هل تعرف لماذا تعيش؟



هدى محمد نبيه





هل تعرف لماذا تعيش؟، وما الذي قدمته للحياة؟، وما هي الأهداف التي تستهدفها في حياتك؟، وما هي الوسائل التي يجب عليك استخدامها لتحقيق تلك الأهداف؟، الكثيرين تمر أيامهم وتمر أعمارهم ويكتشفون فجأة أن العمر قد مضى
دون أن يصنعوا شيئا، فالإنسان الطبيعي لا يستطيع أن يعيش في جو من الفراغ بلا هدف في حياته كما يعيش الحيوان، فالحيوان يعيش حياته بلا هدف، كل ما يهمه ويعنيه هو المحافظة على حياته، أما الإنسان فيكون له أهداف وغايات أخرى غير المحافظة على حياته، فيكون له أهداف وآمال وطموحات وخططا مستقبليه يسعى لتحقيقها، ولكن تختلف الشخصيات وتتباين فهناك أناس يعرفون لماذا يعيشون ويخططون لكي يحققوا ما يعيشون لأجله، إلا أن هناك بعض الشخصيات التي تتسم بالضعف والتي لا تعرف لماذا تعيش، فلن تجد لها هدفا أو مبدأ تعيش لتحقيقه وإثباته، فتجدها دائما مشوشة الرؤية ضعيفة الشخصية.


أرى منكم من يتساءل عن الأسباب وراء إصابة بعض من الشخصيات بهذا الضعف والتشويش في الرؤية؟، ويمكننا أن نحدد ثلاثة أسباب ألا وهى:

1 – النقص في الخبرات والمهارات الحياتية، فالمهارات تعنى ببناء شخصية الفرد وتجعله قادر على تحمل المسؤولية والتعامل مع مقتضيات الحياة اليومية على مختلف الأصعدة الشخصية والاجتماعية والوظيفية، و تجعله على قدر ممكن من التفاعل الخلاق مع مجتمعه ومشكلاته، أما النقص في تلك المهارات تصيب الإنسان بنوع من الضعف في التعامل مع ما يدور حوله من مشكلات.

2 – الافتقار إلى الحنكة الاجتماعية، ذلك أن تمرس الفرد بعلاقات اجتماعية متعددة وخصبة يكسبه خبرة في العلاقات التي يفتقر إليها المنزوي في ركن قصي عن المجتمع أو ذلك الذي يقتصر على نوعيات محدودة من العلاقات الاجتماعية، كمن يقصر تعاملاته مثلا على الفئة المثقفة أو الغنية من الناس، فالشخص الذي يفتقر إلى العلاقات الاجتماعية المتنوعة ينظر للحياة دائما من اتجاه واحد.

3 – التوقف عن مسايرة ركب الحياة، فالشخصية المشوشة ضعيفة الرؤية تجدها لا تساير التطور، ويكون لها نمط محدد ثابت تعيش عليه لا يتغير مهما تغيرت الحياة من حوله، فهو لا يرى إلا ما يريد رؤيته من أحداث يوميه متكررة أما المستجدات فيتغاضى عنها وكأنها في عالم آخر لا علاقة له بها .

ولنعود مرة أخرى لسؤالنا، لماذا نعيش وما الذي قدمناه للحياة؟، وأجيب بأنه المطلوب مننا الكثير جدا، مطالبون بعمران هذه الأرض، وتركها أجمل مما كانت عليه حال قدومنا ،وإضفاء جوانب جميله فيها، وليس الأعمار هنا بالتشييد والبناء فقط وإنما بنشر العلم والفضيلة والاستعلاء على مطامع الدنيا وزخارفها، فلو أن كل واحد منا تعهد لنفسه أن يجمل وينمق الجزء الذي يحتله في العالم، فالمسكن يكون نظيفا راقيا مهما كان متواضعا، والأسرة تكون مثالا للعلم والأخلاق والأدب، والسلوك ينضح بالجميل من الأفعال..وبهذا نكون قدمنا الكثير للحياة وتركناها أجمل مما كانت عليه حال قدومنا..