من أنفس الشعر الذي أحفظه ثلاثة أبيات لأبي فراس الحمداني رحمه الله يقول فيها:


فليتك تحلو و الحياة مريرة *** و ليتك ترضى و الأنام غضاب
و ليت الذي بيني و بينك عامر *** و بيني و بين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** و كل الذي فوق التراب تراب


و هذه الأبيات خاطب بها أبو فراس الحمداني سيف الدولة الحمداني، و قد أشاد بعض علماء الإسلام بجمال و جودة سبك هذه الأبيات لكنهم اعترضوا على أبي فراس أنه خاطب بها مخلوقاً و كان الأولى أن يخاطب بها الله عز و جل.
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب مدارج السالكين: (و معلوم أنه لا صلاح للنفس إلا بإيثار رضا ربها و مولاها على غيره، و لقد أحسن أبو فراس في هذا المعنى إلا أنه أساء كل الإساءة في قوله إذ يقوله لمخلوق لا يملك له و لا لنفسه نفعاً و لا ضراً) ثم ذكر الأبيات الثلاثة السالفة.


لكن السؤال الآن: هل أبيات أبي فراس الحمداني السالفة تصلح لمخاطبة الله عز و جل بها؟
جوابي: لا، لأن فيها بعض الألفاظ و المعاني التي لا تليق بالله عز و جل و جلاله.


لذلك قمت بصقل أبيات أبي فراس و التصرف بها حتى تصلح لمخاطبة الله عز و جل و الأبيات بعد الصقل هي كالآتي:


فليتك (تعفو و الذنوب كثيرة) *** و ليتك ترضى و الأنام غضاب
و ليت الذي بيني و بينك عامر *** و بيني و بين العالمين خراب
إذا (جاء منك العفو) فالكل هين *** و كل الذي فوق التراب تراب


فالآن هذه الأبيات تصلح لمخاطبة الله عز و جل و مناجاته و التضرع إليه.