الموضوع: الحق سينتصر مهما طال الزمن او قصر والعزة والتمكين للاسلام

سأل الطلاب شيخهم العلامة :
مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُور
المتوفى سنة 1393هـ رحمه الله
*ما الفرق بين قوله تعالى :
( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره) التوبة ..
وقوله تعالى :
( يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره) الصف ؟..
فقال رحمه الله تعالى :
الفرق بين الآيتين هو كالآتي :
أن آية التوبة في الكفار ..
وآية الصف في المنافقين؛
فالكفار يحاربون الإسلام صراحة (يريدون أن يطفؤوا نور الله) .. ويأبى الله إلا أن يتم نوره .. الآية
وأما المنافقون فحربهم غير مباشرة فهم يعملون مشاريع وخطط وأساليب (ليطفؤوا نور الله) .. والله متم نوره .. الآية
فلما كانت إرادة الكفار صريحة قوبلوا بإرادة صريحة (ويأبى الله) ..
وأما المنافقون فلما كان قصدهم بمشاريعهم وخططهم إنقاص الدين قوبلوا بنقيض قصدهم
( والله متم نوره )، ..
وفي هذا بشارة لأهل الإسلام بالانتصار الدائم على أعداء الدين سواء كانوا ظاهرين أو مندسين .
فأبشروا فإن دين الله متين .
وأن الحق سينصر
وإن الله سبحانه وتعالى ليملي لظالم
حتى إذا أخذه لم يفلته إن أخذه أليم شديد .

...............
المنافقون يتخذون اليهود والنصارى أولياء ويساندوهم بالأقوال والأفعال وبالثروات والأموال ويطلبون المِنعة والغَلبة بهم ويبتغون النُصرة والعزة عندهم ..
ساء ما يحكمون ..
فإنه لمن السفاهة والجهل والغباء طلب المنعة ممن أذلهم الله وابتغاء العزة عند من ضرب الله عليهم المسكنة والصَغار ..
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ}
لقد جعل الله مثواهم هو الدرك الأسفل من النار .. ولكن : من نِعم الله على خلقه ومن سِعة رحمته وفضله أنْ جعل لهم توبة واستغفار ..
فإنْ آبوا إلى عقلهم ورشدهم وتابوا وأخلصوا دينهم لله وكانوا من المؤمنين الصادقين فسوف يغفر الله لهم إنه هو الغفور الرحيم ..
يقول العزيز الحكيم :
{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}
.....................

جزاك الله خيرا ونفع بكم ...