الموضوع: برنامج تدريبي لأم متميزة

برنامج تدريبي لأم متميزة (1)



فاطمة عبد الرءوف



إنها أشرف مسئولية وأجل مهمة يقوم بها إنسان على وجه الأرض تلك هي مسئولية إعداد الكائن الإنساني للقيام بواجب الاستخلاف في الأرض وهل ثمة مقارنة بين تصنيع الحديد وتصنيع البشر.. هذه المهمة العظيمة الراقية شاءت إرادة المولى - عز وجل - أن يصطفيك أنت أيتها الأم للقيام بها وكم من نساء يتشوقون لها.. إنها تلك المهمة التي لو أتقنتها وأبدعت فيها لكنت أنت مفتاح النهضة الحضارية في الدنيا.

ومن أجل ذلك أقدم لك هذا البرنامج التدريبي لتكوني هذه الأم المتميزة، وهذا البرنامج يختلف عن مجرد قراءة مقال يحتوي معلومات لأننا سنحاول معا أن نحول هذه المعلومات إلى مهارات ومن ثم نتدرب على هذه المهارات حتى تتكون سلوكيات ثابتة.

الهدف من البرنامج:

الوصول لأفضل أسلوب في تربية أبنائك فتكونين بالفعل أم متميزة.

لابد قبل كل شيء من التفكير الجيد والعميق لهذا الهدف (أن تكوني أم متميزة) اسألي نفسك هل أنا فعلا أريد ذلك من أعماقي أم أن رؤيتي يشوبها الشك والتردد؟.. بمعنى هل أنا أؤمن فعلا أن مهنة الأمومة هي أعظم المهن على الإطلاق أم أن ضغوط المجتمع تجعلني أشعر أن الأمومة هذه مسألة فطرية هامشية أو ثانوية في حياة المرأة وأن العمل المأجور هو الذي يحقق كينونة المرأة وذاتها أكثر؟.

تأملي نفسك بصدق: هل تشعرين مثلا أن أمومتك هي عائق أمام تحقيق إنجازات حياتية أخرى ذات بريق كبريق المال أو المنصب؟، اصدقي نفسك فلابد من إيمان قوي لا يتزعزع بالهدف الذي تسعين إليه، أما إذا كنت لم تحسمي أمرك بعد فلن يفيدك هذا البرنامج.

فكري كثيرا في هدفك.. اغمضي عينيك وتخيلي أنك أصبحت بالفعل تلك الأم المتميزة وأن أبنائك أصبح كل منهم قمة في الأدب والدين والعلم وقادة لمجتمعهم وأنهم شخصيات متسقة مع نفسها يحملون راية هذا الدين ولا يكفون عن الدعاء لك والبر بك وأن الجميع يسألونك عن كيفية تربية أبنائك كي يقتدوا بك.. أريدك أن تتخيلي كم يبلغ أجرك عند الله - تعالى - عندما تنجحين في مهمتك هذه بعد أن تخلصي النية فيها وتجددين هذه النية عند كل عمل.

والأن احضري مفكرة وقلم واكتبي في صفحتك الأول هذا الهدف (أريد أن أكون أم متميزة إرضاءا لله تعالى)

ذكري نفسك بهذا الهدف كل يوم واقرأيه كلما فتحت تلك المفكرة لتتدربي على مهارة جديدة.

وكي نحقق هذا الهدف لابد من اكتساب عدد من المهارات ولابد من إتقان هذه المهارات بصورة تدريجية حتى تتحول لسلوك ثابت وهذه المهارات هي:

افخري بأنك أم

هذه هي المهارة الأولى التي سنعمل عليها فوسائل الإعلام المتغربة قلبا وقالبا تلح عليك وعلى النساء من أجل دور وظيفي لامع ونشاط سياسي حاد فيما يطلق عليه تمكين المرأة، وهم يقللون من مفهوم الأمومة ويعتبرونها مجرد وظيفة بيولوجية ينبغي أن تقلل إلى أقصى حد حتى لا تؤثر على مستقبل المرأة المهني وهم في أفضل الحالات يهونون عليك الأمر ويبسطون المهمة ويفرغونها من مضمونها بحيث لا تصبح مناط فخر واعتزاز.

والمطلوب منك ياعزيزتي تفعيل مفهوم الأمومة من جديد فانت أم أولا قبل أن تكوني معلمة أو طبيبة ضعي هذا في اعتبارك وتحدثي بهذا الأمر بصورة تلقائية مع غيرك من النساء والأمهات.. اعتبري الأمر دعوة واعتبريه أيضا تثبيتا للنفس وتذكير لها تحدثي عن مسئولية الأمومة خاصة في هذا التوقيت من تاريخ أمتنا رددي دائما الأم مدرسة.. قولي للجميع أنا أهز مهد طفلي بيميني وأهز عروش الطغاة بيساري.. اقرأي عن الأمهات العظيمات وحدثي غيرك من النساء عنهن الواجب العملي:

1ـ قولي لنفسك كل صباح أنا فخورة بكوني أم وهذا هو جهادي في الحياة.

2ـ استغلي أي فرصة وتحدثي للجميع عن نعمة الأمومة ويتأكد الأمر عندما تجلسين مع مجموعة من الأمهات المحبطات.

3ـ إذا كنت متفرغة وسألك أحدهم هل تعملين ؟ ردي بثقة إنني أم وهذه مسئولية ضخمة وإياك أن تقولي لا أنا مجرد ربة بيت.

4ـ إذا كنت تقومين بعمل مأجور فعرفي نفسك أولا بكونك أما قولي أنا أم وطبيبة مثلا.

الهدف من هذا الواجب العملي إعادة الأمور الفطرية المنطقية لنصابها الصحيح في مواجهة قوى العولمة النسوية الجهنمية وإذا كان الأمر قديما واضحا وضوح الشمس فالأمر اليوم بحاجة لتأكيد ودعاية وتذكير.

5ـ في المفكرة التي خصصتيها للتدريب على مهارات الأم المتميزة اكتبي:

المهارة الأولي الفخر بالأمومة

أنا أفخر بأمومتي لأجل:


1ـ........................... ......

2ـ........................... ......

3ـ........................... ......

ومن أجل ذلك قررت أن أقوم بالآتي :

1ـ........................... .......

2ـ........................... .......

3ـ........................... .......

وفي نهاية كل أسبوع قيمي أدائك ومدى ثقتك وفخرك ولا تتعجلي النتائج فقد تكونين راغبة فعلا في أن تكوني أم متميزة وراغبة فعلا بالفخر بهذه الأمومة ولكنك لا تجدين الشجاعة الكافية للتعبير عن ذلك خاصة في بعض الأوساط التي تعلي من قيمة العمل المأجور فلاتيأسي حاولي مرة بعد أخرى ..تقدمي ببطء لكن بعمق المهم أصري وستكتسبين هذه المهارة إن شاء الله تعالى.

فقه الأولويات

لكي تكوني أم متميزة لابد أن تكوني إنسانة ناجحة متوازنة فالأم الحقيقية إنسانة جميلة متسقة مع فطرتها تنبض بالحياة وتعطي لكل ذي حق حقه ولذلك فقد عرفت حق الأمومة.. والمهارة الثانية التي يجب عليك اكتسابها هي مهارة ترتيب أولويات حياتك وليس معنى أن أولوية تسبق أخرى أنه يلزم لها وقت أطول ولكن يعني أنها لابد أن تكون في بؤرة شعورك أولا ثم إن هناك تداخل بين هذه الأولويات فقد يكون العمل واحدا ولكن تتعدد فيه النيات وعلى سبيل المثال لاشك أن الأولوية الأولى في حياة المرأة المسلمة أن تعبد ربها حق عبادته ولكن العبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه وبالتالي فإنها سوف تحتسب كل ماتقوم به من عمل لإرضاء الله عز وجل لكن هذا لا يمنع من وجود ساعات بعينها مخصصة للصلاة والذكر وقراءة القرآن.

والان إلى الواجب العملي احضري مفكرة برنامج كيف نكونين أم متميزة واكتبي هذا سلم أولوياتي وأهم الواجبات فيه:

(أ) عبادة الله عزوجل


هذه هي الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس لذلك فهي أهم أولوياتي وسأبدا بالحفاظ التام على:

1ـ .............................. .................

2ـ........................... ......................

3ـ........................... ......................

4ـ........................... ......................

5ـ .............................. .................

(ب) حسن التبعل


هذا طريقي للجنة وهو يعدل حضور الجمع والجماعات والحج بعد الحج والجهاد في سبيل الله لذلك سوف ابدأ في الحفاظ على:

1ـ .............................. ...........

2ـ .............................. ...........

3ـ........................... ...............

(ج) تربية الأبناء


ولقد وضعت لك تربية الابناء بعد حسن التبعل لأن الأم الناجحة هي تلك الزوجة الناجحة فالاسرة الهادئة المتناغمة هي الخلفية الصحيحة للتربية السليمة ربما لا يستغرق زوجك الوقت الذي تستغرقه تربية أبنائك ولكن ينبغي ان تكون له الأولوية في بؤرة شعورك وذلك لاسباب شرعية فالكثير من النصوص تؤكد أن حق الزوج هو أعلى الحقوق البشرية ولأسباب نفسية متعلقة بقوامة الرجل ولأسباب تربوية وهي البيئة الصحية للتربية ولأهمية تفعيل دور الأب في عملية التربية وعندما تنتهين من قراءة البرنامج سيكون واضحا لك ماهي المهارات الأكثر أولوية في قضية التربية ولكن سجلي الآن أنت بنفسك هذه الواجبات ثم عدليها بعد ذلك إن شئت :

1ـ .............................. .........

2ـ........................... .............

3ـ .............................. .........

(ج) بر الوالدين وصلة الأرحام


لست بحاجة أن أحدثك عن فضل بر الوالدين وصلة الأرحام فليس معني أنك أما وزوجة أن تهملي وتقصري في هذه الحقوق خاصة عند الحاجة كمرض أحدهم وغير ذلك وسيكون في نفس أولوية تربية أبنائك ..انظري أنت من هذا الواجب وسجلي في مفكرتك ساقوم بهذه الأمور من أجل بر الوالدين وصلة الأرحام

1ـ........................... .....................

2ـ........................... .....................

3ـ........................... .....................


(د) مهام المنزل


سواء كنت تقومين بها بنفسك أو تفوضين أحدا لمساعدتك أو أن أبنائك قد وصلوا لمرحلة يستطيعون فيها مساعدتك فأنت في النهاية مدبرة أمر هذا المنزل وراعية البيت ومسئولة عن رعيتك لذلك حددي واجاباتك التي ستحرصين عليها:

1ـ........................... ...................

2ـ........................... ....................

3ـ........................... ....................

(هـ) مهام الوظيفة أو العمل العام والدعوة


لكل امرأة في الحياة ظروفها وقدراتها ولا يمكن وضع إطار واحد لجميع النساء ولكن هناك مساحة مشتركة ذات أولوية بالغة فإذا كنت في وظيفة مهنية فاحتسبي عملك لخدمة هذا الدين وسد ثغرة في خدمة أخواتك المسلمات كتعليمهن أو تطبيبهن وهي وسيلة للدعوة إلى الله وإذا كنت تمارسين عملا عاما لخدمة أخواتك فأنت أيضا تسدين ثغرة عظيمة وماأحوجنا لجمعيات نسائية حقيقية نابعة من تربتنا تساند المظلوم وتعين الفقير وتؤوي المشردين وتداوي النفوس الجريحة وإن كنت داعية فليكن لك طموح عظيم ونظام دقيق ومراعاة لأولويات حياتك عموما وأيا كان العمل المبارك الذي تقومين به فلايصح أبدا أن يتقدم في سلم أولوياتك على النقاط التي ذكرناها لك سابقا وأوضحنا لك لماذا هي على هذه الدرجة من الأهمية والان احضري مفكرة البرنامج وسجلي أهم النقاط التي تريدين تحقيقها في هذا المجال:


1ـ .............................. ................

2ـ........................... ....................

3ـ........................... ....................

(و) إدارة الذات


ولقد ذكرت لك هذه النقطة كآخر الأمور ولكنها مقترنة مع كل ماسبق وربما متقدمة على كل ماسبق فمن لم يستطع إدارة ذاته لن يعبد ربه ولن يقوم بما عليه من مهام عظيمة.. لابد أن تهتمي بنفسك بحصولك على قسط كاف من النوم وطعام صحي وممارسة رياضية ولحظات تأمل وممارسة هواية محببة حتى تستطيعي أن تنجحي والآن سجلي أهم النقاط التي تريدين الالتزام بها مع نفسك:

1ـ .............................. ...................

2ـ........................... .......................

3ـ........................... ......................

4ـ........................... ......................


5ـ........................... ......................