حتى لا تصلي إلى حافة انفجار الغضب









كل إنسان معرض في هذه الحياة أن يصاب بالغضب بسبب العديد من المواقف والأحداث التي تقع سواء كان تأثيرها مباشر بشكل شخصي أو كانت ذات تأثير عام وغير مباشر.

المشكلة تكمن في كيفية تعاملنا مع الغضب، ومن ثم فإن المرأة لابد أن تتعلم فن إدارة الغضب حتى تمنع نفسها من الوصول إلى حالة الانفجار بسبب شدة الاستياء والغضب، لأن الوصول إلى هذه الحالة تكون له آثار تدميرية واسعة سواء على المرأة نفسها أو المحيطين بها ويتسبب في وقوع أذى كبير يصعب تداركه على المستويات الاجتماعية والعاطفية وأحيانًا الجسدية والمادية.

المفترض أن الأطفال فقط هم الذين لا يستطيعون أن يسيطروا على انفعالاتهم وبالتالي يمكن أن يصلوا في مشاعرهم إلى درجة غير محكومة بالعقل، لكن في كثير من الأحيان نجد أن حالة الغضب بالتحديد قد تستغرقنا إلى الحد الذي لا نستطيع أن نتعامل معه بالعقل ونصل إلى حافة الانفجار.

وحتى تكوني إنسانة متزنة وناضجة لابد أن تتعلمي كيفية التعامل مع بوادر الغضب التي تنتابك في الحياة حتى تضمني أن تكوني قادرة على احتواء هذه الطاقة السلبية التي تزداد في أعماق نفسك وتؤدي عند انفجارها إلى خسارة كبيرة يصعب عليك تداركها.

إدارة الغضب

1ـ لابد أن يكون لديك جرس إنذار يكشف لك أنك أصبحت قريبة من مرحلة انفجار الغضب، فالكثير من الناس يشعرون داخل نفوسهم أنهم يقتربون من المرحلة الخطيرة في حالة الغضب وهذا يساعدهم على كبح جماح مشاعرهم وتدارك حالة انفلات الأعصاب.

2ـ من الإشارات التي تنبئك بقربك من حافة انفجار الغصب أن تجدي نفسك تقومين بدون قصد بطحن أسنانك وتثبيت الفكّ، والتعرّق، ويخبرك الآخرون بأن لون بشرتك يتغير وتجدين أن يديك ترتعشان ونبرة صوتك تتغير، فضلاً عن الشعور بالدوخة وأحيانًا آلام في المعدة.

3ـ اعملي على إعاقة نفسك عن الوصول إلى هذه الحالة بتحركات جسدية.. وفي الهدي النبوي إرشاد لنا بالجلوس إذا كنا واقفين، أو الاستلقاء إذا كنا جالسين.

من المهم كذلك أن تتوقفي عن التحدث مع الشخص الذي يثير أعصابك أو تقومي بحبس أنفاسك وأحيانًا تضطرين إلى عض لسانك قليلاً، وفي أحيان إن كنتي تتحدثين على الهاتف مع هذا الشخص الذي يثير غضبك فيمكنك أن تكوري قبضة يدك بقوة أو ترفعي يديك إلى صدرك ورأسك لتساعدك هذه الحركات على امتلاك رباطة الجأش وعدم الانفجار.

4ـ أحيانًا يكون من الضروري أن تجلس وتتنفسي بعمق وفي هذه الحالة لا يهم أين تجلسين فقد تكونين في أي مكان لكنك تحتاجين إلى الجلوس بشكل فوري والتنفس بعمق.

5ـ لا تتحركي من مكانك إلى مكان آخر قبل أن تحاولي أن تجبري عقلك على التفكير وتحليل الأمر لأنك لابد أن تسألي نفسك هل فعلا الأمر الذي تواجهينه يستحق وصولك إلى حافة الانفجار أم لا يستحق.

6ـ من الأمور التي تساعدك على مواجهة هذه الحالة أن يكون لسانك معتادًا على ذكر الله تعالى وأن تكوني حريصة في حياتك العادية على أن تكوني من الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وكذلك الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله.. ومن النماذج المشرقة على هذا ما يروى عن زين العابدين بن علي رحمه الله أن جاريته أغضبته فذكرته بقوله تعالى " والكاظمين الغيظ " قال: كتمنا غيظنا. قالت " والعافين عن الناس" قال: عفونا عنك قالت:"والله يحب المحسنين" قال: أنت حرة لوجه الله.


ومما يساعد على هذا الوضوء عند الغضب، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم على الفور.
منقول