هذي قطوف من حياتك

د. عبدالمنعم عبدالله حسن







أم القرى تستقبل المولودا

في مقلتيها تحتويه وقلبها

سعدت به، واستقبلته بفرحة

يضفي على الدنيا ضياء طاهرا

ولد الرسول محمد فاستبشرت

ولقد رعى المولى الوليد بحفظه

ما مسه طيش، ولا دنس، ولا

فسما بفطرته النقية مرسلا

متأملا في الكون يسبر غوره

ولقد خلا «بحراء» حتى جاءه

اقرأ وأذن بالهداية في الورى

الناس كانوا في الهجير فجئتهم

يا رحمة للعالمين دعوتهم

وضعوا عوائق في طريقك سيدي

وبرحمة فاضت دعوت جموعهم

قابلت بالإحسان سيِّئ طبعهم

عرفوك بالفضل الكريم، ومن يزر

من عند خير الناس عدت وإنه

فتدفقوا للنور يرجون الهدى

عطر الهدى عم البقاع جميعها

قربت منك الناس، كم جالستهم

رفع التواضع من مقامك سيدي

علمتهم صدق الحديث وطهره

أرسيت للخلق الكريم أصوله

هذي قطوف من حياتك سيدي

وتضمه، تخشى عليه حسودا

وتود عمرا للوليد مديدا

فجرا يطل على الحياة جديدا

كي يرحل الليل الكئيب بعيدا

كل الحياة وغردت تغريدا

فغدا بأسباب الحمى ممدودا

سفه، يضل معالما وحدودا

فكرا يحلق في الفضاء رشيدا

بتفكر، كي يعرف المعبودا

وحي السماء يزيده تأييدا

وادع الأنام وبلغ التوحيدا

ظلا يفوح نسائما وورودا

للخير، كيف بهم جفوك صدودا

لكن بحلمك كم كسرت قيودا

فألنت بالخلق العظيم حديدا

ومنحت من حرموا، وكنت ودودا

يوما رحابك زادهم تأكيدا

يعطي الجزيل، وكم يضم شريدا

وسعوا إليك يبايعون وفودا

فترى وهادا عطرت ونجودا

وأكلت مما يأكلون قديدا

ورسمت نهجا للحياة سديدا

وعلى الأمانة عودوا تعويدا

فسما البناء إلى العلاء وطيدا

والنفس ترجو من هداك مزيدا