إن الصحابة الكرام لما اتخذوا الهجرة للتأريخ اتفقوا على أن يكون العام بدايته المحرم وختامَه ذو الحجة ، فمما ينبغي معرفته أنه كما أن المسلمين يلتزمون الهجرة في تأريخهم لعلة الشرع ، كذلك يلتزمون بداية العام ونهايته لذات العلة ، فلا يستقيم أن يلتزم المسلم التاريخ الهجري ويعتز ويفتخر به ، وهو في ذلك ينتمي لإسلامه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على مرور العام ثم لا يمانع في أن يكون للعام عنده بداية وخاتمة أخرى هي الميلادية ، الخلاصة : ( كما أن لنا حادثا نؤرخ به نحن المسلمين هو الهجرة المشرفة ، فأول عامنا الهجري هذا المحرم وخاتمته ذو الحجة ) ، وبالتالي قول البعض ( عام جديد ) وإن قال ( فيه مزيد طاعة وتوبة وإخلاص ) : لايصح ، وإن كان المسلم مطالبا بالهجرة ومزيد الطاعة والتوبة والإخلاص لربه تعالى كل لحظة جديدة ، دون ارتباط بـ ( يناير ) أو ( ديسمبر ) ، بل الارتباط أبدا في كل لحظة وفي البداية والخاتمة بـ ( المحرم ) و ( ذي الحجة ) ، وفقنا الله لطاعته .