كتاب الله -عز وجل- أفضل ما تنفق فيه الأعمار


مصطفى دياب



إن أفضل ما تنفق فيه الساعات، بل والأعمار هو كتاب الله -عز وجل- حفظًا، وقراءةً، وفهمًا، وتدبرًا، وعملا، وتعلما، وتعليما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».البخاري، وقال: «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه».البخاري، وقال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»، وعن عقبة بن عامر، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة؛ فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟»؛ فقلنا يا رسول الله نحب ذلك، قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله -عز وجل- خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل» رواه مسلم، بطحان: مكان قريب من المدينة، الكوما: من الإبل العظيمة السنام، مفردها كوماء. وعن الفضيل بن عياض: «حامل القرآن حامل راية الإسلام، لاينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو، تعظيما لحق القرآن».
وقال -تعالى-: {ورتل القرآن ترتيلا}، وقال -عز وجل-: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}، قال مطر الوراق: يعني فهل من طالب علم فيعان عليه، قال -تعالى-: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}، قال ابن عباس: حكماء علماء، وقال البخاري: الربانيون هم الذين يأخذون الناس بصغار العلم قبل كباره.
وانطلاقا من هذه الأصول الشرعية وغيرها من آيات الذكر الحكيم والثابت الصحيح من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم كان لابد من الاهتمام بالقرآن على مستوى الأعمار جميعها، ولاسيما الناشئين من أبناء المسلمين، لتربية النشء الجديد، والجيل الجديد على حفظ كتاب الله العزيز، والعمل بأحكامه والتأدب بآدابه وأخلاقه؛ لذا كان من الضروري وضع بعض الأهداف من إنشاء الكتاتيب، وحلق القرآن أمام الدعاة، والمربين، والمصلحين، حتى لا ينحرفوا عن السبيل، وحتى يعطوا للأمر أهميته، ويحققوا تلك الأهداف المرجوة، عسانا نخرج بجيل رباني يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويتحمل الرسالة، ويستكمل المسيرة.