استدراك توضيحي مهم على مقولة /
( ....ولا يؤجله دعاء )
فليس المراد أن لا يبذل الدعاء وينفق في طلب طول العمر في الخير ، بل قد ورد وثبت أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ، فمن أتى بهذه الأسباب من الدعاء وصلة الرحم وبر الوالدين وأعمال البر كلها استحق بقدر الله زيادة العمر ، ومن نقص أسباب الحياة فقد عرض نفسه للموت ، لكني عنيت ولعل الإخوة قد فهمت هذا ، أن : كل ذلك معلوم مكتوب عند الله تعالى في ابتدائها وانتهائها ، لا تتغير لأنها معلومة لله على ما ستكون ، مهما غير العبد من أسبابه ، رفعت عنها الأقلام ، وجفت بها الصحف ، وهذا معنى قوله تعالى : ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ) ،
قال ابن عباس رحمه الله في تفسير هذه الآية :
( ليس أحد قَضَيْتُ لَهُ طولَ الحياة والعمر إلا هو بالغ ما قَدَّرْتُ له من العمر ، قد قَضَيْتُ ذلك له ، فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قَدَّرْتُ لَهُ ، لا يُزَادُ عليه ، وليس أحد قضيت له أنه قصيرُ العمر ببالغ العمر ، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له لا يزاد عليه ، فذلك قوله تعالى : ( ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) ، يقول كل ذلك في كتاب عنده ) انتهى .