العلاقات الإنسانية مفتاح نجاحك في العمل



هدى محمد نبيه





قرر احمد في أول يوم عمل له أن يهتم بعمله اهتماما بالغا، فوضع كل اهتمامه وتركيزه في عمله، فكانت النتيجة خروج عمله على أكمل وجه وبدقه كاملة، وارتفع معدل إنتاجيته في وسط زملائه في فترة وجيزة، مما جعل رؤسائه في العمل يثنون عليه ثناءاً بالغاً، إلا أن رؤسائه لفتوا نظره إلى انه عضو في فريق عمل جماعي، فرغم المهارات التي أظهرها أحمد في عمله إلا انه لم يعبء بتحسين علاقته الإنسانية مع زملائه في العمل، مما قد يخلق عندهم نوعا من الأحقاد الداخلية، فهو لم يتعلم أن جهوده المضنية لتحقيق أهدافه الشخصية، سيكون له تأثير سلبي على إنتاجية الآخرين.

بعض الأشخاص لا يقدرون المشاكل التي قد تنجم عن ضعف العلاقات الإنسانية، ويصرون على التركيز على الإنتاجية الفردية ويتجاهلون أنهم أعضاء في فريق عمل جماعي لا يعمل بكفاءة إلا عند التركيز على العلاقات الإنسانية، فالكثيرون يمتلكون الذكاء الفني، ولكن ينقصهم الذكاء من ناحية العلاقات الإنسانية، والسبب هو أنهم لا يدركون أن مجرد معرفة كيفية أداء العمل ليست هي مفتاح النجاح.

ولكي تكون علاقاتك الإنسانية ذكية، يجب أن تحافظ على علاقات التعاون مع جميع أفراد الشركة من موظفين ورؤساء، كما يجب أن تحافظ على قنوات الاتصال مفتوحة وسليمة.

كيف تتواصل مع زملائك في العمل:

الاتصال هو عملية سلوكية تنطوي على انتقال المعلومات وتبادل الأفكار والآراء من اجل تصور أو فهم الأمور بين شخص وآخر أو بين شخص وآخرين، والاتصال يحتاج إلى طرف مصدر وطرف مستقبل وقناة اتصال ثم تنتقل الرسالة مضمون الاتصال وتلعب العلاقة بين المرسل والمستقبل دور في وصول الرسالة وكذلك الاختلافات في المستويات الثقافية والتعليمية، ويتم التواصل مع زملاء العمل بإحدى الطرق الآتية:

* الاتصال الشفهي، وهى الطريقة الاعتيادية لبدء أية علاقة هامة.

* الاتصال المتكرر سواء عن طريق المواجهة أو الهاتف، ويكون ذلك في أوقات غير أوقات العمل.

تغيبك المستمر عن العمل يفسد علاقتك بزملائك:

يعتبر التأخر المستمر عن العمل أو التغيب دون عذر من أهم الأسباب التي تؤدى إلى إفساد العلاقات في العمل ويرجع ذلك للأمور الآتية:

* فقدان ثقة الرؤساء في الموظف نتيجة لكثرة تغيبه مما يؤدى إلى تعطيل العمل.

* التغيب المستمر عن ممارسة مسؤوليات العمل يدفع الزملاء إلى تصيد الأخطاء، نتيجة لتحملهم مسؤوليات أكثر من مسؤولياتهم .

* التأخر في الترقية مما يجعل الموظف اقل مرتبه من زملائه الملتزمين، مما ينشئ نوع من الغيرة والحقد داخل النفس.

* الموظف كثير التغيب أو التأخير يكون عرضه دائما للتسريح من العمل، وذلك نتيجة لعدم التزامه.

العلاقات الطيبة تزيد الإنتاج في العمل:

إن أجواء العمل الجيدة والطيبة من شأنها تحسين الأداء لدى الموظفين والعمال في الشركات والمصانع، والتواصل الاجتماعي والعلاقات الطيبة بين الزملاء في العمل يمكن أن تزيد إنتاجية العامل الأقل كفاءة، ولقد أكد الإسلام على أهمية العلاقات الطيبة بين الناس، يقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: 13.

أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان مثالاً للعلاقات الطيبة، فلم يكن يغضب إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله، ولم يكن يشتم أو يضرب أو يتكبر، وكان يساعد الآخرين بل كان يقول: (من نفَّس كربة عن مسلم نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، وفي حديث عظيم اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة هو "حسن الخلُق" بل قال: (إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً)..

فانظروا معي إلى هذه التعاليم التي تهدف لبناء أفضل وأرقى أنواع العلاقات الإنسانية داخل العمل وخارجه واجعلوا منها نبراسا لكم تهدوا به في علاقتكم..