جولة مع تصرفات الجدة المثالية



أحمد عباس





كل امرأة في مرحلة ربيع العمر تسعى بالتاكيد إلى أن تكون جدة مثالية قادرة على القيام بدور رائع في حياة أحفادها على كل المستويات، لكن هل من السهولة بمكان أن تصبحي جدة متميزة تتمتعين بالحب والتقدير من قبل أحفادك؟

الواقع أن وصولك إلى هذا الهدف ليس بالأمر الصعب فقط تحتاجين إلى الإيمان بقدرتك على ذلك وأن تكون لديك الرغبة الصادقة في أن تعيشي هذا الدور من أدوار حياتك على الوجه الأكمل.

فيما يلي نطرح عليك بعض الاعتبارات والنصائح التي تساعك على أن تكوني الجدة المثالية التي لا يمكن لأحفادها أن يتناسوها من ذاكرتهم بمرور السنوات:

أولاً: خصصي وقتًا لنفسك

عندما تضعين حدودًا واضحة لمدى التقارب مع أبنائك وأحفادك تكونين قد حققتي أحد أهم الخطوات التي تساعدك في أن تكوني جدة رائعة، لأنك في ربيع العمر تحتاجين إلى درجة من الخصوصية لكي تستعيدي صفاء ذهنك وتتمكنين من ممارسة هواياتك التي تحبينها، وفي غياب تخصيص وقت معين لنفسك ستشعرين في مرحلة معينة بأنك تحت ضغط هائل كما قد يكون أسلوب تعاملك مع الأحفاد بعد فترة يتسم بالعصبية والرفض وهذا عكس ما تريدينه بالطبع، ولذلك فإنك عندما تضعين هذه الحدود التي تضمن لك خصوصيتك في حياتك ستكونين جدة حبيبة في قلوب أحفادك وسيتشوقون إلى الوقت الذي يقتربون منك فيه ويمضونه معك ولن يكون هناك أي آثر سلبي سواء على حالتك النفسية أو صحتك البدنية.

ثانيًا: التخطيط للأنشطة

يمكن أن يكون من المفيد للغاية أن تخططي للأمور التي تنوين عملها عندما يحضر أحفادك إلى زيارتك، بحيث تستفيدي من كل دقيقة تمضينها معهم، وعلى قدر ما تتجهزين قبل حضورهم ستتمكنين من إسعادهم والاستفادة من وجودهم فيمكنك أن تفكري في المكان الذي ستتناولون فيه الطعام وكذلك الألعاب التي ستجهزينها لهم والموضوعات التي تريدين مناقشتها معهم، وأوقات المرح وأوقات الجد وبهذا التخطيط سيزداد تعلقهم بك وستشعرين أنك أمضيتي وقتًا طيبًا معهم.

ثالثًا: العشوائية في بعض الأحيان

في بعض الأحيان لا بد ألا يكون كل شيء مخططًا له مسبقًا بل تعلني لأحفادك أنك ملكهم تمامًا ويكونون هم أصحاب المبادرة وتتركي مشاعرك وأعصابك ووقتك لهم واحرصي على أن تكون المقابلات من هذا النوع معهم شديدة التميز لأنها ستبقى في ذاكرتهم طوال العمر.

رابعًا: أبرمي اتفاقيات مع أحفادك

من المهم للغاية أن تحرصي على عدم إفساد أحفادك خلقيًا وسلوكيًا بكثرة التدليل، فليس معقولاً أن يكون الأب والأم يبذلان قصارى جهدهما لزرع القيم النبيلة والسلوكيات الصحيحة والأخلاق الحسنة والتهذيب في نفوس أبنائهم ثم تأتي الجدة في سويعات معدودة وتفسد كل ذلك وتوقظ في نفس الطفل حالة التمرد وقلة التهذيب والعصبية مع الكبار وحالة الأنانية والطمع لأن هذا كله يفسد الأحفاد ويجعل دور الجدة في حياتهم سلبيًا، وبدلاً من ذلك لابد ان يكون لك دور تربوي حقيقي مع أحفادك بتعلميهم الامتنان والتقدير وحسن الخلق، وهذا لا يمنع أن تكوني أكثر تسامحًا معهم فتفسحي لهم المجال لكي يكونوا أكثر حرية معك مقارنة بوالديهم.

خامسًا: علّمي أحفادك تجاربك وخبراتك

الأحفاد يمرون بمراحل سنية متتابعة وأنت كجدة لهم تتابعين تطورهم ونموهم الفكري والشعوري، ومن المهم أن تنقلي لهم خبراتك وتجاربك بالصورة المناسبة وبما يتلاءم مع إدراكهم، وتأكدي أن نقل الخبرات الماضية لأحفادك يكون له دور مهم وخطير في تشكيل شخصياتهم ورسم ملامح وجدانهم وكلما كان أسلوبك في الشرح أكثر جاذبية كلما كنتي بالفعل قادرة على إفادتهم.