تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الدعوة الى التوحيد من مراتب العبودية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الدعوة الى التوحيد من مراتب العبودية

    لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه، ثم يسعى في تكميل غيره -وهذا هو طريق جميع الأنبياء-؛ فإنهم أول ما يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وهي طريقة سيدهم وإمامهم ﷺ؛ لأنه قام بهذه الدعوة أعظم قيام، ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، لم يفتر ولم يضعف حتى أقام الله به الدين، وهدى به الخلق العظيم، ووصل دينه ببركة دعوته إلى مشارق الأرض ومغاربها، وكان يدعو بنفسه ويأمر رسله وأتباعه أن يدعوا إلى الله وإلى توحيده قبل كل شيء؛ لأن جميع الأعمال متوقفة في صحتها وقبولها على التوحيد. فكما أن على العبد أن يقوم بتوحيد الله، فعليه أن يدعو العباد إلى الله بالتي هي أحسن، وكل من اهتدى على يديه فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء.
    وإذا كانت الدعوة إلى الله، وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضا على كل أحد، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره.
    فعلى العالم من بيان ذلك، والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم.
    وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة.
    قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين. [القول السديد -للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الدعوة الى التوحيد من مراتب العبودية

    ينبغي، لمن عرف التوحيد أن لا يقتصر على نفسه - كما يظن الجهال، يقولون: اعمل بالحق واترك الناس ، بل الواجب على العبد الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن كما كان ذلك شأن المرسلين وأتباعهم إلى يوم الدين، هذا هو الأصل في دعوة المرسلين وأتباعهم أنهم يدعون إلى التوحيد وهو أصل الأصول الذي يجب الدعوة إليه.
    فأول ما يجب الدعوة اليه الدعوة إلى التوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله. ولا شك أن الدعوة أعمّ من الدعوة إلى التوحيد، ، إذًا فليكن اول ما تبدأ به من الدعوة -الدعوة إلى التوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، لماذا؟ لانه لا تصح الأعمال إلا به، فهو أصلها الذي تُبنى عليه، ومتى لم يوجد لم ينفع العمل، حينئذٍ صارت الدعوة إلى التوحيد أصلاً للدعوة إلى سائر أنواع المأمورات وترك المنهيات، لأنه لا فائدة من أن يفعل المأمورات ويكون عنده خلل في التوحيد -ومن الاصول والقواعد المقررة : أن الشرك إذا دخل العبادة أفسدها، كما أن الحدث إذا دخل الوضوء أفسده، حينئذٍ لا فائدة من الدعوة إلى الصلاة وإلى الزكاة وإلى الصيام وإلى الحج، ويكون المخاطب عنده شرك أكبر لا فائدة من ذلك، لأنه لو صلى وهو متلبس بالشرك الاكبر لن تنفعه الصلاة، لماذا؟ لأن عمله باطل، وهذا محل وفاق ولا خلاف بين أهل السنة والجماعة في ذلك من أن التوحيد شرط في صحة الأعمال، ومجانبة الشرك شرط في صحة العبادة، قال جل وعلا -وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ: وقال جل وعلا {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36]. ولا شك أن أول الأوامر التي تدخل في قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ}. هو التوحيد ولَمَّا لم تصح العبادة إلا بترك الشرك عطفه عليه قال: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}. لِمَ خصه دون غيره من المنهيات؟ لأن العبادة لا تصح مع الشرك، كما أن الصلاة لا تصح بدون طهارة، هذا أمر مُسَلّم وعليه حينئذٍ الدعاء أو الدعوة إلى التوحيد هي أساس الدعوة، إذ لا تصح الأعمال إلا به فهو أصلها التي تُبْنَى عليه ومتى لم يوجد لم ينفع العمل، بل هو حابط ولأن معرفة معنى هذه الشهادة هو أول واجب على العباد كما في حديث معاذ «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله». فأول الواجبات هو التوحيد، وأعظم المأمورات هو التوحيد، فكان أول ما يُبدأ به في الدعوة هو الدعوة إلى التوحيد، --اذا فهمت ذلك فهم قلب تبين لك غربة الاسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    الدولة
    Libya
    المشاركات
    147

    افتراضي رد: الدعوة الى التوحيد من مراتب العبودية

    هذا صحيح ولكن ؟
    مرتبة العبودية معنى واسع لا يتوقف على توحيد الله تبارك وتعالى فقط.
    في أي شيء قد نجد العبودية متوفرة في أشخاص ؟
    .
    لهذا على سبيل المثال لا الحصر معنى الشورى وهو رائج هذه الأيام ؟
    وصحيحه كمجلس شورى سواء مصغر أو موسع عام لكل السلطنة والولاية والدولة والمملكة.
    .
    كل هذا قائم على إذن قبل اجتماعهم واختيارهم وانتخاباهم لأعضاء مجلس الشورى.
    .
    الإذن من الجهات المسؤولة ولي الأمر مثلا ؟ حتى لا يكون مجلسا سريا بل مجلس سري عند من لا يعلم عنهم.
    وهذا موجود سواء في الدواوين وسواء المكاتب.
    .
    كونهم لا يملكون مقرا بل مجرد مجالس تعقد لمناقشة المبعوثين.
    .
    وسمي بالسري كونه سري عن ولي الأمر ؟ فإن كان بعلمه وغذنه فهو شرعي من جهة . ويبقى سري عن العامة وهو لا يضر.
    .
    ونفي هذا الشرط هو من دسايس أهل البدع لمجانبة القدح فيهم والتجريح والتحذير.
    .
    فتبين هذا لفظ واسع لا سختص بالعبودية لله تبارك وتعالى وحده ولله المثل الأعلى.
    .
    فلو تحصر لنا أكثر في لفظ لا يحتمل نزول المعنى إلا على الله تبارك وتعالى.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •