قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه رأى موسى قائماً يُصَلِّي في قبره ليلة الإسراء، ورآه في السماء السادسة أو السابعة. ((((فالروح كانت هناك، ولها اتصالٌ بالبدن في القبر، وإشرافٌ عليه، وتعلّقٌ به))))، بحيث يُصَلِّي في قبره، ويردّ سلامَ من سلّم عليه، وهي في الرفيق الأعلى.

ولا تنافي بين الأمرين، فإن شأنَ الأرواح غير شأن الأبدان. وأنت تجد الروحين المتلائمتين المتناسبتين في غاية التجاوز والقرب، وإن كان بين بدنيهما بُعْدُ المشرقين. وتجد الروحين المتنافرتين المتباغضتين بينهما غاية البُعد، وإن كان جسداهما متجاورين متلاصقين.اهـ
كتاب "الروح" ١ / ١٢٧ - ١٢٨



ثم ذكر بعد ذلك كلاماً لشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله



قال ابن تيمية رحمه الله:

المجيء والإتيان والصعود والنزول توصف به روح الإنسان التي تفارقه بالموت، وتسمى النفس، ......

وليس نزول الروح وصعودها من جنس نزول البدن وصعوده؛ فإن روح المؤمن تصعد إلى فوق السماوات ثم تهبط إلى الأرض، فيما بين قبضها ووضع الميت في قبره .
وهذا زمن يسير لا يصعد البدن إلى ما فوق السماوات ثم ينزل إلى الأرض في مثل هذا الزمان .

((((وكذلك صعودها ثم عودها إلى البدن في النوم واليقظة)))).

ولهذا يشبّه بعض الناس نزولها إلى القبر بالشعاع -شعاع الشمس-، لكن ليس هذا مثالاً مطابقاً.

فإن نفس الشمس لا تنزل، والشعاع الذي يظهر على الأرض هو عرضٌ من الأعراض يحدث بسبب الشمس، ليس هو الشمس ولا صفة قائمة بها، والروح نفسها تصعد وتنزل. اهـ

مجموع الفتاوى ٥ / ٤٣٧ - ٤٣٨
م