادات نوم طفلها.. فمثلاً خلال نوم الطفل بالنهار.. بالإمكان تركه ينام في كرسيه الهزاز مرة.. وفي سلة النوم المتنقلة مرة وفي سريره مرة أخرى – وبالإمكان تركه ينام مرة وسط ضجيج الأسرة ، وأخرى في غرفته منفرداً بهدوء . هذا التنوع يجعله أكثر تكيفاً عندما يكون خارج البيت.
قد تلجأ الأم إلى تحديد ساعة معينة لنوم طفلها، فإذا كانت هذه الساعة الثامنة مساء فنجد الأم تسعى جاهدة لينام طفلها عندئذ بكل الطرق: بهدهدته وإرضاعه وإطفاء النور و.. و.. المهم أن ينام في الثامنة تماماً.. والأفضل أن لا تقيدي طفلك بساعة معينة ، وقبل نومه اعطه حماماً دافئاً.. ثم امتنعي عن أي شيء يثير نشاط الطفل كإضحاكه أو مداعبته. إنما اكتفي بالحديث الهادئ إليه مع ترديد بعض أهازيج النوم دون التركيز على واحدة منها حتى لا يدمن نفس الصوت ونفس النغمة قبل النوم..
رددي على مسامعه يومياً أدعية النوم وإن كان لا يعي كلماتها ومعانيها.. ولكنها سترسخ في ذهنه.. حتى إذا ما احتاجتها الأم وطفلها في سن الرابعة وهو السن الذي يخاف فيه غالبية الأطفال من الظلام والوحدة.. حينها تعرفيه أن هذه الأذكار اليومية هي التي تصلك بالله تعالى الحفيظ ، وإن كان اعتاد عليها منذ شهوره الأولى فلا بد وأنه يستطيع ترديدها بمفرده أو بمساعدة بسيطة منك..
هيئي لطفلك جو النوم ولا تجبريه عليه بالهز ، و بالنسبة لوجبة قبل النوم أرضعيه وهو في حضنك ولكن لا تدعيه يخلد للنوم وهو في حضنك دائماً حتى لا يدمن هذه الطريقة وحتى لا يرتبط النوم بالرضاعة .
وإذا وجدت أن الطفل يصعب عليه النوم عندما يحين الوقت في الليل حاولي أن تبدئي بإيقاظه في غفوة النهار بأقل من عشر دقائق عن موعده يومياً ليستطيع النوم بالليل.. ومن المفترض أن لا تزيد غفوة النهار عن ثلاث ساعات...
يعاني الطفل في سن 5 – 6 أشهر من مشكلة النوم المتقطع.. ولإنهاء هذه المشكلة ولإرجاعه لنومه إذا استيقظ ليلاً اتركيه يبكي في سريره لدقائق معدودة ثم اذهبي إليه ليطمئن وهدِّئيه ببعض الكلمات، اربتي عليه ولا تحمليه.. ثم اتركيه لعشر دقائق ثم عودي إليه ثانية ليطمئن ، واربتي عليه ثم اتركيه لربع الساعة وهكذا إلى أن ينام.. إذا استيقظ في الليلة التالية اتركيه يبكي من 5 – 10 دقائق وهكذا كالليلة السابقة.. وسيبدأ بالتحسن بعد فترة، تحملي بكائه وإن طالت الفترة وكلما كان الطفل أصغر كان تعويده أسهل..
المهم التأكد من صحة الطفل وسلامته فقد يكون بكائه ليلاً لألم في أذنيه أو بداية الحرارة.. وعموماً لا يستطيع تقدير ما يحتاجه الطفل في منتصف الليل إلا والديه.

مع أطيب أمنياتي لطفلك بنوم هادئ وأحلام سعيدة .