أخرج وكيع في الزهد (3/ 717) وغيره، فقال :
حَدَّثَنَا مُجِمِّعُ بْنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " بُلُوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلامِ ". اهـ.
قلتُ: هذا حديث مرسل، وسويد بن عامر الأنصاري لا تعرف له صحبة كما ذكر ابن منده في معرفة الصحابة [570] وعلى هذا أكثر أهل العلم.
وجاء في المقاصد الحسنة للسخاوي [301]: ورواه ابن لال عن سويد بن عامر.
قلتُ: ولم أعرف إسناد ابن لال وهو أبو بكر الهمذاني الشافعي.
وفي شعب الإيمان للبيهقي وصله إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلامِ "،
قَالَ: أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ : عَمُّهُ يَزِيدُ بْنُ جَارِيَةَ.
وجاء في المقاصد الحسنة للسخاوي [301]: رواه العسكري من حديث إسماعيل بن عياش عن مجمع بن جارية الأنصاري، عن عمه، عن أنس رفعه به.
قلتُ: لم أعرف إسناد العسكري.
قلت: هذا فيه وهم إسماعيل بن عياش فهو صدوق في روايته عن الشاميين وخلط في غيرهم ومجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية مدني.
وروى ذلك من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الألف دينار للقطيعي [1 : 460] فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ صُقَيْرٍ، جَلِيسٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلامِ "
وهو كذلك في الكشف (2/ 373) من طريق محمد بن يونس الكديمي، حدّثنا معاذ بن شُقير، عن البراء بن يزيد الغنوي، عن ابن جمرة، عن ابن عباس، به.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 153).
قلت: به محمد بن يونس الكديمي فقد قال عنه في المغني (2/ 646): هالك، وقال ابن حبّان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات. اهـ.
وقال الألباني في السسلسلة الصحيحة (4/379): وبهذا الإسناد أخرجه الطبراني كما في " المنتقى منه " (4 / 4 / 1) .
قلت [عبد الرحمن هاشم]: لم أعرف إسناده.
وروي كذا في الأمالي الخميسية للشجيري (2/ 126) وبزيادة لفظ من طريق عمرو بن شمر قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بلُّوا أَرحامَكم بالسلامِ ولو في السَّنةِ مرةً واحدةً».
قلتُ: به عمرو بن شمر الجعفي كذاب خبيث سباب شتام للصحب الكرام كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
ويقال: أخرجه الطبراني من حديث أبي الطفيل كما في المجمع (8/ 152)، ولم أعرف إسناده.
ويشهد لذلك من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب في مسند أحمد وصححه الإمام أحمد شاكر :
عن سالم: أن شاعراً قال عند ابن عمر:
*وبلالُ عبد الله خير بِلالِ*
فقال له ابن عمر: كذبتَ، ذاك بِلالُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -.
ويشهد لذلك ما روي في صحيح مسلم وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا، فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: «يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، ... يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا».
والله أعلم.