خيبة الأمل.. عدو لابد من مواجهته






كل منا يمكن أن يعاني من إحباطات في مشاور الحياة، وغالبًا ما تكون هذه الإحباطات نابعة من وضع طموحات عريضة وآمال معينة ثم يأتي الواقع مخالفًا لهذا ويفرض أوضاعًا معينة تجعلنا نشعر أننا كنا نحلق في السماء وفجأة سقطنا على الأرض.
من الضروري في رحلتنا نحو المستقبل ألا نقف كثيرًا أمام الصدمات وأن تكون لدينا القدرة الفعلية على تجاوز خيبة الأمل والإحباطات، لكن التغلب على هذه الحالة التي تصيبنا أحيانًا لا يمكن أن يتحقق إلا لو كانت لدينا بعض الآليات التي نتشربها في أعماق وجداننا حتى تصبح جزءًا من شخصياتنا ونستفيد منها عندما تواجهنا هذه الإحباطات بالفعل، وفيما يلي سنحاول استشراف بعض هذه الآليات.
أولاً: تقييم الموقف
حتى تواجهي خيبة الأمل لابد أن تراجعي الأمر منذ البداية وتعرفي بالضبط ما الذي كنتي تتمنينه وما الذي حققتيه على أرض الواقع وضعي تقييمًا من درجة إلى عشر درجات وحددي ما الدرجة التي وصلتي إليها ثم ابدأي في الخروج تدريجيًا من إحساس الصدمة وابحثي عن أوجه الخلل والتقصير.
ثانيًا: القبول والتسليم
أخطر ما يمكن أن نعانيه عندما نصاب بحالة خيبة الأمل أن يكون قبولنا لما سبب لنا هذه الحالة هو قبول شكلي ظاهري بينما يظل قلبنا في حالة إنكار وتكذيب، وهذا يؤدي إلى خطر حقيقي لأنه يجعل نفوسنا بدون مناعة في مواجهة فيروس فتاك وتظل حالة الإنكار تتفاعل داخلنا فتسمح لخيبة الأمل والإحباط والصدمة بوضع قناعات ومشاعر شديدة السوء والسلبية تؤثر علينا في المستقبل.
ثالثًا: التواصل مع المقربين
في أوقات الصدمة والإحباط وخيبة الأمل يحتاج الإنسان بشدة إلى الاقتراب من الأشخاص الذين يحبونه ويستطيعون أن يغمروه بحنانهم وعاطفتهم لأنه يجد في هذا التواصل مع المحبين نوعًا من السلوى للقلب وحالة من الهدنة تساعد على استعادة التوازن وامتلاك زمام المبادرة من جديد.
رابعًا: إفادة الآخرين
عندما تعانين من صدمة معينة أو خيبة أمل فإنك تتعلمين من الدرس وتكتسبين خبرة جديدة تفيدك في نصح الآخرين مستقبلاً لكي يتفادوا الوقوع في الأمر نفسه، وهذا يزيد من مكانتك ويجعلك بالفعل قادرة على اكتساب الحسنات والأعمال الصالحة وتقديم النصح للمسلمين.
خامسًا: الأمل في المستقبل
مهما كانت درجة خيبة الأمل التي نعاني منها لابد أن نتذكر أن القادم لابد أن يحمل لنا نجاحًا جديدًا وأن الله تعالى ما حرمنا من شيء إلا لحكمة ورحمة وأنه لابد أنه سيقدر لنا الخير في المستقبل بشرط ألا نبقى في أسر الحزن والإحباط والندم على ما فاتنا وفقدناه.
سادسًا: لا للاستسلام
خيبة الأمل هي وسيلة من وسائل الشخصيات المتخاذلة الانهزامية التي تميل إلى الانسحاب من المواجهات، ولذلك يجب أن تعلمي أن الخطر الحقيقي الذي يهددك ليس هو الفشل أو الإخفاق أو عدم القدرة على تحقيق النجاح في أمر معين وإنما يكمن في استمرار حالة خيبة الأمل والإحباط التي تعني بكل بساطة أنك تخرجين من السباق وتتنازلين عن أحلامك وتفقدين ثقتك في نفسك.
منقول