القلب "الإسفنجة".. كيف نحميه من المشاعر السلبية؟






هناك العديد من العواطف والمشاعر والانفعالات التي تمر بحياتنا بسبب ما نعيشه ونواجهه من مواقف ومتغيرات، فحياتنا تتقلب حولنا سواء بأفعالنا وتصرفاتنا واختيارتنا أو بردود الأفعال المحيطة بنا والأمور الخارجية عن إرادتنا، ونحن نجد أنفسنا نعاني مشاعر سلبية مثل الخوف والغضب والغيرة والحزن واليأس والملل وغيرها من المشاعر والانفعالات.
في سياق حياتنا يمكن أن نتعامل مع المشاعر والعواطف السلبية التي ندرك أن لنا دخل بها وأننا المسئولين عن هجومها على قلوبنا، لكن الخطر يكمن في أننا قد نلاحظ أحيانًا أن مشاعر سلبية تتعاظم داخل نفوسنا بدون أن نكون نحن المسئولين عنها أو حتى لا نستطيع أن نحدد بوضوح كيف وصلت إلينا ودبت في وجداننا.

حزن بلا سبب
عندما نعاني الألم والقلق والاكتئاب والأرق ولا نجد أسبابًا منطقية يمكن أن تفسر هذه المشاعر والانفعالات السلبية فلابد أن نتذكر أن قلب الإنسان يؤدي أحيانًا وظيفة لا شعورية شديدة الخطورة وهي وظيفة الإسفنجة.

عندما تتعامل المرأة مع أناس حولها ويكونون قريبين من وجدانها وقلبها وتزداد العلاقة رسوخًا وأهمية بمرور الزمن، قد تجد أنها تتشرب المشاعر والانفعالات التي تصيب أحيانًا هؤلاء الأشخاص المقربين منها وذلك رغمًا عنها وبدون إدراك حقيقي لذلك، وشيئًا فشيئًا تنهار الحصون الدفاعية لحالتها النفسية وتصبح فريسة لنفس المشاعر السلبية التي تهاجم المقربين منها ويتشرب القلب هذه الانفعالات السلبية مثل الإسفنجة.
فيما يلي سنحاول الغوص بشيء من التفصيل في أعماق هذه الحالة الإسفنجية التي تصيب القلب من أجل أن تكوني قادرة على فهم قلبك أكثر وامتلاك القدرة على التعافي من المشاعر السلبية التي تمتصينها من الآخرين بدون إرادة مباشرة منك في ذلك.
أولاً: حددي طبيعة شخصيتك
هل أنت شخصية سريعة التأثر والانفعال؟ لو كنتي إنسانه عاطفية إلى حد كبير فهذا يعني أنك تتأثرين بسهولة بالحالات النفسية للآخرين، وهو ما يعني أنك أكثر عرضة لتشرب المشاعر السلبية التي قد تنتابهم، ومن دلالات ذلك أن يخبرك الناس بانك حساسة للغاية وأن تحسي بالخوف والقلق إذا كان من تحبين يواجه موقفًا صعبًا، ومن الضروري في هذه الحالة أن تمضي وقتًا أكثر من نفسك وحيدة لكي تستطيعي أن تعيد شحن طاقتك النفسية وأن تحمي قلبك من الجروح والآلام.
ثانيًا: حددي مصدر المشاعر السلبية
من المهم أن تكون الأمور واضحة عندك فعندما ينتابك الشعور السلبي لابد أن تعرفي بدقة هل السبب مرتبط بك وبحياتك أنت سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أم أن السبب مرتبط بأحد المقربين منك، ولو كان السبب مرتبطًا بك فيمكنك معالجته بالتركيز على علاج جذور المشكلة والبحث عن حلول، أما لو كان السبب خارجًا عنك ومرتبطًا بأحد المقربين منك فلابد أن تفصلي سريعًا بين فكرة التعاطف مع هذه الشخصية القريبة منك وتفهم ما تمر به ومساعدتها من ناحية وبين تحصين حالتك النفسية من احتمال التأثر لأنك بكل تأكيد لا يمكن أن تعيشي أحزان الآخرين ومخاوفهم وهمومهم وكأنك أنت التي تمرين بها.
ثالثًا: حصني نفسك
لابد أن يكون لك واحة نفسية سعيدة تلجأين عليها عندما تداهمك المشاعر السلبية التي يلتقطها قلبك من الآخرين بدون إدراك من ناحيتك، هذه الواحة النفسية لابد أن تكون مرتبطة بطبيعة شخصيتك الخاصة فقد تكونين إنسانة حالمة تحبين المشاهد الطبيعية وقد تكونين إنسانة مرحة تحبين الدعابات والأجواء المرحة، وقد تكونين إنسانة عملية يرتاح قلبك عندما تؤدين عملاً معينًا أو تمارسين نشاطًا في حياتك، وستكون هذه الواحة النفسية السعيدة بمثابة المجال الذي تفرغين فيها شحنة المشاعر السلبية التي داهمت قلبك واحتلته رغمًا عنك.
منقول