إذا أردتِ السعادة فأَسْعِدْي غيرَك



عادل عبدالله هندي









تُعد هذه القاعدة الذهبية من أهمّ النقاط والقواعد التي تساعد على الخروج من هموم الإنسان، وهو أن يقوم بمحاولة إسعاد الناس من حوله؛ فمن ينشر السعادة يسعد.

ومن يساهم في رسم البسمة على وجوه الآخرين يمكنه أن يبتسم ومن قلبه.

إنسان كريم حُقَّ له أن يسعد:

أَكْرِم بهذا الإنسان الذي يُدْخِل السرور على قلوب الناس، حتى عدَّهَا علماء الغرب بأنها من أعظم مباهج الحياة؛ يقولُ جون دولا برويد: "من أعظم مباهج الدنيا إدخال البهجة علي الآخرين". (1)

ويقول زورد ستار: "إِنَّ معاونة الناس ليست واجبًا محتومًا. ولكنها متعة تزيدك صحةً وسعادة"، ويقول بنجامين فرانكلين: "عندما تُسعد الناس تسعد نفسك". (2)

وهذه حقيقة - لا شك فيها -، ويكفي أن نبيَّ الله يوسف - عليه السلام - لمَّا جاءه أخوه الصغير، مع إخوته إلى مصر، وأجلسه بجواره- رغم ما فيه من هموم كثيرة، لعلَّ أصعبها المحنة النفسية في مشاعره تجاه إخوته، وقد قدموا عليه يطلبون ما يطلبون، ويتذكر – تمامًا - ما صنعوا فيه، منذ أن كان صغيرًا، وما ترتب على ذلك من مصائب ومحن كثيرة مرَّ بها في حياته - عليه السلام - وقال له كما ذكر القرآن الحكيم: {وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (يوسف: 69)، فها هو - عليه السلام - يحاول أن يُدخِل السعادة والسرور على أخيه، ويخفف عنه آلامه وأحزانه رغم ما فيه من الهموم.

يقول كارنيجي: "واعلم أن الانشغال بالناس لا يجديك خلاصًا من القلق والهموم فحسب، بل سيعينك على اكتساب أصدقاء جُدُد، والاستمتاع بأوفر قسطٍ من المتعة الحياتيةفإذا أراد الإنسان أن يُذْهِب عن نفسه الهموم والأحزان، فليصنع ما سبق، وهو - على سبيل الإيجاز -:

- بذل مزيد من الجهد لمساعدة الآخرين.

- الكف عن تذكير نفسك بمصابك، والنسيان نعمة.

- الانطلاق على السجية والطبيعة الخاصة.

- التحدث بالأحزان إلى صديق تثق فيه.

- تذرع بالإيمان.





(1) كتاب الصداقة (the Book of friend ship)ـ تأليف: سيندي هاينز، ص 221.

(2) دع القلق/ 211.


(3) دع القلق/ 211 (بتصرف).