كيفية تعزيز طاقات الخير في القلوب







كلنا نولد ولدينا طاقة هائلة تميل نحو الأمور الطيبة الخيرة والصفات الفطرية الحميدة مثل الحب والعطاء والشفقة والأمل والكرم والشجاعة وغيرها من الصفات الإيجابية، لكننا وبمرور الوقت نواجه ضغوط وآلام في الحياة ونتعرض لصدمات وأحزان ونجد أن كثيرًا من الناس يتعاملون بقسوة وجمود قلب.

ورغم أننا قد نجد أننا وبسبب هذه الضغوط والشخصيات التي تتعامل بصورة فاقدة للكثير من المعاني الإنسانية قد بدأنا نشعر بالعجز والإحباط ورغبة في التخفف من طاقة الخير والعطاء في داخلنا إلا أننا في رحلة الحياة لابد أن نواجه هذا الشعور ونصر على التمسك بالقيم الإنسانية الجميلة التي يحثنا عليها ديننا ويأمرنا بأن نجعلها تتويجًا لكل نشاطنا في الحياة بل إن ديننا جاء ليتمم هذه الأخلاق الكريمة.

لابد أن نمارس الطيبة التي تملآ قلوبنا بصورة يومية متكررة حتى نستطيع أن نقاوم وعلينا استحضار النوايا الصالحة في كل عمل من أعمال الخير نقدم عليه مهما كان بسيطًا أو عاديًا، ولو شعرنا بنوع من الألم والتشكك في جدوى إصرارنا على المضي في هذا الطريق نكون في هذه الحالة محتاجين إلى استعادة إيماننا بأهمية الخير والقيم الإنسانية ومما يساعدنا على ذلك ما يلي:

أولاً: خصصي أوقاتًا لمساعدة من هم أقل حظًا منك في الحياة

هناك الكثير من المهمومين والتعساء في الحياة من حولنا وحتى تظل طاقة الخير متدفقة في قلوبنا علينا ان نمضي أوقاتًا مع هؤلاء المكلومين المهمومين لنحاول أن ندخل السعادة على قلوبهم ونمسح آلامهم ونخفف أحزانهم قدر استطاعتنا، ولابد بدلاً من القراءة عن هذه النماذج الإنسانية فقط والاكتفاء بالتعاطف القلبي معهم أن تحاولي التطوع في الأعمال الخيرية سواء في دار مسنين أو هيئة إغاثية أو ملجأ للأيتام أو مستشفى للمرضى غير القادرين، وستشعرين أن طاقة الخير في داخلك تتجدد وتزداد مع كل حالة تقومين بسماعدتها من الناحية العملية.

ثانيًا: اطلبي من الآخرين أن يحدثوك عن أوقاتهم السعيدة

عليك أن تتذكري دائمًا أن تطلبي من الناس حولك أن يسردوا ذكرياتهم عن الأوقات الأكثر سعادة التي مرت عليهم في حياتهم، لأن هذا الأمر من أكثر الأمور التي تضفي حالة من الراحة النفسية والأمان على قلوب الآخرين وكلما استطعتي أن تستمعي بتركيز وذكاء إلى سردهم لهذه الذكريات السعيدة كلما ستكونين أكثر شعورًا بتدفق طاقات الخير في قلبك ووجدانك.

حاولي خلال إنصاتك لهذه الذكريات أن تؤكدي على أن الحياة لازالت من الممكن أن تشهد سعادة جديدة وأجواء جديدة من البهجة والسرور وبهذا تجعلينهم يرون الجانب الأكثر تفاؤلاً.

ثالثًا: ابحثي عن حالة الامتنان خلال أفعال الآخرين

فكّري كثيرًا في الأفعال والتصرفات التي تصدر من الآخرين ويمكنها أن تدفعك إلى حالة من الامتنان والشكر لهم والتقدير لجهدهم ولفتاتهم، وهذا ليس بالأمر الصعب فالناس المحيطين بك في الحياة يفعلون الكثير من الأمور التي تعبر عن الطيبة والخير والإيثار وكل ما عليك أن تركزي عليها وتعبري عن امتنانك لمن يفعلونها فمن يفسح لك مكانًا في المواصلات ومن تلحظ دموعك وتتعاطف معك ومن تفضلك على نفسها في أمر من الأمور، انتهزي كل هذه الفرص الجميلة لإطلاق فيض الامتنان والشكر الداخلي فيك وهذا سيقودك إلى ينابيع الخير والعطاء تلقائيًا.

رابعًا: اقضي وقتًا كبيرًا مع الأطفال

لو أنك ليس عندك أطفال فحاولي أن تتقاربي مع أي أطفال في محيط حياتك لأن الأطفال بطبيعته يرون الحياة بمنظور وردي ولا يشعرون بمدى الظلم والقسوة والحزن الذي ينغص على الكبار معيشتهم، والأطفال ينزعون بشكل تلقائي إلى البهجة وحالة الفضول المشتعلة في أعماقهم ستجعلك تتناسين أية مشاعر سلبية وتركزين فقط على معنى العطاء المعنوي والنفسي وستفيضين بالخير وتكتشفي أن في داخلك طاقة إيجابية لا حدود لها.





منقول