الرد العلمي على من يطعن في أبي هريرة
الحمد لله تعالى ناصر أوليائه الصادقين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وأصحابه الغر الميامين، وأزواجه أمهات المؤمنين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن بعض أصحاب القلوب المريضة قد طعنوا في راويةِ الإسلام أبي هريرة، فأصبح من واجبنا الدفاع عنه، وبيان منزلته، مع ذكر الشبهات التي أثارها بعض الناس عن شخصيته المباركة، والرد العلمي عليها؛ وذلك لأن الدفاع عن أبي هريرة إنما هو في الحقيقة، دفاع عن الإسلام جُملة وتفصيلًا.فأقول وبالله تعالى التوفيق والسداد.
فضائل أبي هريرة:
(1) روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، قلت في الطريق: يا ليلةً من طولها وعنائها، على أنها من دارة الكفر نجت (يعني نفسه)، قال: وأبق مني غلام لي في الطريق، قال: فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بايعته، فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة، هذا غلامك؟))، فقلت: هو حر لوجه الله، فأعتقته؛ (البخاري حديث 2531).
(2) روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث، فقال: ((إن وجدتم فلانًا وفلانًا، فأحرقوهما بالنار))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: ((إني أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما، فاقتلوهما))؛ (البخاري حديث 3016)[1].
(3) روى الشيخان عن الأعرج قال: أخبرني أبو هريرة قال: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يُكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد، إني كنت امرأً مسكينًا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وقال: ((مَن يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي، ثم يقبضه، فلن ينسى شيئًا سمعه مني))، فبسطت بردةً كانت علي، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئًا سمعته منه؛ ( البخاري حديث 7354 / مسلم حديث 2492 ).
(4) روى الترمذي عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات، فقلت: يا رسول الله، ادع الله فيهن بالبركة، فضمهنَّ ثم دعا لي فيهنَّ بالبركة، فقال: ((خذهنَّ واجعلهنَّ في مزودك، كلما أردت أن تأخذ منه شيئًا، فأدخِل فيه يدك، فخذه ولا تنثره نثرًا، فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله))، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان، فإنه انقطع؛ (حديث حسن)، (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 3015).
(5) روى البخاري عن أبي هريرة أنه قال: قيل: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه))؛ (البخاري حديث 99).
(6) روى البخاري عن أبي هريرة قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب؛ (البخاري حديث 113).
(7) روى الترمذي عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة: يا أبا هريرة، أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحفظنا لحديثه؛ (حديث صحيح)، (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 3013).
(8) قال محمد بن قيس بن مخرمة: أتى رجل زيد بن ثابت، فسأله عن شيء، فقال: عليك بأبي هريرة؛ ( سير أعلام النبلاء جـ2 صـ616).
(9) قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره؛ (الإصابة لابن حجر العسقلاني جـ 4صـ 203).
(10) قال البخاري: روى عن أبي هريرة نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم، من الصحابة والتابعين وغيرهم؛ (أسد الغابة لابن الأثير جـ 5صـ 324).
https://www.alukah.net/sharia/0/120474/