جمال الباطن أزكى

أتى في الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه «إن الله جميل يحب الجمال» فسبحان الذي خلق فسوى وسبحان من - في أحسن صورة - ما شاء ركبنا، وسبحان من جعل على الأرض زينة لها وهو أزكى.

ومن الجمال الذي رزقنا به الله جمال الباطن.. فإن اللباس الجميل قد يرتديه من يقبح سلوكه والبناء الجميل قد ينهار إذا لم يقم على أساس متين والزوجة الجميلة لا ينفعك جمالها إذا ساءت أخلاقها.. وإلا فلماذا قال رسولنا الحبيب " صلى الله عليه وسلم" في موضع آخر: «فاظفر بذات الدين تربت يداك» عندما عدد الصفات التي تنكح المرأة من أجلها ومنها الجمال.

وإن كان الجمال الباطن قد تخفيه شوائب عالقة بفعل الركود أو الإقصاء أو الدفن تحت الرمال والصخور أو في أعماق البحار، فبقليل من الجهد يمكن جليه واستظهاره للخلائق.. أما الجمال المنطوي على فساد فما إن تنكسر قشرته حتى تفوح رائحته المنفرة وتحتاج إلى جهد غير قليل للتخلص منه ومن الرائحة..

وليس معنى ذلك أن نترك الظاهر قبيحا فالجمع بين الحسنيين مطلوب، وإن كان جمال الباطن خيرا وأبقى.

وسبحان الله الذي قضى بألا يذكر سواه عندما نستحسن خَلقا أو خُلقا فما إن يكتشف الإنسان جمال الطبيعة - التي لم تمتد إليها يده بعد - إلا ويقف مأخوذا بعظمة الخالق ولا يملك إلا أن ينطق بلفظ الجلالة.. الله!

فهد الخزّي