كيف تتعاملين مع صدمة موت الزوج ؟



أحمد عباس



المرأة في ربيع العمر يمكن أن تفقد زوجها ورفيق حياتها عندما يأتي قدر الله بالموت، ولابد أن تكون المرأة متمتعة برباطة الجأش الكافية للتغلب على هذه الصدمة الكبيرة، وتستعين بإيمانها بالله تعالى من أجل التعايش مع ألم الفراق والوحشة النابعة من فقدان رفيق الدرب وشريك العمر.

وكلما استطاعت المرأة في ربيع العمر أن تطبق مجموعة من النصائح والتوصيات التي تساعدها في التغلب على أزمة موت الزوج كلما كانت أكثر قدرة على الاحتفاظ بتوازنها النفسي والعقلي والمعيشي لكي تكمل مشوار الحياة بصورة صحيحة خالية من الاضطرابات والإخفاقات.

أولاً لابد أن تكوني مدركة بشكل جيد للخطوات التي يمكن أن تتخذيها بشكل مبدئي من أجل التصرف بعد موت زوجك، ورغم صعوبة أن تستمري في تحمل مسئوليات حياتك والتزاماتك على كل المستويات التي كنتي تقومين بها قبل هذه الصدمة، إلا أنه في كثير من الأحيان يكون إصرارك على عدم التقصير في واجباتك ومسئولياتك رغم موت زوجك، يكون ذلك في حد ذاته هو سفينة النجاة لك من دوامة الحزن.

ثانيًا احصلي على المساعدة، لأنك في هذه الفترة الحساسة من حياتك لا يجب أن تتعالي عن فكرة طلب المساعدة من المقربين منك والمحبين لك لأنهم سيكونون حريصين على تعويضك عاطفيًا في هذه الأيام العصيبة وسيعملون على مواساتك وتعويض حالة الاستنزاف العاطفي عندك، وفي الوقت نفسه حاولي ألا ترهقي نفسك بالاتشغال في الذكريات لكي لا تزيد الأمر صعوبة على قلبك.

ثالثًا الاهتمام بالأمور الجنائزية والتحضير لها، هذا الأمر شديد الأهمية لأنه من حق زوجك ورفيق عمرك عليك أن تهتمي بشدة بكيفية ترتيب هذا الأمر ويكون من حسن الحظ أن يكون هناك أبناء يتولون عنك هذه المسئولية الصعبة ويرتبون لها، ولكن من الضروري أن تشعري بمدى أهمية هذا الجانب رغم ما تعانينه من حزن وصدمة.

رابعًا لا تنس أبدًا أداء أي دين كان على عاتق زوجك، لأنه أصبح الآن غير قادر على سداد ديونه ومن حسن العهدبه أن تبذلي قصارى جهدك من أجل تسديد ما عليه من ديون والوفاء بما عليه من عهود ووعود خاصة في الجانب المادي.

خامسًا اعتصمي بالصبر والإيمان لأن الدين الإسلامي يأمر بالتمسك بالصبر عند حلول المصائب، والصبر الحقيقي في محنة كهذه يجب أن يقوم على إدراك حقيقة أن الحياة لن تعود إلى طبيعتها بين يوم وليلة وأن الأمر سيستغرق وقتًا وجهدًا ودرجة كبيرة من الألم من أجل أن تستعيدي نفسك وحياتك وتكملي مشوار العمر بدون رفيق الدرب.

سادسًا اعلمي أن هناك اختيارات للمستقبل، لأن موت زوجك في هذه المرحلة من عمرك لا يمكن أن يعني نهاية الحياة بالنسبة إليك، بل إنه من المؤكد أن كثيرًا من الأمور كنتي أحيانًا تحلمين بأن تتاح لك الفرصة لأدائها وتجربتها ولكن التزامك بالزوج كان دائمًا ما يمنعك، والآن يجب أن تنظري إلى المستقبل بصورة أكثر إيجابية وتفكري بالفعل في الأمور التي تشعرين بأنها على رأس أولويات المرحلة الجديدة في حياتك التي ستكونين فيها بمفردك.