أخلاقنا الغائبة.. كيف نستعيدها؟!
آية سرور ومحمد عبدالعزيز




الصدق، العدل، الأمانة، حسن الخلق، الرفق، الإيثار، النصح، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر.. هذه بعض الأخلاقيات التي قامت عليها حضارة الإسلام. ذلك الدين المتين، الذي يقول رسوله الكريم " صلى الله عليه وسلم" : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ويقول " صلى الله عليه وسلم" أيضا: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء». فكيف استبدل كثير من المسلمين الذي هو أدنى بالذي هو خير، فشاع الكذب والجور والخيانة وسوء الخلق.. وغيرها من الصفات التي شابت سلوكيات قليل أو كثير منا؟ وكيف يمكن استعادة الأخلاق الحميدة؟

«الوعي الإسلامي» سألت عددا من المختصين، وإليكم التفاصيل:

نبدأ مع ندوة عقدتها أخيرا كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر تحت عنوان: «الأخلاق الإسلامية بين النظرية والتطبيق»، تحدثت عن أن الأمة تعيش أزمة أخلاق، وتعاني من مظاهر انحطاط وفوضى وعنف وتخلف وبطالة، وأشارت إلى أن الأخلاق ليست معلومات ومعارف نظرية، إنما هي ترجمة على أرض الواقع.

وشدد المتحدثون في الندوة على أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يرتكز على الأفعال، وأنه لو استطعنا ترجمة الدين في حياتنا فلن نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني، مؤكدين أن النبي " صلى الله عليه وسلم" ظل على مدار ثلاثة عشر عاما يربي أصحابه على الإيمان والثقة بالله، زارعا في نفوسهم الصدق والصبر وتحمل الأذى والإخلاص والتواضع والعطاء.

وانتهت الندوة إلى أن قضية الأخلاق ليست مجرد تعليم فقط بل تربية، وأن حسن الخلق يتأصل في معرفة الأخلاق في سلوكياتنا، وأن الأخلاق الإسلامية تمتاز عن الوضعية بعدة سمات، منها: أن الأخلاق الإسلامية ثابتة لا تتغير عبر الزمان أو المكان، فبر الوالدين واجب أبدي، والكرم خلق دائم، وكذا الصدق لا تغيره المفاهيم المادية السائدة في المجتمع. أيضا الأخلاق الإسلامية محددة بضوابط الشريعة، وليست متروكة لأهواء الناس، فالحسن في نظر المسلم هو ما حسنه الشرع، والقبيح هو ما قبحه الشرع، مصداقا لقول النبي " صلى الله عليه وسلم" : «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به».

انفلات

إلى ذلك، قال د. علي الجبلي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، إن المرحلة التي تمر بها المجتمعات هي مرحلة تحولات كبرى في شتى المجالات بصفة عامة، وفي الثقافة بصفة خاصة، والأخلاق عنصر من عناصر الثقافة، وبالتالي حدث انفلات في بعض القيم، أطلق عليه علماء الاجتماع مصطلح «العالم المنفلت»، ولا يمكن استعادة تلك القيم إلا عن طريق دورة حياة كاملة جديدة، تبدأ بمرحلة معينة، وبعد ذلك تتحول إلى أخرى وهكذا، وستأخذ وقتا طويلا، لأن التغييرات في القيم والأخلاق هي تغييرات في البنية الأساسية. وقال إن على كل فرد أن يبدأ بنفسه في التغيير والتخلي عن تلك السلبيات، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11)، ومن ثم الاهتمام بتربية النشء وتعليمهم تعليما صحيحا، وبالتالي تعم القيم الفاضلة وتختفي القيم السلبية.

وعن مشروع إحياء الأخلاق في المجتمعات، أكد أن المشروع القومي الحقيقي لابد أن يبدأ بالتعليم، وأن تتغير فلسفة التعليم، ولتتغير يجب أيضا تغيير بيئة التعليم، بداية من الأساتذة في المدارس والمعاهد والجامعات، لأنهم الأساس الذي يقع على عاتقه مهمة تغيير الأخلاق السلبية إلى إيجابية.

الأسرة أول الحلول


أما د. محمد حجاب، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، فأكد أن السبب وراء اختلال القيم وأخلاقيات المجتمع الإسلامي هو الاتصال بالحضارات المختلفة، والانفتاح على قيم الغرب بشكل كبير، ومع أن القيم نسبية، فما هو في المجتمعات الشرقية قيمة كبرى، قد يكون على النقيض في المجتمعات الغربية.

وأوضح أن أزمة الأخلاق بدأت تطفو على سطح المجتمعات العربية منذ سبعينات القرن الماضي، بسبب ثورة التكنولوجيا والاتصالات والهجرة إلى الخارج بحثا عن العمل.

وقال إن المخرج الأول والأهم لإعادة الأخلاق هو الأسرة، باعتبارها مؤسسة التنشئة التعليمية الأولى في المجتمع، ويجب أن تتماسك ويعود الأب بصورته النفسية والبيولوجية القوية كما كان من قبل، من رقابة ومتابعة للأبناء؛ لأن الابن يتقمص قيم أبيه ويسير عليها طوال حياته، وتلي المدرسة الأسرة مباشرة لدعم القيم الفاضلة في نفوس الأجيال؛ لأن الدين لابد له من دعائم يقوم عليها بصورة سليمة، ويأتي بعد ذلك الإعلام، فلا يصح أن تكون صورة الأب في الأعمال الدرامية والفنية ضعيفة ومخادعة.

وبرأيه، فإن القيم السلبية التي ظهرت في المجتمعات أساسها الطموح المادي، فالأمم تسعى إلى الربح المادي الذي ليست له حدود، وهذه قيمة من قيم الغرب، وبالتالي ليست هناك قناعة.

وأضاف أنه يمكن التصدي لهذه السلبيات عن طريق التربية والتعليم، وتعليم الدين بصورة صحيحة، فإذا اجتمعت التربية والتعليم والدين في مجتمع واحد أصبح رقم واحد في العالم.

مضامين سلبية

بدورها، قالت د. ثريا البدوي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، إن السبب وراء اختلال أخلاقيات المجتمع هو اختلال المؤسسات الاجتماعية، التي تتمثل في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، فإذا نظرنا إلى انتشار المدارس والجامعات الخاصة نجد أصحابها يتناسون القيم والأخلاق، ويركزون على ما يحصلونه من مبالغ مالية فقط من دون النظر إلى مرجعية العائلة ومستواها التعليمي، ومن دون بذل جهد حثيث في الارتقاء بالمستوى الأخلاقي للطلاب.

أما عن وسائل الإعلام، فليس لها أي دور توعوي فيما يتعلق بالهويات الثقافية والدينية للمجتمعات، ولا تحرص على أن تكون القيم والأخلاق مكونا أساسيا من مكونات الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات، بل على النقيض من ذلك، إذ كثير من هذه الوسائل هي بحد ذاتها أداة من أدوات هدم الأخلاق، فمثلا غالبية الدراما المنتجة في بلادنا العربية تحمل مضامين سلبية أكثر منها إيجابية. وينبغي أن يستعيد الإعلام دوره التوعوي والأخلاقي ويلتزم بالمواثيق التي تضبط عمله وأخلاقياته، ولا يلهث وراء الإثارة أو الربح المادي على حساب رسالته الحقيقية.

وأضافت: أما بالنسبة إلى الأسرة، فقد انصرفت وراء كسب الرزق لتكفي المتطلبات اليومية، ولم يعد لديها وقت للتنشئة السليمة، بينما الأسر الغنية تعتمد في تربية أبنائها على العاملات ذات الجنسيات المختلفة، وبالتالي يتعلم الطفل منهن قيم المجتمع الذي تنتمين إليه وليس الذي ينتمي هو إليه ويعيش فيه.. مع وجود وسائل الإعلام الجديدة وتطلع الشباب لها بكثافة عالية، اختلت منظومة القيم تماما.

وتابعت د. ثريا: إذا قامت كل الجهات السابقة بدورها الحقيقي، وكانت هناك توعية جادة للنشء والشباب للاستمساك بصحيح الدين وتفعيله، وتم تجديد الخطاب الديني بما يتفق مع روح الدين وطبيعة العصر، فبالتالي يمكن استعادة الأخلاقيات الغائبة للمجتمعات مرة أخرى.

القدوة وخلق القرآن

بينما أوضح د. علاء نصير، أستاذ العلاقات العامة بجامعة الأزهر، أن اختلال القيم في المجتمعات سببه البعد عن صحيح الدين، مشيرا إلى أن الأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة، وليست ثوبا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى شاء، بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان، ذلك أنها {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (الروم:30)، بينما الأخلاق السلبية التي ظهرت في المجتمعات سببها غياب القدوة الصالحة، قال سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (آل عمران:31)، فاتباع الرسول " صلى الله عليه وسلم" واقتفاء أثره والسير على طريقه توصل إلى مكارم الأخلاق، بينما البعد عن منهاجه " صلى الله عليه وسلم" يعني القرب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وفي القلب من ذلك سيئ الأخلاق.

وأضاف أن المشروع الأخلاقي يجب أن يكون في السلوك والعمل وليس مجرد شعارات أو كلمات، فقد ورد أن السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن أخلاق النبي " صلى الله عليه وسلم" فقالت: «كان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه».

الاستمساك بصحيح الدين

في الاتجاه ذاته، يؤكد الشيخ مصطفى عبدالرحيم جاد الرب، مدير عام الوعظ والإرشاد الديني ورئيس لجنة الفتوى بالوادي الجديد، أن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، وقد خص الله - جل وعلا - نبيه محمدا " صلى الله عليه وسلم" بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب، فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4). وورد عنه " صلى الله عليه وسلم" أنه قال: «أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق». وقد عد النبي " صلى الله عليه وسلم" حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال " صلى الله عليه وسلم" : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا».

وأشار إلى أن من يسر الإسلام أن المسلم مأمور بالكلمة الهينة اللينة لتكون في ميزان حسناته، قال " صلى الله عليه وسلم" : «والكلمة الطيبة صدقة»، وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئا، له بذلك أجر، قال " صلى الله عليه وسلم" : «وتبسمك في وجه أخيك صدقة».

وأضاف أن على المسلم الذي يريد أن يقتدي بنبيه " صلى الله عليه وسلم" في حسن الخلق أن يكون كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، برا، وصولا، وقورا، صبورا، شكورا، راضيا، حليما، رفيقا، عفيفا، لا لعانا ولا سبابا، ولا نماما ولا مغتابا، ولا عجولا ولا حقودا ولا بخيلا، ولا حسودا، يحب في الله، ويرضى في الله، ويغضب في الله، يتسم بالرفق في كل شيء، حتى مع الحيوان، فقد حذر النبي " صلى الله عليه وسلم" من إيذاء الحيوان حتى ولو بمنع الطعام عنه فقال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض».

وفي المقابل، فإن أصل الأخلاق المذمومة كلها في الكبر، والمهانة، والدناءة، والعجب، والحسد، والبغي، والخيلاء، والظلم، والقسوة، والتجبر، والإعراض، والاستنكاف عن قبول النصيحة، والاستئثار، وطلب العلو، وحب الجاه والرئاسة، وأن يحمد بما لم يفعل.. وأمثال ذلك كلها ناشئة من الكبر. وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير الله، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس. وإن من سوء الخلق بذاءة اللسان، فعن علقمة عن عبدالله قال: قال " صلى الله عليه وسلم" : «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء». وانتهى إلى أن الاستمساك بالدين الحنيف هو السبيل المستقيم لاستعادة الأمة أخلاقها المحمدية النقية.

حسن الخلق من الفطرة السليمة

بدورها، قالت خبيرة الإتيكيت دينا علي ماهر، إن اختلال القيم والأخلاقيات الصحيحة يرجع إلى أسباب عديدة، من أبرزها غياب التنشئة السليمة والدور السلبي الذي تمارسه وسائل الإعلام، لاسيما من خلال الدراما التليفزيونية التي صهرت القيم الحميدة التي تربت عليها الأجيال السابقة واستبدلت بها منظومة من الممارسات السلبية، وسمتها بغير أسمائها، فالخداع مثلا يسمونه ذكاء اجتماعيا.. وهكذا.

وأشارت إلى أن كل صفة طيبة وجميلة، مثل حسن الخلق، واحترام الكبير والعطف على الصغير، والإفساح في المجالس، وآداب الحديث، وآداب الطعام، وآداب النظافة وحتى دخول الخلاء، كلها سلوكيات مستمدة من صحيح الدين الإسلامي الحنيف، وبالطبع نقيض هذه السلوكيات من سوء الخلق، ورفع الصوت والسباب ولعن الآباء والأمهات وكذا الخيانة والتكبر، وسوء الأدب مع الكبير أيا كان، والدا أم معلما أم جارا وغير ذلك، كل هذا من الصفات الممقوتة التي تتنافى مع الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها.

وشددت على ضرورة التصدي لكل ما يفسد أخلاقيات المجتمع، والبدء في وضع مناهج تعليمية تعلي من شأن القيم والأخلاق وتتصدى لكل ما يتعارض معها، وتنفيذ برامج تليفزيونية للتوعية بأهمية السلوكيات الحميدة للأطفال والشباب والعائلة، بالإضافة إلى زيادة الموضوعات التي تتحدث عن الإتيكيت والقيم والسلوكيات التي حثنا عليها الرسول " صلى الله عليه وسلم" كما في قوله: «أفشوا السلام بينكم»، وقوله " صلى الله عليه وسلم" : «تهادوا تحابوا».. إلى غير ذلك من النصائح النبوية التي تسمو بأخلاقياتنا، ومن أبسطها وأجملها: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

الشيخ مصطفى: الاستمساك بالدين هو السبيل المستقيم لاستعادة الأمة أخلاقها النقية


مظاهر حسن الخلق


< إفشاء السلام: فذلك مما يزيل الحواجز النفسية ويقرب القلوب. قال " صلى الله عليه وسلم" : «ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «أفشوا السلام بينكم».

< البشاشة والابتسامة: تعطي شعورا بالرضا من كلا الطرفين. قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «تبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة». وقال جرير "رضي الله عنه" : «ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي».

< المصافحة بحرارة: فقد كان رسول الله إذا صافح أحد الصحابة يظل ممسكا بيده.

< الكلمة الطيبة: فالكلام الطيب هو كرم ليس فيه نفاق. قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «الكلمة الطيبة صدقة».

< عدم الحديث إلا بما فيه مصلحة وخير: قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».

< عدم التناجي: فذلك مما يزرع الكراهية في القلوب، قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «لا يتناج اثنان دون الثالث».

< عدم الخوض فيما لا يعني الإنسان: فمن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه. قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

< حب الخير للآخرين وعدم الحسد: فالحسد من أخطر المعاول التي تهدم الروابط الاجتماعية.

< عدم احتقار الآخرين: فقد كان " صلى الله عليه وسلم" يسلم على الكبير والصغير، وقد قال " صلى الله عليه وسلم" : «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

< الكف عن ذكر عيوب الناس: فذلك مما يجعل الآخرين يكفون عن تصيد عيوبك، كما قال الشاعر:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلك عورات وللناس ألسن

< مراعاة نفسيات الآخرين: نفوس الناس تختلف من شخص إلى آخر، فهناك من هو حساس وهناك من هو غير ذلك، فعلينا أن نراعي هذا الجانب.

< عدم جرح مشاعر الآخرين في ذكر ما لا يملكون: فهذا من شأنه أن يقوض الصداقة ويهدم عرى المودة والألفة.

< الهدية: وهي من أفضل الطرق لتجديد المودة وإنهاء ما قد يترسب في قلوب بعض الأصدقاء بسبب تصرف ما.

< السماحة واللين وعدم التعصب للرأي.

< الكمال لله وحده: فإرضاء الناس غاية لا تدرك وكثرة العتاب تنفر.

د. حجاب: الانفتاح على الحضارات المختلفة قوض أخلاقياتنا والحل يبدأ من الأسرة

غياب التنشئة وراء تراجع الأخلاق

أكد الشاب أحمد مصطفى أيوب، الطالب بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أن الأخلاق فطرة في الإنسان السليم، لكن هذه الفطرة تتعرض للعديد من العوامل التي تسببت في إفسادها، مؤكدا أن الإعلام وغياب دور الأسرة هما السبب الرئيسي في تراجع الأخلاقيات.

في الاتجاه ذاته، قالت هند عماد، طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن التطور التكنولوجي استُخدم الجانب السيئ منه، كالتنصت والمعاكسة وتتبع الآخرين وتصويرهم من دون إذن، مشيرة إلى أن غياب الأخلاق مسؤولية جماعية للأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والمجتمعية.

وهو ما ذهبت إليه أيضا نورهان حسين، طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، مؤكدة أن السبب وراء تراجع أخلاقيات المجتمع هو افتقاد القدوة الحسنة وانعدام التنشئة الاجتماعية الصحيحة، وسلبية المناهج التعليمية والقائمين عليها.

د. البدوي: إصلاح المؤسسات الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والإعلام أولى خطوات العلاج

دينا: علينا استعادة أخلاقيات الرسول " صلى الله عليه وسلم" كإفشاء السلام والتهادي والتبسم