الموسيقى مفتاح الزنا



هناء المداح





لا شك أن الغناء والموسيقى هما مفتاح الزنا وكل العلاقات المحرمة الآثمة المنتشرة في العالم كله..

فبهما تزول لذة الأيمان ويصعب تدبر وفهم القرآن وخشوع الجوارح، وبهما تقسو القلوب وتغلّف بالسواد، فلا يستطيع مدمن سماع الأغانى والموسيقى فعل طاعة ولا اجتناب معصية.. فإن لم يكن تاركًا للصلاة فهو مقصر في أداءها فضلًا عن هجره لكتاب الله وعدم الالتزام بتطبيق السنة واتباعها!..

فلم يتفشَ الغناء والموسيقى في مجتمع إلا وانتشر فيه التديّث أي عدم الغيرة على الأهل والمحارم وانتشرت فيه حفلات الخنا والرقص والاختلاط وكل ما يتبع ذلك من خمر وزنا ومخدرات..

وبهما أيضًا تنهار دعائم العفة والحياء، وبهما تشتعل القلوب وتلتهب الأحاسيس فيسعى من هو غارق فيهما مجتهدا في البحث عن ما يشبع له هذه العواطف والمشاعر بكل الطرق الممكنة والمحرمة، بالحب والهيام وبالجنس والغرام.



إن الغناء والموسيقى آفة المجتمعات المسلمة وهما من أكبر أسباب انحطاطها بل هما وراء معظم البلاء، لما يتضمنه هذا الغناء من وصف لمحاسن ومفاتن المرأة ومشاعر العشق والهوى..

ومن أدلة تحريم الغناء في القرآن والسنة:



1- قال تعالى: {ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين} آية 6 سورة لقمان.

قال ابن مسعود: هو الغناء، وأعلى تفسير عند أعلام المفسرين هو تفسير الصحابة، وابن مسعود من أصحاب رسول الله، وعن سعيد بن يسار قال: سألت عكرمة عن لهو الحديث فقال: هو الغناء، وكذلك قال الحسن وسعيد ابن جبير وقتادة أصحاب النبي عليهم رضوان الله: إنّ لهو الحديث هو الغناء،



2- وقال جل شأنه: {أَفَمِن هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)} سورة النجم.

معنى سامدون أي وأنتم تغنون،

وقال مجاهد: هو الغناء، سمد فلان إذا غنى.



3- قال عز وجل: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}. آية 64 سورة الإسراء،

عن سفيان الثوري عن مجاهد: واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال: هو الغناء،



4- ((عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَتَبْكِي أَوَلَمْ تَكُنْ نَهَيْتَ عَنِ الْبُكَاءِ قَالَ: لاَ وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ صَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ ))



5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة".



ولمن يريد الوقاية والعلاج والسلامة في دينه وعافيته عليه بالابتعاد عن سماع الأغانى والموسيقى حتى تتطهر جوارحه ويرق قلبه ويعمر بالإيمان.. ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.