موعظة ينبغي قراءتها



محمد عطية

موعظة ينبغي قراءتها :
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه و بعد :" هذه كلمات منقولة جمعها أحد الإخوة فأحببت نقلها و الله الموفق "
قال الخطيب البغدادي في كتابه اقتضاء العلم العمل: وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد ، والعمل الصالح ، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا ، وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي ، والرضى الميسور ، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل ، والمحروم ، وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب ؟!
وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما ؟!
وهل المغرم بحبها إلا ككانزها
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقهاكذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها ، وراعى واجباتها ، فلينظر امرؤ لنفسه ، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مخوف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والناقد بصير ، والله تعالى بالمرصاد ، وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
ص15-16.
قال سهل بن عبد الله : العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به .
وقال : الدنيا جهل وموات إلا العلم ، والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل كله هباء إلا الإخلاص ، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به. ص28-29.

قال مالك بن دينار : إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه ، وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا ، أو فخرا . ص32
قال حفص بن حميد : دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة ـ وكان كريما ـ فقال: أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع آلته ؟ فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب ؟
إن العلم آلة العمل ، فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟!
ص44-45.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار 4/123:
والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن نشر مثالب الأموات ، وسب من لا يدري كيف حاله عند بارىء البريات ، ولا ريب أن تمزيق عرض من قدم على ما قدم ، وجثا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم ـ مع عدم ما يحمل على ذلك : من جرح ، أو نحوه ـ أحموقة لا تقع لمتيقظ ، ولا يصاب بمثلها متدين بمذهب ، ونسأل الله السلامة بالحسنات ، ويتضاعف عند وبيل عقابها الحسرات ، اللهم اغفر لنا تفلتات اللسان ، والقلم في هذه الشعاب ، والهضاب وجنبنا عن سلوك هذه المسالك التي هي في الحقيقة مهالك ذوي الألباب.
قال الحافظ الذهبي : وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة ، ومسند أحمد بن حنبل ، وسنن البيهقي ، وضبط متونها ، وأسانيدها ، ثم لا ينتفع بذلك ؛ حتى يتقي ربه ويدين بالحديث ، فعلى علم الحديث ، وعلمائه ليبك من كان باكيا ، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية ، ولكنه نور يقذفه الله في القلب ، وشرطه الإتباع ، والفرار من الهوى ، والابتداع ، وفقنا الله وإياكم لطاعته . اهـ . سير أعلام النبلاء 13/323.
و الله الموفق .