مكارم الأخلاق
فيصل يوسف العلي



اعتنى الناس بأمر التربية، عناية لم يسبق لها مثيل في جميع العصور، وأصبحت مسائلها هي الشغل الشاغل للقائمين بأمر الإصلاح في الأمم المتطورة، لأنها أثبتت الدعائم التي تبنى عليها أسباب الرقي والفلاح.

وإنه لمن الكمال اللائق بالمجتمع المسلم أن يكون بناؤه على مكارم الأخلاق وترك مساوئها، وقد ساءت وكثرت في هذا الزمن لسهولة نشرها، وتعدد طرق وصلها، وغياب القدوة.

وقد حثت الشرائع على المكارم، فالقرآن والسنة يضمنان النجاح لأي أمة تسير على منهاجهما، فالأخلاق ليس الغرض منها معرفة كيف يعيش الإنسان، بل معرفة كيف يجب أن يعيش.

والتربية - كما هو معلوم - تعهد الشيء ورعايته بالزيادة والتنمية والتقوية، وهي في الإسلام تجمع بين تأديب النفس، وتهذيب الروح، وتثقيف العقل، ولها رسائل عدة، وإذا صلحت سبل التربية صلح أمر التعليم.

وعلينا بالتوجيهات الشرعية، وتقييد الألسن عن اشتغالها بالأباطيل، وخوضها في أوحال القال والقيل، فإن اللسان أعظم الأعضاء ضررا، وأشدها خطرا، إن لم يتعاهده صاحبه أوقعه في المهلكات، وجلب إليه الآفات، فرحم الله امرءًا حفظ جوارحه ولسانه، وأصلح حاله قبل تورطه وارتحاله.