•• الحديث رقم *(2663)* :

عن أبي رافع عن رسول الله ﷺ قال:

" *لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه أمر مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول : لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه* ".

*هذا حديث حسن*


•• قال المباركفوري في تحفته :

[ • قوله : ( *لا ألفين* ) بالنون المؤكدة من الإلفاء *أي لا أجدن* ..... والمراد نهيهم عن تلك الحالة على سبيل المبالغة ( *متكئا على أريكته* ) أي: سريره المزين بالحلل والأثواب في قبة أو بيت كما للعروس، يعني: الذي لزم البيت وقعد عن طلب العلم ، قيل المراد بهذه الصفة الترفه والدعة كما هو عادة المتكبر المتجبر القليل الاهتمام بأمر الدين ( *فيقول لا أدري* ) أي لا أعلم غير القرآن ولا أتبع غيره أو لا أدري قول الرسول ( *ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه* ) ... يعني : الذي وجدناه في القرآن اتبعناه وما وجدناه في غيره لا نتبعه ، أي: وهذا الأمر الذي أمر به عليه الصلاة والسلام أو نهى عنه لم نجده في كتاب الله فلا نتبعه ، والمعنى : *لا يجوز الإعراض عن حديثه عليه الصلاة والسلام لأن المعرض عنه معرض عن القرآن* قال تعالى : { *وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا* } وقال تعالى { *وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى* } ،
وأخرج الدارمي عن يحيى بن كثير قال : *كان جبرائيل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن* . كذا في " الدر " ذكره القاري في " المرقاة " .

• وهذا الحديث دليل من دلائل النبوة وعلامة من علاماتها فقد وقع ما أخبر به، فإن رجلا قد خرج في الفنجاب من إقليم الهند وسمى نفسه *بأهل القرآن* وشتان بينه وبين أهل القرآن *_بل هو من أهل الإلحاد_* *وكان قبل ذلك من الصالحين فأضله الشيطان وأغواه وأبعده عن الصراط المستقيم فتفوه بما لا يتكلم به أهل الإسلام* فأطال لسانه في رد الأحاديث النبوية بأسرها ردا بليغا ، وقال هذه كلها مكذوبة ومفتريات على الله تعالى وإنما يجب العمل على القرآن العظيم فقط دون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كانت صحيحة متواترة ومن عمل على غير القرآن فهو داخل تحت قوله تعالى : { *ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون* } وغير ذلك من أقواله الكفرية وتبعه على ذلك كثير من الجهال ، وجعلوه إماما وقد أفتى علماء العصر بكفره وإلحاده وخرجوه عن دائرة الإسلام والأمر كما قالوا ].