تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..

    كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة " ، مع كونه يتعبد لربه ؟
    السؤال


    يشكك بعض الملاحدة والنصارى والشيعة في هذا الحديث وللأسف بعض المسلمين ، يدعون ويفترون على أشرف الخلق . مضمون الشبهة يطعن بعض منكري السنة في صحة الأحاديث الواردة في منح الأنبیاء قوة خاصة في الجماع ، من ذلك حديث أنس بن مالك قال: " كان النبي صلى الله علیه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من اللیل والنهار، وهن إحدى عشرة " قال: قلت لأنس: أوكان يطیقه ؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثین "، ويزعمون أن هذا الحديث يعارض القرآن الكريم الذي يبین أنه صلى الله علیه وسلم كان يقضي لیله في القیام والعبادة ، ويقضي نهاره في الجهاد ونشر الدعوة ، ومن ذلك قوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي اللیل ونصفه وثلثه) . أرجو تفسير الحديث بشكل دقيق ، وهل من تشكيك فيه ؟
    نص الجواب




    الحمد لله
    أولا :
    جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة ، حيث لا غلو ، ولا انفصال للحياة عن الشريعة ، بل جعل من العبادة السعي على المعاش ، وكفاية الرجل زوجته ، ونهى عن التبتل والرهبانية .
    وذلك كما في الحديث الذي رواه مسلم في "صحيحه" (1006) من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ:" أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ ) .
    وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في "صحيحه" (5073) ، ومسلم في "صحيحه" (1402) من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : ( رَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا ) .
    ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أتقى الناس لرب العالمين ، وأشدهم له خشية ، وجاء ذلك في عدة أحاديث ، منها :
    ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (1108) من حديث عمر بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ ) .
    وتواترت الأحاديث على شدة اجتهاده في العبادة والطاعة ، حتى تورمت قدماه من القيام صلى الله عليه وسلم .
    وهذا أمر معروف مشهور ، ومن الروايات في ذلك :
    الحديث الذي أخرجه البخاري في "صحيحه" (1130) من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، قال: ( إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ) .
    وإن الناظر إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم يرى الوسطية في الأمور كلها ، يقوم بحق ربه من العبودية والتنسك ، ويقوم بحق أمته من الدعوة والتعليم ، ويقوم بحق أهله من حسن العشرة بالمعروف ، ويجاهد في سبيل الله بنفسه صلى الله عليه وسلم .
    وكان ينكر أشد الإنكار على أصحابه الذين ربما شددوا على أنفسهم في العبادة ، وربما هجروا نساءهم .
    فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" (25893) ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (4/387) ، من حديث عروة ، قال :( دَخَلَتْ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَحْسِبُ اسْمَهَا خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ فَسَأَلتهَا مَا شَأْنُكِ؟ فَقَالَتْ: زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ لَهُ ، فَلَقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ إِنَّ الرَّهْبَانِيَّ ةَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنَا ، أَفَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ ، فَوَاللهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ ) .
    ثانيا :
    وأما ما ورد في السؤال : فإنه لا يتعارض مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تحقيق مقام العبودية الخاصة، ولا يتعارض مع كونه صلى الله عليه وسلم خير من عبد الله وصلى وصام وقام ، وذلك بيانه كما يلي :
    أولا : الحديث الذي أشار إليه السائل الكريم ، حديث صحيح ، أخرجه البخاري في "صحيحه" (268) .
    ثانيا : في الحديث دلالة على أن وقوع ذلك الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم كان في ساعة واحدة من الليل أو من النهار ، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قد أوتي قوة ثلاثين من الرجال في هذا الباب ، فأين الخلل إذا ؟!
    وقد ذهب القاضي أبو بكر بن العربي أن هذه الساعة كانت له صلى الله عليه وسلم بعد العصر ، بعيدا عن القسم بين نسائه .
    قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (1/230) :" وكان الله سبحانه قد خصه في النكاح بأشياء يأتي بيانها إن شاء الله ، لم يعطها لغيره ، منها تسع زوجات في ملك ، ثم أعطاه ساعة لا يكون لأزواجه فيها حق ، مقتطعة له من زمانه ، يدخل فيها علي جميع أزواجه فيطؤهن أو بعضهن ، ثم يدخل عند التي الدور لها ، ففي كتاب مسلم عن ابن عباس أن تلك الساعة كانت بعد العصر ، فلو اشتغل عنها لكانت بعد المغرب أو غيره ، فلذلك قال في الحديث :" في الساعة الواحدة من ليل أو نهار ". انتهى
    والساعة هي الجزء من الزمان ، وليست الساعة الزمنية المعروفة اليوم .
    قال ابن حجر في "فتح الباري" (1/377) :" قَوْلُهُ " فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ " الْمُرَادُ بِهَا قَدْرٌ مِنَ الزَّمَانِ ، لَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْهَيْئَةِ ". انتهى
    ثم إن ذلك لم يكن خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم فحسب ، بل هذا سليمان عليه السلام ، وهو مشهور بجهاده العظيم في سبيل الله ، كان له النساء الكثير ، ولم يشغلنه عن جهاده في سبيل الله تعالى ، بل في كتب أهل الكتاب التي بين أيديهم الآن : أنه كان لسليمان عليه السلام : ألف امرأة ، وليس مائة فقط ، وفي الحديث الصحيح السابق أنه طاف على مائة امرأة ، منهن ، في ليلة واحدة .
    فإذا كان هذا حال نبي الله سليمان عليه السلام ، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأحسن بلا ريب .
    وقد ثبت في البخاري (5242) ، ومسلم (1654) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:( قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ ، تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلاَمًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ المَلَكُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّه ُ، فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ ، فَأَطَافَ بِهِنَّ ، وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ ، وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ ) .
    قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/462) في شرحه لحديث " لأطوفن الليلة على مائة امرأة " :" وَفِيهِ مَا خُصَّ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْجِمَاعِ الدَّالِّ ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ الْبِنْيَةِ وَقُوَّةِ الْفُحُولِيَّةِ وَكَمَالِ الرُّجُولِيَّةِ ، مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الِاشْتِغَالِ بِالْعِبَادَةِ وَالْعُلُومِ ، وَقَدْ وَقَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ أَبْلَغُ الْمُعْجِزَةِ ، لِأَنَّهُ مَعَ اشْتِغَالِهِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ وَعُلُومِهِ وَمُعَالَجَةِ الْخَلْقِ ، كَانَ مُتَقَلِّلًا مِنَ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ الْمُقْتَضِيَةِ لِضَعْفِ الْبَدَنِ عَلَى كَثْرَةِ الْجِمَاعِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَة بِغسْل وَاحِد وَهن إحدى عَشْرَةَ امْرَأَةً ". انتهى .
    ثالثا : أن الحديث الذي ذكره السائل ، وهو حديث أنس ، قد ذهب كثير من أهل العلم أنه لا يدل على العادة المستمرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لعدة أمور :
    الأمر الأول : أنه قد ورد في السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته أن يقسم لزوجاته فيبيت عند كل واحدة منهن ليلة ، إلا أنه يدور عليهن جميعا كل يوم ليسأل عليهن ، ويؤنسهن ، إلا أنه لا يجامع أي واحدة منهن إلا في ليلتها .
    وقد دل على ذلك الحديث الذي أخرجه أحمد في "مسنده" ( 24765) ، و أبو داود في "سننه" (2135) من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت :( كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم لا يُفضِّلُ بعضنا على بعضٍ في القَسمِ ، من مُكثه عِندنا ، وكان قلَّ يومٌ إلا وهو يَطُوفُ علينا جميعاً ، فيدنو مِنْ كُلِّ امرأة ، مِن غير مَسِيسٍ ، حتى يَبْلُغَ إلى التي هو يَوْمُها فيبيتُ عندها ) .
    والحديث صحيح ، صححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1852) .
    وموضع الشاهد في الحديث قولها :" فيدنو من كل امرأة من غير مسيس "، أي من غير جماع.
    الأمر الثاني : أن حديث أنس الذي أورده السائل ، وإن كان عبر عنه في هذه الرواية بلفظ " كان " ، والتي تدل على الاستمرار ، إلا أن كثيرا من أهل العلم حملوا ذلك على أنه كان في أوقات مخصوصة ، بل حمله بعضهم على أنه حدث مرة واحدة ، جمعا بين الأدلة .
    قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (1/300) :" وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ ، وَهَذَا مَعْنَاهُ فِي حِينِ قُدُومِهِ مِنْ سَفَرٍ أَوْ نَحْوِهِ ، فِي وَقْتٍ لَيْسَ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمٌ مُعَيَّنٌ مَعْلُومٌ ، فَجَمَعهنَ حِينَئِذٍ ، ثُمَّ دَارَ بِالْقِسْمِ عَلَيْهِنَّ بَعْدُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لِأَنَّهُنَّ كُنَّ حَرَائِرَ ، وَسُنَّتُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهِنَّ الْعَدْلُ فِي الْقَسْمِ بَيْنَهُنَّ ، وَأَلَّا يَمَسَّ الْوَاحِدَةَ فِي يَوْمِ الْأُخْرَى ، وَهَذَا قول جماعة الفقهاء ". انتهى
    وقال المناوي في "فيض القدير" (5/228) في أثناء شرحه لحديث أنس: " ثم قضية "كان" [يعني : مقتضى هذا اللفظ] ، المشعرة باللزوم والاستمرار : أن ذلك كان يقع غالبا ، إن لم يكن دائما .
    لكن في الخبر المتفق عليه : ما يشعر بأن ذلك إنما كان يقع منه عند إرادته الإحرام ، ولفظه عن عائشة :" كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيطوف على نسائه ، فيصبح محرما ينضح طيبا ". انتهى .
    وكذا نقله الكشميري في "العرف الشذي" (1/159) عن القاضي أبي بكر بن العربي المالكي ، فقال :" قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: إن هذه واقعة حجة الوداع قبل الإحرام ، وكان غرضه قضاء حاجتهن ، وإن عبرها الراوي بطريق الاستمرار ولفظ العادة ". انتهى
    وأكد الصنعاني ذلك في "التنوير شرح الجامع الصغير" (8/592) فقال :" واعلم أن ظاهر " كان يطوف " : أنه كان يداوم على ذلك ، وفي الحديث المتفق عليه ما يؤخذ منه بأن ذلك إنما كان يقع منه عند إرادة الإحرام ، ولفظه عن عائشة " كنت أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا " . انتهى
    ومما يؤكد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتمع عنده هذا العدد من زوجاته إلا في آخر حياته صلى الله عليه وسلم .
    والحاصل :
    أنه لا يزال الرجل يمدح بقوته ، وعفته ، وصيانته ، فكيف إذا انضم مع ذلك تعبده وتنسكه ، وقيامه كذلك بحق أزواجه أحسن القيام وأتمه ، وهذا الذي كان لنبينا صلى الله عليه وسلم أوفر الحظ والنصيب ، ولذا كان أكمل الخلق ، وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
    والله أعلم


    https://webcache.googleusercontent.c...&ct=clnk&gl=sa

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..


    السؤال : هل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف كل ليلة على أزواجه التسع ؟

    رقم الفتوى : 7861
    جواب السؤال
    الجواب : كان حياة النبي صلى الله عليه وسلم أكمل وأفضل حياة ، جمع فيها بين العبادة والجهاد والدعوة وأداء حقوق العباد والقيام على شؤون أسرته وأولاده ، فكان قدوة لأمته في أمور الحياة كلها وذلك باعتدال ووسطية دون غلو أو تقصير .
    وهناك بعض النصوص الصحيحة قد يسيئ فهمها بعض العامة أو يشكك فيها أصحاب البدع من الفرق الضالة المنحرفة ، وذلك بغرض الطعن في السنة ومصادرها زعما منهم أنهم بذلك يحرصون على الدفاع عن نبيهم صلى الله عليه وسلم .
    وأحوال الأنبياء تختلف عن أحوال غيرهم في قوة البدن والرجولة والفحولة رغم شدة اجتهادهم في العبادة ، وهذا دليل كمال وليس دليل نقصان .
    وأما الحديث المذكور فهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم ولكن فهم الحديث يتضح من الروايات الأخرى له وأقوال العلماء بما يؤكد أن لهذا الفعل مناسبة ولم يكن بصورة دائمة جمعا بين الأدلة .

    أولا : نص الحديث وثبوته :
    إذا ثبت الحديث من جهة سنده فيجب الإيمان به وقبوله حتى ولو لم يتيسر للإنسان فهمه ، فكم من النصوص نحتاج فيها إلى الرجوع إلى العلماء لتوضيحها وكشف النقاب عن معناها وفحواها ، وإلا لو احتكم كل إنسان إلى عقله وجعله حاكما على الشرع فإنه سيقبل ما يرضاه عقله ويرفض ما لا يرضاه عقله ويصبح العقل هو الإله المعبود وليس المعبود هو الله خالق العقل .
    روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَوَ كَانَ يُطِيقُهُ ؟ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ " رواه البخاري (268).
    وعنه رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ " رواه مسلم (309) .

    ثانيا : الروايات الأخرى التي تفسره وأقوال العلماء فيها :
    ذهب كثير من أهل العلم إلى أن حديث أنس السابق لا يدل على العادة المستمرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لعدة أمور :
    الأول : أنه قد ورد في السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته أن يقسم لزوجاته فيبيت عند كل واحدة منهن ليلة ، إلا أنه يدور عليهن جميعا كل يوم ليسأل عليهن ، ويؤنسهن ، إلا أنه لا يجامع أي واحدة منهن إلا في ليلتها .
    وقد دل على ذلك الحديث الذي أخرجه أحمد في "مسنده" ( 24765) ، و أبو داود في "سننه" (2135) من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : " كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم لا يُفضِّلُ بعضنا على بعضٍ في القَسمِ ، من مُكثه عِندنا ، وكان قلَّ يومٌ إلا وهو يَطُوفُ علينا جميعاً ، فيدنو مِنْ كُلِّ امرأة ، مِن غير مَسِيسٍ ، حتى يَبْلُغَ إلى التي هو يَوْمُها فيبيتُ عندها ". صححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1852)
    وموضع الشاهد في الحديث قولها : " فيدنو من كل امرأة من غير مسيس "، أي من غير جماع.
    الثاني : أن حديث أنس وإن كان عبر عنه في هذه الرواية بلفظ " كان " والتي تدل على الاستمرار ، إلا أن كثيرا من أهل العلم حملوا ذلك على أنه كان في أوقات مخصوصة ، بل حمله بعضهم على أنه حدث مرة واحدة ، جمعا بين الأدلة .
    قال ابن عبد البر رحمه الله في "الاستذكار" (1/300) :
    [ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ ، وَهَذَا مَعْنَاهُ فِي حِينِ قُدُومِهِ مِنْ سَفَرٍ أَوْ نَحْوِهِ ، فِي وَقْتٍ لَيْسَ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمٌ مُعَيَّنٌ مَعْلُومٌ ، فَجَمَعهنَ حِينَئِذٍ ، ثُمَّ دَارَ بِالْقِسْمِ عَلَيْهِنَّ بَعْدُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لِأَنَّهُنَّ كُنَّ حَرَائِرَ ، وَسُنَّتُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهِنَّ الْعَدْلُ فِي الْقَسْمِ بَيْنَهُنَّ ، وَأَلَّا يَمَسَّ الْوَاحِدَةَ فِي يَوْمِ الْأُخْرَى ، وَهَذَا قول جماعة الفقهاء ] اهـ.
    وقال المناوي رحمه الله في "فيض القدير" (5/228) في أثناء شرحه لحديث أنس :
    [ ثم قضية "كان" (يعني : مقتضى هذا اللفظ) ، المشعرة باللزوم والاستمرار : أن ذلك كان يقع غالبا ، إن لم يكن دائما .
    لكن في الخبر المتفق عليه : ما يشعر بأن ذلك إنما كان يقع منه عند إرادته الإحرام ، ولفظه عن عائشة :" كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيطوف على نسائه ، فيصبح محرما ينضح طيبا. ] اهـ.

    وكذا نقله الكشميري رحمه الله في "العرف الشذي" (1/159) عن القاضي أبي بكر بن العربي المالكي ، فقال :
    [ قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: إن هذه واقعة حجة الوداع قبل الإحرام ، وكان غرضه قضاء حاجتهن ، وإن عبرها الراوي بطريق الاستمرار ولفظ العادة. ] اهـ.

    وأكد الصنعاني رحمه الله ذلك في "التنوير شرح الجامع الصغير" (8/592) فقال :
    [ واعلم أن ظاهر " كان يطوف " : أنه كان يداوم على ذلك ، وفي الحديث المتفق عليه ما يؤخذ منه بأن ذلك إنما كان يقع منه عند إرادة الإحرام ، ولفظه عن عائشة " كنت أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا ] اهـ.
    ومما يؤكد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتمع عنده هذا العدد من زوجاته إلا في آخر حياته صلى الله عليه وسلم .

    ثالثا : ثبوت ذلك عن بعض الأنبياء :
    ذلك الأمر لم يكن خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، بل هذا سليمان عليه السلام وهو مشهور بجهاده العظيم في سبيل الله ، كان له النساء الكثير ولم يشغلنه عن جهاده في سبيل الله تعالى ، بل في كتب أهل الكتاب التي بين أيديهم الآن : أنه كان لسليمان عليه السلام : ألف امرأة ، وليس مائة فقط ، وفي الحديث الآتي أنه طاف على مائة امرأة ، منهن ، في ليلة واحدة .
    فإذا كان هذا حال نبي الله سليمان عليه السلام ، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأحسن بلا ريب .
    روى البخاري (5242) ، ومسلم (1654) عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ : لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ ، تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلاَمًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ المَلَكُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّه ُ، فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ ، فَأَطَافَ بِهِنَّ ، وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ ، وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ " .
    قال ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (6/462) في شرحه لحديث " لأطوفن الليلة على مائة امرأة " :
    [ وَفِيهِ مَا خُصَّ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْجِمَاعِ الدَّالِّ ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ الْبِنْيَةِ وَقُوَّةِ الْفُحُولِيَّةِ وَكَمَالِ الرُّجُولِيَّةِ ، مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الِاشْتِغَالِ بِالْعِبَادَةِ وَالْعُلُومِ ، وَقَدْ وَقَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ أَبْلَغُ الْمُعْجِزَةِ ، لِأَنَّهُ مَعَ اشْتِغَالِهِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ وَعُلُومِهِ وَمُعَالَجَةِ الْخَلْقِ ، كَانَ مُتَقَلِّلًا مِنَ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ الْمُقْتَضِيَةِ لِضَعْفِ الْبَدَنِ عَلَى كَثْرَةِ الْجِمَاعِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَة بِغسْل وَاحِد وَهن إحدى عَشْرَةَ امْرَأَةً ] اهـ.

    رابعا : إزالة هذه الشبهة :
    في الحديث دلالة على أن وقوع ذلك الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم كان في ساعة واحدة من الليل أو من النهار ، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قد أوتي قوة ثلاثين من الرجال في هذا الباب .
    وقد ذهب القاضي أبو بكر بن العربي أن هذه الساعة كانت له صلى الله عليه وسلم بعد العصر ، بعيدا عن القسم بين نسائه .
    قال ابن العربي رحمه الله في "عارضة الأحوذي" (1/230) :
    [ وكان الله سبحانه قد خصه في النكاح بأشياء يأتي بيانها إن شاء الله ، لم يعطها لغيره ، منها تسع زوجات في ملك ، ثم أعطاه ساعة لا يكون لأزواجه فيها حق ، مقتطعة له من زمانه ، يدخل فيها علي جميع أزواجه فيطؤهن أو بعضهن ، ثم يدخل عند التي الدور لها ، ففي كتاب مسلم عن ابن عباس أن تلك الساعة كانت بعد العصر ، فلو اشتغل عنها لكانت بعد المغرب أو غيره ، فلذلك قال في الحديث :" في الساعة الواحدة من ليل أو نهار ] اهـ.
    والساعة هي الجزء من الزمان ، وليست الساعة الزمنية المعروفة اليوم .
    قال ابن حجر في "فتح الباري" (1/377) :
    ] قَوْلُهُ " فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ " الْمُرَادُ بِهَا قَدْرٌ مِنَ الزَّمَانِ ، لَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْهَيْئَةِ ] اهـ.

    خلاصة القول : أن هذا الأمر وقع مرة واحدة قبل إحرامه ، وفيه دلالة على كمال رجولته وفحوليته ، وأما العادة المستمرة فهي أنه كان يطوف عليهن كل ليلة ليرعى شؤونهن ويقضي حوائجهن ولكن دون مسيس أي جماع ، ويبيت عند التي جاءت نوبتها عدلا في القسمة بينهن .

    والله تعالى أعلم .







    http://www.khaledabdelalim.com/home/play-8157.html

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..

    هل للزوج أن يجامع امرأته ثم يجامع الثانية قبل أن يمس الماء؟

    192109



    السؤال


    هل يصح للرجل أن يجامع زوجته الأولى ، ثم يذهب إلى الزوجة الثانية فيجامعها دون أن يغتسل من الجماع الأول ؟
    نص الجواب


    الحمد لله
    يجوز للرجل إذا جامع امرأته أن يأت الأخرى فيجامعها قبل أن يغتسل ؛ لما روته عائشة رضي الله عنها قالت : ( كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ ثُمَّ يُصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْضَخُ طِيبًا ) البخاري(267) .
    وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَوَ كَانَ يُطِيقُهُ ؟ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ ) البخاري(268) .
    وعنه رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ ) رواه مسلم(309) .
    وقد حكى الإجماع على جواز ذلك غير واحد من العلماء.
    قال ابن بطال رحمه الله : " لم تختلف العلماء في جواز وطء جماعة نساء في غسل واحد على ما جاء في حديث عائشة ، وأنس .. " انتهى من شرح "صحيح البخاري" لابن بطال(1/381) .
    هذا ، مع أن الأفضل أن يغتسل بين الجماعين .
    روى أحمد (22742) وأبو داود (219) عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " طَافَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى نِسَائِهِ يَغْتَسِلُ عِنْدَ هَذِهِ وَعِنْدَ هَذِهِ ، قَالَ قُلْتُ : لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِدًا قَالَ : ( هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ وَأَطْهَرُ ) وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في " مشكاة المصابيح " برقم (470) .
    فإن تكاسل أو تعذر عليه الغسل استحب له أن يتوضأ بينهما وضوءاً ؛ لما رواه مسلم (308) عن سعيد الخدري رضي الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ بَيْنَهُمَا وُضُوءًا ) زاد الحاكم (1/254) : ( فإنه أنشط للعَوْد ) وصحح الزيادة الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " برقم (263).
    قال الصنعاني رحمه الله : " فيه دلالة على شرعية الوضوء لمن أراد معاودة أهله ، وقد ثبت أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم غشي نساءه ، ولم يحدث وضوءاً بين الفعلين ، وثبت أنه اغتسل بعد غشيانه عند كل واحدة ، فالكل جائز " انتهى من "سبل السلام"(1/89) .
    فإن تكاسل أو تعذر عليه الوضوء ، استحب له غسل فرجه وما لوثه ، ويتأكد ذلك إذا أراد معاودة جماع من لم يجامعها ؛ لما رواه البخاري (290) ومسلم (306) : " ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ ثُمَّ نَمْ ).
    وبوب الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه باب : " جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع "
    قال النووي رحمه الله :
    "حاصل الأحاديث كلها أنه يجوز للجنب أن ينام ويأكل ويشرب ويجامع قبل الاغتسال ، وهذا مجمع عليه ، وفيها أنه يستحب أن يتوضأ ، ويغسل فرجه لهذه الأمور كلها ، ولا سيما إذا أراد جماع من لم يجامعها ؛ فإنه يتأكد استحباب غسل ذكره .. " انتهى من " شرح مسلم "(1/499) .

    تنبيه:
    تقدم أنه - صلى الله عليه وسلم – : ( طاف على نسائه في ليلة واحدة بغسل واحد ) .
    ليس في هذا الحديث دليل لمن كان تحته أكثر من واحدة ، أن يدخل عليهن ويجامعهن في ليلة التي هو يومها ، إلا أن يكون ذلك عن رضا منهن .
    قال النووي رحمه الله : " قد يقال : قد قال الفقهاء : أقل القسم ليلة لكل امرأة ، فكيف طاف على الجميع في ليلة واحدة ؟
    وجوابه من وجهين:
    أحدهما: أن هذا كان برضاهن ، ولا خلاف في جوازه برضاهن كيف كان.
    والثاني: أن القسم في حق النبي صلى الله عليه وسلم هل كان واجباً في الدوام ؟
    فيه خلاف لأصحابنا ، قال أبو سعيد الإصطخري : لم يكن واجباً ، وإنما كان يقسم بالسوية ، ويقرع بينهن تكرماً وتبرعاً لا وجوباً ، وقال الأكثرون : كان واجباً ، فعلى قول الإصطخري لا إشكال . والله أعلم " انتهى من شرح مسلم.
    والجواب الثالث: ما ذكره ابن عبد البر رحمه الله حيث قال:
    وهذا معناه في حين قدومه من سفر أو نحوه ، في وقت ليس لواحدة منهن يوم معين معلوم ، فجمعن حينئذ ، ثم دار بالقسم عليهن بعد - والله أعلم - لأنهن كن حرائر وسنته عليه السلام - فيهن العدل في القسم بينهن ، وألا يمس الواحدة في يوم الأخرى " .
    انتهى من"الاستذكار"(1/263).

    والله أعلم .


    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..

    رد شبهة : نبيٌّ يجامع نساءه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحدٍ !

    حاولوا الطعن في النبيِّ r قائلين : إن رسولَ الإسلامِ كان يجامع نساءه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحدٍ، وهن أحدى عشرة امرأة .... والدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري (كِتَاب الْغُسْلِ...) بَاب ( إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ) برقم 260 عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَال َ: كَانَ النَّبِيُّ r يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ : قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ . وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ .
    الرد على الشبهة

    أولًا: إن هذا الحديثَ ليس فيه أدنى شبهة بل هو يدل على أنه rرجل كامل الرجولة ، وأنه نعم الزوج ، ويدل على أنه نبي صادق من عند اللهِI ؛ فهذا النبي r كان يكثر من الصيامِ ، والقيام ، ويزهد في الدنيا ، ويقلل من الطعام ، ويدعو الناسَ لدين اللهِI ، ويجاهد في سبيلِ اللهِ ، ويحكم بين الناسِ بما أراه اللهُ ..... وعلى الرُغم من ذلك كله أعطاه اللهُ I القوة ليجامع زوجاته ، ويعطيهن حقوقهن ، مثل : العدلِ ، والإنفاقِ ، والحب لهن ......

    وأتساءل : أليس ذلك قوة خارقة للعادة ؛ قوة في الجماعِ مع قلةِ طعامٍ ، وكثرة الصيام ، وزهد ، وجهاد... ؟ الجواب : بلى .
    إذًا يبقى السؤالُ الذي يفرضُ نفسه هو: هل كمال الرجولة ، مثل إعطاء الزوجات حقوقهن كاملة بالعدل أصبح نقصا ؟! هذا هو .
    وعليه فإن المعترضين يقبحون كلَّ جميلٍ أتى به محمدٌr ، ويزينون كل قبيحٍ وشاذٍ....

    ثانيًا : إن هذا الحديثَ تفرد به معاذ بن هشام عن أبيه، ورواه البخاري أيضًا عن سعيد بن أبى عروبة وغيره عن قتادة ، فقالوا : " تسع نسوة " وهى الرواية الراجحة؛ فرِوَايَةُ هِشَام تُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ ضَمَّ مَارِيَة وَرَيْحَانَة إِلَيْهِنَّ وَأَطْلَقَ عَلَيْهِنَّ لَفْظَ " نِسَائِهِ " تَغْلِيبًا .أهـ قاله ابنُ حجرٍ في الفتحِ ( ج1 / ص 422 ).
    وعليه : كان هذا ردًا علي قولِهم : كان يجامع نساءه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحدٍ ، وهن إحدى عشرة امرأة .

    ثالثًا : إن هناك سؤالًا يطرح نفسه هو : هل قصّر رسولُ اللهِ r مع ربه في عبادتِه ، وأداء رسالته بسبب طوافه على نسائه جميعًا في ساعةٍ واحدةٍ من الليل أو النهار ؟
    الجواب : لم يحدث ذلك ؛ بل كان النبيُّ r يقضى نهاره في الجهادِ ، والدعوةِ ، والحكمِ بين الناسِ ، والسعي في توطيدِ أركانِ دولته الجديدة.... ويقضى ليله في قيامِ الليلِ، وقراءةِ القرآنِ، والدعاءِ ، فكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فتسأله عائشة فيقول : " أفلا أكون عبدًا شكورًا " . رواه مسلم برقم 5045 .
    وفي موقفٍ آخرٍ رواه مسلمٌ في صحيحِه برقم 750 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ r ذَاتَ لَيْلَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ:" سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ". فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ.
    الملاحظ من الرواية الأخيرة أنها غارت حين افتقدته ، وظنت أنه ذهبَ إلى بعضِ نسائه، ولكن إذا بها تجده قائمًا بين يدي ربه I يناجيه...

    رابعًا : إن في هذا الحديثَ (محل الشبهة ) أمور تدل على عظمةِ أخلاقِ النبيِّ من جهةٍ تغيب عن المعترضين منها :
    1- أن الحديثَ بيانٌ عمليُّ لقولِه I : ] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [ (النساء19) .
    2- أن الحديثَ بيانٌ لكمال أخلاقِه وعدلِه rمع أهلِ بيتِه - رضي اللهُ عنهن - ؛ قال r : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ". رواه ابنُ ماجةَ في سننِه برقم 1967 .
    3-أن الحديث يبيّنُ كمال رأفته ، وحبه ، وعدله مع أهلِ بيتِه ؛ بيّنت ذلك عائشةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه برقم1823 عن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا .

    خامسًا : أتساءل : هل كمال الرجولة في هذا الزمان عيبٌ ونقصٌ عند المعترضين ؟ و قد ثبت أن هذا كان من هدّي الأنبياءِ من قبله ؛ لهم زوجات يجامعوهن ولهم منهن ذرية ؛ قال I : ] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد38(
    وجاء في الصحيحين، واللفظ للبخاري برقم 4841 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام : لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ: وَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ قَالَ النَّبِيُّ r: " لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ ".
    إذًا : سليمان بن داودu كان يطوف على مائة امرأة يجامعهن في ليلةٍ واحدةٍ فهل ذلك منقصة في حق سليمان u أم أنه رجلٌ كاملُ الرجولةِ ؟!

    فإن قيل: إن هذا لم يحدث مع سليمانَ u، لم يذكره الكتاب المقدس ؟!
    قلتُ : إن الكتابَ المقدس فيه ما يؤيد ما جاء في هذا الحديثِ ؛ لأنه يذكر أن لسليمانَu ألف امرأة (زوجة) ؛ ثبت ذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 11 عدد 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ.

    سادسًا : إن قيل : ما الحكمة في طوافِه على نسائِه في الليلةِ الواحدةِ ؟
    قلتُ : إن القاضي عياض - رحمه اللهُ – ذكر الحكمة من طوافه على نسائه في الليلة الواحدة قائلًا : أَنَّ الْحِكْمَة فِي طَوَافه عَلَيْهِنَّ فِي اللَّيْلَة الْوَاحِدَة كَانَ لِتَحْصِينِهِنّ َ ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِهِ عَدَم تَشَوُّفهنَّ لِلْأَزْوَاجِ ، إِذْ الْإِحْصَان لَهُ مَعَانٍ مِنْهَا الْإِسْلَام وَالْحُرِّيَّة وَالْعِفَّة ، وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ لِإِرَادَةِ الْعَدْل بَيْنهنَّ فِي ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا ، كَمَا تَقَدَّمَ شَيْء مِنْ ذَلِكَ فِي " بَاب كَثْرَة النِّسَاء " . وَفِي التَّعْلِيل الَّذِي ذَكَرَهُ نَظَر لِأَنَّهُنَّ حَرُمَ عَلَيْهِنَّ التَّزْوِيج بَعْده وَعَاشَ بَعْضهنَّ بَعْده خَمْسِينَ سَنَة فَمَا دُونهَا وَزَادَتْ آخِرهنَّ مَوْتًا عَلَى ذَلِكَ .اهـ راجع فتح الباري (ج15 / ص 17) .
    ثم إن ابنَ القرن الواحد والعشرين ومنهم المعترضون إذا بلغ الخمسين سنة من عمره يأخذ المنشطات والعقاقير حتى يعطي زوجته والواحدة حقها .... كذلك شهدت زوجات النَّبِيِّ r له بأنه كان أفضلَ الناسِ خَلقًا وخُلقا ؛قالت عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - :" كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ " ( مسند أحمد برقم 23460 ).
    وقد مدحته خديجة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - عند بدءِ الوحي لما قالت:"وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ". صحيح البخاري برقم 3 ، وغيرهن من الزوجاتِ لم يذكرن نقصًا للنبيِّ r قط بل العكس من ذلك .

    سابعًا : إن اعتراضَهم حول جماعِهِ r لزوجاتِه بغسلٍ واحدٍ ليس فيه إشكالية قط ؛ فليس معنى ذلك أنهr بعد جماع الواحدة منهن لا يغسل فرجه ثم يتوضأ ...
    يدل على ذلك ما ثبت في صحيحِ مسلم برقم 466 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ ".
    وليت المعترضين يحدثوننا عن الطهارةِ والغسلِ بعد جماعِ الزوجةِ من الكتابِ المقدس ؟!
    الجواب : لا يوجد اغتسال عندهم بعد الجماع....

    ثامنًا : سألني أحدُهم سؤالين :
    السؤال الأول : كيف عرف أنسٌ t أن النبيَّ كان يجامع زوجاتَه في ليلةٍ واحدةٍ وبغسلٍ واحد ٍ؟
    قلتُ : إن هذا الحديثَ من مراسيلِ الصحابةِy وهو مقبول عند أهلِ العلمِ ومعمول به ، أعني: أن أنسًا t سمع ذلك من بعضِ أمهاتِ المؤمنين ؛ سمع من عائشةَ أو سمع من عروةَ ، والدليل على ذلك هو ما ثبت في سنن أبى داود برقم 1823 عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا وَلَقَدْ قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ حِينَ أَسَنَّتْ وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ r : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي لِعَائِشَةَ فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِr مِنْهَا قَالَتْ : نَقُولُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ I وَفِي أَشْبَاهِهَا أُرَاهُ قَالَ : ] وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا [ .

    فإن قيل : إن الحديث يقول : إن عائشةَ قالت :" يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ". فهل يتعارض هذا مع حديث أنسٍ t ؟
    قلت : لا ؛ حدث هذا وذاك ، وذلك بالجمعِ بين الروايتين .

    السؤال الثاني : كيف عرف أنسٌ t وأصحابُه y أن للنَّبِيِّ r قوة ثلاثين رجلا فهل أخبرهم الرسول بنفسه ؟
    الجواب : لم يخبرهم r، بل كان قولهم على سبيل المبالغة في قوته r لا أكثر؛ يدل على ذلك قول أنسٍ t نفسه:" كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ " .
    نلاحظ " كُنَّا نَتَحَدَّثُ ".

    تاسعًا : إن الكتابَ المقدس ذكر أن بعضَ أنبياءِ اللهِ زناة ، وذلك في عدةِ مواضعٍ منه....
    وعليه أتساءل : أيهما أفضل رجلٌ يعطي للنساء حقوقهن الشرعية ، ويكفيهن ، مثل محمدٍ r ؛ أم أنبياء زناة ،ومنهم من يزني وزنا محارم بزعم الكتاب المقدس ؟! هذا هو الحديث يقول : كان يطوف على نسائه ( زوجاته ) أي: أنه لم يمس امرأة لا تحل له ، وهذا بخلاف حالِ بعضِ أنبياءِ الكتابِ المقدسِ فهو (الكتاب) ينسِبُ لهم جريمة الزنا ، وزنا المحارم ، مثل نبيِّ اللهِ داود ، و لوط .....
    ثم إن المعترضين يعترضون على قولِ أنسٍ t: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ r ".
    ولا يعترضون على قوةِ الشاب اليهودي شمشون الذي أمسك بثلاث مئة ثعلب ، وربطهم من أذيالهم.... !

    تساءل أحدُ الإخوةِ قائلًا : كيف تركت الثعالبُ شمشون بأن يقوم بربط كل ذيلين مع بعضهما البعض ؟ وكيف تركوه يُشعل النار فيهم ؟ لك أن تتخيل أن كل ثعلبين تركاه يفعل ذلك ، وانتظر الآخرون دورَهم !
    فلو كل ذيلين مربوطين مع بعضهما لما تحركت الثعالب من مكانها ؛ لأن كل منهما يحاول جذب الآخر إلى الاتجاهِ المعاكس !
    قلتُ : إن هذا لا يعقل فليتهم يحاولون أن يفعلوا ذلك مع كلبين أليفين فقط ثم يخبرونني عن نتيجة ذلك !
    جاء ما ذكرتُ في سفر القضاة الإصحاح 15عدد 4وَذَهَبَ شَمْشُونُ وَأَمْسَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ ابْنِ آوَى، وَأَخَذَ مَشَاعِلَ وَجَعَلَ ذَنَبًا إِلَى ذَنَبٍ، وَوَضَعَ مَشْعَلاً بَيْنَ كُلِّ ذَنَبَيْنِ فِي الْوَسَطِ، 5ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِي ِّينَ، فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالزَّرْعَ وَكُرُومَ الزَّيْتُونِ. !
    وفي ( ترجمة كتاب الحياة) وَانْطَلَقَ شَمْشُونُ وَاصْطَادَ ثَلاَثَ مِئَةِ ثَعْلَبٍ وَرَبَطَ ذَيْلَيْ كُلِّ ثَعْلَبَيْنِ مَعاً وَوَضَعَ بَيْنَهُمَا مَشْعَلاً، 5ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ بِالنَّارِ وَأَطْلَقَ الثَّعَالِبَ بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِي ِّينَ، فَأَحْرَقَتْ حُقُولَ الْقَمْحِ وَأَكْدَاسَ الْحُبُوبِ وَأَشْجَارَ الزَّيْتُونِ.

    قلتُ : يا لها من قوة رجلٍ بألفِ رجل !! بل أكثر من قوة ألف رجلٍ ؛ لأننا نجده بعد ذلك ضرب بفك حمار ألف رجل من الفلسطينين بمفرده فقتلهم جميعا !!
    جاء ذلك في نفس السفر إصحاح 15عدد 15وَوَجَدَ لَحْيَ حِمَارٍ طَرِيًّا، فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ وَضَرَبَ بِهِ أَلْفَ رَجُل. 16فَقَالَ شَمْشُونُ: «بِلَحْيِ حِمَارٍ كُومَةً كُومَتَيْنِ. بِلَحْيِ حِمَارٍ قَتَلْتُ أَلْفَ رَجُل». 17وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ رَمَى اللَّحْيِ مِنْ يَدِهِ، وَدَعَا ذلِكَ الْمَكَانَ «رَمَتَ لَحْيٍ». لا تعليق!
    وليتهم يخبروننا عن القصةِ التي جاءت في سفر أخبار الأيام الأول عن يشبعام وهو أحد أبطال داود : الذي هز رمحه على ثلاث مئة فقتلهم دفعة واحدة! وذلك في الإصحاح 11عدد11وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.

    وليتهم يخبروننا عن القصةِ الواردةِ في سفر صموئيل الثاني عن يُشَيْبَ ،وهو أحد أبطال داود أيضًا هزّ رمحه على ثمان مئة فقتلهم دفعة واحدة! وذلك في الإصحاح23 عدد8هذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِي ُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً. لا تعليق !


    كتبه / أكرم حسن مرسي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كيف نجمع بين حديث :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة ..

    جماع الرجل لزوجته أكثر من مرة بدون اغتسال بينهما

    س: هل يجوز للرجل أن يجامع زوجته مرتين بدون اغتسال بين الأول والثاني والثالث مثلا؟

    ج: يجوز له ذلك، والاغتسال أحسن، فقد ورد عن رسول الله ﷺ ما يدل على فعله وتركه، فروى أصحاب السنن وأحمد من حديث رافع بن خديج أن النبي ﷺ طاف على نسائه ذات ليلة يغتسل عند هذه وهذه، فقيل: يا رسول الله، ألا تجعله غسلًا واحدًا؟ فقال: هذا أزكي وأطيب.
    وثبت في الصحيحين، عن أنس أنه ﷺ كان يطوف على نسائه بغسل واحد.
    والسنة أنه إذا أراد أن يعاود الوطء ولم يغتسل: أن يتوضأ وضوء الصلاة، وقد ورد ما يدل على جواز ترك الوضوء أيضًا، فأما ما يدل على سنيته: فما رواه مسلم وغيره عن أبي سعيد عن النبي ﷺ أنه قال: إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ وفي رواية ابن خزيمة: فليتوضأ وضوءه للصلاة وأما ما يدل على جواز الترك: فما رواه الطحاوي، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي ﷺ يجامع ثم يعود ولا يتوضأ.
    والله الموفق[1].

    أجاب سماحته على هذا السؤال عندما كان رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 10/ 184)https://binbaz.org.sa/fatwas/3819/%D...87%D9%85%D8%A7

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •