الشخصية الجادة بحق .. هكذا تعيش



أحمد عباس



إذا كنت تريدين أن تعيشي حياة جادة بالمعنى الحرفي للكلمة فإن هذا يعني أنك لابد أن تتخذي سلسلة من الاختيارات المبدأية التي تنبني عليها قرارات تفصيلية تسير في اتجاه الحزم والصلابة والقدرة على التحمل ومواجهة الإغراءات والتصميم على الوصول إلى الأهداف.

الحياة الجادة هي نوع من المعيشة لا يقدر عليها الكثير من البشر لأنها تحتاج إلى قلوب تتمتع بالصدق والقوة والثبات، ولو كان هذا هو نوع الحياة الذي تتمنينه وتشعرين أنه سيحقق لك الغاية السامية التي تطمحين إليها فلابد أن تكون لديك خلفية جيدة عما سيتطلبه منك الواقع من أمور وتضحيات لكي تحافظي على نمط الحياة الجادة.

فيما يلي سنحاول تسليط الضوء على بعض المعايير والقواعد التي يمكن خلالها أن تعيشي حياة جادة صارمة لا مجال فيها للاعوجاج أو الدخول في الطرق الملتوية:

أولاً:هناك عدّة مفاهيم مرتبطة بالحياة الجادة

من هذه المفاهيم التي يجب عليك أن تتعرفي عليها إذا أردت الحياة المنظّمة الجادة: ثبات الأهداف يبقي، التنظيم الدقيق مع المرونة، الاستفادة من التجارب السابقة، والإصرار على تذليل الصعوبات.

ثانيًا: العزيمة على تحقيق الهدف

الحياة الجادة تعني أنك لا تسمحي لأي شاغل بأن يشتت تفكيرك ويستنزف جهدك وطاقتك من أجل جني مكاسب صغيرة، وإنما تكرسين كل ما في وسعك من أجل تحقيق الهدف الأساسي.

ثالثًا: سمات الهدف المرسوم

حتى تكون حياتك جادة بالفعل لا يمكن أن تضعي لنفسك أية أهداف من أي نوع ولكن لابد أن تكون أهدافك على درجة كبيرة من الذكاء فلابد أن تكون هذه الأهداف واقعية قابلة للإنجاز وأن تكون من النوع الذي يمكن قياسه مرحليًا وأن يكون بالإمكان الوصول إليها في الوقت المناسب.

رابعًا: اختيار الطريق المناسب

لابد أن ترسمي خطة مناسبة لإنجاز أهدافك حتى تستطيعين أن تحددي بالدقة ما الإمكانيات التي تحتاجين إليها وما المعوقات التي ستعترض طريقك.

خامسًا: إدراك أهمية الوقت

لا يمكن لإنسانة تريد ان تحياة حياة تتسم بالجدية الكاملة أن تهمل عنصر الوقت فحساب الوقت هو سمة من سمات الشخصيات الجادة الحازمة التي تعلم أن لكل دقيقة ثمنها الغالي.

سادسًا: مراعاة الضمير الإنساني

ليس معنى الجدية في الحياة أن تكوني قادرة على دهش المشاعر والعواطف الإنسانية وأن تكون كل تصرفاتك مبنية على الحسابات العقلية المنطقية فقط، وإنما لابد أن تتحلي بالعاطفة ومراعاة ضميرك في كل خطوة أو اختيار تقدمين عليه.

سابعًا: احذري من المشوشات

الجادون في حياتهم لا يقفون كثيرًا أمام الملهيات أو المغريات في الحياة، لأنهم يستطيعون كبح جماح الهوى النفسي في سبيل إنجاز ما يريدون ويعلمون جيدًا أن تحمل ألم التخلي عن شهوة معينة أو رغبة عابرة أهون بكثير من تحمل مرارة ضياع الهدف والتعثر في الطريق.

ثامنًا: الاعتماد على الآخرين في حدود


الجدية في حياتك تستلزم ألا تلقي البيض كله في سلة واحدة، بمعنى أنك من الضروري ألا تظني أنك وحدك قادرة على تحقيق ما تسعين إليه وإنما ستحتاجين في مشوارك بالحياة إلى مساعدات من الآخرين وعند هذاالحد لابد أن تتذكري في الوقت نفسه ألا يزيد عشمك في الناس بالدرجة التي تجعلك تحت سيطرتهم أو مرهونة بما يقدرون على تقديمه لك، وأنت تحتاجين إلى التوازن الكامل في هذه النقطة.