قال ابنُ عبدِ البر: (والذي يلزمُ الجميعَ فرضُه من ذلك:
ما لا يسعُ الإنسانَ جهلُه من جملةِ الفرائضِ المفترضةِ عليه:
نحو: الشهادةُ باللسانِ والإقرار بالقلبِ بأنَّ اللهَ وحدَه لا شريكَ له... وأنَّه لم يزل بصفاتِه وأسمائِه، ليس لأوَّليتِه ابتداءٌ، ولا لآخريَّتِه انقضاءٌ، وهو على العرشِ استوى.
والشهادةُ بأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ البعثَ بعدِ الموتِ للمجازاةِ بالأعمالِ، وأنَّ القرآنَ كلامُ الله، وما فيه حقٌ.
وأنَّ الصلواتِ الخمسَ فرضٌ، ويلزمُه من علمِها علمُ ما لا تتمُّ إلا به من طهارتِها وسائرِ أحكامِها.
وأنَّ صومَ رمضانَ فرضٌ، ويلزمُه علمُ ما يُفسِدُ صومَه وما لا يتِمُّ إلا بِهِ.
وإن كان ذا مالٍ وقدرةٍ على الحجِّ، لزمَه فرضًا أن يعرفَ ما تجبُ فيه الزكاةُ، ومتى تجبُ ، وفي كم تجبُ، ويلزمه أن يعلمَ بأن الحجَّ عليه فرضٌ مرةً واحدةً في دهرِه إن استطاعَ إليه سبيلًا.
إلى أشياءَ يلزمُه معرفةُ جُمَلِها، ولا يُعذَرُ بجهلِها نحوُ: تحريمِ الزنا والربا، وتحريمِ الخمرِ والخنزيرِ وأكلِ الميتةِ والأنجاسِ كلِّها، والغصبِ والشهادةِ بالزورِ وأكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ، وتحريمِ الظلمِ كلِّهِ، وتحريمِ نكاحِ الأمهاتِ والأخواتِ ومن ذُكِرَ معهنَّ، وتحريمِ قتلِ النفسِ المؤمنةِ بغيرِ حقٍ.
وما كان مثلَ هذا كلِّه مما قد نطقَ الكتابُ به، واجتمعت الأمةُ عليه). [جامع بيان العلم: (1 /57)].